منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   بين الإحسان و الجحود (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=23152)

بلال الجميلي 10-16-2015 11:17 AM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
من روائع الأبيات

محبّة وإعجاب

جهاد بدران 01-14-2021 11:58 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العربي حاج صحراوي (المشاركة 364964)
الى من يعنيهم هذا.

أَمُرُّ وَلاَ تَمُـــــــــــــــرُّونَا = فَمَنْ أَنْتُمْ تَكُـــــــــونُونَا؟
أَأَسْفَلَ أَمْ عَلَى قِمَـــمٍ = وَكَانَ الْكَسْبُ مَضْــمُونَا؟
وَهَلْ تُسْـــقِي جَدَاوِلُنَا = بَخِيلاً لَيْسَ يُسْقِــــــينَا؟
وَهَلْ قَدْ صِيغَ مِنْ ذَهَبٍ= وَكُنّا دُونَهُ طِيـــــــــــــنَا؟
فَبْعْدًا لِلَّذِي يَهْـــــــوِي = وَ لاَ مَا مِنْهُ يُعْــــــــــنِيتَا
وَأهْلاً بالَّذِي يَعْلُــــــــو = وَ مِمَّا ضَاءَ يُعْطِـــــــــــينَا
وَنُورُ الْحِلْمِ إحْسَـــــانٌ = سَتُشْرِقُ شَمْسُــهُ فِينَا

بيت الإحسان والجحود...

لوحة تتقن فن الهدف الذي يرمي إليه الشاعر بطريقة الحكمة والعبر..
وما بين الإحسان والجحود برزخ شاهق.. لا يجتمعن في إنسان .. وإن اجتمعتا تكون غواية النفس إما لخصلة قصيرة من الإحسان أو خصلة قصيرة من الجحود...
وما أحوجنا اليوم لخصال الإحسان أن نتدارسها ونعرف قيمتها وما ترمي إليه في النفس من محاسن وآثار طيبة...
فالإنسان فيه طبع الجحود ونكران الجميل، ووضع وشاح السواد أمام ثمرة الإحسان الطيبة الغرس، فالإحسان من الحسن والجمال والبهاء.. وخصاله الخير مع الذات ودمجه في العبادة والمعاملات.. وهو في ذلك مراتب ودرجات على قدرة الذات من تحريرها من سمات الجحود ووضع حد قاطع بينهما. .
الإحسان تتمثل بشخصية الفرد ونلمسها من خلال ثمرة فكره وعمله وحرفه ولفظه.. لأنه يفج طريق الظلام بين الضلوع ويتوهج القلب بياضا حين يسكن فيه ويستقر .. لأنه باختصار هو سمة الكبار والعظماء الذين يدركون قيمة العبادة وينعمون بلذة الأجر والثواب بعد أن تتكامل معالمها بين مدارك النفس والعقل.. لتصبح عادة يعتاشها المرء لنيل الجزاء من الكريم المحسن المعطاء..
قال تعالى في هذه النعمة التي وهبنا إياها الله ذو الجلال والإكرام:
[ ليبلوَكم أيُّكم أحسن عملًا] سورة الملك2..
وقال تعالى:
{وقولوا للناس حسنًا} سورة البقرة 83..
وفيما أوضحه الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قوله في الاحسان:
{ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} رواه البخاري ومسلم..
فما أحوجنا لأن نتعامل بهذه القيمة النفيسة ليكون للأخلاق رفعة وسمو... فالعمل يجب أن يكون متقنًا ليصبح على أكمل وجه .. تعطي وتقدم الغالي والنفيس للغير دون أن تنتظر المقابل، وهذا أعظم درجات الإحسان. أن نقدم الخير ونحسن للآخرين دون أن يكون لنا أجرا منهم بل الأجر من الله وحده، لأن أجر الله أعظم وأوفى جزاء، وإن أردنا المقابل فلا يكون إلا من باب التوادد والتواصل والرحمة وبنية لوجه الله..
لكن من يستطيع اليوم أن يقدم عملا لوجه الله دون مقابل إلا من كتب على قلبه وعقله وعمله الإحسان ...
وكم هي عظيمة ثمرات هذا الإحسان، كيف تتقنه وتصلح فيه النية ليهبك الله عطاء لم تحلم به، وقلوبًا محبة وأنت لا تعرفها وهواة لعملك وأنت لا تدركها .. فتكون يد الله قد سخرت لك ما لم تتوقعه من فتح أبواب الرضا عليك وعلى عملك. لذا ما أجمل أن تتدفق بين جنبيك مشاعر الرضى وأنت تهب نيتك لله وتخلص في عملك بعيدا عن احتكار الذات للذات..
ولكن يبقى هناك ومضة في الأفق، في أفق المرء الذي يجد من إحسانه جحودًا من الغير ونكرانًا لعمله الذي قدمه، ربما انظر إليه على أنه جحود ولكن يمكن أن تكون هنالك عوائق وعقبات تحول بين الإحسان وصاحبه، ليظن بالسوء ويقنع نفسه به وبنكران الآخر له من جميل ما قدمه.. لكن أهمس لنفسي أولا .. أنه يتوجب علينا التمهل وعدم التسرع بالحكم على الآخرين وأن نلتمس لهم العذر بل عشرات الأعذار، لأننا باختصار في منزلة البشر الذين يخطئون ويصيبون، ثم يذنبون فيستغفرون، ثم يعصون فيتوبون. لا نريد أن نكون في منزلة الجحود ولا قيد أنملة .. ولا نريد أن ننعت الإحسان والعمل الصالح .. بل نحلق سماء النقاء في التعامل والحكمة بطريقة الفن في التعامل، لنكون آسرين للقلوب الضعيفة ونعينها على اكتمال القوة من خلال التوجيه والوعظ والإرشاد نحو حياة كريمة... كما قدمها لنا الشاعر الكبير، الذي يتحفنا دائما بأوعية من ماس، بل بأحواض من جمال الموعظة وجلال الحكمة.

