د.نبيل قصاب باشي
09-02-2011, 09:51 AM
فَقَطْ في بِلَادِي
د.نبيل قصاب باشي
في بلادي تُشْرِقُ الشمسُ منَ الغربِ .. وأحياناً إذا شاءتْ منَ
الشَّرْقِ تُغَرِّبْ
في بلادي أنبياءُ اللهِ يُغْتَالُونَ في المَنْفَى ولو كانوا ببطنِ الحُوتِ أوْ
كانوا بظَهْرِ الغَيْبِ مَوْتَى
في بلادي يُصلَبُ المصلوبُ لا يدري إذا ما شبَّهُوهُ بـ "يَسُوعٍ" أوْ
بـ " مَتّى"
في بلادي أنبياءٌ مثلُ "إبراهيمَ" تغدو النارُ إنْ أجَّتْ بهمْ يوماً
سلاما
وإذا شاؤوا أرادُوها ضِراما
في بلادي يُزْرَعُ القمحُ غداةَ الصيفِ كيْ نحصدَ بُنَّا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ القهوةَ السمراءَ تُجْنَى منْ
رمالِ البحرِ حيثُ الملْحُ يُجْنَى
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أن الصيفَ يغدو ـ إنْ تشأْ ـ
يوماً شتاءً أو إذا ما شئتَ يُمْسِي بينَ بَيْنَا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ اللهَ لمْ يخلقْ لنا إلّا يداً إنْ
شاءَ سُلْطَانُ السّلاطينِ وإنْ شاءَ غَدَتْ أنْفَاً وعينا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ الوجْهَ في رأسِي وأنَّ الرأسَ
في صدْري وأنَّ الصدرَ في ظهْري وأنَّ الظهرَ قدْ يغْدو ـ إذا ماشاءَ
ـ بطنا
في بلادي لا تسَلْ يوماً عنِ المخبوءِ في لَفْظٍ أو المخبوءِ في مَعْنَى
في بلادي يَخْرجُ المَيْتُ منَ المَيْتِ ويغدو الحَيُّ مَيْتا
وإذا ما شئتَ يغدو الصّمتُ صوتاً أو يصيرُ الصوتُ صمتا
وإذا ما شئتَ يغدو الكونُ بيتا
وإذا ما شئت يغدو العبدُ رباً أو يصيرُ الربُّ عبدا
نحنُ مَنْ يختارُ لونَ البحرِ والأمواجَ إنْ هاجتْ بنا جَزْراً ومَدّا
نحنُ مَنْ يختارُ في الخَلْقِ المُسمَّى والسّمَاتْ
نحنُ مَنْ يختارُ في الذّاِت الصّفاتْ
نحنُ كُنْهُ الذّاتِ في هذي الحيــاةْ
نحنُ مَنْ يختارُ في الكونِ الجهاتْ
نحنُ مَنْ يشطبُ أوربّا ويرميها ببحرِ الظُّلُمَاتْ
نحنُ في الإعرابِ جمْعٌ بلْ ضميرُ المُتكلِّمْ
أنتَ لا تفهمُ مثلي .. أنتَ تلميذٌ صغيرٌ وأنَا العلَّامةُ المَشهورُ
ذو الفَهْمِ وذو العِلْمِ المسمّى بـ"المُعلّمْ"
&&&&&
في بلادي تُشرقُ الشمسُ منَ الغربِ وأحياناً إذا شاءتْ من
الشرقِ تُغَرِّبْ
في بلادي ألفُ سجنٍ وأنا وحديَ سجَّانٌ ووحدي الآمرُ النّاهي بشعبي
ليسَ يَعنِينِي بنُو حِزْبي ورَبّي
أنتَ مَنْ أنتَ ؟!أمَا تفقهُ في الإعرابِ مدلولَ الخطابْ ؟!
