![]() |
(*) بقايا بوح
قابت من الحزن حتَّى ألجمَ فاها أنينهُ..! واستغرقت في حكايا التوليبِ العاشقِ، كيما تتلاشى أوهامها المُستبدة... ولكنَّ الأريج أبى إلا السُّكنى ما بين أحوالها المتعبة وأفكارها الملقاةِ مراحلَ من شوقٍ وحنين.. لم ينقضِ! ولا بألف تذكار من الفصول... * * أين الخريف يا لينوار..؟؟ أين أوراقه الصَّفراءُ ترويكِ شالاً على مُحيَّا رحيليَ الأبدي بين العوالم المشتهاة..؟ وأين أنا من كلِّ هذا الصَّخب المفتونِ، بلكناتٍ خبيئةٍ تحت ألسنةٍ شوهاءَ، لا ترحم الأحاسيس إبَّانَ إيناعِ الأقحوان.... ألا وقد قاب فصلُ الزُّهورِ يعدو فيما تبقَّى من فسحةٍ، يدركها هزارُكِ المستكينُ، شارداً عن كنهِ السُّرورِ المرتقب..! لعلَّهُ يونعُ في مرايا النَّفسِ أحجيةً ما! تتلقَّفها ماورائيَّةُ أفكاري، ومرامي شجوني وأسراري... أزدري فيها أحوالي المرهقة منِّي.. من محرفي الدَّاكنِ الملقى على عتبات الأمل بجنونٍ وظنون.. لعلَّني إذن؛ فقدتُ مزية اقتفاءِ دلالاتِ المضامين؟! وطفِقتُ أنعى مخيِّلتي على مذبح الأيَّام الشَّوهاءِ شمساً وقمراً وأنجماً وسماءا!! تلك إذن مقاربةٌ تُحكى جدالاً بيني وبينك، حال عودِك نوَّارةً تزيِّنُ ظلامي المبهمَ؛ المتشعِّبَ في سراديب الحُلكة والسَّواد... * * "تتقنُ فنَّ الدَّورانِ على نقطةٍ ورصيفٍ من الأحلام.." قالَ.. وأفلَ مع المغيب القابع دون بوَّابات الرَّحيل الأبدي، نحو سدرة اللانهايات السَّحيقةِ... حملَ معه خفقةً، وهواجس قلمٍ، وجُعبةً فيها من الأوراق الممزَّقة الكثير الكثير..! كنتُ أظنُّهُ يمازحني، مستهجناً مكوثي أوقيانوسَ وحدتي الغالية..! إلى أن أدركتُ أنَّه أغلق باب الضوءِ! وغاب عن ناظري إلى الأبد! وخلَّى كلماتهِ دساتيرَ يؤرِّقني صمتُها المدقعُ؛ رغم صخبها العنيف المؤنِّبِ..! * * لماذا كلما حاولتُ أن أفهمني؛ اختلطتْ عليَّ الشَّواهدُ؟ وتمازجتْني ألهياتٌ، أتقنتُها على مراحلَ من العمر القصير..؟؟!! لأصلَ طرَفاً آخر، على ضفَّةِ لا تنتميني..! ولا بألف ألفٍ من قناعة وقريرة؟! ولماذا أكتبُ الحرفَ، لا يدركني محتواه..؟! ويخترقني مغزاه المُبهمُ! حتى لكأنَّه مرَّ على فم يراعي مرور اللئامِ! يتنكَّرني ويؤذيني بإصرارٍ وثبات..؟! |
(*) خواء
