![]() |
(*) تصريح
قشعريرةٌ كموتٍ يخترقُ الحياةَ كانت!؟ أم تصوُّراتٌ كبَت بمراءاتِها خيالي خفقاتُ قلبي؟... ** قصمت ظهورَ الصبرِ لمَّا بالبراءةِ باحتِ الإرهاصَ مادَ الحرفُ في شفةِ العبيرِ مؤجِّجاً قتلَ الأثيرِ مقوِّضاً أحلامَ يتمي مذُ حلُمتُ هنيهةً بقريرةٍ، وُئدَتْ حواسي بالتباسِ الفهمِ..أعني؛ بتُّ مقتولاً وحيداً مُترعاً بالأنِّ مصروعاً جديلاً مولَعاً بالحزنِ محرومَ الهناءِ مكبَّلاً بقيودِ أصلافِ البلاءِ يُحيطني جلفُ المشاعر تحتويني بالتَّناهيدِ المريرةِ بالحنوِّ عيونُها... ** وتلوتُ في سردابِ صمتٍ مدلهمٍّ قابعٍ في حِكرِ أعماقي تراتيلَ القيامةِ أشجبُ الآمالَ إن ما باليناعِ الخلَّبي الواهِنِ الممسوسِ يأساً تعتريني والتحفت كذا ظنوني... أشتري من باعةِ الأحلامِ بعضَ كياسةٍ أو أقتريها أدَّعي حزمَ المُحيَّا ** مِتُّ شَّيعني أواري وابتلى بضراوةِ الحسَّادِ ما أفضى انهياري أو لعلِّي رُحتُ أمشي حاسِرَ الغاياتِ.. قبري بانَ عني! والترابُ الباردُ، الإحساسُ فيهِ جوى يطيبُ لهُ التَّغني بانتظاري...! ** كيفَ أفضي؟!!! بتُّ أهذي... كالتطامِ الموجِ كالبركانِ قصْفَ نيازكٍ! ولعلَّهُ أعتى كنجمٍ بالتفجرِّ ساعرٍ.. فشققتُ حيزومي بمديةِ مقتلي.. ووضعتُها في خفق قلبي هِمتُ أستوصي دمائي صَونَها إن ما تهادرَ باضطرابِ الحزنِ نبضي ** منايَ بعدَ البعثِ قبل البعثِ حال البعثِ غايةَ كلِّ عمري أزدري الدنيا كأنِّي لستُ فيها مبهماً متباعداً عمَّا ألمَّ الناسَ تيها.. هل أباليها أبدِّيها أرى منها أولِّيها سمومَ الروحِ؟ يا للروحِ قابت من فناءٍ عاصفٍ أكلَ المسرَّةَ واقتدى اللأواءَ بالبلواءِ عُرفاً يعتريها... |
(*) إقرار..
يـا "مرام" ... * * * ألهياتي لوثةٌ من غمرِ حبرٍ مدلهمٍ أقتنيهِ معتقاً بالحزن غار اللون فيهِ إذا رشمت صحائفي تبكي عليها من لظاهُ سطورها! لا تقرئيه... * * معذورةٌ أنت إذا عاتبتِني وهممتِ نفيي من أنايَ ترؤُّفا وقبضتِ نأيي عن دُنايَ تعطفاً بمرافقِ الإلهامِ أفنيتُ الكلام... أفخلتِها قرَّت إذا صار الخيالُ مقعَّراً لا يحتويني كنههُ؟ أم أسفرت عن بعضِ نور في ظلامي ضاء رغماً يعتريني ومضهُ؟! * * لستُ المباهل فكرتي إن هاج يتمٌ في صداها أختليهِ بعزلتي أو أركب المعنى وصولاً لاحتدامٍ في مواني لوعتي لا أكتفي حُكماً جواها! بل أزاولُ وجدها حتى أراها في مرايايَ الأناسي والأنام! * * زعموا لبستُ غرابتي وتبعثرت جملَ الكلامِ كآبتي وسرفتُ عمراً في تآليبِ المواجعِ أقتريها إن خلت من جعبتي! * * لا ضيرَ .. كم من محفلٍ للحزن قد فارقتهُ إقلاعَ قالٍ ثم آلى يستميتُ لعودتي أفكنتُ دون الوعي قد جرأتهُ يهوى اصطحابي؟! يرتاحُ إن ما ثرتُ وجداً قائماً يحتالُ إن لاحَ اقترابي خلسةً سفف ارتياحٍ كالسراب عهدتهُ؟! * * لا أبالي دونكِ الكلماتُ فامضي واستفيضي كبِّليها وامضغي لغةً تلافت منهج الآمال لا تُبقي عليها بات رسم الحرف عندي جرعةً لا للشفاءِ أرومها بل مدخلاً صمت الحواسِ مخدَّراً أحظى بها قيلولةً من نهجِ أضغاثٍ عرتنِي.. قد يطاوع أنَّتي وهج الحلم! فأبوحه شذرات نورٍ من كمائم ظلمتي تيك التي أفنيت عمراً أرتديها ... أم هوتنِي فارتدتنِي؟؟؟!!! * * |
(*) رَقيم
تعال ألهمني بُعيدَ حبِّكَ الكبيرِ لكناتِ بوحٍ أخرى يفهما وجودُ العالمينَ تارةً من بصيص حرفٍ معذور! تعالَ أرشدني -يا فارهَ التربُّصِ بخفقاتِ قلبي- أحجيةً يستعيدُ عبرها نبضي الإحساسَ بترنُّحِ الدماءِ في شراييني البليدةِ إلاك. ** وقفتْ على وُكناتِ همسي ثم يأسي ثم درسي مذ بُليتُ بعزلتي أقتاتُها ما بينَ باعٍ من جنوني والدُّنى، والبؤسِ من كوني أنا ذاكَ الضَّميرَ المستنيرَ بميتَتي! ياحسرتي: كُفِّي دلاهِمَ لمزكِ المأفونِ عن يتمي ودائي.. ألجمي نزغاتِ أنِّكِ.. فانتمائي البوحَ أرشفني عباراتٍ وددتُ أفولَها من عقرِ برءِ دفاتري.. ومشاعري باءتَ بهولِ الكبتِ! حقاً إن أتيتُ أعاينُ الكلماتِ فيها، أقتفي ما فاضَ بالمعنى بديها..! أزدري إطراقتي مذ رحتَ عني.. واعتزمتَ الصَّفحَ عن تأويلِ ظني.. لا تدعني يا هفيفَ الرُّوحِ أركِسني بلأوائي.. أحبُّ الموتَ إن ما طاوعَ النَّزعاتِ قربى كنتَ أنتَ الرَّمسَ تكنفُني بُعيدَ الموتِ تيها.. ** في ظلالِ العتمِ صُغْ برويَّةٍ أشلاءَ ما استبقى هَيامي بانعدامي الرُّوحَ من كُلِّي أعاني.. إنَّني لمَّا بذرتُ على أديمِ قفاريَ الآمالَ تاهَ جَنايَ عنها! أينعت... هل أينعت؟! رِ الخصبَ إن ما لاحَ يهذيهِ القرنفلُ في روابٍ كابدَ الأشباحُ شوكَ قَطافِها.. أو لا... فدعها!! أو أرقني.. أو أعدني.. لملمِ الأنوارَ أوقيانوسَ حرفي وانشرِ المعنى ظلاماً دامسَ التَّرقيمِ يأبى جلوَ رِقْمي... هئتُ ممهوراً بجسمٍ فاغرِ الوسواسِ يستوصي بداءِ الكَونِ سُكنى أمنياتي عازماً صلبي بحزمٍ باتكٍ للروحِ مسفوكَ الإرادةِ والمصير.. |
(*) عذراً..
عذراً.. سفكتُ دماءَ الحرفِ غدراً أشتفي بمدادهِ ينهالُ فوقَ متونِ أوراقي غريباً مستكين.. ** لا تقلقي؛ قد يعتري قلمي فواقٌ من جنونٍ أسوةً بالتائهينَ عنِ المواجع والأنين! أو قد أرى في جعبتي بعد التخافتِ والزوال آلافَ ألفٍ من سؤالٍ يزدري خفقانَ قلبي .. في الجبين في لوثتي مدنَ التخاطر والسراب! ** إيحاءُ إحساسي يقولُ بأن لغتي كلَّلتها موجةٌ نشزت على رتم القصائد والبحور! وبأنَّ صوتي كادَ يهوى زيَّ صمتي سائحاً بسكونهِ متكتماً، فلما يحور!!؟ ** لولا أياديهم لديَّ ووحيهم في مقلتيَّ وقدسهم ألفيتُ نفسي حاسراً أملي وأنسي أقتري بمنازلِ الأوهامِ لحدي بينَ أحزاني ويأسي قد تآكلني الفتور. ** للباقياتِ من الليالي صُغتها.. أطلقتها فرمت إليكِ بثقلها ... فتحمَّليها! واغمري مهدَ الكتابةِ لاح فيها بعد ظلِّ الياسمينِ تسوَّرت محرابَ بعدكِ ما أردتِ نوالهُ هدَّ الحروفَ مقالهُ! ** هيَّا استفيقي بعد همسي والثمي افكارَ رأسي واصحبي وكما عهدتُكِ ضوعها هيئت بُعيدَ الصمتِ في هذا المكان!!! |
رد: في ...*/*/*/ ظلالِ الياسمين \*\*\*
وعليكِ عيني يا دمشقُ... فمنكِ ينهمرُ الصَّباحُ... |
(*) هرطقة..