أنتَ يا أنتَ ضميرٌ ـ لمَعَالينا ـ مُخَاطَبْ
وهُوَ ــ يا أنتَ ــ ضميرٌ في الغيابْ
"هُوَ" لا يعدو سوى "أنتَ" مُغيَّبْ
و أنا وحديَ جمْعٌ للضميرِ المُتكلِّمْ
وأنا وحديْ " المُعلِّمْ "
هو ذا كِرْشِي تَمَطَّى منْ حِمَى الشَامِ إلى أقْصَى المَغَارِبْ
لا أخافُ الغُولَ والعَنْقَــــاءَ والجِنَّ ولا السَّبْعَ العَجَائبْ
لا أخافُ الجُوعَ لا أخشى حِصارَ الغرْبِ مهما اشْتَطَّ في التهديدِ
مهما اشْتطَّ في قَمْعي وبطشِيْ
كلُّ أوربّا جَبالاً وبِحَاراً إنْ أنا جُعْتُ سأرميها بكرشِيْ
أنا ليْ كرْشٌ كبيرٌ منْ لحومِ الشعبِ مَحْشُوٌّ رَشَاوى
لُحمةُ الراشينَ تقوى بلحومِ المُرتشي
وَسَدَاها كلُّ أعمى ساهمٌ في أطرشِ
أنا ليْ كفٌّ كبيرٌ فإذا ما هَاجَ بيْ سُخطي صَفَعْتُ الأرضَ أَذْرُوها
نُثاراً مثلَ عصْفِ الرّيح في أكوامِ قَشِّ
فاسْمَعِي يا كلَّ أوربَّا بأني الماحقُ الشطّابُ "للنّاتُو" ولو غطَّتْ
حِمَاها كلَّ أطرافِ المدَى
أيُّها "النّاتُو" أنا وحدي ضَميرُ المتكلّمْ
لا "الكسائيُّ" نحَا نَحْوي ولا "قَطْرُ النّدى"
أنا وحْدي في المَدَى رَجْعُ الصّدَى
صوتيَ الصخّابُ في الكونِ .. ولكنْ صوتُ أوربّا مُوَاءٌ في المَدَى
جَعْجَعَاتٌ ومُكاءٌ وسُدَى
أنا وحديْ مُعْجَمُ الصّوتِ
وَوَحْديْ مُعجَمُ المَوْتِ
وَوَحْديْ شاطبٌ عِزْرِيلَ منْ أمْرِ الرَّدَى
&&&&&
في بلادي تُشرقُ الشمسُ منَ الغربِ ..
وأحياناً إذا شاءتْ منَ الشرقِ تُغَرِّبْ
في بلادي يُشْطَبُ الدّستورُ في طرْفةِ عينٍ قبلَ أنْ يرتدَّ عفريتٌ
منَ الجِنِّ تقصَّى نبأً منْ سِرِّ "بَلْقيسِ" اليمَنْ
في بلادي مجلسٌ للشعبِ .. لكنْ شعبُنا في مجلسِ المريخِ خلفَ
الكونِ في غَيْبٍ هُلاميٍّ يُسمَّى بالوطنْ
في بلادي يُقتَلُ الشعبُ ليحيا قائدُ الشعبِ المُفدَّى
في بلادي يجثُمُ الشُّبانُ في خدمةِ ضبّاطٍ ذوي طَيْشٍ بلا جَيْشٍ
أُعِدَّا
ليسَ يَعنيهمْ بِنَاءٌ أو وَلاءٌ للوطنْ
