عمر ابو غريبة
08-16-2011, 11:55 PM
سِفْرُ أبي الفداء
تثورُ بضِفّةِ العاصي حَماةُ=وليس لها من العاصي حُماةُ
يُمزقني على ملأٍ تملَّوا=بشاشتِهم يُدغدغُهم سُباتُ
أرى الأقطارَ ترمقُني بصمتٍ=وإشفاقٍ وترقبُني النُّعاةُ
كأن منيّتي حتمٌ بسيفٍ=على سَغَبٍ يغذّيهِ البُّغاةُ
نواعيرُ الردى ما انفكَّ تسقي=نجيعَ دمٍ وما يروي السُّقاةُ
على الأشلاءِ قد رقصوا سُكارى=كذلك يثملُ الدُّونُ الطُّغاةُ
وفي جرحي القديمِ جرتْ مُداهمْ=تُفتِّحُ ما تضمّنه الرفاتُ
هنا للموتِ نكهتُه قديماً=ولذعتُه إذا انتحبَ البُكاةُ
فما جفّتْ على جُدُري دماءٌ=لآباءٍ تَراشقَها الجُناةُ
يغصُّ مَدايَ بالشهداءِ حتى=تحيّرَني بقبلتِها الصلاةُ
فمِن كلِّ الجهاتِ أرى صبياً=على رجُلٍ تُزاحمُه فتاةُ
هنا قُتلوا هنا ذُبِحوا هنا في=زنازينِ الطُّغى والجِبتِ ماتوا
يُطلُّ الموتُ من جهةٍ لأخرى=كدائرةٍ توحّدُها الجهاتُ
وعادوا كي يُعيدوا دَورَ ماضٍ=تناقلَه مواريثَ الولاةُ
فأين همُ بنو أيوبَ عني=وقد لاثتْ بمُلكِهمُ الزناةُ
وأين أبو الفداءِ يخُطُّ سِفْراً=حديثَ العهدِ يرويهِ الثقاتُ
تحاصرُني الضِّباعُ غَداةَ صحوي=ويمنعُني قذى نومٍ ثَباتُ
أُدافعُ مِخرزَ العادي بكفٍّ=ويخشى عاريَ الكفِّ العُداةُ
يُغالبُني مُراغَمَةً وأنفي=أشَمٌّ من كرامتِه قناةُ
وأصفعُ جُبنَهم إن هم توارَوا=ويُسفرُ عن وجوههمُ الكُماةُ
ويحبوني من الإفلاسِ وعداً=وما تُغني وتخدعُني العِداتُ
يراني قِطّةً جزّارُ لحمي=يُصبِّرُها بحضرتِه فُتاتُ
تمسَّحَ بالبراءةِ ظُفرُ ذئبٍ=وليس يقرُّ للذئبِ الرعاةُ
فما عرف الكرامةَ مَن سَباها=ولا السجانُ أعجبَه انفلاتُ
وكم تحلو الشهادةُ في سبيلٍ=ويملُحُ في فمِ الصادي فُراتُ
فلولا يستحي وبنيَّ قَسراً=يغصُّ بهم على سعَةٍ شتاتُ
عوائلُ بالأسى تمشي رزايا=وكم داستْ على لغَمٍ حُفاةُ
تلوذُ بحدِّ جارٍ من قريبٍ=وتطردُها القواذفُ والمُشاةُ
فهل في الأرضِ جيشٌ حَزَّ شعباً=له ورَمَتْ بَنِيهِ الطائراتُ
يُشوّهُ صورتي خبرٌ دسيسٌ=وكم يغتالُ ثورتَنا افتئاتُ
وتأكلُ جَوقةٌ لحمي بِزورٍ= وكم يُردي فوارسَنا الرواةُ
أولئك مَن شَرَوا وطناً ببخسٍ=فما وَجبتْ على البيعِ الزكاةُ
وتطعنُني دمشقُ بسيفِ صمتٍ=ومن حلبٍ يُؤرقُني بَياتُ
تُناصرُ ثورتي مُدنٌ تناءتْ=وتخذلُني فوا أسفي لِداتُ
ولو تدري إذا أُكِلتْ بيومٍ=فيومَ الصمتِ إذْ أُكِلتْ حَماةُ
فمِن قدَرٍ إلى قدَرٍ مُشينٍ=تفِرُّ دمشقُ، أين لها النجاةُ
أنا علَمٌ وفوق الرأسِ نارٌ=تشِبُّ لظىً ليأتمَّ الهُداةُ
ثلاثينيةُ الذكرى انبعاثٌ=ومِن رحِمِ الردى تسخو الحياةُ
وأحرقتُ السفينَ فلا رجوعٌ=وقبّحتِ التراجعَ ذكرياتُ
تُلفّعُ حمرةُ الآفاقِ شمسي=مخاضاً تقتضيهِ مقدماتُ
ولا أطوي على نزفي ضماداً=فمنهُ تخصبُ الأرضُ المَواتُ
هو الفجرُ الذي يحدوه ليلي=فسَلْ عينيك هل كذبَ الحُداةُ
