منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   من الروح إلى الروح (ركن خاص بالكاتب بدون ردود) (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   في ...*/*/*/ ظلالِ الياسمين \*\*\* (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=24084)

ألبير ذبيان 01-20-2019 11:24 AM

(*) بعثرة
 

يُخيَّلُ لي أنَّني فقدتكَ الأمس!
رغم استنكافي مسارب الحياة خوضاً ومسايرة أجدَت تارةً وكبَت مرارا
دعني ألبِّي حاجتي بالسَّفر عابراً زواياك المنفرجةَ عُمقَ التَّفكرِ...
أتبعثرُ كما لم أنتمِ لشيءٍ يخصُّني يوماً، كنتُ فيه أعرفني قبل فراقكَ،
في مساحةٍ ضيِّقة جداً من إرهاصات الأحاسيس، تشعَّبَتْ كيما نتحاور!
يا ترى .. كم باتت لغتي غريبةً عني؟! وتصعقني قراءةُ خطِّها كلما حاولتُ أن أفهم؟
أتلوَّى من ألم الحروف، وعُسر انتفاء الإجهاد عن مُحيَّا صفحاتي!!
ما بالُ الظِّلالِ امتد أثرها عابراً آلاف التَّراميز؟! وحطَّ هنا بكلكله وأعجازه الحالكة؟!
*
*
أثقل كاهلي هذا المدُّ، وران همُّهُ قلبي، فانذوى الخفقانُ، وتلاشت كينونة النَّبض ماوراءَ النِّهايات...
تعرفني جيداً... وتعلمُ أنَّني أصارع كمائن ذاتي، مهما تلوَّنت حيَلُها وتشابكت أساليبها المشبوهة..!
أفلو لم تكن الكتابة لغةً للتعبير؛ فبأيَّة وسيلةٍ يا ترى كنتُ أشركتُكَ هذياني هذا؟؟.. بأيِّ!؟؟؟
*
*
باعدَ ما بيني وبين الصَّمتِ، اندلاعُ ثورة الكتمان في صفحاتها.. ولولا اغتربتْ.. لكنتُ صمَتُ الأبد!
ولكنَّها أبرقت تسألُ المدد.. وها قد هيء لمقلتيها.. فعذراً (غفران)
*
*
يا لله.. كم خِرتُ أمتطي متن الجُملِ! فتحْرَنُ بي حواجزَ السُّطور، وتُلقيني عن ظهرها أرض واقعٍ لئيم!
حيثُ أنتَ راحةُ الأبد، واستجمامُ غربةٍ عن ميادين الحمقى وعُميِ القلوب وأفكار التَّافهين...
الواقع يسفك إلهامي وتصوراتي...
الواقع يسحبني من تلقائيَّتي وعمق تخيُّلاتي...
آلآن وقد دخلتُ ساحتَها؛ أتلفَّعُ تضوُّري للزُهد فيهم وفي لغة الكتابة؟!
لن تحزني يا أمل، أعلم أنني أقسو عليك الآن، وأجري دموعك بيلسان الوجنتين.. فسامحي أخاك...
**
**
عندما قرَّرتُ أن أزورها هنا؛ تلكَّأتُ قاصداً!

حيث أنَّني لم أثق فيَّ كيف سأبدو في خضمِّ السَّيلِ ذاك!
وحالما أعدتُ تشذيب آثاري على رقيق صفحاتها،

وقفتُ دون تأمُّلٍ أبحثُ فقط عن وجهكَ الحاني‘ يقفز بي قفزةً ضوئيَّة لأبعدِ المسافات،
حيث لم تكن لغةٌ للكتابة بعد، ولا هم...
ولا هم يحزنون!