الآن.. وكما رأيتَ الحزنَ في عيني تقوس جفنها حملت دموعَ فراقكَ الدامي يكيلُ العمرَ بالأتراحِ تترى ليتني ما كنتُ أو أصبحت بعد نواكَ ذكرى أو تآكلني أنيني دون أن ألقى سنيني أضمحل وأضمحل لكل يومٍ ألف مرة كم سفتني ألهياتٌ من خريفٍ مقفرٍ أغنى ضبابي واستحل قريحتي يهوى عذابي بالحروفِ صففتها شهدت وفاتي واشرأبت حين وأدي راقها نعيي لذاتي هاكَ صمتي ألحدَ النبراتِ دهراً مع رفاتي حين آلاني وأضناني الألم بنحيبِ قلمي أو ضياعي أو مجوني والتياعي أقتفي حزني ولم أقوى على إطلاقِ روحي في مداها علَّها تلقى بعيدَ الأنِّ ما يشفي جواها من بثورِ مرارتي راحت تنابذني العدم! يا أيها الليل الذي أرخى لنزفِ دمي سواداً غلَّ روحي وامتلى بالعتمِ قصداً يختلي بأذى جروحي لا تدعني أنتهي دون احتمالاتِ اقترابي من تصاريف القدر فلعلني أرضي سباتي باقترانِ مآملي يوماً بآلاف الصور قد كنت أنسج في خيالي دوحةً للزهر يقطن عطرها في خفق قلبي والأثيرُ أراقها نوراً بهدبي خلتُ فيها كل آمالي تراءت ملء عيني عشتها بيني وبيني مع صداها ثم أيقِظني وسلِّم للرحيل حقائبي ما عاد يجديني انتحابُ الرَّجعِ للأوهامِ بعد مكاسبي في ثلمِ بوحي واعتزالي للحروفِ أبنتُها أن فاستريحي من عناء النظمِ والأورام... حانت سفارةُ لكنتي للصمتِ أبداً دون راحٍ أو سلام... |
(*) أهواءُ عاثرة
تعالَ هناكَ على رابيةٍ من ضياعٍ مَشيدٍ وأركز في مجوني راياتِ إعلانكَ إسفافي كُلي.. الانهيارُ القابعُ على مقربةٍ من أحاسيسيَ الآثمة الضميرِ، آلَ التَّلذُّذَ بي رويداً رويدا! تعالَ وامحِ اسمي من دواوين العابرينَ المفقودينَ على بواباتِ الانتظارِ القميئةِ الوجدان... *** هذا الصباحُ النُّورُ منغمسٌ تراهُ العتمَ؟! أم ماذا اعترى موجاتهِ الحيرى تلوكُ مع الأثيرِ الهادرِ التَّهفافِ توقَ نميمتي؟! يبتزُّني وقعُ الصَّدى إن ما صرختُ مبدَّداً! عجباً!! ألمْ أكتب بدافعِ راحتي؟ ما حالُ عمقي يستزيدُ جراحتي؟! وتكَلُّني في قعر ذاتي ذاتُها! موشومةً بالعذرِ طوراً يستبيحُ وقارتي.. حتى بدوتُ قبالتي متشرذمَ الآراءِ أكبو.. ثم أصحو.. ثم أرجو العمرَ سرفي من جنوني مفعماً بالكرهِ... أعني ليس كرهاً كالذي عرفَ الورى أحوالهُ! بل كرهُ لوعٍ مستمرٍ جاسرٍ بتكَ انتمائي لي وشوَّهَ فكرتي.. *** يا عَبرتي المضناةَ مني: أن تسيلي بالوجومِ الحارقِ القتَّالِ منِّي من عيوني، مبدأٌ! ما عدتُ أرأفُهُ مآلاً أو أداري باحتراركِ حَيرتي وتبتُّلي وكذا شجوني.. إنَّما بتُّ المفوَّضَ عن ذنوبي باقترافِ خطيئتي متلذِّذاً أنهارُ يالأعرافِ قتلاً.. لا تلومي.. *** سأضعُ على فيهِ دواتي أقفالاً من كتمانٍ شعوريٍّ فذَّةِ العصيانِ على الفتح! الليلُ ما عاد يسدُّ حاجتي للسُّكنى.. كما ما كان يسدُّ أوارُ سهادي بعتمته الغموسِ أبدا! وحدكَ من تملك خلاصي مني.. وتُحيلني أشلاءً تبعثرَ إبانها كُنهي وأراحَ الأفكار مني.. تعالَ وارمح أروقةَ العمرِ ببرقكَ الخاطفِ ممسوسَ إبصاري.. وارقأ بعميم جبروتكَ شعوري المستفزَّ حواسي.. لعلَّني أتحوَّلُ الهباءَ أخيراً يجتاحُ أنايَ المتمردةَ قوانينَ العالمين... |
(*) سيناريو
ارتعشْ... هيَّا ارتعشْ!!! فيما تبقى من حفاوةِ دفءٍ في حظيرةِ القلبِ الممهورةِ شأواً من سكون.. والتمسْ ذائقةَ حرفٍ هاربٍ من مقصلةِ حزنكَ السَّفاحِ يجتثُّ بؤرةَ البوحِ، شواهداً لقبورِ العباراتِ المغدورة! والصحائف المنشورةُ، تملأ جدرانَ الأقباءِ، بصفرةِ الرَّمقِ الأخيرِ من عمرِ زيزفونكَ المحرومِ نعمةَ الإيناعِ أبدا... ** أ فلو أطلقتَ العنانَ لصرخةِ الجُّرحِ، لاكفهرَّ اليراعُ دهراً... ثمَّ أفلَ نجمهُ ثقباً أسودَ مريعا..!! يمتصُّ ابتسامَ النَّدى.. ووسيعَ المدى.. ورجعَ الصَّدى.. وارتحالَ النُّورِ في مرايا الضَّميرِ.. حيثُ، لن يعودَ أبدا.. ** ألا ..فيا أيها المستغربةُ أحوالهُ منهُ.. حيَّرني انسجامُ العطرِ والقهرِ بينَ يديكَ الكليلتين!!! وكذا؛ رطبُ الرَّملِ اللَّاذعِ في صحاريكَ المؤبَّدة..! ولا واحات... ولا راحات! أجوبُ فلاةً من ورق، ثمَّ.. أنزلقُ في مهاوي سُكناكَ وراءَ الرُّموز تحكي فقط.. حكايةَ أضاليا، أو مسرحيَّةً أبطالُها زهور حضورها...زهور أحياؤها...زهور أمواتُها...زهور وستائرها... قبور تنسدلُ كلَّما آنَ أوانُ انسكابِ الرَّبيعِ على محيَّاكَ المكوكبِ حولَ دورانِ الفصول وحيثُ أنَّ استواءهُ كانَ نواةَ الخريف، استضافكَ القديرُ حتى نهايتك وريقةً صفراءَ ما، على رصيفِ حرفٍ كظمَ غيظهَ منكَ وحانَ وقتُ تمثيلهِ فيك... ولا عتب! |
(*) عِبَرْ
فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن .. |
(*) خوض
في حُلَةٍ وَكَنَتْ سراديبَ السُّكونِ تمالأتْ ريبَ الظنونِ تودَّدت قرَّ الإياسِ توشَّحت بالصَّمتِ قربى للضَّميرِ تؤزُّهُ خوضَ الكتابةِ بالعبيرِ... هنا؛ وقفتَ تعرَّتِ الأشجارُ مثلكَ سُنَّةَ الهذيانِ في فصلِ التَّماهي غربةً دنيا البشر! وعلى شفا بوحٍ يداريهِ الكدر؛ أزِفت نهاياتُ العباراتِ التي ألَّفتها.. تهوي! كأنَّ العطرَ من جِيد البقايا الباقياتِ يَلوحُ في الذِّكرى وداعاً في لقاءٍ جلَّ يحملهُ الأثير.. ** تُربِّتُ المعنى هويناً كي يلائمَ عمقكَ المُضنى بحرفٍ مولعٍ بالألهياتِ مباغِتٍ يهوي على رتمِ الحياةِ مؤلِّباً أهوالها كيما تلهَّى بالمجونِ وأنتَ في بؤرِ الوساوسِ قابعٌ يجترُّ لعبتَكَ الخيالُ على ضفافِ الحزنِ مشقوقَ الوتين... ** عمَرْتَ واحاتِ السَّرابِ بكلٍّ فنٍّ ممكنٍ آليتَ إلا متقناً أبداً تكونُ! بظلٍّ نخلٍ من وجومٍ تحتمي حرَّ الهجيرِ متمتِماً بالصَّبرِ حيناً.. كالأسيرِ! يُشاغلُ الأوقاتَ نزعَ الشِّوكِ من أيَّامهِ مُدمى الحواسِ تخالهُ اللحظاتُ دهراً من رُهابٍ زارهُ وكذا.. أماطَ على الخريفِ إزارهُ فدجى سريعاً ليلُهُ من دونِ نُجمٍ هدَّها بوحُ الحنين.. ** توازتِ الحسراتُ خطَّتْ في الحياةِ مسارهُ ما بينها بثباتِ عزمٍ مرغمٍ أبداً يسيرُ! فلو أراقَ مع الأثيرِ من الملالةِ حقبةً مُلئت ضجر! أو هامَ قبل الفجرِ يبدو سالياً أنَّ السَّحر! أترومُ سُكنى الرَّاحِ تلويحَ الرِّياءِ حياتهُ؟ أو يدَّعي صفوَ الرُّؤى دونَ التَّوهُّمِ بالشِّفاءِ أحاطهُ؟ يا ليتَ قبل الخوضِ أغمدهُ اليراعَ وقرَّ فيءَ سُباتهِ أو ماتَ دهراً لم تزل تقتاتُهُ لغةُ الكتابةِ عابثَ القسماتِ موسومَ الجبين...! |
(*) كحلم
مرَّ على حلمي كطيفٍ بهيٍّ أنيقِ الملامحِ.. ثم.. غارَ في إحداثيَّاتٍ بعيدةِ المدى، عن مرامي رؤايَ المكبَّلةِ بأصداءِ كلماتهِ رخيمةِ المعاني! المواجهةُ مع دفءِ حناهُ، ممتلئةٌ بشغفٍ شهيٍّ، تكتنزهُ الرُّوحُ.. وترتادُه الأعصابُ وقايةً من أنينٍ صريح! لطالما أترعني في جلساتهِ المطوَّلةِ، بأخبارِ النُّجومِ، وأبعادها، وأسمائها، وكنهِ وميضها! حتى لكأنَّهُ يقبعُ هناكَ، على شفا مفاعلاتها النَّوويَّةِ العظيمة! وقفزَ بأفكاري وسيع خيالٍ مهيبٍ، أركز انتباهي بؤرةَ صمتٍ نرجسيِّ الملامح! يُتقنُ حياكةَ السَّكينةِ بابتسامةٍ شجيَّةٍ وضَّاءةِ الحنايا في معالمِ وجههِ الجميل! ويُوطِّدُ لكلماتهِ الوقعَ في أعماقي بذكاءٍ باهرِ المَلكاتِ! ونظراتهُ الصَّامتةُ الصَّاخبة، ترتعشُ لها خفقاتُ قلبي ودَّاً واكتنازا.. ** غريبٌ هذا الطَّيف.. هذا الشَّبحُ القادمُ من وراءِ اتَّساعاتِ الكونِ مترامي الأطراف! عندما تسألني رفيقةُ الرِّيحِ عنهُ، أفقدُ بوصلةَ التَّعبير! لا تصلحُ تراكيبي للإيضاحِ عمَّا يخامرُ أعماقي نحوه! أحجيةٌ هو؟ إغراقةٌ في محيطِ مشاعرَ حمَّالةٍ لأوجُهٍ متعدِّدةٍ للربيع؟! الإفصاحُ مشكلةٌ تكابدُ هزالةَ وسائلي، قربى ميِّزاتهِ البعديَّةِ الأنيقة! ** عندما يمرُّ على حلمي كلَّ حينٍ.. يُعيدني إليَّ بلمحٍ عجيب! أقرأُ في مرايا نفسي انعكاسَ صفائهِ الأخَّاذِ ممهوراً بوقارِ اللَّمسات.. ربما.. تقصَّدَ إعادة تكريري وقفاً على ملامحَ يرتضيها لي برؤيتهِ الثاقبةِ للأعماق؟ أو.. قد لا تهمُّ وسائلٌ وتقنياتٌ بقدر أهميَّةِ بلوغ نتائج مدوِّيةٍ تهواها روحي هنا! ** بات لا يهمُّ شيءٌ في هذه الدُّنيا إلاهُما... وعلى الكونِ السَّلام... |
(*) تميمة
