منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   شعر التفعيلة (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=176)
-   -   عُدْ إليَّ.... (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=13920)

عواطف عبداللطيف 11-01-2012 12:01 AM

عُدْ إليَّ....
 
عُدْ إليَّ
\

عُدْ إليَّ...
ففصولي نسيتْ معنى الربيعْ
عُدْ إليَّ...
قبل أن ينزفَ جرحي وأضيعْ

عُدْ إليَّ...
هاهو البحرُ يعاني
مدَّ أمواجاً ينادي كلَّ فجرٍ للنخيلْ
وأنا ما زلتُ أمشي باتجاه الريحِ...
قد ضاعَ الدليلْ

عُدْ إليَّ ...
فأنا أخشى الصباحْ
كل يوم من جراحٍ لجراحْ

عُدْ إليَّ...
ياحياتي واحتوِني
لتصدَّ الريحَ عن موجِ سنيني

عُدْ إليَّ...
لا تدَعْني في عذابْ
وليالي الحلم تمضي للسّرابْ

عُدْ إليَّ...
ولأهلي
ولبيتي، والصّحابْ
ولنمحو من سمانا كلَّ أشكالِ العتابْ

عُدْ إليَّ...
لا تسَلْني عن بقايا الحُلْمِ مكسورِ الجبينْ
عن دموعٍ تتقاطرْ
من عيونٍ لليتامى الضائعينْ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني عن مصيرِ الأبرياءْ
عن ملايين اليتامى وسجلِّ الشهداءْ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني عن مصيرِ الزرعِ أو نهرِ الفراتْ
في زمانٍ كلُّ شيءٍ فيه ماتْ
صار ممسوخَ الرفاتْ

عُدْ إليَّ ...
إنهُ سركونُ يبكي
وأشورٌ يتوجعْ
حامُرابي من هناكْ
من غيابِ العدلِ أضحى
زائغَ العينينِ يدمعْ

عُدْ إليَّ...
هذهِ بغدادُ تصرخْ:
أين هارونُ الرشيدْ ؟
كلُّ سورٍ صار فيها من حديدْ
إنها تبكي وتبكي ... وتعيدْ

عُدْ إليَّ...
إن شوقي فاق صبري واحتمالي
ورفوف العمرِ تاهتْ بين دمعي واحتضاري

عُدْ إليَّ...
صار عمري في اصفرارِ
وحياتي من مرارٍ لمرارٍ لمرارِ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني كيف نحيا ؟
ما العمل؟
أو تسلني ما هو الشوقُ
وما معنى القبلْ

عُدْ إليَّ...
لنعيشَ الحُلْمَ كي نحيي الأملْ
قبلَ أن يكبرَ جرحي ويغطيني المللْ

عُدْ إليَّ...
أنت في الليل مكاني
وشعاعُ الصبح في عتم زماني

عُدْ إليَّ...
لنعيشَ العمرَ نحيي الأمنياتْ
في الضفافِ الحالماتْ

عُدْ إليَّ...
أنت للكلِّ وجودٌ كالكتابْ
سوفَ تفديكَ دمانا والحرابْ

عُدْ إليَّ...
أنت معنى الكبرياءْ
أنت عنوان الحضارةْ
أنت عنوانُ النقاءْ

عُدْ إليَّ...
فأنا ما زلت أحيا بهواكْ
لم يعد في الروح شيءٌ لسواكْ

عُدْ إليَّ...
لا تقل فات الأوانْ
لينامَ القلبُ مرتاحاً
وفي عينيكَ أرتادُ الأمانْ

عُدْ إليَّ....
\
عواطف عبداللطيف
30\10\2012

فريد مسالمه 11-01-2012 12:07 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
كانت حاضرةً بهمس صوتك وتلك اللكنة التي أُحِبها بنكهة لغتك
لي عودة وتحليق