ألبير ذبيان 01-28-2019 10:08 AM

(*) فِصام
 
مينور..
*
*
هاكِ الخريف أتى تمايسَ حزنهُ فوق الوريقاتِ التي أهديتِها
وتمرَّست لحظاتهُ إيقاعَ حدسي مدلهمَّاتٍ كذا أفنيتِها
إبَّانَ رحلتكِ التي ما عدتُ أعلمُ كم وكم بُعدُ المسافاتِ التي أمضيتِها
حتى تلاشى عودُكِ المأمولُ في أيِّ الفصولِ سوى الخريف!
*
*
كم نجمةٍ مسحت بومضِ اللومِ طوراً جبهتي وتلوَّعت في غربتي
وتساءلت عمَّا يجولُ بفكرتي إن ما أتيتُ أبوحها مرموزةً
سقط القناعُ عن الحروفِ تقهقرت مسمومةً تُخفي أساها
والدُّنى هابت لظاها!
فاكفهرَّ النَّجم راح مخافتاً صوبَ المدى
ألا يباغتهُ الصَّدى متردِّداً آثارَ بوحي عابراً كسحاب صيف!
*
*
هوَّلتُ من إيحاءِ حزني في المرايا علَّها إن ما رأتني قبل رؤيتها تقاومُ صِبغتي
أو تحتلي بالصبرِ عقَّاراً يداوي رَوعها إن ما استفضتُ بحيرتي
لكنني أخطأت مقدار المضادِ وزدتُهُ ....فتبخَّرت!
واستنجدت بالصمتِ يُنهي هدرَتي وتحسَّرت..
*
*
ما عدتُ أُعكسُ في شجوني إن أتيتُ أبوحها
لكأنَّها رحلت إلى الأقباءِ تنعى في ضمورٍ جُرحها منِّي ومن إيحاءِ حرفي
من ملماتي ونزفي
من حيالِ مسرتي جدباً مخيف..!!
*
*
ماذ أقولُ وكلُّ قولي يختفي منِّي هروباً بعد أوهامٍ أُعاودُ قولهُ يرتابُ أنِّي!
والتراكيبُ التي أعددتها لتميطَ همِّي تقتفي أقرانُها بالبعدِ عنِّي
بات زعمي دوحةَ الأطيافِ حُلماً أستطيبُ دوامَهُ ألا يراني كنههُ فيفرُّ مني
بعد لحظاتٍ ونيف!!

ألبير ذبيان 01-31-2019 10:13 AM

(*) شِقشقة
 

أ أرتابُ والدمعُ أرخى لعيني من الحزنِ ما صار بيني وبيني من الحتفِ سلوى
من الوجد بلوى
من الأنِّ في راحتيكَ أسافر
من الهمِّ في مقلتيكَ أغادرُ ظنِّي!
فدعني أحيكُ السِّفارة قربى لأهواكَ دهراً مديداً وأهوى
وأعبر من دنيتي كالمغادر
وأسرح في رغبتي وحي زائر..
**
*
أقلني من اللوعةِ ازدادَ يُتمي
وخلِّي كذا وصمةَ الصَّمتِ حتمي
أناديكَ كيما تلاقي شجوني
بمسٍّ من النورِ يجترُّ دُهمي
تبسَّم أعدني
توسَّم وزدني
من الأمنياتِ اقتراني بطيفكَ
يأتي فأجترُّ كينونَ وقتي
وأمحو من الذَّاتِ إن عدتَ وهمي بفقدكَ
جرحاً دمى خفق قلبي
جوى كلَّ حبي
لأفديكَ كلِّي وظلي ونفسي
وما لستُ أعلمُ دونكَ ...قل لي؟!
سألقاكَ يوما.. !
أناجيكَ مهما
تألَّبتُ في دُنيتي بانجراري
دواهي مجوني
وهول انشطاري مرايايَ إن رحتُ أهذي وقاري..!؟
فـ بالله زمِّل على برد قلبي
وجمِّل بدفئكَ مثكول هدبي
تراني أتيتكَ أرجو ضياعي بكونكَ
لا أشتفي باندلاعي
حريقاً من الشوقِ إلا بحسبك!!