عرفتكَ البوحَ إيحاء التراميزِ ليراعيَ الممسوسِ بلكنةِ أحزاني ولوعتي عرفتكَ النورَ احتداماً تألَّق أحجياتِ أفكاري ومرامي فكرتي.. فصغتكَ شالَ النَّدى، تمطَّى أقحوانيَ الضامرَ توقاً حناكَ ليبتدي الإيناعَ توَّاً.. ويزدهي..! * * وألَّفتُ قربى لرسمكَ في مرايا روحيَ الحكايا أصوغها تباهياً يقدُّ الأسى ما مرَّ أحوال عمري وأقباء عزلتي.. وهممتُ في عينيكَ آفاق المدى.. ضممتُها! سرحتُ حيناً من تباريحِ الوجومِ، سُكنى خيالكَ أضفى على مرأى المآملِ وحيهُ والتفاؤل لنظرتي.. * * أنا محكيُّ النُّجومِ للسماءِ بقصتي بيلسانٌ شفَّ الأثيرُ أريجهُ، ساقهُ حتى تكحَّلهُ القمر والضَّوعُ مني تآلفَ بادئةَ الزمانِ بهمسةٍ ضجَّت لها محاورُ الأوهامُ إبانَ السَحَر.. تتناقلني أروقةُ الخيالِ إيماءةَ نبضٍ، ومساحةً من ربيعٍ لم تألفه الخليقةُ والبشر! * وأنا.. في عُقرِ صمتي وكينونتي.. أبوحكَ حرفيَ الأوحد.. أستغربني بُعيدَ ضمَّكَ خافقي، واستشعرتكَ قريحتي! تغمرني بارقاتُ الأمنِ وحياً قضَّ تشرذمي وعياءَ أوهامي أستنطقُ الأحلامَ ..وأنت أمامي... أخوضُ مساربَ اللانهاياتِ المريرةِ تستجديني الأحزانُ من وراءِ فكرتي وتستسلمني إحباطاتُ الزمن الغابر... كيما تعود بكربتي.. * * خيالٌ أنتَ! هالَ أعماقي مداهُ وفنَّهُ وإصرارٌ حضوركَ.. أتلفعهُ موارِباً أضغاثَ الهواجسِ للضَّجر.. والضَّوعُ في ودْقٍ تبثُّهُ، تحاملَ دفؤهُ شأواً حتى أحال من البرود وسامةً طافت على كنهي بلمحةٍ، فحاكتني ربيع مواسمٍ! اخضوضرت يانعةً فاخلولقت تزهو رباها نضارةً، كأنها خُلقت فقط في دنيتي... |
(*) على فمِ الرُّبان
نشرَ نحو الأفق أشرعةَ الرَّحيلِ، ولوَّحَ بيديهِ مودِّعاً حينَ قال: -استعن على ثباتِ الإيمانِ بالصَّبرِ ولو بمرارةِ الاحتمال.. قلت: -زدني.. فإن الدَّربَ بعيدةُ المدى! وقوايَ خارت إبَّانَ يباسِ الأملِ في أرضِ الهجير! -الرَّبُّ عدلٌ مطلقٌ لا يحتملُ شكَّ المغفلين، والدُّنيا مغنمٌ يتلقَّفهُ الحمقى آبهينَ بالغوغاء.. -والعمر؟ -اغتنمهُ فيما يسرُّكَ عاقبته، وتيقَّن أنَّ الحلمَ قصير، لن يلبثَ أن يستبدَّ بوعيكَ الصحوُ مهما طالَ المنام.. -اعتدتُ الكتابةَ لأنَّ المحارفَ تغوصَ أبعدَ في فضاء الأعماق.. ولأنني أضيع منِّي فيَّ غالباً! دوَّنت ما أهذيهِ على أوراقٍ صفراءَ تمُتُّ للمجونِ والحنين! لماذا تتجهَّمُ كلما قرأتني؟ ثم تبتسمُ عازماً على نسيانِ ما مرَّ بكَ عن سبقِ إصرارٍ وترصُّدٍ مهيب؟! -الرُّؤى حاسرةٌ قربَ اطمئنانِكَ فاهَ اليراعِ، يثرثرُ للورقِ بألوانِ البوحِ أهبةً من جنون.. تذكِّرني بألفِ باءِ التَّوغُّلِ في اللانهايات! يدور المعنى فيها بين قاب ِ قوسٍ من القرارةِ بتذبذبٍ وهياجَ! -والوطن؟ -الخيانةُ تملأ الأجواء.. عبءُ الأرضِ ثقيل!! واهاً... كيف يحتمل ظهرُها أفاعيل الجبناء؟! -أتعبتني مزاولةُ الأيامِ تمريرَ إحسانٍ جبَّ أصنافاً من المثالبِ فتقتْ جلَدَ الضَّمير... القلبُ منهكٌ فقدَ الأحبَّةِ، دونَ التقاءاتٍ في عوالمَ أخرى، حدَّها تسلُّطُ الواقعِ بجلاوزةِ من جثامين! هبني إكسيراً أطبِّبُ بهِ ترانيمَ أنِّي في محاريبِ الاحتقان... -عدتَ بي أيامَ شبابي وصباي.. لكأنَّ الأقدارَ تنتقي أولياءَ القلوبِ، لتختبرَ الخفقَ قبالةَ رُهابِ الزمكان! الأحبَّةُ بندولاتِ مخدِّرٍ يذوبُ في أعمارنا إلى أجلٍ معلوم، ثمَّ يعاودنا الألمُ إبانَ فقدِ التأثيرِ بلمحِ بصرٍ صحيحٍ نافذٍ للخيال! لنعودَ لأواءَ امراضِ الدُّنيا، تتسلى بنا على جمرِ الآجالِ بمنتهى الرِّياء! -متى ستعود؟ -حالً أجدُ رياحاً مواتيةً، تنفثُ أفواهُها أشرعةَ مراكبي، عوداً على بدءِ أفولٍ يحتفيهُ الأفقُ بشمسِ المغيب.. -مازال الخريفُ بعيداً! -كل فصلٍ في بلادي خريفٌ ما لم يثبتَ العكس! إلا أن رياحهم لا تهبُّ كما يشتهي الرُّبان... -ادعُ لي في صلواتكِ جوفَ الليل، فأنا بحاجةٍ لرهبنتكَ في الدُّعاء... -لا أنساكَ بعلمِ الحرف.. سلاماً سلاما.. -سلامٌ... سلام.. |
(*) روزالين
تناثرت أحجياتها، فعادت نحو الصمتِ تبعثرت الأسئلة حول يراعها المجنون لكنةً جانبها الضياءُ وتقمصتها حكايا الغابرين..! يزور شرفتها الهزارُ منتشياً بلحن التوقِ مرآها السَّاحر الَمهيب.. يغني لها عذبَ التَّرانيمِ.. حتى تُحلَّ خصائل شعرها انسياباً على وجنتيها الليلكيتين... * * إبَّان ترمقُ المدى، تغازلها نسائم الأثير.. ووميضُ النُّجومِ يغزل حولها عرزال ضوءٍ مفتون تداعبُ الأماسي أفكارها النَّدية بعتمٍ حالمٍ جسور.. وترتصفُ على بوابات أعماقها جلالة الليل الدجيِّ أسطورةً من سكونٍ فريد... * * وإذ تلتفتُ مرحبةً بأولى شعاعاتٍ يرسلها قمرُ الأفقِ العاشقِ تلمحها مرايا السماءِ.. فتعكس فتنتها أبعاد المدى تراها كؤوس الزهورِ بارقةً من جمال غريب! فتُونع بالأريجِ احتداماً عبقتهُ بكنهها كلُّ الأشياء... * * السَّهرُ يعرفها مجنَّحةَ الخيالِ للسفر عبر النجوم تسلكُ رؤاها مساربَ أبعد مما يحتمله الإدراك..! وعندما ترافقها الأشباح والأطياف والأخيلةُ.. في رحلتها البعيدة المضامين؛ تقفُ حين تلاشت مراودُ الليل عن صبغ شرفات الفجر الآزفِ كمبسمها الدُّريِّ السِّمات.. تحضُرُها موائدُ البزوغِ بأطيب الكلمات..حباً وعشقاً وتهياما.. وتسطعُ كلحظها بالوميضِ شمسُ الكائناتِ عن أحجياتها المبعثرة بُعيدَ غياب النجومِ فتلُفُّ شعرها المرسولَ بشالها الحرير وتطوي صفحاتِ ليلتِها سجلَّ المسافاتِ السَّحيقة لمح خيال وتَعِدُ الأقاحي عود لقاءٍ قريبٍ تحتبيهِ أروقةُ الأصيلِ بادئةَ ارتحالٍ جديدٍ آفاق اللونِ والعطرِ والحرفِ والجنون... |
(*) نداء
أناديك... زعموا أنَّ صوتي ما عاد ينفذ طبقاتٍ كدَّستها همومُ أفكارٍ شعواءَ أقالت راحة القلب! كتمَ الوجومُ نبراتهِ حالَ تجاسرَ على إحاطةِ انتباهكَ علماً بكوني هنا.. هربت منِّي أحجياتي... أشكُّ أنَّ نبضاتٍ عصبيَّةِ ما تحثُّ الوهمَ يتعملقُ في مخيِّلتي تشعُّباً مريعا... ** لماذا أناديكَ إذن؟! والدِّماءُ في شراييني لا تنتميني بكريَّةٍ حمراء أو بيضاء! وأكتبُني خلسةً، لأواري خيبةَ الدَّواةِ أداءَ اليراعِ على صفحاتٍ كأنَّها من عصورٍ غابرة...! أحياها هناكَ، مبرهِناً نظرياتيَ العقيمةَ رغماً عنها! ** انتظاركَ قرَّحَ أشجاني... على قوارعِ الألهياتِ التحفتُ هباءَ الأمنياتِ ردءً لارتجافاتِ المآملِ أقيها -بزعمي- قرَّ الإياسِ المجحفِ بحقِّ دفئكَ البعيد... ** الرَّاحلةُ التي تركتها لي وسيلةً لبلوغِ عوالمكَ ماتت! ربما أعيتْ توجيهاتُكَ التزاماتِ فضولي، ففرَّطتُ في أداءِ العنايةِ بها عن غير قصد! محتكِراً شغفَ الرُّؤى، قابعاً في هاويةِ اللاحراكِ، متوقِّعاً معجزةً ما لا أعي كنهها... إذ أنَّ تولُّعيَ الأخيرَ بلوغَ عوالمكَ أودى بي حضيضَ الرَّجاءِ بغمٍّ ذريع! أستكينُ إذن... ** عبور الظَّلالِ حالكُ المضامين البعدُ عنهُ أوهن من بيت العنكبوتِ المعشِّشِ فاهَ البوحِ حائلاً دونَ ذرفٍ مبين..! دعني من هلوساتي لميحةً ما، وارمُقني حادَّ النَّظراتِ لعلِّي أهدأ برهةً من ود... |
(*) ملامح
الخريف... عهدتَ ظلالي فيهِ مدلهمَّةَ الأفكارِ، تنبشُ دقائقَ التَّخيُّلاتِ، موسومةً بعبيركَ المخمليِّ الشَّذا! عندما أسايرُ ملامحَكَ في وجداني، وانعكساتِها في مرايا نفسي، أتوقَّدُ شغفاً لحوارنا القديم... كنتُ أراقبُ ارتشافكَ فنجانَ قهوتِكَ باهتمامٍ بالغ! ألاحظُكَ تخترقُ بنظراتٍ ثاقبةٍ مكامنَ أعماقي... علَّمني حوارُنا، أنَّ لفافاتِ التَّبغِ لها معانٍ أبعدَ من مجرَّدِ عادةٍ يتَّخذها النَّاس لتفريغِ همومٍ أو في إدمان! بدتْ لي قُبالَتكَ، تعبيراً عمَّا لا تدركُ كنهَهُ الكلماتُ، بنفثاتٍ تباغتُ شؤونَ الذّاتِ الغائرة في مسوِّغاتِ الحياة! ** لماذا لم تعُد تأتِ في حلمي؟ مازال الخريفُ يأتِ باردَ الأجواءِ، يعمُّ هديرهُ أصقاعَ رئتي، نافحاً خفقاتِ قلبي بوقعهِ الجزيلِ! مهيِّئاً بالتَّراتيلِ الموسميَّةِ، ذائقةَ رؤايَ صوغَكَ حناناً يُدفئُ قريرةَ خيالي... لماذا لم تعد تأتِ عوالمي؟ اليُتمُ تفشَّى خلايا دمي، عازماً إقصاءَ العزيمةِ عن جسارةِ تصوُّراتي هذي الحياة! ربَّما ألِفتَ التَّرحالَ بين النُّجومِ وتركتني هنا، تنهشُ أحوالي تصاريفُ الواقعِ اللَّئيمِ حيناً؛ وتتوسَّدُ الأوهامُ أسرَّةَ أفكاري مُنداحةَ العبثِ، عاتيةَ النَّبضاتِ المشوَّهةِ حدَّ الهذيانِ أحياناً أُخَر..! ** تبكيني رفيقةُ الرِّيحِ حاسرةَ الأنين... أطمئِنُها: "أنا بخير فلا تقلقي" بلسانِ حالٍ ليس لي! لعلِّي أمَّنتُ بموسِمِ الرَّبيعِ القادمِ بعد حين، متشاغِلاً عن وحشةِ شتاءٍ -قادمٍ بريبهِ الهادر- ليس فيهِ أنت... ** أحلمُ براحتيكَ تُربِّتُ عَوزي حناكَ الملائكي... متغاضياً عن قرٍّ اعتملتْ في أعماقي وسائلهُ المُفنية! أعوِّلُ على عودكَ ظلالي، يلثمُ عطرَ ياسَمينِها انتباهكَ يوماً ما... ليندحِرَ يُتمي دُناهم، بارتوائكَ عذباً على صدًى أطاحَ آمالي إلا منك... |
(*) كلمات