كلُّ ما يَعْنِيهُمُ في الأرضِ أنْ يحيا الوَثَنْ
فترى هذا امْتَطى سيّارةً سوداءَ أوْ ذاكَ اصطفاهُ الضّابطُ المغرورُ
حارسْ
في بلادي يدخلُ الطفلُ سجوناً قبلَ أنْ يدخلَ سنَّ الرُّشدِأو يحبو
لروضاتِ المدارسْ
في بلادي جامعاتٌ قِيلَ : لمْ تبلغْ سِوى خمسٍ ،، وفيها بَارجَاتٌ
منْ صُروحِ الأمْنِ لا يُحْصَى لها عدٌّ ولا مدٌّ طَواغيها أشاوسْ
في بلادي كلٌّ مُحتَجٍّ عميلٌ أو مُشاكسْ
وسوى المُحتجِّ إمّا ضاربٌ بالزّمْرِ أو بالطبْلِ أو في عُصْبةِ الخنّاسِ
خانسْ
في بلادي يشطحُ الإعلامُ في أنبائِهِ طولاً وعرضا
يتهجَّى كلَّ تُجَّارِ الحوارْ
وكلامُ الليلِ يمحوهُ النّهَارْ
كلُّ أفَّاكٍ يعضُّ الحرفَ يغتالُ الأمانيْ.. يقتلُ التاريخَ منْ خلفِ
السّتائِرْ
مسرحيَّاتٌ تَوالتْ وحوارٌ يَخْتُلُ الأحرارَ ،، والتّغريرُ في التّغييرِ
والتزويرُ في التقريرِ عنوانُ المُحَاوِرْ
مَنْ تُرَى يَخْلِطُ في دائرةِ الوَهْمِ المَحَاوِرْ ؟
كلُّ أبطالِ الرّواياتِ فُكَاهَاتٌ .. حِكَايَاتٌ .. أسَاطيرٌ .. فَتَاوَى ..
حاكها الرّاوي وقدْ ألغَى مكانَ القَصِّ واسْتَثْنَى زَمانَ القصِّ واستثنى الحوارْ
حُبْكَةٌ مجْنونَةُ التأليفِ والتّزييفِ والتّخريفِ لا "حنَّا ولا مِينَا"
تحرَّى واقعَ الأحداثِ والأجداثِ والرمزَ الشهيدْ
بعدَ هذا ما الذي ترجوهُ منْ أُكْذُوبةِ الرَّاوِي ومنْ أُلعوبةِ القَاضِي
ومنْ إِفْكِ "المُحَاميْ"و "الشُّهودْ" ؟
إيهِ يا جلَّادَ شَعْبِي
أيُّ رَبٍّ أنتَ كيْ تُعْبَدَ دونَ اللهِ رَبّي ؟
أيُّ رَبٍّ أنتَ تُرْجَى
هلْ يكونُ الرّبُّ وَحْشَاً بَطَلاً في شَحْذِ نابِ النَّهْشِ في نَعْشِ
المُسجَّى ؟
هلْ ستغتالُ البرَايا ؟
هلْ سَتَجْتَثُّ المُنَى ؟
املأِ الدُّنيــا ضَحَايا
احرقِ الأخضرَ واليابسَ لنْ تبقَى هُنَا
نحنُ شعبٌ قَهَرَ القَهْرَ يُغنّي حَشْرَجَاتِ الموتِ في عَصْفِ
الشَظَايا
أكلَ الصبرَ وَعَانَى في المُنَى طعْمَ المَنَايا
&&&&&
"أيُّها المبعوثُ فينا" ..