ألبير ذبيان 02-26-2019 11:51 AM

(*) وعندما أدركني مسائي
 

هامت على الوجناتِ زنبقةُ الأثير وتوَّجت ذاك المدى المهمومَ طاقاتِ العبيرِ
كأنَّ آمالَ الحُروفِ بعودها قد غادرت أقباءَ عزلتها! كذا واستبشرت حيناً
من الأرواحِ موعدها على سبكِ المعاني واقترانِ الوصفِ هاتيكَ الأماني
كالهدير الصَّاخبِ المكبوتِ شقَّ هُنيهةً فاهَ السُّكوتِ
وأبرقت كلماتهُ وجهَ الصِّحافِ ..
حضورُها....لثمَ المحيَّا وحيهُ فاغرورقت أحلامهُ بالوعد قابَ
وأشرفت آمالهُ توقَ الإيابِ فهلَّلتْ بعدَ السكينة والقنوط
**
*
في رحلةِ الآصالِ حملت شمسها وازَّينت حالَ المساءِ تعودُ
تحكي للمدى عن شوقها إرماسَ حرِّ البعدِ في دوحِ اللقاءِ
وضمِّ أرواحِ الزُّهورِ لجيدها كالنَّجمِ يعتنقُ السَّماءَ
هيَ احتفت صحوَ الحروفِ كأنها رتمُ القصيدِ
فساورتها أنْ "أعيدي باتِّئادٍ صبغةَ الأفراحِ زيدي"
كللتها بالحنانِ فعمَّر الدِّفءُ الزَّوايا وانحنى وقفُ القريحِ مبادراً سكبَ النوايا
هامَ بوحاً تاركاً نهجَ البهوت!
**
*
الليلُ مهمومٌ أتى مسترسلاً حاكَ السَّوادَ مطوِّقاً أمداءها
الليلُ جُنَّ كما وجَنَّ مغلِّساً ومضَ النجومِ وأخفرَ البدرَ احتداماً
سرَّبَ الأنَّ اعتلالاً واعتلى كنهَ السَّماءِ كذا نزالاً قضَّ أروقةَ السَّجايا
كيفَ بعدُ يظلُّ ساحٌ للحكايا؟!
قوِّضت داراتُ هاتيكَ الأماني واسترابَ الحرفُ ضاقَ من المعاني
عاد لاذَ الصَّمتَ في أقبائه
سفحَ القصائدَ غارباً في لحدهِ
بلعَ القريحَ وآلَ إلا أن يموت...


ألبير ذبيان 03-14-2019 11:21 AM

(*) دمشق في عين ألبير
 

يعلو مرافيها الشَّجن
ويحلق الهمُّ المدجَّجُ بالأنِّ أمداءها عنوةً وتسلُّطا!
تقتاتها همهماتُ الآمالِ الممسوسةُ بأحجياتٍ ضبابيةٍ تعثَّرت إبَّانها مسرَّاتُ الأفق..
على صعيدها المقدَّسِ، تلوَّت أمنيَّاتُ الرَّاحلينَ بُعيدَ انغماسِ النُّورِ أقباءَ الذِّكرى
وتحت ذاك الثَّرى، تألَّمت بصمتٍ دفينٍ وساوسُ الحروفِ
وتطلُّعاتُها الموبوءةُ بالغرابةِ مرايا الغدِ المكبوتِ توقُّعا...
*
هي بوتقةُ اللانهاياتِ السَّحيقةِ المرامي، عكسَ رغباتِ المترقِّبين!
آلامها أحفوريَّةُ السِّماتِ، بطابعٍ توَّجَ رموزَ الفقهِ والأدب والعلومِ الكونيَّة..
فكانت لذلك في أحداقِ المنبوذينَ والمذؤومين شوكةً لجوريٍّ خلاب
تأجَّجَ عطراً في صحراء الحياةِ.. حين لا حياةَ لمن تنادي..