لا .. لن تعرفي مقدار صمتٍ كنتُ قد أتقنتهُ وسلوتُ في سكناتهِ إرهاصَ وأدٍ للملمَّاتِ التي أدمنتُها! شتَّانَ ما بينَ اغترابٍ يلفحِ الإحساسَ في ذكرى وطن أو بين أقباءِ اعتزالٍ في حياةٍ جُلُّها كمُّ احتراقٍ للزمن!! * * تقضي سنيُّ العمر جذَّاءَ انطوت في لحدها لا تشتكي حتى أحارَ لما بها! تمضي كطيِّ الفجرِ في الأمداءِ فرَّ تقهقراً لشروقهِ.. حتى بدا إيناعُ نرجسها كلمحٍ عكَّرت ألوانَه سُدمُ الضَّبابِ برينِها وإيابُ ثقتي بازدهارِ مسرَّتي أضفى خيالاً آخراً أبرمتهُ بيني وبيني علَّني إن ما كتبتُ بلكنتي يوماً أشقُّ متونَ صخرٍ من ركودِ كآبتي أجلو محيا صفحةٍ بالحبرِ لمَّا أكسدَتهُ دُعابتي غورَ الترنُّحِ في أقانيمِ التفكرِ والجنون. * * بلى.. يبدو لأوراقي سفاحٌ من عزوفٍ قادمٍ ملأ الثواني وارتقى جَملَ المعاني عابراً من أسطري ينوي احتراقي كلَّما أنطقتهُ أرخى ذهولاً يستريحُ على يدي واقتاتَ رتمي وانبرى في فكرتي...! * * في غرفتي جُملٌ من الشَّمعِ الجميلِ تطاولت كيما يؤاتيني الفتيلُ .. وأدتُها في قبوِ ظلماتي وضعتُ أغلالاً من الصمتِ المكينِ على معانيها .. سعيتُ لسجنها فلعلَّهُ يبتزُّها حلمٌ يضيءُ فتيلها أو تكتسي رطبَ النَّدى بعد الجفافِ يُزيلها من قعرِ صمتي للمرايا تحتليها! * * لا تذهلي.. بعضُ الهنابثِ تستمدُّ الموتَ بوحاً والخيالَ تُميتهُ وتحورُ بعدَ الدفنِ شبحاً تأنسُ الأحزانُ في ترديدهِ لا تنتهي.. حتى يجاوبها صدى آمالنا: أيقنتُ عودي لا كففتُ ولا ارعويت! |
(*) تفريدة
غريب...! ترتشفُ الأمنياتُ وقتي ترقُّباً إيناع الغاردينيا في حوض بيتنا قبل الإيناعِ مراحلاً! على هذا.. وانبعاثُ براعم الكرزةِ هيئت لحظاتُ ولادتها عقرَ صمتي وتأملاتي فيك. قرع النواقيص ذاك، يعيدني طفلاً ترامى مع الأصيلِ حلمهُ الزاهي بالطيران كدوريٍّ خشي أن يتداركه الغروب، فتعفو عباءة الغسق مسربه لائذاً مأمن الوكر للسكينة. * * أنا أبتسم!! وترمق عيوني طيفكَ يتدلى مع الأغصان فوق رأسي مربتاً بحنوٍّ أفكاري وشجوني. أتبادل مع شآمي الأثيرة حواراً لطالما اغرورق بالعطر إبان ذكرك مضمونه وتواليه... * * يا لله... كم رحتُ أكبرُ في بعدك! حتى لكأنَّي تلفَّعني حنيني وارتياب شوقي في دنايَ هذه، وحين حسبتني اقتدرتُ عليه وعليها بصبرٍ ما تزمَّلتهُ حالماً على ما أظن، وجدتُّني اتخذتهُ عكَّازاً أتكيهِ لبقيةٍ من العمر أنفقها تحت وصايةِ خَدَرٍ أستعينهُ عوض التصبر! * * لماذا كان الوجدانُ مساحةً نذرفُ على صعيدها خلجاتنا وإرهاصات مشاعرنا و.. وآلامنا؟! لماذا كان قسطه الأكبر من الحزنِ المتجذر في خضابنا رمادهُ القاتم؟ * * لا أسألكَ ولا أسأل نفسي مبادراً لغة حوار جديدة تتجاذبنا مضامينها حتى ننتهي وكأننا لم نبدأ! لعلِّي أكثرت صيغ تعجبي هذه الشِّقشِقة؟ لاضير.. عندما تعلقُ الروحُ براثن رحى الأوهامِ، وتستلذ بانصهارها بين فكَّيها، لا تبالي، أدارت عليها، أم دوَّرتها بدافعِ الانقياد والاستغراق. طالما أن الخلاصة أهم من المضمون! * * * قابت زهرتكَ تبتسم. |
(*) رؤى
""--بعصاكَ السحرية تلك... ألهب خفق القلب تثاقل حتى خلتُ تلاشى .. قلتُ توقف.. قلتُ تناهى نحو العدمِ ولاذَ الصمتَ ليرقأ ألمي * * --قلتُ تعالَي يا ترنيمةَ حبٍّ ذُرفت فوق سلالم مينورِ الأهدابِ أعيدي رصف مكامن روحي أو فانتحري دون عبارةِ _ دونكَ عمري_ بتُّ مرارةَ حلمٍ أرعن أتلظى بهراءٍ ..أُسجن! * * --أكتبُ لحوارٍ لن يأتي... أكتب للعزلةِ في قبري علَّ الرمسَ يغني قدري علَّ قيامةَ روحي تسري تحملني أحلامَكَ لوذاً وهماً دخلاً أو إرهاصاً يتملكُكَ كذا ..كالسحرِ..."" * * * لولا جاءتني في حلمي كالإيحاءِ الجارفِ يتماً! كالإكليلِ الذابلِ حكماً كالإعصارِ النازفِ قهراً ما أرمستُ لحرفي قبراً في وجداني.. ما أبقيتُ لبوحي أثراً فاضَ شقاشقَ من كتماني * تيك حشارجُ هذري طابت أشباحي فتلاقت تلثم همل جراحي في غربتها! يا لله لكم حاولتُ أكفكف لحظي عن رحلتها فاقت صبري تاقت قهري وتنامت في عيني تجري لا أمنعها .. بل أعشقها! * كلَّ أقانيمي قد زارت وتسلت وجداً وأقامت ذا ديدنها! تلفحُ إحساسي بأريجٍ من ضحكتها ثم... تغادر خلف الأفقِ بحزنٍ سافر تأخذ بسماتي بجسارةِ همٍّ قاهر وتواسيني بعدُ بلُقيا لا أعلمها إلا إن كانت تقصد حكماً عالَمها!! * لتُربتَ فقدي وهمومي والدمعَ المرخى سفَّاكاً هتكَ جفوني بعدَ اللقيا ببراءتها... * * * وعدٌ جائر.....!!!! |
(*) سؤاليَ الأخير
في الطُّرقات... ماتزالُ رغم كلِّ الأوهام التي تداعبُ أفكاركَ المجنَّحةَ تسير حتى أبعد من خطوط النِّهاياتِ البعيدةِ عن متناولِ الصَّمتِ والخلود.. تأتيكَ المشاعر، وتمرُّ على قلبكَ سحراً هائل التَّأثير حتَّى لكأنَّكَ تكادُ من هولِ إيقاعها تهمُّ أن تطير..! ولكنْ.. حالَ غموضُ أحوالِكَ الممزَّقة ما بينَ احتمالِ إيناعِ البيلسانِ في حدائقك، وتوهُّج الغاردينيا في عينيك..... ** قالتْ ذاتَ مرةٍ، في إحدى إطلالاتها الخريفيَّةِ على أوراقي توشِّحها بالنور والعبير: ( حلمتُ بكَ، تأتي مودِّعاً أمواجَ النَّثرِ في صمتِ الغريبِ مفارقاً أرواحَ أحبَّائه، نحو رابيةٍ من شجنِ العصور السَّحيقة، تتذمَّرُ تارةً من همِّ الفراقِ المرِّ، وتعودُ تارةً، تبكيكَ قصائدكَ مودِّعةً إيَّاكَ! تذوي خلفَ غيابكَ الآتي...) ** ثمَّ.......... رحلت! حتى ماوراءِ امتدادِ خياليَ المجنَّح!! فماعدتُ أرى اللَّيلكَ الحاني على وجنتيها البريئتين.. ما كانَ يُحمِّلُ كلماتي رموزاً أسطوريَّةً مروراً بفضاءِ الأهدابِ الفرعونيَّةِ الإيماء.. ** أنا ما زلتُ هناك فيما تبقَّى من المدى... أحملُ بضعَ أوراقٍ مالَ المدادُ على أسطرها المبعثرة حتَّى تلاطمتْ معاني الكلمات فما عادتْ تمتُّ بصلةٍ ما لأيَّةِ لغةٍ من لغاتِ التَّعابير!! فصرتُ ..أقرؤني لنفسي في مرايايَ التي تناثرَ غبارُ الحزنِ على سطوحها فأتوهُ عنِّي ! ولا أستيقنُ من ملامحي ..فأعرفني! وإذ أحاول ارتشافَ مساراتي،في خضمِّ التحامي بوحدتي الحبيبة أدركُ أكثر، أنَّ مدارجَ الجليدِ تحيطُ بي من كلِّ الجهات وأنَّ فراغَ الشعورِ، يتآكلني كما لو أنَّني ماتَ بعضٌ مني وما تبقى، باتَ تذروهُ رياحٌ تتطايرُ معها أزاهيرُ نرجسيتي وتمايُزي كما كنتُ يوماً ما! أو كما قالتْ هي.... فأينها الآنَ تلكَ الومضاتُ التي كانت في غمرِ هذا العمرِ تتألقُ بي؟! وأيني أنا من نفسي...؟! |
(*) بعثرة
يُخيَّلُ لي أنَّني فقدتكَ الأمس! رغم استنكافي مسارب الحياة خوضاً ومسايرة أجدَت تارةً وكبَت مرارا دعني ألبِّي حاجتي بالسَّفر عابراً زواياك المنفرجةَ عُمقَ التَّفكرِ... أتبعثرُ كما لم أنتمِ لشيءٍ يخصُّني يوماً، كنتُ فيه أعرفني قبل فراقكَ، في مساحةٍ ضيِّقة جداً من إرهاصات الأحاسيس، تشعَّبَتْ كيما نتحاور! يا ترى .. كم باتت لغتي غريبةً عني؟! وتصعقني قراءةُ خطِّها كلما حاولتُ أن أفهم؟ أتلوَّى من ألم الحروف، وعُسر انتفاء الإجهاد عن مُحيَّا صفحاتي!! ما بالُ الظِّلالِ امتد أثرها عابراً آلاف التَّراميز؟! وحطَّ هنا بكلكله وأعجازه الحالكة؟! * * أثقل كاهلي هذا المدُّ، وران همُّهُ قلبي، فانذوى الخفقانُ، وتلاشت كينونة النَّبض ماوراءَ النِّهايات... تعرفني جيداً... وتعلمُ أنَّني أصارع كمائن ذاتي، مهما تلوَّنت حيَلُها وتشابكت أساليبها المشبوهة..! أفلو لم تكن الكتابة لغةً للتعبير؛ فبأيَّة وسيلةٍ يا ترى كنتُ أشركتُكَ هذياني هذا؟؟.. بأيِّ!؟؟؟ * * باعدَ ما بيني وبين الصَّمتِ، اندلاعُ ثورة الكتمان في صفحاتها.. ولولا اغتربتْ.. لكنتُ صمَتُ الأبد! ولكنَّها أبرقت تسألُ المدد.. وها قد هيء لمقلتيها.. فعذراً (غفران) * * يا لله.. كم خِرتُ أمتطي متن الجُملِ! فتحْرَنُ بي حواجزَ السُّطور، وتُلقيني عن ظهرها أرض واقعٍ لئيم! حيثُ أنتَ راحةُ الأبد، واستجمامُ غربةٍ عن ميادين الحمقى وعُميِ القلوب وأفكار التَّافهين... الواقع يسفك إلهامي وتصوراتي... الواقع يسحبني من تلقائيَّتي وعمق تخيُّلاتي... آلآن وقد دخلتُ ساحتَها؛ أتلفَّعُ تضوُّري للزُهد فيهم وفي لغة الكتابة؟! لن تحزني يا أمل، أعلم أنني أقسو عليك الآن، وأجري دموعك بيلسان الوجنتين.. فسامحي أخاك... ** ** عندما قرَّرتُ أن أزورها هنا؛ تلكَّأتُ قاصداً! حيث أنَّني لم أثق فيَّ كيف سأبدو في خضمِّ السَّيلِ ذاك! وحالما أعدتُ تشذيب آثاري على رقيق صفحاتها، وقفتُ دون تأمُّلٍ أبحثُ فقط عن وجهكَ الحاني‘ يقفز بي قفزةً ضوئيَّة لأبعدِ المسافات، حيث لم تكن لغةٌ للكتابة بعد، ولا هم... ولا هم يحزنون! |