يستهويكِ احتضار البوح! وتغمُّكِ سخافةُ الغابرينَ، باتوا قصاصاتٍ مرميَّة لا يأبهها اخضرار الحرفِ أفياء المآدبِ والخيال! ويتحملقونَ الوهنَ عابرينَ مداهُ إعجاباً وتنميقاً منقطع النَّظير! * الحرف يا غفرانُ -وكما همستكِ في خلوٍّ من سنينَ- ميتٌ حتى تبثُّهُ الرُّوحُ ذائقة القارئين... أمَا وقد ماتوا جلُّهم... وتشرذمت أذواقهم خديعةَ الفضاءِ ومكتباتِ الوجوه المكفهرَّة، فعلى المآدب السَّلامُ... ولاتَ غِذاءٌ أو طعامٌ يُقدَّمُ حفاوةً لأصحاب الذَّوق الرَّفيعِ...وقليلٌ ماهم! * الخواءُ ربما ديدننا أنا وأنت، ولطالما لثمنا اتِّساعَ آفاقهِ المديدةِ تمخر بلا إرادتنا، صِيغ الجملِ وتراكيب المعاني والمضامين ولأننا نرسم الحرفَ استقراءً لأعماقٍ ما؛ تمتحُ وجودنا كنهاً، وتمتُّ لإدراكنا بصلةٍ تستغوي ذؤابة اليراعِ فيهمي؛ آلينا ألا نهتمَّ - ولو ذرفنا همساً هنا أو هناكَ - أحوالَ الفوارغِ والمقاعد المرتاحةِ أثقالَ العَمَهِ والمفتونين! * نحن نذرف الحرف يا غفران.. لنقرأ أنفسنا أولاً وأخيرا أو لنفهمنا عنوةً وربما تفصيلا ولأنَّ كلَّ من نكتبُهم يلمحونَ هذيانَنَا دون أعين العالمينَ في مكانٍ ما.. آلينا ألا تضمحلَّ رؤانا.. وعقيدة الكتابةِ أقباء العزلةِ ديدننا ومنتهى إبداعنا * ما أجمل السُّكونَ في عوالم البوحِ إبَّانَ ارتطامِ المضمونِ بجدرانِ التَّفرد والهدوء! بلى.. هو جنون الغبطةِ ينحدرُ مهاوي الرُّوحِ، إيذاناً باستمرار الخيال المجنَّحِ، سفكاً على أعتابِ سدرة الكتابة المشتهاة..! وعليه.. الحبور يتملَّكني أنّني هنا.. أتقمَّصُ المرايا، وأقتفي نترات الزَّوايا الأفقية من منظورِ غرائبِ الشعورِ وصدمة اختراقِ الكلمِ صلفَ السُّطور... |
(*) وهمُ حرف
أرخت أجفانها برهةً..وأوعزت لليلها الطويل احتداماً قبالةَ سهادها المبرِّحِ ظنوناً وريبة! اعترضتها النجوم بوميضها، فألقت على بادئة الوميضِ أفكارها المتعبةَ فخسفته ذاتَ شرود.. اليراع في يدها يئن عنوةً، وينزف تارات أخر! والصحائف بُعيدَ بوحها تترنَّحُ موهومةً بمدادٍ ظنَّتهُ رأماً كصفحة وجهها الحانيةِ إبَّانَ الأصيل.. * * " أنتَ لا تكتب الغزلَ إلا لمما..! أنت لا تعتقد الحبَّ إلا شائعةً في جدرانِ المسافاتِ الواهيةِ أبعاد الشعور!" * * وعادت لمخيلتها المحمومةِ بآصار العواطفِ المتضوعةِ شغفاً واحتراقا تغَبُّ إصرار الحياةِ شطبها من دواوين التفاؤلِ رويدا وتلملم بقاياها، تجمع تبعثرها لاءاتِ الواقعِ المدويةِ ضميرَها الآزفِ صمتهُ ربما!! * أصداءُ الأشعارِ كلَّاباتٌ ضمنيَّةٌ تقيِّدُها مشارفَ القصيدِ لا تحتفيها المضامينُ..فتثورُ غضباً ونزقاً ورعونة.. ونثائر الحروفِ تمسُّ كبرياءها بِوَاهيةِ خيوطها المعبِّرةِ فتظنُّها أماناً لمشاعرها التوَّاقةِ ضمَّ العشقِ ما بين السطور.. * * "الحبُّ إن ما بُحتَ أوتارٌ لا قيثارةَ تلمها! لانهائية الترانيمِ مبهومةَ المعالمِ والتقاسيم.." * * الآمالُ تراقِصها برغم انشغالِ الفكرِ؛ إيقاعاتٍ يخفقها قلبها نقرة بخفقةٍ يحتبيها الودُّ ويرددها الشعور.. وإمضاءُ الرُّؤى يزين لها الحرفَ باعاً من منى تتقمصها أماناً؛ لعلهُ آن أوانُ القريرةِ ملوِّحاً تحتفلهُ الروحُ وتكنفهُ الأعماقُ مديدَ ابتساماتٍ ودعةٍ وانتشاء.. |