لمْ يزلْ يرنُو إليكَ الشَّوْقُ منْ خلفِ الثَّنايا
فَمَتَى ترنُو إلينا ؟
نحنُ ما زلنا نُناجي البَدْرَ منْ خلْفِ الغَمَامْ
هدَّنا صَمْتُ الظَّلَامْ
فأجِبْ "يا خيرَ دَاعْ"
وأعِدْ للأيكةِ الثَّكلى عَشيّاتِ اليَمَامْ
هاهنا يسقطُ حَبُّ الطّيرِ والظلُّ المُنَدَّى
هاهنا تسقطُ أعشاشُ الصَّباحَاتِ فقلْ ليْ هلْ سيرتاحُ الحَمَامْ؟؟
&&&&&
&&&&
&&
&
[/frame]
د.نبيل قصاب باشي
في بلادي تُشْرِقُ الشمسُ منَ الغربِ .. وأحياناً إذا شاءتْ منَ
الشَّرْقِ تُغَرِّبْ
في بلادي أنبياءُ اللهِ يُغْتَالُونَ في المَنْفَى ولو كانوا ببطنِ الحُوتِ أوْ
كانوا بظَهْرِ الغَيْبِ مَوْتَى
في بلادي يُصلَبُ المصلوبُ لا يدري إذا ما شبَّهُوهُ بـ "يَسُوعٍ" أوْ
بـ " مَتّى"
في بلادي أنبياءٌ مثلُ "إبراهيمَ" تغدو النارُ إنْ أجَّتْ بهمْ يوماً
سلاما
وإذا شاؤوا أرادُوها ضِراما
في بلادي يُزْرَعُ القمحُ غداةَ الصيفِ كيْ نحصدَ بُنَّا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ القهوةَ السمراءَ تُجْنَى منْ
رمالِ البحرِ حيثُ الملْحُ يُجْنَى
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أن الصيفَ يغدو ـ إنْ تشأْ ـ
يوماً شتاءً أو إذا ما شئتَ يُمْسِي بينَ بَيْنَا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ اللهَ لمْ يخلقْ لنا إلّا يداً إنْ
شاءَ سُلْطَانُ السّلاطينِ وإنْ شاءَ غَدَتْ أنْفَاً وعينا
كلُّ عرَّافٍ هنا يَسْطيعُ أنْ يُفتيكَ أنَّ الوجْهَ في رأسِي وأنَّ الرأسَ
في صدْري وأنَّ الصدرَ في ظهْري وأنَّ الظهرَ قدْ يغْدو ـ إذا ماشاءَ
ـ بطنا
في بلادي لا تسَلْ يوماً عنِ المخبوءِ في لَفْظٍ أو المخبوءِ في مَعْنَى
في بلادي يَخْرجُ المَيْتُ منَ المَيْتِ ويغدو الحَيُّ مَيْتا
وإذا ما شئتَ يغدو الصّمتُ صوتاً أو يصيرُ الصوتُ صمتا
وإذا ما شئتَ يغدو الكونُ بيتا
وإذا ما شئت يغدو العبدُ رباً أو يصيرُ الربُّ عبدا
نحنُ مَنْ يختارُ لونَ البحرِ والأمواجَ إنْ هاجتْ بنا جَزْراً ومَدّا
نحنُ مَنْ يختارُ في الخَلْقِ المُسمَّى والسّمَاتْ
نحنُ مَنْ يختارُ في الذّاِت الصّفاتْ
نحنُ كُنْهُ الذّاتِ في هذي الحيــاةْ
نحنُ مَنْ يختارُ في الكونِ الجهاتْ
نحنُ مَنْ يشطبُ أوربّا ويرميها ببحرِ الظُّلُمَاتْ
نحنُ في الإعرابِ جمْعٌ بلْ ضميرُ المُتكلِّمْ
أنتَ لا تفهمُ مثلي .. أنتَ تلميذٌ صغيرٌ وأنَا العلَّامةُ المَشهورُ
ذو الفَهْمِ وذو العِلْمِ المسمّى بـ"المُعلّمْ"
&&&&&
في بلادي تُشرقُ الشمسُ منَ الغربِ وأحياناً إذا شاءتْ من
الشرقِ تُغَرِّبْ
في بلادي ألفُ سجنٍ وأنا وحديَ سجَّانٌ ووحدي الآمرُ النّاهي بشعبي
ليسَ يَعنِينِي بنُو حِزْبي ورَبّي
أنتَ مَنْ أنتَ ؟!أمَا تفقهُ في الإعرابِ مدلولَ الخطابْ ؟!