الشاعر الكبير المبدع
أ.العربي حاج صحراوي
والذي سمح للخيال أن ينبت أغصان الحرف من وحي حروفه الإبداعية المتقنة..
هالات المعاني الراقية التي تغلفت خلف السطور وظهرت للعيان من وحي إبداعكم المثمر، كانت سماء نقية صافية في أفق الأدب والشعر.
جزاكم الله كل الخير على ما تقدموه من موضوعات نجد فيها الإبحار بعمق بين مكنوناتها وأسرارها النفيسة..
شكرا لكم، أن سمحتم للحرف أن يجود بما فاض من إبداعكم
وفقكم الله ورعاكم ورزقكم حبه وحب نبيه ووهبكم بسطة من علمه وهداه
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

غلام الله بن صالح 01-16-2021 01:54 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
أحسنت وأجدت
دمت متألقا
مودتي وتقديري

محمد فتحي عوض الجيوسي 01-17-2021 09:17 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
قصيدة رمزيه للذي عنى بهم الشاعر ولها أن يسقطها المتلقي على من يشاء أو يرى فيها أفكارا أخرى وأقول (البخل)على كل من له علاقه بالفرد أو المواطن أو الشعوب

العربي حاج صحراوي 03-05-2021 05:37 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلال الجميلي (المشاركة 365290)
من روائع الأبيات

محبّة وإعجاب

بورك فيك بلال ...

العربي حاج صحراوي 03-05-2021 05:39 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي (المشاركة 523017)
قصيدة رمزيه للذي عنى بهم الشاعر ولها أن يسقطها المتلقي على من يشاء أو يرى فيها أفكارا أخرى وأقول (البخل)على كل من له علاقه بالفرد أو المواطن أو الشعوب

حييتَ صاحب الكلمات الرائعة ...

العربي حاج صحراوي 03-05-2021 05:41 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران (المشاركة 522856)
بيت الإحسان والجحود...