ولعلَّها؛ أطعمت في كل حينٍ قوافلَ صنَّاعِ الخرابِ والمحسوبينَ على بشريَّةٍ رعناءَ بشراً رعاعا..!
*
ممهورةٌ غرابتها بالإلهامِ لعاشقٍ وقعَ في شباكها ممتنَّاً لِكُنهِ الإيقاع
يحدثُ أنها تستنطقُ بألغازها السِّحريةِ لكنات البوح
فيحسبها الرائي مكمنَ وجودٍ ماورائيِّ الأبعاد
يضمها الحرفُ دامعَ التَّلافيفِ صفحاتِ وجهها التَّعبِ لكزةَ العاقِّين
وتتناول التراكيبُ على محيَّاها الباسمِ الحزينِ مأدبةً غنيَّةً بإيحاءاتٍ فيها من كلَّ أصناف الخليقة،

منذ البدءِ، وحتى سدرةِ اكتنازِ المضامينِ على حوافِّ النِّهايات..
*
أميرةٌ بكلِّ المقاييس
وعرشها تكتنفه ملائك السَّماء
وتنابذه أساطيلُ الكماةِ ساحاتِ المجد والخلود
إن سألتم عنها... دلَّكم عليها وميضُ النُّجومِ
والقمرُ المزيَّنُ باعاً من الألق في سمائها المهيبةِ
ولئن عرفتموها.. ما سلوتم أثرها في لطائف الأرواح وخفايا النُّفوس!!
وبما أنها نادرة السِّماتِ، آلى الرَّبُّ الجليل إلا أن تكون بادئةَ إعصاره الأكبر
حيث لله الأمر من قبل ومن بعد...


ألبير ذبيان 03-27-2019 03:08 PM

(*) والقلم المجنون
 
بذاتِ العطرِ، وبذات الشَّغف المتناثر على دفء المشاعرِ يمرُّ طيفها
يتوسَّدُ احتدام الشَّوقِ برغبةٍ لمَّا تفقدُ براءةَ المحيَّا..
رغم تهالكِ الدَّهر واستواءِ مرارةِ الفقدِ معالمَ أزمنة الحاضر!
الأصيل في عينيها مابرئ يتخايلُ انصهاراً في بوتقةِ اللهفةِ الجارفةِ آمالَ البعثِ والحضور
والكرزُ على الشِّفاهِ يانعٌ وخصيب..
لكأنَّهُ قضَّ ترابَ الذِّكرى، واسَّابقَ والأيامِ تُخومَ الأزلِ ألا يذبلَ أو يموت..
*
*
العطرُ الفرنسيُّ في أفياء حضورها يعمُّ الأفق
تحتبيهِ سنونواتُ المدى إبَّانَ المساءِ
فتحملهُ أوكارَها بارقةًَ لليلٍ طويلِ طويل..
وتتلوهُ أزهارُ الأضاليا، أحجيةً أحجمت عن حلِّها كلُّ زهور الأرضِ غرابةً وفتنة!
يتوعَّدها جفافُ الأمنياتِ بثبورٍ أعلنهُ اقترابُ شتاءِ اللقاءِ..على مراحلَ من سكونٍ غريبٍ
لفَّ تطلعاتِ المآملِ، وتصلَّبَ عنوةً على عاتيةِ الصَّبرِ وصُلاماتِ الأحاسيس..
*
*
وإذ تغربُ عيناها بالدموعِ بعيدَ احتباسِ لكنةِ البوحِ
محالاً تلقفَ قدرتها على التَّعبير
وأرشفَ المساراتِ.. جبريةً ألزمتْها اقتفاءَ الصَّمتِ في أنديةِ الحياةِ للراحلين
ختمتْ ماورائيَّةَ وجودها بملامحِ حرفٍ همسهُ الأثيرُ في قلب شاعرها الأخير
ساورتهُ القريحةُ طرائقَ البوحِ
وناورتهُ التَّصاويرُ فلسفةَ التَّموسقِ فضاءاتِ الخيالِ المجنَّح
فعكفَ على جيدها الدَّافئ يكتبُ بالدُّموعِ إلياذةَ الرَّملِ والغياب
بعد أن كسر اليراعَ إيذاناً بانكفاءِ المشاعرِ
حتى يعود الخصبُ يرفلُ بالرُّؤى وعمقِ مضامينِ الرَّحيل...