(*) فِصام
مينور.. * * هاكِ الخريف أتى تمايسَ حزنهُ فوق الوريقاتِ التي أهديتِها وتمرَّست لحظاتهُ إيقاعَ حدسي مدلهمَّاتٍ كذا أفنيتِها إبَّانَ رحلتكِ التي ما عدتُ أعلمُ كم وكم بُعدُ المسافاتِ التي أمضيتِها حتى تلاشى عودُكِ المأمولُ في أيِّ الفصولِ سوى الخريف! * * كم نجمةٍ مسحت بومضِ اللومِ طوراً جبهتي وتلوَّعت في غربتي وتساءلت عمَّا يجولُ بفكرتي إن ما أتيتُ أبوحها مرموزةً سقط القناعُ عن الحروفِ تقهقرت مسمومةً تُخفي أساها والدُّنى هابت لظاها! فاكفهرَّ النَّجم راح مخافتاً صوبَ المدى ألا يباغتهُ الصَّدى متردِّداً آثارَ بوحي عابراً كسحاب صيف! * * هوَّلتُ من إيحاءِ حزني في المرايا علَّها إن ما رأتني قبل رؤيتها تقاومُ صِبغتي أو تحتلي بالصبرِ عقَّاراً يداوي رَوعها إن ما استفضتُ بحيرتي لكنني أخطأت مقدار المضادِ وزدتُهُ ....فتبخَّرت! واستنجدت بالصمتِ يُنهي هدرَتي وتحسَّرت.. * * ما عدتُ أُعكسُ في شجوني إن أتيتُ أبوحها لكأنَّها رحلت إلى الأقباءِ تنعى في ضمورٍ جُرحها منِّي ومن إيحاءِ حرفي من ملماتي ونزفي من حيالِ مسرتي جدباً مخيف..!! * * ماذ أقولُ وكلُّ قولي يختفي منِّي هروباً بعد أوهامٍ أُعاودُ قولهُ يرتابُ أنِّي! والتراكيبُ التي أعددتها لتميطَ همِّي تقتفي أقرانُها بالبعدِ عنِّي بات زعمي دوحةَ الأطيافِ حُلماً أستطيبُ دوامَهُ ألا يراني كنههُ فيفرُّ مني بعد لحظاتٍ ونيف!! |
(*) شِقشقة
أ أرتابُ والدمعُ أرخى لعيني من الحزنِ ما صار بيني وبيني من الحتفِ سلوى من الوجد بلوى من الأنِّ في راحتيكَ أسافر من الهمِّ في مقلتيكَ أغادرُ ظنِّي! فدعني أحيكُ السِّفارة قربى لأهواكَ دهراً مديداً وأهوى وأعبر من دنيتي كالمغادر وأسرح في رغبتي وحي زائر.. ** * أقلني من اللوعةِ ازدادَ يُتمي وخلِّي كذا وصمةَ الصَّمتِ حتمي أناديكَ كيما تلاقي شجوني بمسٍّ من النورِ يجترُّ دُهمي تبسَّم أعدني توسَّم وزدني من الأمنياتِ اقتراني بطيفكَ يأتي فأجترُّ كينونَ وقتي وأمحو من الذَّاتِ إن عدتَ وهمي بفقدكَ جرحاً دمى خفق قلبي جوى كلَّ حبي لأفديكَ كلِّي وظلي ونفسي وما لستُ أعلمُ دونكَ ...قل لي؟! سألقاكَ يوما.. ! أناجيكَ مهما تألَّبتُ في دُنيتي بانجراري دواهي مجوني وهول انشطاري مرايايَ إن رحتُ أهذي وقاري..!؟ فـ بالله زمِّل على برد قلبي وجمِّل بدفئكَ مثكول هدبي تراني أتيتكَ أرجو ضياعي بكونكَ لا أشتفي باندلاعي حريقاً من الشوقِ إلا بحسبك!! |
(*) وعندما أدركني مسائي
هامت على الوجناتِ زنبقةُ الأثير وتوَّجت ذاك المدى المهمومَ طاقاتِ العبيرِ كأنَّ آمالَ الحُروفِ بعودها قد غادرت أقباءَ عزلتها! كذا واستبشرت حيناً من الأرواحِ موعدها على سبكِ المعاني واقترانِ الوصفِ هاتيكَ الأماني كالهدير الصَّاخبِ المكبوتِ شقَّ هُنيهةً فاهَ السُّكوتِ وأبرقت كلماتهُ وجهَ الصِّحافِ .. حضورُها....لثمَ المحيَّا وحيهُ فاغرورقت أحلامهُ بالوعد قابَ وأشرفت آمالهُ توقَ الإيابِ فهلَّلتْ بعدَ السكينة والقنوط ** * في رحلةِ الآصالِ حملت شمسها وازَّينت حالَ المساءِ تعودُ تحكي للمدى عن شوقها إرماسَ حرِّ البعدِ في دوحِ اللقاءِ وضمِّ أرواحِ الزُّهورِ لجيدها كالنَّجمِ يعتنقُ السَّماءَ هيَ احتفت صحوَ الحروفِ كأنها رتمُ القصيدِ فساورتها أنْ "أعيدي باتِّئادٍ صبغةَ الأفراحِ زيدي" كللتها بالحنانِ فعمَّر الدِّفءُ الزَّوايا وانحنى وقفُ القريحِ مبادراً سكبَ النوايا هامَ بوحاً تاركاً نهجَ البهوت! ** * الليلُ مهمومٌ أتى مسترسلاً حاكَ السَّوادَ مطوِّقاً أمداءها الليلُ جُنَّ كما وجَنَّ مغلِّساً ومضَ النجومِ وأخفرَ البدرَ احتداماً سرَّبَ الأنَّ اعتلالاً واعتلى كنهَ السَّماءِ كذا نزالاً قضَّ أروقةَ السَّجايا كيفَ بعدُ يظلُّ ساحٌ للحكايا؟! قوِّضت داراتُ هاتيكَ الأماني واسترابَ الحرفُ ضاقَ من المعاني عاد لاذَ الصَّمتَ في أقبائه سفحَ القصائدَ غارباً في لحدهِ بلعَ القريحَ وآلَ إلا أن يموت... |
(*) دمشق في عين ألبير
يعلو مرافيها الشَّجن ويحلق الهمُّ المدجَّجُ بالأنِّ أمداءها عنوةً وتسلُّطا! تقتاتها همهماتُ الآمالِ الممسوسةُ بأحجياتٍ ضبابيةٍ تعثَّرت إبَّانها مسرَّاتُ الأفق.. على صعيدها المقدَّسِ، تلوَّت أمنيَّاتُ الرَّاحلينَ بُعيدَ انغماسِ النُّورِ أقباءَ الذِّكرى وتحت ذاك الثَّرى، تألَّمت بصمتٍ دفينٍ وساوسُ الحروفِ وتطلُّعاتُها الموبوءةُ بالغرابةِ مرايا الغدِ المكبوتِ توقُّعا... * هي بوتقةُ اللانهاياتِ السَّحيقةِ المرامي، عكسَ رغباتِ المترقِّبين! آلامها أحفوريَّةُ السِّماتِ، بطابعٍ توَّجَ رموزَ الفقهِ والأدب والعلومِ الكونيَّة.. فكانت لذلك في أحداقِ المنبوذينَ والمذؤومين شوكةً لجوريٍّ خلاب تأجَّجَ عطراً في صحراء الحياةِ.. حين لا حياةَ لمن تنادي.. ولعلَّها؛ أطعمت في كل حينٍ قوافلَ صنَّاعِ الخرابِ والمحسوبينَ على بشريَّةٍ رعناءَ بشراً رعاعا..! * ممهورةٌ غرابتها بالإلهامِ لعاشقٍ وقعَ في شباكها ممتنَّاً لِكُنهِ الإيقاع يحدثُ أنها تستنطقُ بألغازها السِّحريةِ لكنات البوح فيحسبها الرائي مكمنَ وجودٍ ماورائيِّ الأبعاد يضمها الحرفُ دامعَ التَّلافيفِ صفحاتِ وجهها التَّعبِ لكزةَ العاقِّين وتتناول التراكيبُ على محيَّاها الباسمِ الحزينِ مأدبةً غنيَّةً بإيحاءاتٍ فيها من كلَّ أصناف الخليقة، منذ البدءِ، وحتى سدرةِ اكتنازِ المضامينِ على حوافِّ النِّهايات.. * أميرةٌ بكلِّ المقاييس وعرشها تكتنفه ملائك السَّماء وتنابذه أساطيلُ الكماةِ ساحاتِ المجد والخلود إن سألتم عنها... دلَّكم عليها وميضُ النُّجومِ والقمرُ المزيَّنُ باعاً من الألق في سمائها المهيبةِ ولئن عرفتموها.. ما سلوتم أثرها في لطائف الأرواح وخفايا النُّفوس!! وبما أنها نادرة السِّماتِ، آلى الرَّبُّ الجليل إلا أن تكون بادئةَ إعصاره الأكبر حيث لله الأمر من قبل ومن بعد... |
(*) والقلم المجنون
بذاتِ العطرِ، وبذات الشَّغف المتناثر على دفء المشاعرِ يمرُّ طيفها يتوسَّدُ احتدام الشَّوقِ برغبةٍ لمَّا تفقدُ براءةَ المحيَّا.. رغم تهالكِ الدَّهر واستواءِ مرارةِ الفقدِ معالمَ أزمنة الحاضر! الأصيل في عينيها مابرئ يتخايلُ انصهاراً في بوتقةِ اللهفةِ الجارفةِ آمالَ البعثِ والحضور والكرزُ على الشِّفاهِ يانعٌ وخصيب.. لكأنَّهُ قضَّ ترابَ الذِّكرى، واسَّابقَ والأيامِ تُخومَ الأزلِ ألا يذبلَ أو يموت.. * * العطرُ الفرنسيُّ في أفياء حضورها يعمُّ الأفق تحتبيهِ سنونواتُ المدى إبَّانَ المساءِ فتحملهُ أوكارَها بارقةًَ لليلٍ طويلِ طويل.. وتتلوهُ أزهارُ الأضاليا، أحجيةً أحجمت عن حلِّها كلُّ زهور الأرضِ غرابةً وفتنة! يتوعَّدها جفافُ الأمنياتِ بثبورٍ أعلنهُ اقترابُ شتاءِ اللقاءِ..على مراحلَ من سكونٍ غريبٍ لفَّ تطلعاتِ المآملِ، وتصلَّبَ عنوةً على عاتيةِ الصَّبرِ وصُلاماتِ الأحاسيس.. * * وإذ تغربُ عيناها بالدموعِ بعيدَ احتباسِ لكنةِ البوحِ محالاً تلقفَ قدرتها على التَّعبير وأرشفَ المساراتِ.. جبريةً ألزمتْها اقتفاءَ الصَّمتِ في أنديةِ الحياةِ للراحلين ختمتْ ماورائيَّةَ وجودها بملامحِ حرفٍ همسهُ الأثيرُ في قلب شاعرها الأخير ساورتهُ القريحةُ طرائقَ البوحِ وناورتهُ التَّصاويرُ فلسفةَ التَّموسقِ فضاءاتِ الخيالِ المجنَّح فعكفَ على جيدها الدَّافئ يكتبُ بالدُّموعِ إلياذةَ الرَّملِ والغياب بعد أن كسر اليراعَ إيذاناً بانكفاءِ المشاعرِ حتى يعود الخصبُ يرفلُ بالرُّؤى وعمقِ مضامينِ الرَّحيل... |
(*) ألين
ألين.. ألين.. هامت رؤايَ إذا النجومُ تصدرت كبد السماءِ وغالبتني في المدى تواً همومي علَّني فارقتُ حدسَ القلب فانكفأ اليقينُ مغادراً أعماقَ قلبي أو تشرذمني من الأحزانِ وهمٌ باترٌ أرخى على كبدي ظنوني..! * * لستُ يا إيماءتي أهذي.. سليني قلتُ كل الوقتِ ما تخفي عيوني ها تريني أشجبُ اليأسَ الدفينَ إذا تمطى.. ألجمُ البؤسَ المقيتَ كذا وأرمق دنيتي بالزهدِ حالا ها خذيني من شجوني.. عتِّقيني ليلكاً سكنَ الأريجُ كؤوسهُ دون الفصولِ وغلَّهُ من طيفِ أنثى عطرها أو شرِّبيني من سليلات المآقي دمعها ..تاقت لضمِّي في لياليها الأمل يا ويح قلبي كم تكبد خفقهُ شأواً من الآلامِ إن ما راحَ تستهويهِ هاتيكَ المقل.. لفح الشجا في عالمي لغةَ الكلامِ وصمَّغَ الأقلامَ شجَّ مدادها كم نال بوحي إذ فتقتُ قريحَ همسي من تناهيدٍ تقمصتِ الربيعَ تنكراً ما إن تفشت في جوايَ وأركزت في بؤرةِ الإلهامِ سهماً قاتلاً أردى حشايَ تصارعتني كل حينٍ يا " ألينُ " وذوَّبت من صعرها كمداً رؤايَ إذا النجومُ تنصَّبت في سفحِ هاتيكَ السماءِ وأعلنت للكونِ حتفي وارتماسي.. * * كيف أبدأ يا " ألينُ " وكل حرفي قاتمٌ سكن الدواةَ تململاً وارتابَ فوق صحائفي يتلو انغماسي لكنة الضَّوعِ العميقِ تأصلاً!؟ أم كيفَ أرتشفُ المرامي من كلامي والنهاياتُ اكفهرت تقتفي طوراً حطامي..! * * هل أنا شبحٌ قميءٌ تزدريني بارقاتُ النورِ إن أرخيتُ ظلِّي في مداها؟ أم خيالٌ كلَّلَ الوهمُ المدى في أحجياتي فاستمالت أغنياتي ماوراءَ الحبِّ دارَ على حياتي؟! كلما أرشفتُ قلبي واقتنيتُ الصَّمتَ استهديهِ حسبي لاحَ في الأمداءِ إعصارٌ عراني وطؤهُ عصفَ الحكايا والمرايا واقتدى إخوانَهُ نسَفَ المآلَ غمارَ تيهٍ حلَّني لكأنني آليتُ إغمادَ النوايا في ضميري أرمقُ الأطيافَ هامت في شعوري أو تكبَّدتُ الرَّجاءَ تصبُّراً أكوي احتدامي علَّني أحظى أمامي بعد أنَّاتِ اللُتيا بالمآمل.. |