لوحة تتقن فن الهدف الذي يرمي إليه الشاعر بطريقة الحكمة والعبر..
وما بين الإحسان والجحود برزخ شاهق.. لا يجتمعن في إنسان .. وإن اجتمعتا تكون غواية النفس إما لخصلة قصيرة من الإحسان أو خصلة قصيرة من الجحود...
وما أحوجنا اليوم لخصال الإحسان أن نتدارسها ونعرف قيمتها وما ترمي إليه في النفس من محاسن وآثار طيبة...
فالإنسان فيه طبع الجحود ونكران الجميل، ووضع وشاح السواد أمام ثمرة الإحسان الطيبة الغرس، فالإحسان من الحسن والجمال والبهاء.. وخصاله الخير مع الذات ودمجه في العبادة والمعاملات.. وهو في ذلك مراتب ودرجات على قدرة الذات من تحريرها من سمات الجحود ووضع حد قاطع بينهما. .
الإحسان تتمثل بشخصية الفرد ونلمسها من خلال ثمرة فكره وعمله وحرفه ولفظه.. لأنه يفج طريق الظلام بين الضلوع ويتوهج القلب بياضا حين يسكن فيه ويستقر .. لأنه باختصار هو سمة الكبار والعظماء الذين يدركون قيمة العبادة وينعمون بلذة الأجر والثواب بعد أن تتكامل معالمها بين مدارك النفس والعقل.. لتصبح عادة يعتاشها المرء لنيل الجزاء من الكريم المحسن المعطاء..
قال تعالى في هذه النعمة التي وهبنا إياها الله ذو الجلال والإكرام:
[ ليبلوَكم أيُّكم أحسن عملًا] سورة الملك2..
وقال تعالى:
{وقولوا للناس حسنًا} سورة البقرة 83..
وفيما أوضحه الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قوله في الاحسان:
{ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} رواه البخاري ومسلم..
فما أحوجنا لأن نتعامل بهذه القيمة النفيسة ليكون للأخلاق رفعة وسمو... فالعمل يجب أن يكون متقنًا ليصبح على أكمل وجه .. تعطي وتقدم الغالي والنفيس للغير دون أن تنتظر المقابل، وهذا أعظم درجات الإحسان. أن نقدم الخير ونحسن للآخرين دون أن يكون لنا أجرا منهم بل الأجر من الله وحده، لأن أجر الله أعظم وأوفى جزاء، وإن أردنا المقابل فلا يكون إلا من باب التوادد والتواصل والرحمة وبنية لوجه الله..
لكن من يستطيع اليوم أن يقدم عملا لوجه الله دون مقابل إلا من كتب على قلبه وعقله وعمله الإحسان ...
وكم هي عظيمة ثمرات هذا الإحسان، كيف تتقنه وتصلح فيه النية ليهبك الله عطاء لم تحلم به، وقلوبًا محبة وأنت لا تعرفها وهواة لعملك وأنت لا تدركها .. فتكون يد الله قد سخرت لك ما لم تتوقعه من فتح أبواب الرضا عليك وعلى عملك. لذا ما أجمل أن تتدفق بين جنبيك مشاعر الرضى وأنت تهب نيتك لله وتخلص في عملك بعيدا عن احتكار الذات للذات..
ولكن يبقى هناك ومضة في الأفق، في أفق المرء الذي يجد من إحسانه جحودًا من الغير ونكرانًا لعمله الذي قدمه، ربما انظر إليه على أنه جحود ولكن يمكن أن تكون هنالك عوائق وعقبات تحول بين الإحسان وصاحبه، ليظن بالسوء ويقنع نفسه به وبنكران الآخر له من جميل ما قدمه.. لكن أهمس لنفسي أولا .. أنه يتوجب علينا التمهل وعدم التسرع بالحكم على الآخرين وأن نلتمس لهم العذر بل عشرات الأعذار، لأننا باختصار في منزلة البشر الذين يخطئون ويصيبون، ثم يذنبون فيستغفرون، ثم يعصون فيتوبون. لا نريد أن نكون في منزلة الجحود ولا قيد أنملة .. ولا نريد أن ننعت الإحسان والعمل الصالح .. بل نحلق سماء النقاء في التعامل والحكمة بطريقة الفن في التعامل، لنكون آسرين للقلوب الضعيفة ونعينها على اكتمال القوة من خلال التوجيه والوعظ والإرشاد نحو حياة كريمة... كما قدمها لنا الشاعر الكبير، الذي يتحفنا دائما بأوعية من ماس، بل بأحواض من جمال الموعظة وجلال الحكمة.

الشاعر الكبير المبدع
أ.العربي حاج صحراوي
والذي سمح للخيال أن ينبت أغصان الحرف من وحي حروفه الإبداعية المتقنة..
هالات المعاني الراقية التي تغلفت خلف السطور وظهرت للعيان من وحي إبداعكم المثمر، كانت سماء نقية صافية في أفق الأدب والشعر.
جزاكم الله كل الخير على ما تقدموه من موضوعات نجد فيها الإبحار بعمق بين مكنوناتها وأسرارها النفيسة..
شكرا لكم، أن سمحتم للحرف أن يجود بما فاض من إبداعكم
وفقكم الله ورعاكم ورزقكم حبه وحب نبيه ووهبكم بسطة من علمه وهداه
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

أقدر فيك هذا التحليق الرائع و الفسحة النقدية ...معتز دوما بقلمك جهاد.

تواتيت نصرالدين 03-13-2021 05:38 PM

رد: بين الإحسان و الجحود
 
الشاعر العربي حاج صحراوي أسعد الله ايامك بالخيرات والإبداع
الدائم والمستمر والعطاء ااذي لا ينضب معينه وسقياه.... تحية تليق
ودمت في رعاية الله وحفظه.


الساعة الآن 04:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.