المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أدب الحضارة المصرية / شكاوي الفلاح الفصيح


كوكب البدري
11-12-2011, 03:07 PM
من أدب الحضارة المصرية / شكاوي الفلاح الفصيح

هذه الشكاوى قطعة أدبية تعبر إلى درجة كبيرة عن نضوج الوعي بأهمية حقوق الإنسان وتربط بين السلطة والمسؤولية.



يتكون النص من تسعِ شكاوى ، تشير كلها إلى إهمال الموظفين لواجباتهم ، واضطراب الأمن ، وضعف الملكية وانتشار السرقات ، وتفشي الغش والخداع ، وانحراف القضاء وارتشائه . وينسب المؤرخون هذه الشكاوى إلى أديب إبان حكم ( نب كارع / خيتي الثالث ) .



تتلخص قصة هذا الفلاح ( خون أنوب ) ، في أنه كان في طريقه من قريته ( حقل الملح ) بضواحي الفيوم ، بتجارة متواضعة ، إلى سوق المدينة للمقايضة ، فمر على قرية ( برفيفي ) ، وهناك احتال عليه نبيلها ( تحوتي ـ نخت ) ـ المنوب عليها من قبل ناظر الخاصة الملكية ( مرو بن رنس ) ـ وسلبه بضاعته ومتاعه وماشيته ، فما كان من خون بطل قصتنا ، إلا أن ذهب ثائراً يهدد إلى ناظر الخاصة الملكية ، مقدماً شكوى ضد نائبه اللص تحوتي ، ليرفعها إلى الملك .

لم يجعل هذا الفلاح الثائر ( خون أنوب ) شكواهُ تعبيراً عن مشكلة خاصة به فقط بل جعلها عامة شاملة ، تتناول حقوق كل الفقراء والمعوزين .

شكاوي الفلاح الفصيح



( I )

إن كبار الموظفين يأتون السيئات

إن الذي ينبغي أن يستأصل الشرور ، إنما يرتكب هو نفسه المظالم

لقد وليت لتقضى فيما بين الناس من خصام ولتعاقب المجرم

وما أراك تفعل شيئاً ، غير أن تناصر اللصوص !!

وقد أولاك الناس ثقتهم فملت في الحكم كل الميل

لقد وليت أمر الناس لتكون حصنا للبائسين

فحذار ، أن يغرق البائس في مائك الجارف



( II )

إن الذي يجب أن يحكم تبعاً للقانون

هو الذي يأمر بالسرقة ! فمن الذي سيعاقب الخسة ؟!

إن من يجب عليه إزالة الفساد ، هو المراوغ !

لقد أصبح الرجل مستقيماً وهو أعوج

ويرضى غيره بسوء حظه

إنك معداوى فعلا ، لكنك فقط تعدى من معه الأجر !!



( III )

يا ابن رنس

هكذا ضل ابن رنس طريقه وصار بوجه أعمى لايرى وأصم لا يسمع.

ضل ضميره طريقه.

اسمع :

إنك بلدة بلا عمدة ، كشركة بلا مدير ، كمركب بلا قبطان

.. إنك تريد رشوة ، ومن يأتي بعدك سيفعل مثلك

لا تنهب ممتلكات الفقير ، لأنك تعرف أنه ضعيف



( IV )

لتسمع :

.. لقد ولّيت لتسمع ! وتحكم بين المتخاصمين

لتعاقب اللص ، لا لتصبح سنداً للص

قد يثق فيك الإنسان لكنك مجرم !!

إنك قد عُينت لتكون سنداً للمعوز وحارساً له كي لا يغرق

لكن انظر : إنك أنت البحيرة التي تبتلعه .

الوليد دويكات
11-12-2011, 03:13 PM
الرائعة كوكب

التاريخ الفرعوني جميل ومذهل
والفلاح الفصيح كان له الدور البارز
في الثقافة الفرعونية ، التي كان
الراهب والوزير يتمتعان بنفوذ وسلطة عالية جدا ...

رائع أن أقرأ هنا هذا الجزء من الفلاح الفصيح


دمت رائعة الإختيار متنوعة الحضور كالمواسم


باحترام

الوليد

كوكب البدري
11-12-2011, 05:10 PM
أهلا بالحاج وليد
أدب الحضارات القدمة التي قدمت الكثير لمسرة الإنسانية يأسرني دائما
وأتمنى ان تكرر زياراتك لهذا القسم

الف شكر

هيام صبحي نجار
11-27-2011, 04:51 PM
(( لم يجعل هذا الفلاح الثائر ( خون أنوب ) شكواهُ تعبيراً عن مشكلة خاصة به فقط بل جعلها عامة شاملة ، تتناول حقوق كل الفقراء والمعوزين )).

ألا تلاحظين معي كيف يستغل عرق الفلاح دوما ممن يسكنون المدينة ؟
ألا يحق لهذا الفلاح أن يكون مكان المسؤول الكبير .. أو ما يسمونه بمنظمات حقوق الانسان ؟؟
الغالية كوكب
اراقب مواضيعك عن كثب
اتابعك ..
لكِ خالص المودة والشكر

هيام

كوكب البدري
12-16-2011, 09:52 AM
الف شكر لك حبيبتي
واعتذر عن كل هذا الانقطاع فمراجعة دوائر الدولةالعراقية عبارة عن دعوة مجانية - كي يزداد المهموم هما -
نعم عزيزتي لقد شهدت الحضارات الأولى نماذج متميزة في الدفاع عن حقوق الانسان
وهذه الحقوق والمباديء ليست مجيرة لحضارة دون أخرى
وصباحك فل

الوليد دويكات
04-28-2012, 01:03 AM
يسعدني العودة مجددا هنا
وإعادة الموضوع للواجهة

كوكب البدري
04-29-2012, 07:26 PM
يسعدني العودة مجددا هنا
وإعادة الموضوع للواجهة

شكرا لك أستاذ

سلمى الزياني
11-18-2013, 07:19 PM
الأدب عامل هام من عوامل اخضرار و ازدهار الثقافة و الحضارة
فقد غذّى المشاعر والعواطف وأخصب الخيال، وخاطب الأرواح وبثّ فيها الحياة..
سرني جدا التواجد هنا
تقديري و المحبة أستاذة كوكب

كوكب البدري
11-19-2013, 10:12 PM
الأدب عامل هام من عوامل اخضرار و ازدهار الثقافة و الحضارة
فقد غذّى المشاعر والعواطف وأخصب الخيال، وخاطب الأرواح وبثّ فيها الحياة..
سرني جدا التواجد هنا
تقديري و المحبة أستاذة كوكب


شكرا لك ايتها المبدعة المتميزة
لهذه المداخلة المتبصرة بأهمية الأدب في بناء الإنسان والحضارة
مطر من التّحايا

الدكتور اسعد النجار
04-15-2014, 02:35 PM
جهد رائع

كوكب البدري
04-18-2014, 01:06 PM
شكرا دكتور