(*) إقتراف
يلفحني وهج الأملِ، ويستدرجني ضوعُ الرُّؤى في أمسياتِ الانتظارِ الطَّويلةِ، أبحث عن لغتي في شعبِ الأيَّام... قد أنهمر على جنباتِ الحرفِ موبوءً بلكناتٍ شتَّى! يعتري مضامينها توقي لضمِّ الأمن في مرايا روحي.. بعد أن فقدتُ ملَكةَ اقتفاءِ القريرة في تعابير أزمنتي والملامح... * * يـــــاه... كم بدوتُ مسنَّاً لأزهار التوليبِ، مذ قارفتْ بأريجها توبيخَ أسلوبيَ المقفرَ توغُّلاً في سراديبِ الاعتزال... وكم مسَّ الحبور خفق قلبي، إبَّانَ احتضارِ نقمة الكتابةِ، في قراطيسي ونزيف أحباريَ الجافَّةِ الشَّافَّةِ مراحل من العمر القصير! قد يغزلني خياليَ المجنَّحُ كأساً للأضاليا اليانعة في بيتٍ دمشقيٍّ عتيق، تعانق جدرانُه سراديب التَّواريخ وأصالةَ الحضارات. وقد يمخر شجونَ أعماقي إبحارٌ لا متناهٍ في كنه النِّهاياتِ الرَّماديَّةِ، بُعيد اقترافي نعمة الصَّمتِ أبد الآبدين... ولو بعد حين. * * الحلم المشتهى؛ يقبع على مرمى كلماتي طيلة التَّأمل بسكون... وما أن أهمي على قلبي متلهِّفاً لاحتضانهِ بشوق الرَّبيع للزُّهورِ؛ يذوي متلاشياً تذروهُ صلافة الواقعِ، وتصعُّر الحياةِ، وبهيميَّةُ البشر! أيُفسِّر هذا شغفي بعالم الكواكب والمجرات؟! وتلقُّفي أبعاد المجاهيل؛ في فضاءٍ تحشوهُ العتمةُ، ويحتشمهُ الرَّيب والغرابة والمحال؟ أم أنَّني غريبٌ أصلاً.. أنتمي لبادئةِ المعالمِ ودلالاتِ الأحجياتِ.. فكنتُ كما لا تعكسني مرآتي! شبحاً عتيداً يحسبه الظَّمآن ماءً، حتَّى إذا أتاهُ وجدهُ محض نار....! * * لماذا كلَّما حاولتُ أن أزدري شؤوني؛ تزدردني أحوالي! وتمضغني أهوالُ دناي؟! وتلفظني بوابةُ البداياتِ بزهدٍ أرعنَ وخيفةٍ مريرة؟! ولماذا أسأل نفسي ذات الأسئلةِ التَّي أعي تماماً أنَّني لن ألق لها أجوبةً تُحتفى في قرارتها العشوائيَّةِ الغائرة؟! ألكتابةُ ما تحيلني زبد بحرٍ تلاشى حين ظنَّ أنَّه الموعودُ لمخر العباب..؟ أم الذَّاكرةُ الدَّفينة تستعيد الرُّوحَ بين الفينة والأخرى، فتقلبُ خفقان القلب بُطيناً على أذين؟ وتعكس دائرة جريان الدِّماء، ولعلَّها تغيِّر لونها، أبيض أسودَ أو شفَّافاً لا يعتبره ما تبقى من شرايين..؟! * * لماذا أطيل الكتابة وأكثر من فحيح الأسئلة المتعِبة المملَّة؟! هي عادة أورثتني إياها مزاولة صمت الحواس والابتعاد عن الناس... وأسلوبٌ أعبِّر فيه ببساطة وهدوء عن عُقد حروفي، والتفافات مضاميني، وتشعُّباتُ مواضيعي والنُّصوص... وعلى هذا؛ أكتب لأفهَمني أولاً وأخيراً، وبعدها؛ على الحروف السلام... كان هذا بيِّناً ومريرا! |
(*) حلم
كالحلم كالإهراقِ كالوسنِ الذي غلب الجفونَ كما يعيدُ الهمسُ بارقةَ العيونِ.. كما أراكَ إذا سموتَ بعالمي لعلاكَ خلتُ النورَ في مرساكَ دونَ العالمينَ منارتي لما أتيتَ الحلمَ فاضَ نداكَ؛ آسفني ابتعادي وانكفأتُ مزمَّلاً أحثو سُهادي أنتميكَ الرُّوحَ دمعَ العينِ، خفقَ القلب أمنيتي .. حنيني .. لهفتي وكذا ظنوني في رؤاكَ .. أسرتُ نفسي. دنيتي موزونَ حرفي .. لكنتي تواً طفقتُ أهيمُ قربكَ ..أقتفي في البالِ فوحكَ.. يا صراطي.. إنني أعلنتُ حبَّكَ للمدى للعالمينَ لما تبقَّى من سنينَ أعيشها طيفاً يحومُ لمنتهاكَ يرومُ مبتغياً سماكَ محلِّقا خذني بعينكَ ...واحتفي بؤسي وحزني وارتيابي للمدى خذني بشجوكَ واحتدمني في شجونكَ مرِّغِ الأحشاءَ كدِّسها همومكَ وامتحنِّي.. ما تلوتُكَ فاضت العبراتُ عيني.. لا تدعني أرعناً فقدَ المسارَ ... وجُد على تغريب قلبي في الدُّنى بجميلِ عطفكَ واحتملني في بحارِ الخوفِ فُلكَكَ للنجاةِ كذا احتملني.. لاتَ أنِّي في يديكَ الأمنُ والسُّكنى لهمِّي كيفَ لا أرويكِ ما بيني وبيني؟ فالحكايا أنتَ .. والأفكارُ يا سحري فذرني أنتميكَ مدى الحياة إلى المماتِ وفي رقادي نحو ساحِِ البعثِ حبُّكَ أنت زادي.. غلَّ في قلبي وحالَ الحلمَ هدبي سامقاً بالودِ يكنفهُ الكمال... |
(*) همهماتٌ دمشقيَّة...
تحنُّ لها.. وترتادها أمنياتٌ سرابيَّة هيئتْ لمنغمسٍ أقباء الذَّكرياتِ، دوحاتِ راحةٍ وطمأنينة! تستقرُّ في الوجدانِ صورةُ وجهها الوضَّاءِ بنورانيَّةٍ لافتةٍ ثاقبة! حتَّى لكأنَّها اشتعلتْ في مرايا الأرواحِ نظرتها، وما عادت لتنطفئ أبداً.. ولا بألف مكيالٍ من وصال.. * على جبينها المرمريِّ، تُحكى للأولينَ أساطيرُ عشقٍ بشجون، تحارُ في كنهها الألبابُ! وتلكز شواردُ الأفكارِ مترقبيها عن قربٍ فقدَ امتياز الاقترابِ؛ إلا من حبٍّ دفينٍ، وتَهيامٍ قلَّ نظيرهُ في الوجود.. * هي الحيرةُ بحدِّ ذاتها.. أنثويَّة السِّماتِ ..بلى! ولكنها عنفوانيَّةُ الأثرِ صلبةُ التَّعابير! تمتشقُ حروفَ عاشقها بضوعها الكبيرِ، وتلقي في غمرة المضامينِ وصفتها السِّحريةَ، لتنعتقَ النُّصوصُ من رِبقة الكاتب، وترزحَ تحت سطوةِ جمالها الأثيرِ، مدَّ الفضاء ولانهائيَّة الأبعاد.. * لا تعرف وصمةَ الخنوعِ والذلَّةِ مهما ناهزتها صلافة الواقعِ واحتدامات الأقدار.. إذ أنها..تحمل بين عارضيها؛ أحزان المجرات عنوةً بمرارة مهيبة! تصطلمُ كلَّ حينٍ بلهفة الثأر وموثوقيَّةِ القَصاصِ لوترٍ بكته أظلَّةُ العرشِ، وندبتهُ سدرةُ المنتهى حتَّى قيامةِ الآثمين.. * الكتابةُ عنها سيلٌ عرم! لا تحدُّهُ ضفافُ توقُّعٍ، ولا تحيطهُ سواترُ المرامي والتَّوجهات..! ينسكب من عمقٍ عتيدٍ وغور بعيد دون مقدمات... كلُّ ما قيل فيها صعبٌ ويسيرٌ وصابئٌ عن ديدن الأعراف والقوانين!! فهي المكلَّلةُ بتيجانِ الإيماء والإيحاءِ، بما لن يخطرَ على بال بشر! إلا من رحمَ بارئها.. وقليلٌ ما هم... |
(*) بقايا بوح
قابت من الحزن حتَّى ألجمَ فاها أنينهُ..! واستغرقت في حكايا التوليبِ العاشقِ، كيما تتلاشى أوهامها المُستبدة... ولكنَّ الأريج أبى إلا السُّكنى ما بين أحوالها المتعبة وأفكارها الملقاةِ مراحلَ من شوقٍ وحنين.. لم ينقضِ! ولا بألف تذكار من الفصول... * * أين الخريف يا لينوار..؟؟ أين أوراقه الصَّفراءُ ترويكِ شالاً على مُحيَّا رحيليَ الأبدي بين العوالم المشتهاة..؟ وأين أنا من كلِّ هذا الصَّخب المفتونِ، بلكناتٍ خبيئةٍ تحت ألسنةٍ شوهاءَ، لا ترحم الأحاسيس إبَّانَ إيناعِ الأقحوان.... ألا وقد قاب فصلُ الزُّهورِ يعدو فيما تبقَّى من فسحةٍ، يدركها هزارُكِ المستكينُ، شارداً عن كنهِ السُّرورِ المرتقب..! لعلَّهُ يونعُ في مرايا النَّفسِ أحجيةً ما! تتلقَّفها ماورائيَّةُ أفكاري، ومرامي شجوني وأسراري... أزدري فيها أحوالي المرهقة منِّي.. من محرفي الدَّاكنِ الملقى على عتبات الأمل بجنونٍ وظنون.. لعلَّني إذن؛ فقدتُ مزية اقتفاءِ دلالاتِ المضامين؟! وطفِقتُ أنعى مخيِّلتي على مذبح الأيَّام الشَّوهاءِ شمساً وقمراً وأنجماً وسماءا!! تلك إذن مقاربةٌ تُحكى جدالاً بيني وبينك، حال عودِك نوَّارةً تزيِّنُ ظلامي المبهمَ؛ المتشعِّبَ في سراديب الحُلكة والسَّواد... * * "تتقنُ فنَّ الدَّورانِ على نقطةٍ ورصيفٍ من الأحلام.." قالَ.. وأفلَ مع المغيب القابع دون بوَّابات الرَّحيل الأبدي، نحو سدرة اللانهايات السَّحيقةِ... حملَ معه خفقةً، وهواجس قلمٍ، وجُعبةً فيها من الأوراق الممزَّقة الكثير الكثير..! كنتُ أظنُّهُ يمازحني، مستهجناً مكوثي أوقيانوسَ وحدتي الغالية..! إلى أن أدركتُ أنَّه أغلق باب الضوءِ! وغاب عن ناظري إلى الأبد! وخلَّى كلماتهِ دساتيرَ يؤرِّقني صمتُها المدقعُ؛ رغم صخبها العنيف المؤنِّبِ..! * * لماذا كلما حاولتُ أن أفهمني؛ اختلطتْ عليَّ الشَّواهدُ؟ وتمازجتْني ألهياتٌ، أتقنتُها على مراحلَ من العمر القصير..؟؟!! لأصلَ طرَفاً آخر، على ضفَّةِ لا تنتميني..! ولا بألف ألفٍ من قناعة وقريرة؟! ولماذا أكتبُ الحرفَ، لا يدركني محتواه..؟! ويخترقني مغزاه المُبهمُ! حتى لكأنَّه مرَّ على فم يراعي مرور اللئامِ! يتنكَّرني ويؤذيني بإصرارٍ وثبات..؟! |