عبد الكريم سمعون 11-01-2012 12:25 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
ملحمة عصماء باذخة القد متراصّة البنيان متينة الهيكل
تنساب كاليقين في النفوس برهبة مقدسة لغرض شعري لا شكّ هو الأسمى
هنا تنبعث قشعريرة لا مدركة المنشأ .. لعلها وجوم الرهبة لدى دخول هذا العالم المقدس
هنا تمازجت جميع مقومات الجمال والنبل والروعة والشعر
هنا إناء امتلا ففاض وقضية مُثلى تبحث لها عن حل بأزمنة الأزمات أزمات الأخلاق والإنسانية والعدل ..
رياض تفتحت بهجا لتهب الوفاء ألف تحية وقبلة
هنا لا بدّ من الانحناء مطولا والبكاء بصمت في محراب القداسة والطهر ..
ماما الحبيبة ..
أيّ ماهية تلك التي أنتجت هذا المنتج الابداعي الفاخر وأيّ كم من الصدق والنبل والوفاء احتوى قلبك الكوني
رغم كل ما هنا من وجع وقهر وصبر .. ولكنني أهنئك من كل قلبي على هذه القصيدة الفريدة العصماء
وأقول لك بكيت وأنا سعيد بما أنتجت إياديك البيضاء وقلبك الشامخ النبيل وعقلك الرصين ..
يا سيدة الوفاء قسما برب العزّة إنني فخور بك ما حييت يا أماه

عمر مصلح 11-01-2012 01:51 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف (المشاركة 179640)
عُدْ إليَّ
\

عُدْ إليَّ...
ففصولي نسيتْ معنى الربيعْ
عُدْ إليَّ...
قبل أن ينزفَ جرحي وأضيعْ

عُدْ إليَّ...
هاهو البحرُ يعاني
مدَّ أمواجاً ينادي كلَّ فجرٍ للنخيلْ
وأنا ما زلتُ أمشي باتجاه الريحِ...
قد ضاعَ الدليلْ

عُدْ إليَّ ...
فأنا أخشى الصباحْ
كل يوم من جراحٍ لجراحْ

عُدْ إليَّ...
ياحياتي وأحتويني
لتصدَّ الريحَ عن موجِ سنيني

عُدْ إليَّ...
لا تدَعْني في عذابْ
وليالي الحلم تمضي للسّرابْ

عُدْ إليَّ...
ولأهلي
ولبيتي، والصّحابْ
ولنمحو من سمانا كلَّ أشكالِ العتابْ

عُدْ إليَّ...
لا تسَلْني عن بقايا الحُلْمِ مكسورِ الجبينْ
عن دموعٍ تتقاطرْ
من عيونٍ لليتامى الضائعينْ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني عن مصيرِ الأبرياءْ
عن ملايين اليتامى وسجلِّ الشهداءْ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني عن مصيرِ الزرعِ أو نهرِ الفراتْ
في زمانٍ كلُّ شيءٍ فيه ماتْ
صار ممسوخَ الرفاتْ

عُدْ إليَّ ...
إنهُ سركونُ يبكي
وأشورٌ يتوجعْ
حامُرابي من هناكْ
من غيابِ العدلِ أضحى
زائغَ العينينِ يدمعْ

عُدْ إليَّ...
هذهِ بغدادُ تصرخْ:
أين هارونُ الرشيدْ ؟
كلُّ سورٍ صار فيها من حديدْ
إنها تبكي وتبكي ... وتعيدْ

عُدْ إليَّ...
إن شوقي فاق صبري واحتمالي
ورفوف العمرِ تاهتْ بين دمعي واحتضاري

عُدْ إليَّ...
صار عمري في اصفرارِ
وحياتي من مرارٍ لمرارٍ لمرارِ

عُدْ إليَّ...
لا تسلني كيف نحيا ؟
ما العمل؟
أو تسلني ما هو الشوقُ
وما معنى القبلْ

