![]() |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
للغياب الم خاص .. مخطئ من يظن انه افضل الحلول ، بل هو اكثرها قسوة واعمق وجع .. ، قد كنتَ يا صديقي منذ زمنٍ بهجة القلب ، كنتَ روح الحياة التي اتنفسها .. سر وجودي ، دفئ مشاعري في هذه الغربة الطويلة .. كنتَ ، حضورٌ حلوه موجعٌ .. وغياب يخلق من وجع حضورك سعادة .. كنت في امرين احلاهما مُر ..! ، كنتُ سابقا كَ رمال شاطئٍ غريب .. كلما امتدت امواج شاطئك اليه سلبت جزء مني .. حتى انتهى الشاطئ كله اليك .. ولم يتبقى من الرمال سوى آثار اقدامي المتعبة ، التي كانت تسير على اطلال ذكراك حين غياب ، حين وجع ، وحين فقد.. ، بات جرحي عميق ، وانقطاعك اصل الحكاية.. الحكاية التي اصابت روحي بمرض الصمت الطويل ، حتى احتضار آخر حرفٍ فيَّ .. فكلما جلست لاشكو للورق غيابك ، لم يسعفني الحظ بان اكتب شيء.. شلت يداي والاوراق التهمها البياض .. فَ الحبر في جوفي قد جف ، والكلمات اختنقت .. لم يبقى من ايامي سوى .. جدران كئيبة، شمسٌ باردة .. وليل طويل اجلس فيه على طاولتي لِ ارتب ذكرياتي بجانب صورة عتيقة ، هرمت وهي تنتظر حضورك .. ، اخبرني ايها الصديق البعيد .. أين سَ اهرب بكل هذه الاسئلة المعلقة ..؟ أين احصل على اجوبة اقل وجعاً ..؟ كنت دائما اقلق من ان تحضر غريب عن مقلتي ، فَ أراك مع المارة والعابرين .. ،ربما اتعثر بك وانا في طريقي الى حفلٍ مسائي .. او في الجهة اليسرى من المقهى .. أو ربما اراك تشاركني المكان في كوخنا الصغير عند البحيرة .. فَ اعرفك ولا تتذكر هذه المرأة الثلاثينية البائسة ..! لا تتذكر هذا الجسد المُتعب الذي بجوارك .. لا تتذكر هاتين العينين اللتان لم تعشق يوماً رجل كما انت .. |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
صديق الغياب .. إليك بعد هذا الصمت الطويل .. بت استلذ فيك الحزن ، ولا اطيق غيره ..! ، هل اخبرتك العصفورة .. كم انتظرتك عاشقة .. صامتة .. وفي ليل الانتظار، خائفة .. من كل احساس كان يخنقه الحنين لِ أجلك ..! ألم يتعبك صمتك الموحش هذا ..؟ الم تتذوق روحك آيات الندم .. بعد هذا الرحيل ..! ، |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
ماذا أتعس .. من ان تكون ميتاً ، تتنفس ..! |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
على بخار كوب القهوة هذا الصباح .. أترك وجه مشاعري لمسار الذكريات .. والشمس خلف نافذة العمل .. تتردد في حضورها اليوم .. والغيم يتراقص حولها ، حاملاً معه احزان السماء أجمع لِ ينثره مطراً عبر طرقات هذه المدينة البائسة ..! ، يصرخ الرعد بوجهي ، محاولاً انتشالي من كومة مشاعر متناقضة .. ثم يمضي لاهثاً خلف خيوط الشمس .. لِ يمتزج معها ، ويكون اجمل لوحة لِ قوس قزح.. ، منذ زمن بعيد ، في آخر مرة اذكر اننا رقصنا تحت المطر يا صديقي |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
أتمنى لو ان هذا الصباح يهديني نسيان ، بعض من الاشخاص ، والايام .. وكل من أودع الحزن في قلبي .. ويبقى الربيع حياً في داخلي ما حييت ..! ، |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