(*) لينا
تراءت في الأفقِ تضفرُ خصائلَها بقوسٍ من الزُّمردِ، يومضُ إبَّان خريفِ العمر الآزفِ... مرآةٌ عكست مآقي الليل الفتَّانِ في عينيها الجميلتين! أومأتْ للفراشاتِ فصَحت! تُعيد الكرَّ على موائدِ الرَّحيقِ طارقةً كؤوسَ الزُّهورِ النائمة... تُحمِّلُ العطرَ جُنيحاتِها الرَّقيقةِ، وتسكبهُ وجنتيها الورديَّتين برويةٍ وارتواءٍ ومجون! ** خامرها احتدامُ الواقعِ.. فالتفعت عباءةَ الدُّجى، عبرَغوائرِ ليلها السَّاجي هموم العالمين! واحتفت بينها وبينهُ قلائد النُّجومِ، تخفقُ كقلبِها البريء أبعادَ ما تبقى من عفويةٍ وحنان... * همستْ للحلم الرَّاحلِ عنها، فاستفاقت آلافُ الأفكارِ تُرتِّلُ آمالها الورديَّة، قبيلَ ارتحالٍ وشيكٍ للأمنيات! فعصفتْها صيرورةُ الأحلامِ أضغاثاً! تمثَّلتِ الحياةَ وهماً آبِدَ المضامينِ مكفهرَّ التَّراميز! * لطالما تواعدت والقمرِ على سفح البزوغِ... تراودهُ المسافاتِ، وتُشعلُ على جبينهِ لجينَ القُبلِ والأحاسيس... وإذ خسفَتِ الأقدارُ إطلالتهُ الفيحاءَ! وعرَّتهُ الفضاءاتُ عرشهُ السِّحريَّ المزعوم؛ عادتْ تجترُّها إحداثياتُ العُزلةِ، بشرَهٍ وغَبنٍ لئيم... حتَّى اسَّاقط قوسُ شعرها الملكيِّ ذهولاً! أفقدها عزيمة التَّصبُّرِ ساحَ الملمَّات... * تركتِ الأمداءَ دون مرورٍ يرقى بموائد الزهورِ، فلفحَها حُزنُها الغارقُ سويداءَ الشُّعور... ابتلعتِ الكؤوسُ عطرَها، وأُغلِقتِ المساربَ في وجه عابراتِ الأثير... فحزمت حقيبتَها؛ تتطايرُ منها كُسيراتُ المرايا الشَّاحبةُ انعاكساتُها أروقةَ العالمينَ... وأعلنت للكونِ صمتها الأبديَّ... تشدُّ من عزيمته تقوقعاً لاءاتُ الواقعِ! وإملاءاتُ الزَّمن العبوس... |
(*) غريبة
وقفَ على باب الظُّلمةِ، واستدار نحو الفناء! محرِّماً على قلبه رؤية الحبيبةِ وهلةً أخرى... قبيلَ انحسارِ الرُّوحِ في نعش الذِّكريات والآمال المتبخِّرة! * "في رصَدِ العتمةِ أراكِ حانيةَ الوميضِ على جدثي التَّعبِ تكفكفين احتدام رؤايَ إيماءاتٍ تجلَّت بانفلاتِ الأحاسيس! رغم كبتي وطغيان حيلتي في لجمِ الشعورِ... ودفنه دهاليزَ العزلة و القبور... * تبسُمينَ؛ فتبعثني قبوري حياةً كلُّها إيماؤكِ..! أقتضبُ النَّظرَألا تراودني الحياةُ عوداً أفاقها المتشعِّبة، فيلفعني لحظكِ بثاقبةٍ يستفيق لها القلبُ... بُعيدَ انحلالٍ من رِبقة