أُغيِّرُ وجهَ أسفاري وأمحو=رؤى أمسٍ لتكتبَها غَداةُ
تثورُ بضِفّةِ العاصي حَماةُ=وليس لها من العاصي حُماةُ
يُمزقني على ملأٍ تملَّوا=بشاشتِهم يُدغدغُهم سُباتُ
أرى الأقطارَ ترمقُني بصمتٍ=وإشفاقٍ وترقبُني النُّعاةُ
كأن منيّتي حتمٌ بسيفٍ=على سَغَبٍ يغذّيهِ البُّغاةُ
نواعيرُ الردى ما انفكَّ تسقي=نجيعَ دمٍ وما يروي السُّقاةُ
على الأشلاءِ قد رقصوا سُكارى=كذلك يثملُ الدُّونُ الطُّغاةُ
وفي جرحي القديمِ جرتْ مُداهمْ=تُفتِّحُ ما تضمّنه الرفاتُ
هنا للموتِ نكهتُه قديماً=ولذعتُه إذا انتحبَ البُكاةُ
فما جفّتْ على جُدُري دماءٌ=لآباءٍ تَراشقَها الجُناةُ
يغصُّ مَدايَ بالشهداءِ حتى=تحيّرَني بقبلتِها الصلاةُ
فمِن كلِّ الجهاتِ أرى صبياً=على رجُلٍ تُزاحمُه فتاةُ
هنا قُتلوا هنا ذُبِحوا هنا في=زنازينِ الطُّغى والجِبتِ ماتوا
يُطلُّ الموتُ من جهةٍ لأخرى=كدائرةٍ توحّدُها الجهاتُ
وعادوا كي يُعيدوا دَورَ ماضٍ=تناقلَه مواريثَ الولاةُ
فأين همُ بنو أيوبَ عني=وقد لاثتْ بمُلكِهمُ الزناةُ
وأين أبو الفداءِ يخُطُّ سِفْراً=حديثَ العهدِ يرويهِ الثقاتُ
تحاصرُني الضِّباعُ غَداةَ صحوي=ويمنعُني قذى نومٍ ثَباتُ
أُدافعُ مِخرزَ العادي بكفٍّ=ويخشى عاريَ الكفِّ العُداةُ
يُغالبُني مُراغَمَةً وأنفي=أشَمٌّ من كرامتِه قناةُ
وأصفعُ جُبنَهم إن هم توارَوا=ويُسفرُ عن وجوههمُ الكُماةُ
ويحبوني من الإفلاسِ وعداً=وما تُغني وتخدعُني العِداتُ
يراني قِطّةً جزّارُ لحمي=يُصبِّرُها بحضرتِه فُتاتُ
تمسَّحَ بالبراءةِ ظُفرُ ذئبٍ=وليس يقرُّ للذئبِ الرعاةُ
فما عرف الكرامةَ مَن سَباها=ولا السجانُ أعجبَه انفلاتُ
وكم تحلو الشهادةُ في سبيلٍ=ويملُحُ في فمِ الصادي فُراتُ
فلولا يستحي وبنيَّ قَسراً=يغصُّ بهم على سعَةٍ شتاتُ
عوائلُ بالأسى تمشي رزايا=وكم داستْ على لغَمٍ حُفاةُ
تلوذُ بحدِّ جارٍ من قريبٍ=وتطردُها القواذفُ والمُشاةُ
فهل في الأرضِ جيشٌ حَزَّ شعباً=له ورَمَتْ بَنِيهِ الطائراتُ
يُشوّهُ صورتي خبرٌ دسيسٌ=وكم يغتالُ ثورتَنا افتئاتُ
وتأكلُ جَوقةٌ لحمي بِزورٍ= وكم يُردي فوارسَنا الرواةُ
أولئك مَن شَرَوا وطناً ببخسٍ=فما وَجبتْ على البيعِ الزكاةُ
وتطعنُني دمشقُ بسيفِ صمتٍ=ومن حلبٍ يُؤرقُني بَياتُ
تُناصرُ ثورتي مُدنٌ تناءتْ=وتخذلُني فوا أسفي لِداتُ
ولو تدري إذا أُكِلتْ بيومٍ=فيومَ الصمتِ إذْ أُكِلتْ حَماةُ
فمِن قدَرٍ إلى قدَرٍ مُشينٍ=تفِرُّ دمشقُ، أين لها النجاةُ
أنا علَمٌ وفوق الرأسِ نارٌ=تشِبُّ لظىً ليأتمَّ الهُداةُ
ثلاثينيةُ الذكرى انبعاثٌ=ومِن رحِمِ الردى تسخو الحياةُ
وأحرقتُ السفينَ فلا رجوعٌ=وقبّحتِ التراجعَ ذكرياتُ
تُلفّعُ حمرةُ الآفاقِ شمسي=مخاضاً تقتضيهِ مقدماتُ
ولا أطوي على نزفي ضماداً=فمنهُ تخصبُ الأرضُ المَواتُ
هو الفجرُ الذي يحدوه ليلي=فسَلْ عينيك هل كذبَ الحُداةُ
أُغيِّرُ وجهَ أسفاري وأمحو=رؤى أمسٍ لتكتبَها غَداةُ