صباح الاعمال المتراكمة .. كَ المطر ، كَ السحب التي تطرز سماء كوبن هاكن الآن .. كَ اللحظات التي لا تتكرر مرتين .. صباح الحنين لِ كل غياب مفاجئ ، الذي ترك في انفسنا فراغ كبير ..! |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
النصوص التي كتبتها ، حملت بعضاً من حزنها .. كانت تظن ان في تلك الحروف انها تفرغ وجعها .. تبعثر آلامها على بياض الورق ، لِ تُنهي تاريخاً قد كان لابد أن ينتهي ..! أكملت آخر سطر ، تنفست بعمق .. نظرت من نافذة المقهى ، الى المارة وهم في عجلة من امرهم .. جربت أن تبتسم ، أن تضع علامة رضا على بوحها الموجع .. بعد لحظة صمت ، مزقت الاوراق جميعها .. عاودت النظر الى وجهها الذي تعكسه نافذة المقهى .. وضعت كوب قهوتها على الطاولة .. وعادت الى عملها ، غارقة باحزانها ..! |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
في أواخر ذلك الصيف ، وبدايات تساقط اوراق أيلول الذهبية .. التقيا .. وعلى حافة السؤال قال لها .. ـ كيف هو وقع ايلول في روحكِ.؟ نظرت الى انعكاس وجهها في كوب القهوة ، وهي ترااجع شريط الذكريات .. وبعد صمتٍ طويل نطق حزن عينيها : ـ طريقٌ رمادي ، مبلل بالوجع.. كَ المطر حين يتدافع هارباً من السماء .. صدقاً لا أجد اي سبب مقنع يدفع الناس للفرحة بِ ذبول الكون من حولنا في هذا الفصل ..! ـ حدثيني عن الحياة اذا .. ـ ليست قصة نهايتها سعيدة لِ تروى ..! أدارت ظهرها وتلاشى طيفها مبللاً بالغياب .. ـ إلى أين ..؟ ـ إلى هناك .. حيث لا أحد .. ـ لماذا ..؟ ـ الرحيل هو الأمر الأكثر وضوحاً وصدقاً .. ـ كيف ..؟ ـ في الرحيل تكون أرواحنا حرة من كل شيء ، ، كَ اوراق الخريف في تساقطها .. كَ المطر عند هطوله .. ـ أوتحبين المطر ..؟ ـ لا .. ـ لماذا ..؟ ـ المطر محزن في الغربة .. حيث لا أحد يقاسمك اجوائه .. في كل قطرة يشدك الشوق اليه .. ـ إلى من ..؟ ـ الوطن ، حيث لم يتبقَ احدٌ فيه سوى ذكرياتٍ متعبة ورائحة الجوري .. مضت سريعاً ، حتى اختفت .. ومازالت الأوراق تتساقط تباعاً .. |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
صباح لم تتعرف عليه جيداً ، حين زارها من خلف نوافذها الضبابية .. ولكنه بدا لها كئيباً جداً ، صباح ماطر ، ممل .. وساعة الجدار المزعجة امامها ، لا تستطيع مضغ الدقائق بسرعة .. وهو هناك .. تراه من خلف الصمت .. كَ نورس يبحث عن الرحيل ، والغناء .. يغني للمسافات البعيدة .. ويتقن الاختباء .. ، قد أدركها المساء .. ولا زال الصمت معلقاً على جدارها .. وعلى الرفوف القديمة ، هناك ذاكرة كانت تجمعهما .. في بروازٍ عتيق ، واماكن منسية ، في طرق مكتظة بالتائهين وارصفة ممتلئة بالحنين.. حيث كان هناك شاعر .. وأمرأة وأحلام كَ الورود .. كَ حمامة بيضاء ، بلا جناحين ..! ، |
رد: إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "
وحين عبور .. فتحت ذراعيها للسماء .. أحتضنها الغيم ، فَ أراقها مطراً فوق أزقة المدينة .. تناثرت حوله ، فَ ابتسم وحاول جمعها في كفه .. لكن بعثرها نسيم الصباح .. عبرت من خلاله ، وبقي هو وحيداً .. بلا أحلامه ، يبتسم للغيوم .. ، |
الساعة الآن 10:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.