(*) خواء
يستهويكِ احتضار البوح! وتغمُّكِ سخافةُ الغابرينَ، باتوا قصاصاتٍ مرميَّة لا يأبهها اخضرار الحرفِ أفياء المآدبِ والخيال! ويتحملقونَ الوهنَ عابرينَ مداهُ إعجاباً وتنميقاً منقطع النَّظير! * الحرف يا غفرانُ -وكما همستكِ في خلوٍّ من سنينَ- ميتٌ حتى تبثُّهُ الرُّوحُ ذائقة القارئين... أمَا وقد ماتوا جلُّهم... وتشرذمت أذواقهم خديعةَ الفضاءِ ومكتباتِ الوجوه المكفهرَّة، فعلى المآدب السَّلامُ... ولاتَ غِذاءٌ أو طعامٌ يُقدَّمُ حفاوةً لأصحاب الذَّوق الرَّفيعِ...وقليلٌ ماهم! * الخواءُ ربما ديدننا أنا وأنت، ولطالما لثمنا اتِّساعَ آفاقهِ المديدةِ تمخر بلا إرادتنا، صِيغ الجملِ وتراكيب المعاني والمضامين ولأننا نرسم الحرفَ استقراءً لأعماقٍ ما؛ تمتحُ وجودنا كنهاً، وتمتُّ لإدراكنا بصلةٍ تستغوي ذؤابة اليراعِ فيهمي؛ آلينا ألا نهتمَّ - ولو ذرفنا همساً هنا أو هناكَ - أحوالَ الفوارغِ والمقاعد المرتاحةِ أثقالَ العَمَهِ والمفتونين! * نحن نذرف الحرف يا غفران.. لنقرأ أنفسنا أولاً وأخيرا أو لنفهمنا عنوةً وربما تفصيلا ولأنَّ كلَّ من نكتبُهم يلمحونَ هذيانَنَا دون أعين العالمينَ في مكانٍ ما.. آلينا ألا تضمحلَّ رؤانا.. وعقيدة الكتابةِ أقباء العزلةِ ديدننا ومنتهى إبداعنا * ما أجمل السُّكونَ في عوالم البوحِ إبَّانَ ارتطامِ المضمونِ بجدرانِ التَّفرد والهدوء! بلى.. هو جنون الغبطةِ ينحدرُ مهاوي الرُّوحِ، إيذاناً باستمرار الخيال المجنَّحِ، سفكاً على أعتابِ سدرة الكتابة المشتهاة..! وعليه.. الحبور يتملَّكني أنّني هنا.. أتقمَّصُ المرايا، وأقتفي نترات الزَّوايا الأفقية من منظورِ غرائبِ الشعورِ وصدمة اختراقِ الكلمِ صلفَ السُّطور... |
(*) وهمُ حرف
أرخت أجفانها برهةً..وأوعزت لليلها الطويل احتداماً قبالةَ سهادها المبرِّحِ ظنوناً وريبة! اعترضتها النجوم بوميضها، فألقت على بادئة الوميضِ أفكارها المتعبةَ فخسفته ذاتَ شرود.. اليراع في يدها يئن عنوةً، وينزف تارات أخر! والصحائف بُعيدَ بوحها تترنَّحُ موهومةً بمدادٍ ظنَّتهُ رأماً كصفحة وجهها الحانيةِ إبَّانَ الأصيل.. * * " أنتَ لا تكتب الغزلَ إلا لمما..! أنت لا تعتقد الحبَّ إلا شائعةً في جدرانِ المسافاتِ الواهيةِ أبعاد الشعور!" * * وعادت لمخيلتها المحمومةِ بآصار العواطفِ المتضوعةِ شغفاً واحتراقا تغَبُّ إصرار الحياةِ شطبها من دواوين التفاؤلِ رويدا وتلملم بقاياها، تجمع تبعثرها لاءاتِ الواقعِ المدويةِ ضميرَها الآزفِ صمتهُ ربما!! * أصداءُ الأشعارِ كلَّاباتٌ ضمنيَّةٌ تقيِّدُها مشارفَ القصيدِ لا تحتفيها المضامينُ..فتثورُ غضباً ونزقاً ورعونة.. ونثائر الحروفِ تمسُّ كبرياءها بِوَاهيةِ خيوطها المعبِّرةِ فتظنُّها أماناً لمشاعرها التوَّاقةِ ضمَّ العشقِ ما بين السطور.. * * "الحبُّ إن ما بُحتَ أوتارٌ لا قيثارةَ تلمها! لانهائية الترانيمِ مبهومةَ المعالمِ والتقاسيم.." * * الآمالُ تراقِصها برغم انشغالِ الفكرِ؛ إيقاعاتٍ يخفقها قلبها نقرة بخفقةٍ يحتبيها الودُّ ويرددها الشعور.. وإمضاءُ الرُّؤى يزين لها الحرفَ باعاً من منى تتقمصها أماناً؛ لعلهُ آن أوانُ القريرةِ ملوِّحاً تحتفلهُ الروحُ وتكنفهُ الأعماقُ مديدَ ابتساماتٍ ودعةٍ وانتشاء.. |
(*) لينا
تراءت في الأفقِ تضفرُ خصائلَها بقوسٍ من الزُّمردِ، يومضُ إبَّان خريفِ العمر الآزفِ... مرآةٌ عكست مآقي الليل الفتَّانِ في عينيها الجميلتين! أومأتْ للفراشاتِ فصَحت! تُعيد الكرَّ على موائدِ الرَّحيقِ طارقةً كؤوسَ الزُّهورِ النائمة... تُحمِّلُ العطرَ جُنيحاتِها الرَّقيقةِ، وتسكبهُ وجنتيها الورديَّتين برويةٍ وارتواءٍ ومجون! ** خامرها احتدامُ الواقعِ.. فالتفعت عباءةَ الدُّجى، عبرَغوائرِ ليلها السَّاجي هموم العالمين! واحتفت بينها وبينهُ قلائد النُّجومِ، تخفقُ كقلبِها البريء أبعادَ ما تبقى من عفويةٍ وحنان... * همستْ للحلم الرَّاحلِ عنها، فاستفاقت آلافُ الأفكارِ تُرتِّلُ آمالها الورديَّة، قبيلَ ارتحالٍ وشيكٍ للأمنيات! فعصفتْها صيرورةُ الأحلامِ أضغاثاً! تمثَّلتِ الحياةَ وهماً آبِدَ المضامينِ مكفهرَّ التَّراميز! * لطالما تواعدت والقمرِ على سفح البزوغِ... تراودهُ المسافاتِ، وتُشعلُ على جبينهِ لجينَ القُبلِ والأحاسيس... وإذ خسفَتِ الأقدارُ إطلالتهُ الفيحاءَ! وعرَّتهُ الفضاءاتُ عرشهُ السِّحريَّ المزعوم؛ عادتْ تجترُّها إحداثياتُ العُزلةِ، بشرَهٍ وغَبنٍ لئيم... حتَّى اسَّاقط قوسُ شعرها الملكيِّ ذهولاً! أفقدها عزيمة التَّصبُّرِ ساحَ الملمَّات... * تركتِ الأمداءَ دون مرورٍ يرقى بموائد الزهورِ، فلفحَها حُزنُها الغارقُ سويداءَ الشُّعور... ابتلعتِ الكؤوسُ عطرَها، وأُغلِقتِ المساربَ في وجه عابراتِ الأثير... فحزمت حقيبتَها؛ تتطايرُ منها كُسيراتُ المرايا الشَّاحبةُ انعاكساتُها أروقةَ العالمينَ... وأعلنت للكونِ صمتها الأبديَّ... تشدُّ من عزيمته تقوقعاً لاءاتُ الواقعِ! وإملاءاتُ الزَّمن العبوس... |
(*) غريبة
وقفَ على باب الظُّلمةِ، واستدار نحو الفناء! محرِّماً على قلبه رؤية الحبيبةِ وهلةً أخرى... قبيلَ انحسارِ الرُّوحِ في نعش الذِّكريات والآمال المتبخِّرة! * "في رصَدِ العتمةِ أراكِ حانيةَ الوميضِ على جدثي التَّعبِ تكفكفين احتدام رؤايَ إيماءاتٍ تجلَّت بانفلاتِ الأحاسيس! رغم كبتي وطغيان حيلتي في لجمِ الشعورِ... ودفنه دهاليزَ العزلة و القبور... * تبسُمينَ؛ فتبعثني قبوري حياةً كلُّها إيماؤكِ..! أقتضبُ النَّظرَألا تراودني الحياةُ عوداً أفاقها المتشعِّبة، فيلفعني لحظكِ بثاقبةٍ يستفيق لها القلبُ... بُعيدَ انحلالٍ من رِبقة النَّبضِ وآصار الخفقان! * وأضاميمُ زهوركِ اليانعةُ؛ تعانق تُربي، كميزابِ روحٍ تدقُّ صلافة أرضٍ انتهرها اللَّظى! فأينعت جوعاً لإرواء حياة... * أما هالَكِ اقترافي لوثة الكتابةِ أقباءَ عزلةٍ، تمتشقُ الحيرةَ أحوال العالمين؟! وتغتذي أوقيانوسَ غربةٍ تداككتها أحاجي الصمتِ، باعاً من سكونٍ مُرٍّ على مرِّ السنين..! * غريبةٌ أنتِ..! أشدُّ غرابةً من انعكاس تصاويري مرايا الذَّات المدلهمةِ حدَّ الجنون..! وعلى هذا؛ وقفْتُ ذاتي على أمنياتكِ العاتيةِ رغبةً، لا أملك خاتمةً ترضاها نفسي، في خضمِّ احتمالاتكِ اللامتناهيةِ الإصرارِ، آبادَ المشاعرِ والمجونِ... تحكمني أباطيلُ قراراتي، وتلجمني أضغاثُ أوهامي... وميناءُ شغفٍ أتاحَ لمراكبي الغرثى موائدَ قريرةٍ في عينيكِ، الغاصبتينِ كنه الإرادةِ! حينَ اضمحلَّ القرارُ، ولاتَ عودٌ للعيون..." |
(*) موتٌ مؤجَّل
أتعبني بعدكَ... أرخى على كنهِ أعماقي سواداً؛ تلاشى معهُ وميضُ أملي وألهياتُ أحوالي وأرمقكَ أسحارَ الليلِ آيباً! تحمل في جعبتكَ بذور آمالٍ أستعيدُ بينعِ غراسها يقيني وتكويني.. وأنايَ... أنايَ التي أنهكها إطراقي سرايا الدُّجى عتماً ما، لطالما طال وسالَ بَهمُهُ منايَ فاغرورقت بالحُلكِ أحداقي... لا أرى ظلالَ أمنٍ أتفيَّؤها بُعيد احتضَرتْ أحلامي، وأرمسْتُ لبارقاتِ القريرة جدَثَ الذِّكرى... ربما للأبد..! * وعُدتُ ظلالَ الياسمين -وكما عهدتُني- أُركزُ اليراعَ بؤرةَ تكهُّناتي وإرهاصي... فيندلقُ البوحُ أضغاثاً تتآكلُني! يستهلُّها الورقُ احتداماً صفحَهُ الموشَّى بنرجسيَ الذَّابل حدَّ الفناء... فترقُّ لحاليَ النجومُ، وتوحي بمرآكَ ارتسامها وجه السَّماءِ تكاثُفا... ويصحبني إيماضُها أعتابَ وجودكَ عالمي أتأمَّلكَ مليَّا... أحفرُ تصاويركَ تلافيف دماغي وأكدِّسها إيحاءَ سَمتِكَ... أسدِلُ جفنيَّ ألا تجرفَ الدُّموعُ رؤياكَ عيني! وأترك الأمر لغلسِ الليلِ؛ يُنهي آخر حلقةٍ من سلسالِ وعدي وارتقابي... * حيثُ أنتَ.. تغادرني روحي إليكَ تتخلَّى عن دناهمُ الزَّائفةَ البالية القميئة... تمخرُ عُبابَ المجاهيلِ سعياً عوالِمكَ... تلتحفُ مسارَ اللانهاياتِ السَّحيقةِ شعاعَ توجُّهٍ يقتفيك! وكأنني انسلَّتْ من بين جنبيَّ تهمي على خلجاتِها؛ إذ تخلَّلتَها بطيفكَ الحاني! أ تتركُني الحياةُ وهلةً أتجاسرُ بها على الموتِ لأحياك؟ كان وجهي يعكِسني فيما مضى..وتتلقاهُ المرايا بحُسنِ تواجدكَ أحداقي... أما الآنَ.. فلا تعكسُ إلا ترنيمة الفقدِ يسكُبها محيَّايَ سطحَها الأملسَ الصقيلَ كما أمستْ بقايا أيامي غربةً في ذي الحياة... |
(*) تمهيد...