ألبير ذبيان 04-14-2019 09:38 AM

(*) ألين
 

ألين..
ألين..
هامت رؤايَ إذا النجومُ تصدرت كبد السماءِ وغالبتني في المدى تواً همومي
علَّني فارقتُ حدسَ القلب فانكفأ اليقينُ مغادراً أعماقَ قلبي
أو تشرذمني من الأحزانِ وهمٌ باترٌ أرخى على كبدي ظنوني..!
*
*
لستُ يا إيماءتي أهذي.. سليني قلتُ كل الوقتِ ما تخفي عيوني
ها تريني أشجبُ اليأسَ الدفينَ إذا تمطى.. ألجمُ البؤسَ المقيتَ كذا وأرمق دنيتي بالزهدِ حالا
ها خذيني من شجوني.. عتِّقيني ليلكاً سكنَ الأريجُ كؤوسهُ دون الفصولِ وغلَّهُ من طيفِ أنثى عطرها
أو شرِّبيني من سليلات المآقي دمعها ..تاقت لضمِّي في لياليها الأمل
يا ويح قلبي كم تكبد خفقهُ شأواً من الآلامِ إن ما راحَ تستهويهِ هاتيكَ المقل..
لفح الشجا في عالمي لغةَ الكلامِ وصمَّغَ الأقلامَ شجَّ مدادها
كم نال بوحي إذ فتقتُ قريحَ همسي من تناهيدٍ تقمصتِ الربيعَ تنكراً
ما إن تفشت في جوايَ وأركزت في بؤرةِ الإلهامِ سهماً قاتلاً أردى حشايَ
تصارعتني كل حينٍ يا " ألينُ " وذوَّبت من صعرها كمداً رؤايَ
إذا النجومُ تنصَّبت في سفحِ هاتيكَ السماءِ وأعلنت للكونِ حتفي وارتماسي..
*
*
كيف أبدأ يا " ألينُ " وكل حرفي قاتمٌ سكن الدواةَ تململاً
وارتابَ فوق صحائفي يتلو انغماسي لكنة الضَّوعِ العميقِ تأصلاً!؟
أم كيفَ أرتشفُ المرامي من كلامي والنهاياتُ اكفهرت تقتفي طوراً حطامي..!

*
*
هل أنا شبحٌ قميءٌ تزدريني بارقاتُ النورِ إن أرخيتُ ظلِّي في مداها؟
أم خيالٌ كلَّلَ الوهمُ المدى في أحجياتي فاستمالت أغنياتي ماوراءَ الحبِّ دارَ على حياتي؟!
كلما أرشفتُ قلبي واقتنيتُ الصَّمتَ استهديهِ حسبي لاحَ في الأمداءِ إعصارٌ عراني وطؤهُ
عصفَ الحكايا والمرايا واقتدى إخوانَهُ نسَفَ المآلَ غمارَ تيهٍ حلَّني
لكأنني آليتُ إغمادَ النوايا في ضميري أرمقُ الأطيافَ هامت في شعوري
أو تكبَّدتُ الرَّجاءَ تصبُّراً أكوي احتدامي علَّني أحظى أمامي بعد أنَّاتِ اللُتيا بالمآمل..