النَّبضِ وآصار الخفقان! * وأضاميمُ زهوركِ اليانعةُ؛ تعانق تُربي، كميزابِ روحٍ تدقُّ صلافة أرضٍ انتهرها اللَّظى! فأينعت جوعاً لإرواء حياة... * أما هالَكِ اقترافي لوثة الكتابةِ أقباءَ عزلةٍ، تمتشقُ الحيرةَ أحوال العالمين؟! وتغتذي أوقيانوسَ غربةٍ تداككتها أحاجي الصمتِ، باعاً من سكونٍ مُرٍّ على مرِّ السنين..! * غريبةٌ أنتِ..! أشدُّ غرابةً من انعكاس تصاويري مرايا الذَّات المدلهمةِ حدَّ الجنون..! وعلى هذا؛ وقفْتُ ذاتي على أمنياتكِ العاتيةِ رغبةً، لا أملك خاتمةً ترضاها نفسي، في خضمِّ احتمالاتكِ اللامتناهيةِ الإصرارِ، آبادَ المشاعرِ والمجونِ... تحكمني أباطيلُ قراراتي، وتلجمني أضغاثُ أوهامي... وميناءُ شغفٍ أتاحَ لمراكبي الغرثى موائدَ قريرةٍ في عينيكِ، الغاصبتينِ كنه الإرادةِ! حينَ اضمحلَّ القرارُ، ولاتَ عودٌ للعيون..." |
(*) موتٌ مؤجَّل
أتعبني بعدكَ... أرخى على كنهِ أعماقي سواداً؛ تلاشى معهُ وميضُ أملي وألهياتُ أحوالي وأرمقكَ أسحارَ الليلِ آيباً! تحمل في جعبتكَ بذور آمالٍ أستعيدُ بينعِ غراسها يقيني وتكويني.. وأنايَ... أنايَ التي أنهكها إطراقي سرايا الدُّجى عتماً ما، لطالما طال وسالَ بَهمُهُ منايَ فاغرورقت بالحُلكِ أحداقي... لا أرى ظلالَ أمنٍ أتفيَّؤها بُعيد احتضَرتْ أحلامي، وأرمسْتُ لبارقاتِ القريرة جدَثَ الذِّكرى... ربما للأبد..! * وعُدتُ ظلالَ الياسمين -وكما عهدتُني- أُركزُ اليراعَ بؤرةَ تكهُّناتي وإرهاصي... فيندلقُ البوحُ أضغاثاً تتآكلُني! يستهلُّها الورقُ احتداماً صفحَهُ الموشَّى بنرجسيَ الذَّابل حدَّ الفناء... فترقُّ لحاليَ النجومُ، وتوحي بمرآكَ ارتسامها وجه السَّماءِ تكاثُفا... ويصحبني إيماضُها أعتابَ وجودكَ عالمي أتأمَّلكَ مليَّا... أحفرُ تصاويركَ تلافيف دماغي وأكدِّسها إيحاءَ سَمتِكَ... أسدِلُ جفنيَّ ألا تجرفَ الدُّموعُ رؤياكَ عيني! وأترك الأمر لغلسِ الليلِ؛ يُنهي آخر حلقةٍ من سلسالِ وعدي وارتقابي... * حيثُ أنتَ.. تغادرني روحي إليكَ تتخلَّى عن دناهمُ الزَّائفةَ البالية القميئة... تمخرُ عُبابَ المجاهيلِ سعياً عوالِمكَ... تلتحفُ مسارَ اللانهاياتِ السَّحيقةِ شعاعَ توجُّهٍ يقتفيك! وكأنني انسلَّتْ من بين جنبيَّ تهمي على خلجاتِها؛ إذ تخلَّلتَها بطيفكَ الحاني! أ تتركُني الحياةُ وهلةً أتجاسرُ بها على الموتِ لأحياك؟ كان وجهي يعكِسني فيما مضى..وتتلقاهُ المرايا بحُسنِ تواجدكَ أحداقي... أما الآنَ.. فلا تعكسُ إلا ترنيمة الفقدِ يسكُبها محيَّايَ سطحَها الأملسَ الصقيلَ كما أمستْ بقايا أيامي غربةً في ذي الحياة... |
(*) تمهيد...