عندما قابَ الياسمينُ الذُّبولَ، وشارفت بتلاتُهُ الهباءَ انزعاجا؛ آليتُ لجم لغةِ الكتابةِ على صفحاتِ الكؤوسِ احتراما... وإيذاناً بانعقادِ آليَّةِ السُّكوتِ هنا! قابَ أو بَعُدَ التَّوقيت... ** على هديرِ لكنةٍ تهاوت أحرُفها تحت الظِّلالِ؛ كتبتُ!!! كتبتُ كثيراً ومريراً تارةً؛ وكثيفاً قليلاً تارةً أخرى... لأنَّها... ولأنَّكَ... ولأنَّكما هنا... في الزَّوايا والصُّلبِ، والاتجاهاتِ والعمقِ، والمضامينِ والإطاراتِ... كتبت...! كتبتُ رغم اعتراضِ أعماقي جُلَّ ما كتبتهُ هنا وهناكَ وفي كلِّ مكانٍ مررتُهُ عازما!! أقمتُ فيهِ عابراً...! ولأنَّني بعدَ كلِّ شيءٍ مُحلِّقٌ في فضاءاتيَ الواهيةَ أبداً؛ كتبتُ.. وانتهيت... ** ولأنَّ حدسي وإحساسي وأمنيَّتي وأملي... وتوقُّعاتي وظنوني وخيالاتي وتصوُّراتي؛ أقرَّتْ ببلوغِ فحوِ ما خُطَّ هنا مدارِكها وإصغاءكَ؛ كتبت... ** على كلِّ حال؛ عندما أعودُ كلَّ حينٍ لقراءةِ ما ارتطم بالسُّطورِ الجيبيَّةِ الإحداثياتِ هنا؛ متماوِجاً مع اضطراباتِ الأفكار وتلاطُمِها... لُجِّيَّةَ المعنى، هادرةَ المضمونِ، دهماءَ الوَقعِ؛ أتنصَّلُ من كاتِبها -عربيدِ اللغةِ- وأنعتهُ بالجنونِ الهوسِ المطبِق! أغلقُ المُتصفِّحَ هروباً من أضغاثِ الأدب! وأُعرِّجُ على لفافةِ تبغٍ، أخدِّرُ عبرها تلكَ الخلايا الدِّماغيَّةَ التي لمحت شيئاً ما! كيما تتلاشى ذكرى المحارفِ بمعانيها المُدلهمَّةِ الإيقاع...! ** ولأنَّ ظلالَ الياسمينِ أقسى ما قد يكتبُ عازفٌ عن الكتابةِ؛ وأقصى ما قد يسعى لبلوغِ منتهاهُ حالمٌ بقريرةٍ لُغويَّةٍ؛ قابت لحظاتُ صمتي فيها، بغضِّ النَّظرِ عن عتابِكما... ... |
(*) دوران
لغتي مكفهرَّةُ المضامينِ تصحبها على الأوراق آلاف الهنبساتِ عنوةً وتقحُّما..! كيف تفهَمُني اللكنةُ المشتهاةُ حالَ يعصف بي إصرارُ البوحِ على جبينِ ظنِّي وقتامةِ أحوالي؟ أوقيانوسُ عزلتي واهٍ دكَّت جدرانَهُ عاصفاتُ الليلِ الأبهمِ في رحلتي هذي الحياة.. أرمُقُ التَّشارينَ الآزفةَ خلاصاً! هادرةَ القرِّ علَّها تَرطُبُ فورانَ أعماقي وصلافةَ حرِّها المستطير... * على جدثِ الذِّكرى.. وسمتُها مذهَّبةً ألا يلوكَها مع الأيَّامِ احتكارُ الثَّرى بؤرةَ الأبعاد الماورائية! أتأمَّلُها مرايا خياليَ المجنَّحِ، تجدِلُ شعرها الحالكَ قطعاً من الليلِ السَّاربِ مع الأثيرِ حالهُ... وتغمِزُ الضَّفيرةَ بمشطِها الماسيِّ نجمةً تلو أخرى.. حتى اكتمالِ البدر وجهَها الوضَّاءَ! باسمةَ الثَّغرِ، حييَّةَ القسمات... النُّور من عينيها؛ باءَ بفتنةِ الكونِ هياماً أثقلَ خافق القلبِ فأسلمَ النَّبضاتِ ودَّاً واحتواءا... * لماذا؟؟؟!... أرشفتُ مع الأيامِ رموزَ التَّراكيبِ ألفعُها بسبكيَ المرصوصِ بوتقةَ البوحِ المقعَّرِ محتواه؟ أُمْلي على الحرفِ صُهارةَ المعنى، فيندلقُ السَّعيرُ صراطَ الأحجياتِ فالقَ المتنِ جزيلَ الأشجان..! * تَراني من هناكَ.. من خلف حدود المجرَّةِ.. من وراءِ مادَّةِ الكونِ المظلمةِ ترمُقني... تتتبَّعُ حرفي وألهياتِ مجوني ساحَ الصَّفحاتِ، تاقَ الكلِمُ صمتي وانزوائي حدَّ الموتِ صمتاً ذاتَ همٍّ ونزق! وتبصُمُ على جيدِ هلوساتي خاتَمكَ الدافئ، فتقرُّ عيني وتلتحف جفنها برهةً بُعيدَ دهرٍ غالبتها فيهِ غمومُ العالمين.. * كيف تَقرُنُ الكتابةُ أعماقَنا لنتوحَّدَ مسيرَ العمرِ القصيرِ بحِلْفِ أمنٍ ومجون!؟ وكيف نتفاعلُ أروقةَ النُّصوصِ! نختبِرُها إيحاءَ روحٍ شاركتْنا دواةَ أنٍّ وهنٍّ وبعضَ فتور...! وكيفَ.. أنا وأنتَ ندورُ في فلكِ الحياةِ ثقباً أسودَ؛ شفَّ التواجُدَ واغتبقَ في آنٍ كنهَ الانتماءِ للورى وعالمهم المأفون! |
(*) احتمالات...
هدوءٌ... يكتنفُ ساح الأفكار! وحجوزاتٌ عُمقيَّةٌ على مراكب نجميَّةٍ تملأ مرافئَ الرُّؤى... * * على أنَّها قابت نهايةُ سلاسلِ الإرهاصاتِ المضنية، وشرعَ الصمتُ أستارَ الكتمانِ، في أوقيانوساتٍ متسردبةٍ بأفعوانيَّةٍ شهيَّة! تُغري بخوضِ غمارِ الارتحالِ بعيداً، حتَّى ثُمالةِ الهذيان! * * "تعالَ نحلِّقُ في مداراتٍ عنيفةٍ مثلاً! حول ثقبٍ أسودَ باتساعِ مجرَّة! نُعاينُ جاذبيَّةً تُرهقُ الضَّوءَ حينَ انعراجٍ مَهيبٍ يوحي بتماهياتٍ عصيَّةٍ على فهمِ الآدميِّين...! نقعُ فيه!! على سبيل تذوُّقٍ يفوق طعمهُ إدراكاتِنا القاصرةِ عن ماهيَّةِ كنههِ ومحتواه! ثمَّ... نتلاشى هناكَ -إن أمكن- تَبعاً لظروفٍ لن نتخيَّلَ بعدُ إحداثيَّاتِها، بمجسَّاتِ حواسِّنا المتواضعة!" * * ثَمَّةَ أمنيَّاتٌ لا تفي برغباتِ أصحابِها كما بدا! تُراوِحُ على بوَّاباتِ الممكنِ دون بارقةِ أملٍ... إلا أنَّها تعبرُ نحو غياهبِ المُحالِ بخطواتٍ ثابتةٍ رزينةٍ ومنتظمة! حتَّى يخبُتَ وميضُها، لا بثَقبٍ أسودَ عابرٍ للمسارات! ولكن؛ بأشياءَ أخرى، لا يمكنُ وصفُها بلغةٍ بشريَّةٍ ما، عدا عن أنَّها لا تُكتبُ أصلاً بيراعٍ أو حروف...! * * زعموا أنَّ الخيالَ فضاءٌ رحبٌ يُحلِّقُ بالأفكارِ مُبعداً إيَّاها عن قيودِ أوهامٍ قميئةِ التأثير... ولكنَّ الفضاءَ ظُلمةٌ في أكثر اتِّساعاتِهِ تمدُّدا!! والتحليقُ فيهِ موحشٌ.. مُبهمٌ وغريب! * * المُسلَّماتُ التي ادَّعاها الصَّمتُ باءت بصخبٍ هائلٍ وعميم... والسُّكونُ في حضرتهِ، مُمَاسٌّ لألهياتٍ تتَّصفُ بشعوائيَّتِها الرَّهيبةِ ذهنيَّاً! وعلى هذا؛ يُمارسُ اليراعُ الصَّمتَ جنوناً! لا من بابٍ يمتُّ للرَّاحةِ بصلةٍ تُذكر... وعليهِ... اعتنقَ السُّكونَ تزلُّفاً لبؤرةِ التيه، إيماناً منهُ باستحالةِ القريرةِ هذه الدنيا... إلى حين! |
(*) كتبتُ لك
إقرأني.. ودع أذى فحوى كلماتي جانبا! لربما آليتَ بالمعنى الرَّديفِ الذي طوراً كبتُّ ترحُّما..! ولربما آزرْتَ إيماءاتِ صمتٍ بُحتُها بين السطور... لعلَّ قافيةَ الضميرِ، توأدتْ هملَ التَّعابير المكفهرَّةِ، خشيةَ يؤذيكَ وقعها على ضفافِ سكوني وعزلتي... * إلمحني.. أعبرُ المدى بلمحِ حرفٍ وسَّدَتْهُ الحياةُ مدلهماتِ لغةٍ اعتدتُها... أتُراني؛ كلَّما توَّاً دعوتك للحفاوةِ بصديد نزفي، ألبستُهُ خِلعَ المسرَّات الواهية! جمَّلتُ مداخلَ أعماقي بلازوردِ عاطفةٍ سرمديةٍ حملتُها أمدا... بل أعددتُها قارورةً لشذيِّ عطركَ هلَّني..؟! * الأرواحُ التي كتبتُ لها عما يعتريني، خالتْ تراكيبي مدارجَ جليدٍ، تضوَّعت مساحاتُ المعاني على سطوحها الزلقةِ! فحارت فهمَ كنهي... وطارت وراءَ أفقِ الحياةِ ترمقُ بصمتٍ أحوالي و... ترمقني!! ترمقُ شبحَ وجودي على حافَّةِ الرُّؤى، تأمُّلاً وأملاً ضبابيَّ السِّماتِ ترقُّبا... * أنا.. وحولي لانهاياتُ المساربِ بنهاياتٍ مغلقة! تعصِفها أضغاثُ أحلامٍ، حسِبْتُها ذاتَ تأملٍ بصيصَ نور، يهوي إليكَ بضوئهِ التَّعبِ هذه الحياةَ المقفرة... تَراكَ قافيتي، فتتلعثمُ موسيقاها وتضطرب إيقاعاتُها فرحاً وسرورا... وتحجبكَ ملامحُ دُنايَ تغطرساً أفضى بمَلكاتي أوقيانوسَ تيكَ العزلةِ التي تعلمُ جيدا.. * وعلى قارعةِ بوحٍ ذي شجونٍ، تناولَتْهُ أفانينُ استقراءاتي مداكَ كينونتي؛ زففتُ عجائبَ انتظاركَ، توسِّدُ أفكارَ رأسي براحتيكَ الملاكِ، برَّ أمانكَ الفسيحِ المضامين... تأخذُ زمامَ أحوالي نحو مينائكَ الأوحدِ، حتى تستقرَّ هناكَ أمنيََاتي... وكما ذرفتُ لك.... |
الساعة الآن 06:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.