أنتَ يا أنتَ ضميرٌ ـ لمَعَالينا ـ مُخَاطَبْ
وهُوَ ــ يا أنتَ ــ ضميرٌ في الغيابْ
"هُوَ" لا يعدو سوى "أنتَ" مُغيَّبْ
و أنا وحديَ جمْعٌ للضميرِ المُتكلِّمْ
وأنا وحديْ " المُعلِّمْ "
هو ذا كِرْشِي تَمَطَّى منْ حِمَى الشَامِ إلى أقْصَى المَغَارِبْ
لا أخافُ الغُولَ والعَنْقَــــاءَ والجِنَّ ولا السَّبْعَ العَجَائبْ
لا أخافُ الجُوعَ لا أخشى حِصارَ الغرْبِ مهما اشْتَطَّ في التهديدِ
مهما اشْتطَّ في قَمْعي وبطشِيْ
كلُّ أوربّا جَبالاً وبِحَاراً إنْ أنا جُعْتُ سأرميها بكرشِيْ
أنا ليْ كرْشٌ كبيرٌ منْ لحومِ الشعبِ مَحْشُوٌّ رَشَاوى
لُحمةُ الراشينَ تقوى بلحومِ المُرتشي
وَسَدَاها كلُّ أعمى ساهمٌ في أطرشِ
أنا ليْ كفٌّ كبيرٌ فإذا ما هَاجَ بيْ سُخطي صَفَعْتُ الأرضَ أَذْرُوها
نُثاراً مثلَ عصْفِ الرّيح في أكوامِ قَشِّ
فاسْمَعِي يا كلَّ أوربَّا بأني الماحقُ الشطّابُ "للنّاتُو" ولو غطَّتْ
حِمَاها كلَّ أطرافِ المدَى
أيُّها "النّاتُو" أنا وحدي ضَميرُ المتكلّمْ
لا "الكسائيُّ" نحَا نَحْوي ولا "قَطْرُ النّدى"
أنا وحْدي في المَدَى رَجْعُ الصّدَى
صوتيَ الصخّابُ في الكونِ .. ولكنْ صوتُ أوربّا مُوَاءٌ في المَدَى
جَعْجَعَاتٌ ومُكاءٌ وسُدَى
أنا وحديْ مُعْجَمُ الصّوتِ
وَوَحْديْ مُعجَمُ المَوْتِ
وَوَحْديْ شاطبٌ عِزْرِيلَ منْ أمْرِ الرَّدَى
&&&&&
في بلادي تُشرقُ الشمسُ منَ الغربِ ..
وأحياناً إذا شاءتْ منَ الشرقِ تُغَرِّبْ
في بلادي يُشْطَبُ الدّستورُ في طرْفةِ عينٍ قبلَ أنْ يرتدَّ عفريتٌ
منَ الجِنِّ تقصَّى نبأً منْ سِرِّ "بَلْقيسِ" اليمَنْ
في بلادي مجلسٌ للشعبِ .. لكنْ شعبُنا في مجلسِ المريخِ خلفَ
الكونِ في غَيْبٍ هُلاميٍّ يُسمَّى بالوطنْ
في بلادي يُقتَلُ الشعبُ ليحيا قائدُ الشعبِ المُفدَّى
في بلادي يجثُمُ الشُّبانُ في خدمةِ ضبّاطٍ ذوي طَيْشٍ بلا جَيْشٍ
أُعِدَّا
ليسَ يَعنيهمْ بِنَاءٌ أو وَلاءٌ للوطنْ
كلُّ ما يَعْنِيهُمُ في الأرضِ أنْ يحيا الوَثَنْ
فترى هذا امْتَطى سيّارةً سوداءَ أوْ ذاكَ اصطفاهُ الضّابطُ المغرورُ
حارسْ
في بلادي يدخلُ الطفلُ سجوناً قبلَ أنْ يدخلَ سنَّ الرُّشدِأو يحبو