عندما قابَ الياسمينُ الذُّبولَ، وشارفت بتلاتُهُ الهباءَ انزعاجا؛ آليتُ لجم لغةِ الكتابةِ على صفحاتِ الكؤوسِ احتراما... وإيذاناً بانعقادِ آليَّةِ السُّكوتِ هنا! قابَ أو بَعُدَ التَّوقيت... ** على هديرِ لكنةٍ تهاوت أحرُفها تحت الظِّلالِ؛ كتبتُ!!! كتبتُ كثيراً ومريراً تارةً؛ وكثيفاً قليلاً تارةً أخرى... لأنَّها... ولأنَّكَ... ولأنَّكما هنا... في الزَّوايا والصُّلبِ، والاتجاهاتِ والعمقِ، والمضامينِ والإطاراتِ... كتبت...! كتبتُ رغم اعتراضِ أعماقي جُلَّ ما كتبتهُ هنا وهناكَ وفي كلِّ مكانٍ مررتُهُ عازما!! أقمتُ فيهِ عابراً...! ولأنَّني بعدَ كلِّ شيءٍ مُحلِّقٌ في فضاءاتيَ الواهيةَ أبداً؛ كتبتُ.. وانتهيت... ** ولأنَّ حدسي وإحساسي وأمنيَّتي وأملي... وتوقُّعاتي وظنوني وخيالاتي وتصوُّراتي؛ أقرَّتْ ببلوغِ فحوِ ما خُطَّ هنا مدارِكها وإصغاءكَ؛ كتبت... ** على كلِّ حال؛ عندما أعودُ كلَّ حينٍ لقراءةِ ما ارتطم بالسُّطورِ الجيبيَّةِ الإحداثياتِ هنا؛ متماوِجاً مع اضطراباتِ الأفكار وتلاطُمِها... لُجِّيَّةَ المعنى، هادرةَ المضمونِ، دهماءَ الوَقعِ؛ أتنصَّلُ من كاتِبها -عربيدِ اللغةِ- وأنعتهُ بالجنونِ الهوسِ المطبِق! أغلقُ المُتصفِّحَ هروباً من أضغاثِ الأدب! وأُعرِّجُ على لفافةِ تبغٍ، أخدِّرُ عبرها تلكَ الخلايا الدِّماغيَّةَ التي لمحت شيئاً ما! كيما تتلاشى ذكرى المحارفِ بمعانيها المُدلهمَّةِ الإيقاع...! ** ولأنَّ ظلالَ الياسمينِ أقسى ما قد يكتبُ عازفٌ عن الكتابةِ؛ وأقصى ما قد يسعى لبلوغِ منتهاهُ حالمٌ بقريرةٍ لُغويَّةٍ؛ قابت لحظاتُ صمتي فيها، بغضِّ النَّظرِ عن عتابِكما... ... |
(*) دوران
لغتي مكفهرَّةُ المضامينِ تصحبها على الأوراق آلاف الهنبساتِ عنوةً وتقحُّما..! كيف تفهَمُني اللكنةُ المشتهاةُ حالَ يعصف بي إصرارُ البوحِ على جبينِ ظنِّي وقتامةِ أحوالي؟ أوقيانوسُ عزلتي واهٍ دكَّت جدرانَهُ عاصفاتُ الليلِ الأبهمِ في رحلتي هذي الحياة.. أرمُقُ التَّشارينَ الآزفةَ خلاصاً! هادرةَ القرِّ علَّها تَرطُبُ فورانَ أعماقي وصلافةَ حرِّها المستطير... * على جدثِ الذِّكرى.. وسمتُها مذهَّبةً ألا يلوكَها مع الأيَّامِ احتكارُ الثَّرى بؤرةَ الأبعاد الماورائية! أتأمَّلُها مرايا خياليَ المجنَّحِ، تجدِلُ شعرها الحالكَ قطعاً من الليلِ السَّاربِ مع الأثيرِ حالهُ... وتغمِزُ الضَّفيرةَ بمشطِها الماسيِّ نجمةً تلو أخرى.. حتى اكتمالِ البدر وجهَها الوضَّاءَ! باسمةَ الثَّغرِ، حييَّةَ القسمات... النُّور من عينيها؛ باءَ بفتنةِ الكونِ هياماً أثقلَ خافق القلبِ فأسلمَ النَّبضاتِ ودَّاً واحتواءا... * لماذا؟؟؟!... أرشفتُ مع الأيامِ رموزَ التَّراكيبِ ألفعُها بسبكيَ المرصوصِ بوتقةَ البوحِ المقعَّرِ محتواه؟ أُمْلي على الحرفِ صُهارةَ المعنى، فيندلقُ السَّعيرُ صراطَ الأحجياتِ فالقَ المتنِ جزيلَ الأشجان..! * تَراني من هناكَ.. من خلف حدود المجرَّةِ.. من وراءِ مادَّةِ الكونِ المظلمةِ ترمُقني... تتتبَّعُ حرفي وألهياتِ مجوني ساحَ الصَّفحاتِ، تاقَ الكلِمُ صمتي وانزوائي حدَّ الموتِ صمتاً ذاتَ همٍّ ونزق! وتبصُمُ على جيدِ هلوساتي خاتَمكَ الدافئ، فتقرُّ عيني وتلتحف جفنها برهةً بُعيدَ دهرٍ غالبتها فيهِ غمومُ العالمين.. * كيف تَقرُنُ الكتابةُ أعماقَنا لنتوحَّدَ مسيرَ العمرِ القصيرِ بحِلْفِ أمنٍ ومجون!؟ وكيف نتفاعلُ أروقةَ النُّصوصِ! نختبِرُها إيحاءَ روحٍ شاركتْنا دواةَ أنٍّ وهنٍّ وبعضَ فتور...! وكيفَ.. أنا وأنتَ ندورُ في فلكِ الحياةِ ثقباً أسودَ؛ شفَّ التواجُدَ واغتبقَ في آنٍ كنهَ الانتماءِ للورى وعالمهم المأفون! |
(*) احتمالات...
هدوءٌ... يكتنفُ ساح الأفكار! وحجوزاتٌ عُمقيَّةٌ على مراكب نجميَّةٍ تملأ مرافئَ الرُّؤى... * * على أنَّها قابت نهايةُ سلاسلِ الإرهاصاتِ المضنية، وشرعَ الصمتُ أستارَ الكتمانِ، في أوقيانوساتٍ متسردبةٍ بأفعوانيَّةٍ شهيَّة! تُغري بخوضِ غمارِ الارتحالِ بعيداً، حتَّى ثُمالةِ الهذيان! * * "تعالَ نحلِّقُ في مداراتٍ عنيفةٍ مثلاً! حول ثقبٍ أسودَ باتساعِ مجرَّة! نُعاينُ جاذبيَّةً تُرهقُ الضَّوءَ حينَ انعراجٍ مَهيبٍ يوحي بتماهياتٍ عصيَّةٍ على فهمِ الآدميِّين...! نقعُ فيه!! على سبيل تذوُّقٍ يفوق طعمهُ إدراكاتِنا القاصرةِ عن ماهيَّةِ كنههِ ومحتواه! ثمَّ... نتلاشى هناكَ -إن أمكن- تَبعاً لظروفٍ لن نتخيَّلَ بعدُ إحداثيَّاتِها، بمجسَّاتِ حواسِّنا المتواضعة!" * * ثَمَّةَ أمنيَّاتٌ لا تفي برغباتِ أصحابِها كما بدا! تُراوِحُ على بوَّاباتِ الممكنِ دون بارقةِ أملٍ... إلا أنَّها تعبرُ نحو غياهبِ المُحالِ بخطواتٍ ثابتةٍ رزينةٍ ومنتظمة! حتَّى يخبُتَ وميضُها، لا بثَقبٍ أسودَ عابرٍ للمسارات! ولكن؛ بأشياءَ أخرى، لا يمكنُ وصفُها بلغةٍ بشريَّةٍ ما، عدا عن أنَّها لا تُكتبُ أصلاً