ألبير ذبيان 04-24-2019 11:21 AM

(*) إقتراف
 


يلفحني وهج الأملِ، ويستدرجني ضوعُ الرُّؤى في أمسياتِ الانتظارِ الطَّويلةِ، أبحث عن لغتي في شعبِ الأيَّام...
قد أنهمر على جنباتِ الحرفِ موبوءً بلكناتٍ شتَّى!
يعتري مضامينها توقي لضمِّ الأمن في مرايا روحي.. بعد أن فقدتُ ملَكةَ اقتفاءِ القريرة في تعابير أزمنتي والملامح...
*
*
يـــــاه... كم بدوتُ مسنَّاً لأزهار التوليبِ، مذ قارفتْ بأريجها توبيخَ أسلوبيَ المقفرَ توغُّلاً في سراديبِ الاعتزال...
وكم مسَّ الحبور خفق قلبي، إبَّانَ احتضارِ نقمة الكتابةِ، في قراطيسي ونزيف أحباريَ الجافَّةِ الشَّافَّةِ مراحل من العمر القصير!
قد يغزلني خياليَ المجنَّحُ كأساً للأضاليا اليانعة في بيتٍ دمشقيٍّ عتيق، تعانق جدرانُه سراديب التَّواريخ وأصالةَ الحضارات.
وقد يمخر شجونَ أعماقي إبحارٌ لا متناهٍ في كنه النِّهاياتِ الرَّماديَّةِ، بُعيد اقترافي نعمة الصَّمتِ أبد الآبدين... ولو بعد حين.
*
*
الحلم المشتهى؛ يقبع على مرمى كلماتي طيلة التَّأمل بسكون...
وما أن أهمي على قلبي متلهِّفاً لاحتضانهِ بشوق الرَّبيع للزُّهورِ؛ يذوي متلاشياً تذروهُ صلافة الواقعِ، وتصعُّر الحياةِ، وبهيميَّةُ البشر!
أيُفسِّر هذا شغفي بعالم الكواكب والمجرات؟!

وتلقُّفي أبعاد المجاهيل؛ في فضاءٍ تحشوهُ العتمةُ، ويحتشمهُ الرَّيب والغرابة والمحال؟
أم أنَّني غريبٌ أصلاً.. أنتمي لبادئةِ المعالمِ ودلالاتِ الأحجياتِ.. فكنتُ كما لا تعكسني مرآتي!
شبحاً عتيداً يحسبه الظَّمآن ماءً، حتَّى إذا أتاهُ وجدهُ محض نار....!
*
*
لماذا كلَّما حاولتُ أن أزدري شؤوني؛ تزدردني أحوالي! وتمضغني أهوالُ دناي؟!
وتلفظني بوابةُ البداياتِ بزهدٍ أرعنَ وخيفةٍ مريرة؟!
ولماذا أسأل نفسي ذات الأسئلةِ التَّي أعي تماماً أنَّني لن ألق لها أجوبةً تُحتفى في قرارتها العشوائيَّةِ الغائرة؟!
ألكتابةُ ما تحيلني زبد بحرٍ تلاشى حين ظنَّ أنَّه الموعودُ لمخر العباب..؟
أم الذَّاكرةُ الدَّفينة تستعيد الرُّوحَ بين الفينة والأخرى، فتقلبُ خفقان القلب بُطيناً على أذين؟
وتعكس دائرة جريان الدِّماء، ولعلَّها تغيِّر لونها، أبيض أسودَ أو شفَّافاً لا يعتبره ما تبقى من شرايين..؟!
*
*
لماذا أطيل الكتابة وأكثر من فحيح الأسئلة المتعِبة المملَّة؟!
هي عادة أورثتني إياها مزاولة صمت الحواس والابتعاد عن الناس...
وأسلوبٌ أعبِّر فيه ببساطة وهدوء عن عُقد حروفي، والتفافات مضاميني، وتشعُّباتُ مواضيعي والنُّصوص...
وعلى هذا؛ أكتب لأفهَمني أولاً وأخيراً، وبعدها؛ على الحروف السلام...
كان هذا بيِّناً ومريرا!