لروضاتِ المدارسْ
في بلادي جامعاتٌ قِيلَ : لمْ تبلغْ سِوى خمسٍ ،، وفيها بَارجَاتٌ
منْ صُروحِ الأمْنِ لا يُحْصَى لها عدٌّ ولا مدٌّ طَواغيها أشاوسْ
في بلادي كلٌّ مُحتَجٍّ عميلٌ أو مُشاكسْ
وسوى المُحتجِّ إمّا ضاربٌ بالزّمْرِ أو بالطبْلِ أو في عُصْبةِ الخنّاسِ
خانسْ
في بلادي يشطحُ الإعلامُ في أنبائِهِ طولاً وعرضا
يتهجَّى كلَّ تُجَّارِ الحوارْ
وكلامُ الليلِ يمحوهُ النّهَارْ
كلُّ أفَّاكٍ يعضُّ الحرفَ يغتالُ الأمانيْ.. يقتلُ التاريخَ منْ خلفِ
السّتائِرْ
مسرحيَّاتٌ تَوالتْ وحوارٌ يَخْتُلُ الأحرارَ ،، والتّغريرُ في التّغييرِ
والتزويرُ في التقريرِ عنوانُ المُحَاوِرْ
مَنْ تُرَى يَخْلِطُ في دائرةِ الوَهْمِ المَحَاوِرْ ؟
كلُّ أبطالِ الرّواياتِ فُكَاهَاتٌ .. حِكَايَاتٌ .. أسَاطيرٌ .. فَتَاوَى ..
حاكها الرّاوي وقدْ ألغَى مكانَ القَصِّ واسْتَثْنَى زَمانَ القصِّ واستثنى الحوارْ
حُبْكَةٌ مجْنونَةُ التأليفِ والتّزييفِ والتّخريفِ لا "حنَّا ولا مِينَا"
تحرَّى واقعَ الأحداثِ والأجداثِ والرمزَ الشهيدْ
بعدَ هذا ما الذي ترجوهُ منْ أُكْذُوبةِ الرَّاوِي ومنْ أُلعوبةِ القَاضِي
ومنْ إِفْكِ "المُحَاميْ"و "الشُّهودْ" ؟
إيهِ يا جلَّادَ شَعْبِي
أيُّ رَبٍّ أنتَ كيْ تُعْبَدَ دونَ اللهِ رَبّي ؟
أيُّ رَبٍّ أنتَ تُرْجَى
هلْ يكونُ الرّبُّ وَحْشَاً بَطَلاً في شَحْذِ نابِ النَّهْشِ في نَعْشِ
المُسجَّى ؟
هلْ ستغتالُ البرَايا ؟
هلْ سَتَجْتَثُّ المُنَى ؟
املأِ الدُّنيــا ضَحَايا
احرقِ الأخضرَ واليابسَ لنْ تبقَى هُنَا
نحنُ شعبٌ قَهَرَ القَهْرَ يُغنّي حَشْرَجَاتِ الموتِ في عَصْفِ
الشَظَايا
أكلَ الصبرَ وَعَانَى في المُنَى طعْمَ المَنَايا
&&&&&
"أيُّها المبعوثُ فينا" ..
لمْ يزلْ يرنُو إليكَ الشَّوْقُ منْ خلفِ الثَّنايا
فَمَتَى ترنُو إلينا ؟
نحنُ ما زلنا نُناجي البَدْرَ منْ خلْفِ الغَمَامْ
هدَّنا صَمْتُ الظَّلَامْ
فأجِبْ "يا خيرَ دَاعْ"
وأعِدْ للأيكةِ الثَّكلى عَشيّاتِ اليَمَامْ
هاهنا يسقطُ حَبُّ الطّيرِ والظلُّ المُنَدَّى
هاهنا تسقطُ أعشاشُ الصَّباحَاتِ فقلْ ليْ هلْ سيرتاحُ الحَمَامْ؟؟
&&&&&
&&&&
&&
&
[/frame]