بيراعٍ أو حروف...! * * زعموا أنَّ الخيالَ فضاءٌ رحبٌ يُحلِّقُ بالأفكارِ مُبعداً إيَّاها عن قيودِ أوهامٍ قميئةِ التأثير... ولكنَّ الفضاءَ ظُلمةٌ في أكثر اتِّساعاتِهِ تمدُّدا!! والتحليقُ فيهِ موحشٌ.. مُبهمٌ وغريب! * * المُسلَّماتُ التي ادَّعاها الصَّمتُ باءت بصخبٍ هائلٍ وعميم... والسُّكونُ في حضرتهِ، مُمَاسٌّ لألهياتٍ تتَّصفُ بشعوائيَّتِها الرَّهيبةِ ذهنيَّاً! وعلى هذا؛ يُمارسُ اليراعُ الصَّمتَ جنوناً! لا من بابٍ يمتُّ للرَّاحةِ بصلةٍ تُذكر... وعليهِ... اعتنقَ السُّكونَ تزلُّفاً لبؤرةِ التيه، إيماناً منهُ باستحالةِ القريرةِ هذه الدنيا... إلى حين! |
(*) كتبتُ لك
إقرأني.. ودع أذى فحوى كلماتي جانبا! لربما آليتَ بالمعنى الرَّديفِ الذي طوراً كبتُّ ترحُّما..! ولربما آزرْتَ إيماءاتِ صمتٍ بُحتُها بين السطور... لعلَّ قافيةَ الضميرِ، توأدتْ هملَ التَّعابير المكفهرَّةِ، خشيةَ يؤذيكَ وقعها على ضفافِ سكوني وعزلتي... * إلمحني.. أعبرُ المدى بلمحِ حرفٍ وسَّدَتْهُ الحياةُ مدلهماتِ لغةٍ اعتدتُها... أتُراني؛ كلَّما توَّاً دعوتك للحفاوةِ بصديد نزفي، ألبستُهُ خِلعَ المسرَّات الواهية! جمَّلتُ مداخلَ أعماقي بلازوردِ عاطفةٍ سرمديةٍ حملتُها أمدا... بل أعددتُها قارورةً لشذيِّ عطركَ هلَّني..؟! * الأرواحُ التي كتبتُ لها عما يعتريني، خالتْ تراكيبي مدارجَ جليدٍ، تضوَّعت مساحاتُ المعاني على سطوحها الزلقةِ! فحارت فهمَ كنهي... وطارت وراءَ أفقِ الحياةِ ترمقُ بصمتٍ أحوالي و... ترمقني!! ترمقُ شبحَ وجودي على حافَّةِ الرُّؤى، تأمُّلاً وأملاً ضبابيَّ السِّماتِ ترقُّبا... * أنا.. وحولي لانهاياتُ المساربِ بنهاياتٍ مغلقة! تعصِفها أضغاثُ أحلامٍ، حسِبْتُها ذاتَ تأملٍ بصيصَ نور، يهوي إليكَ بضوئهِ التَّعبِ هذه الحياةَ المقفرة... تَراكَ قافيتي، فتتلعثمُ موسيقاها وتضطرب إيقاعاتُها فرحاً وسرورا... وتحجبكَ ملامحُ دُنايَ تغطرساً أفضى بمَلكاتي أوقيانوسَ تيكَ العزلةِ التي تعلمُ جيدا.. * وعلى قارعةِ بوحٍ ذي شجونٍ، تناولَتْهُ أفانينُ استقراءاتي مداكَ كينونتي؛ زففتُ عجائبَ انتظاركَ، توسِّدُ أفكارَ رأسي براحتيكَ الملاكِ، برَّ أمانكَ الفسيحِ المضامين... تأخذُ زمامَ أحوالي نحو مينائكَ الأوحدِ، حتى تستقرَّ هناكَ أمنيََاتي... وكما ذرفتُ لك.... |
الساعة الآن 06:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.