ألبير ذبيان 05-09-2019 11:47 AM

(*) حلم
 

كالحلم كالإهراقِ كالوسنِ الذي غلب الجفونَ كما يعيدُ الهمسُ بارقةَ العيونِ..
كما أراكَ إذا سموتَ بعالمي لعلاكَ
خلتُ النورَ في مرساكَ دونَ العالمينَ منارتي
لما أتيتَ الحلمَ فاضَ نداكَ؛ آسفني ابتعادي وانكفأتُ مزمَّلاً أحثو سُهادي
أنتميكَ الرُّوحَ دمعَ العينِ، خفقَ القلب أمنيتي .. حنيني .. لهفتي وكذا ظنوني
في رؤاكَ .. أسرتُ نفسي. دنيتي موزونَ حرفي .. لكنتي
تواً طفقتُ أهيمُ قربكَ ..أقتفي في البالِ فوحكَ..
يا صراطي.. إنني أعلنتُ حبَّكَ للمدى
للعالمينَ
لما تبقَّى من سنينَ أعيشها طيفاً يحومُ لمنتهاكَ يرومُ مبتغياً سماكَ محلِّقا
خذني بعينكَ ...واحتفي بؤسي وحزني وارتيابي
للمدى خذني بشجوكَ واحتدمني في شجونكَ
مرِّغِ الأحشاءَ كدِّسها همومكَ
وامتحنِّي.. ما تلوتُكَ فاضت العبراتُ عيني..
لا تدعني أرعناً فقدَ المسارَ ...
وجُد على تغريب قلبي في الدُّنى بجميلِ عطفكَ
واحتملني في بحارِ الخوفِ فُلكَكَ
للنجاةِ كذا احتملني..
لاتَ أنِّي في يديكَ الأمنُ والسُّكنى لهمِّي
كيفَ لا أرويكِ ما بيني وبيني؟
فالحكايا أنتَ .. والأفكارُ يا سحري
فذرني أنتميكَ مدى الحياة إلى المماتِ وفي رقادي
نحو ساحِِ البعثِ حبُّكَ أنت زادي..
غلَّ في قلبي وحالَ الحلمَ هدبي
سامقاً بالودِ يكنفهُ الكمال...



ألبير ذبيان 05-23-2019 10:07 AM

(*) همهماتٌ دمشقيَّة...
 

تحنُّ لها.. وترتادها أمنياتٌ سرابيَّة هيئتْ لمنغمسٍ أقباء الذَّكرياتِ، دوحاتِ راحةٍ وطمأنينة!
تستقرُّ في الوجدانِ صورةُ وجهها الوضَّاءِ بنورانيَّةٍ لافتةٍ ثاقبة!
حتَّى لكأنَّها اشتعلتْ في مرايا الأرواحِ نظرتها، وما عادت لتنطفئ أبداً..
ولا بألف مكيالٍ من وصال..
*
على جبينها المرمريِّ، تُحكى للأولينَ أساطيرُ عشقٍ بشجون،
تحارُ في كنهها الألبابُ! وتلكز شواردُ الأفكارِ مترقبيها عن قربٍ فقدَ امتياز الاقترابِ؛
إلا من حبٍّ دفينٍ، وتَهيامٍ قلَّ نظيرهُ في الوجود..
*
هي الحيرةُ بحدِّ ذاتها.. أنثويَّة السِّماتِ ..بلى! ولكنها عنفوانيَّةُ الأثرِ صلبةُ التَّعابير!
تمتشقُ حروفَ عاشقها بضوعها الكبيرِ، وتلقي في غمرة المضامينِ وصفتها السِّحريةَ، لتنعتقَ النُّصوصُ من رِبقة الكاتب،
وترزحَ تحت سطوةِ جمالها الأثيرِ، مدَّ الفضاء ولانهائيَّة الأبعاد..
*
لا تعرف وصمةَ الخنوعِ والذلَّةِ مهما ناهزتها صلافة الواقعِ واحتدامات الأقدار..
إذ أنها..تحمل بين عارضيها؛ أحزان المجرات عنوةً بمرارة مهيبة!
تصطلمُ كلَّ حينٍ بلهفة الثأر وموثوقيَّةِ القَصاصِ لوترٍ بكته أظلَّةُ العرشِ، وندبتهُ سدرةُ المنتهى حتَّى قيامةِ الآثمين..
*
الكتابةُ عنها سيلٌ عرم! لا تحدُّهُ ضفافُ توقُّعٍ، ولا تحيطهُ سواترُ المرامي والتَّوجهات..!
ينسكب من عمقٍ عتيدٍ وغور بعيد دون مقدمات...
كلُّ ما قيل فيها صعبٌ ويسيرٌ وصابئٌ عن ديدن الأعراف والقوانين!!
فهي المكلَّلةُ بتيجانِ الإيماء والإيحاءِ، بما لن يخطرَ على بال بشر!
إلا من رحمَ بارئها.. وقليلٌ ما هم...




الساعة الآن 11:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.