المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصناف الناس عند الموت في القرآن الكريم


سمير عودة
08-09-2011, 11:17 PM
أصناف الناس عند الموت في القرآن الكريم

]((وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)))الواقعة
......................
فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) ] .الواقعة
صنف الله تعالى الناس عند الموت إلى ثلاثة أصناف وهم :
1. أصحاب الميمنة (أصحاب اليمين)
2. أصحاب المشأمة (أصحاب الشمال)
3. السابقون
دعونا نشاهد مصير كل صنف من هذه الأصناف :
1. السابقون :
((أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (25) إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا (26)))
نفهم من النص أن أناس هذا الصنف ، تبعثُ أنفسهم في أجساد جديدة فور موتهم إلى الجنات من غير حساب . يعني بلغتنا العامية (هؤلاء كارت بلانش عالجنة عِدِل) ، وقد قال عنهم الله تعالى في سورة الأنبياء آية 103:
(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)
أي أنهم لا يحضرون مشاهد يوم القيامة المفزعة ، ومن ضمن هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله (الشهداء):
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {171} ) آل عمران .
والدليل على أنهم لا يحاسبون إطلاقاً تؤكده الآيات 18 -32 من سورة الحاقة حيث لا يتم ذكرهم فيها وهي تتحدث عن حساب فئتين فقط :
1. أصحاب اليمين : هم الذين نجحوا في اختبار الدنيا ولكن علاماتهم كانت أقل من السابقين
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)
أي أنهم يسلّمون ويستبشرون بأخبار أهل الدنيا ونفوسهم في برزخها منعمة
.........................
ويوم القيامة يكون حالهم كما وضحته الآيات:
(( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) الحاقة
........................
2.أصحاب الشمال: هم الراسبون في اختبار الدنيا :

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) )) الحاقة
وهؤلاء قسمان :
أ‌) المجرمون : وهم المكذبون بآيات الله والضالون ، وهؤلاء لا يسألون عن ذنوبهم ،وتدخل أنفسهم في أجساد خبيثة ويعرضون على النار في الصباح والمساء كدأب آل فرعون ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) القصص 78 .
ب‌) الجاهلون منهم : وهؤلاء تبقى أنفسهم الخبيثة في برزخها إلى يوم الحساب حيث يحاسبون ويدخلون النار بعد ذلك
....................
بقي صنف رابع وهم أهل الأعراف:
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) الأعراف 46-53
.................
نفهم من ظاهر النص أن هنالك جماعة لها مميزات خاصة يعرفون بها وهو موجودون على منطقة مرتفعة ما بين الجنة والنار ، ويطمعون أن يغفر الله لهم ويدخلهم الجنة .
ولو تدبر كل منا الصورة الموجودة في الآيات أعلاه لأتضح له المشهد على النحو التالي :
1.هنالك حاجز بين الجنة والنار (حجاب)
2.هنالك وسائل إتصال لا نعرف كنهها ،بين أهل الجنة والنار وأهل الأعراف وأهل الجنة والنار أيضاً ،وهذا واضح من الحوار الذي سيجري بينهم .
3.ينظر أهل الأعراف إلى أهل النار مشفقين وخائفين وداعين الله تعالى أن لا يكون مصيرهم معهم فهم يطمعون برحمة الله ومغفرته ،ثم يتحدثون مع من كانوا يعرفونهم في الدنيا من أهل النار :
ما أغنى عنكم كفركم واستكباركم ؟ هأنتم دخلتم النار .
ثم يقال لأهل النار : هؤلاء الذين استكثرتم عليهم أن يدخلوا في رحمة الله وينالوا الجنة (يبدو أنهم كانوا أقل منهم شأناً في الدنيا) أدخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون .
4.حينما يرى أهل النار أن أصحاب الأعراف قد زحزحوا عن النار وأدخلوا الجنة يصرخون على أهل الجنة أن يفيضوا عليهم من الماء لتخفيف الحرارة الشديدة .ولكن حق عليهم القول .وحرم ذلك عليهم .
5. ماذا كان يفعل أصحاب النار ليستحقوا هذا المصير ؟:
* إتخذوا الدين لهواً ولعباً
* كانوا يجحدون بآيات الله أي لا يؤمنون بها ولا يطبقونها،وهذه الآيات تذكرنا بشكوى الرسول يوم القيامة على المسلمين الآخرين :
(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) الفرقان 30 .
ولا يمكن أن تكون هذه الشكوى على جيل الصحابة أو التابعين الذين كانوا مصاحف تمشي على الأرض؟
* أنكروا القرآن (الكتاب المفصل) ووضعوه على الرف كما يفعل أغلب المسلمين اليوم .يقرأون القرآن في الصلاة وعلى الموتى فقط،ولا يطبقون منه شيئاً ولا يتدبرون آياته ويستنبطون منها أحكاماً متجددة تناسب عصرهم .فتخلفوا عن ركب الأمم والحضارة للأسف بعد أن كانوا خير أمة أخرجت للناس.
* يبحثون عن شفعاء فيكتشفون أن الذي غرهم بأنه سيشفع لهم كان قبلهم في النار .[/SIZE]

الوليد دويكات
08-10-2011, 03:48 AM
رائع أستاذنا في تقديم هذه القراءة وهذا التحليل المُبسط المُيسر
جعله الله في ميزان أعمالك وأعمالنا
سعدتُ بما قرأت
أتابع قلمك وغوصك الجميل

مودتي

شاكر السلمان
08-10-2011, 09:46 AM
وأهل الأعراف هم من تساوت حسناتهم والسيئات

بوركت وجوزيت خيرا

جعلها الله لك في ميزان الحسنات

سمير عودة
08-11-2011, 06:06 PM
رائع أستاذنا في تقديم هذه القراءة وهذا التحليل المُبسط المُيسر
جعله الله في ميزان أعمالك وأعمالنا
سعدتُ بما قرأت
أتابع قلمك وغوصك الجميل

مودتي
.............................
أخي العزيز الوليد
جعل الله قراءتك هذه
في ميزان حسناتك
محبتي

سمير عودة
08-11-2011, 06:07 PM
وأهل الأعراف هم من تساوت حسناتهم والسيئات

بوركت وجوزيت خيرا

جعلها الله لك في ميزان الحسنات

.............................
ما أجمل هطولك العذب أخي العزيز شاكر
محبتي