عُدْ إليَّ...
لنعيشَ الحُلْمَ كي نحيي الأملْ
قبلَ أن يكبرَ جرحي ويغطيني المللْ

عُدْ إليَّ...
أنت في الليل مكاني
وشعاعُ الصبح في عتم زماني

عُدْ إليَّ...
لنعيشَ العمرَ نحيي الأمنياتْ
في الضفافِ الحالماتْ

عُدْ إليَّ...
أنت للكلِّ وجودٌ كالكتابْ
سوفَ تفديكَ دمانا والحرابْ

عُدْ إليَّ...
أنت معنى الكبرياءْ
أنت عنوان الحضارةْ
أنت عنوانُ النقاءْ

عُدْ إليَّ...
فأنا ما زلت أحيا بهواكْ
لم يعد في الروح شيئٌ لسواكْ

عُدْ إليَّ...
لا تقل فات الأوانْ
لينامَ القلبُ مرتاحاً
وفي عينيكَ أرتادُ الأمانْ

عُدْ إليَّ....
\
عواطف عبداللطيف
30\10\2012

ألربيع .. ذلك الفصل الفَصْل
الواضح الأنيق .. غيبه الضياع في دروب حالكة
والدليل أعمى ..
عاليات الرتب المائلات على شط العرب .. كنَّ مهماز الوصول إليه
والقُبلة تفوج عكس التيار ، لتغسل صدرها بالفراتين
لكن السراب تطوّع ببسالة الأول من نيسان ، ليكون مرسال شوق
تفتَّتَ على عتبات أبواب الفصول
وضاعت بصمة الشفاه مابين الصقيع والخريف
والهاجرة تعوي على ريق الثاكلات
ها هو السياب يصدح .. ياعراق
والطفلة المازالت على قيد الوداد أوجعها الخريف
فتقاطرت بوحاً شفيفاً ..
تهش على ألمها .. بعصا من خيزران
فعد .. بحق بغداد عليك
ودعني أنام ، وملء عيني بريقك ، لا التماعات الدموع

حامد شنون 11-01-2012 01:58 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
القديرة راعية الابداع عواطف عبداللطيف ..
نعم هكذا تبث الاشواق .. هكذا يكون الحنين ..الاشواق الى الرفعة والسنا والحنين الى العز والكرامة ..سيدتي نداءكِ هنا رغم مافيه من اسى وشجن لكنه يبعث في النفس راحة وسكينة .. سيدتي انتِ هنا تتحدثين بالنيابة عن الكثير من المفجوعين في هذا الزمن المثلوم ..بورك هذا البوح الصادق الجميل ..دمتِ ببهاء . محبتي مع التقدير

الوليد دويكات 11-01-2012 02:00 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
عواطف عبد اللطيف / الحاجة ، المبدعة ، الشاعرة ، الأديبة ، راعية المكان ...
تطول المسافة في البحث عن مفردة أضعها تتيه قبل اسمك ...لن أطيل البحث عنها ...
كي أعود للقصيدة ...

عُد إلي ...

تكررت ، وفي كل مرة كانت جديدة ، كانت جرسا يقرع في عالم النسيان
تعيد فصولا متجددة ، ترسم مشاهد مكتظة بين الأمل والدمع ...
تعيد تريب ذاكرة متعبة ، وأفكار متتابعة كما الموج في بحر متلاطم الأمواج ...
وفي التتابع موسيقى تنبعث فتبعث النشوى في الكلمات ، وتؤكد مشهدا جميل البناء
سلس الإنسياب ...
واستعراض لتاريخ لم تقن بتغييبه صروف الزمن ، وتقلبات الأوضاع ...
وفي إختيار الشخوص الذي لم يكن جزافا ، بل كان لتعميق الدلالة وتأصيل المعنى الذي
أرادته الأديبة عواطف ، أو قل هو تسليط الضوء لدى المتلقي على جوانب ربما ظنها البعض معتمة ...
وتبقى سحابة الحزن والشجن سمة تميز كتابات الحاجة عواطف ، رغم الروابي التي زانها الإخضرار في بعض متعرجات النص دون أن يشكل هذا اللون انزياحا عن الفكرة الرئيسة التي طرقتها وأرادتها ...
في النهاية ...
يبقى ( عد إلي ) نصا عميقا جميلا جاء بلغة جميلة بعيدة عن الصنعة والتكلف
جاء متسقا مع حالة وجدانية رائعة استطاعت أن ترسمها بدقة وحنكة أديبة مبدعة .


الوليد

نابلس المحتلة

ازدهار السلمان 11-01-2012 02:13 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
كنت قد خرجت من الموقع لكني ظللت أتابع الجديد ثم ابتعدت قليلاً وعدت فوجدت سماء المكان ساطعة ببريق أخاذ وقطرات مطر تنثال من العيون فقرأت واسترسلت وبكيت
هذه السدود سيدتي والحواجز نراها كل يوم وتقف هي معاندة متحدية وجعنا وقهرنا ..
الحزن يخيم في كل مكان الابتسامة بلهاء والفرحة تختنق بين العبرات
نمارس كل الطقوس بلا مبالاة ولا حياة
لكن سيدتي أي وجع هذا الذي دعاك لمسامرة هذا الليل بسيول من حنين وشوق واغتراب
هل تظنينه يوماً يعود قبل فوات الوقت ..؟ لماذا لم أعد أرى ذلك البياض ؟
لقد أدمنا الوجع وتحجرت الدموع لكن بوحك هذا يا سيدتي
ابكاني ورب الكعبة

دمتِ بكل الخير والأمان

محبتي

سفانة بنت ابن الشاطئ 11-01-2012 05:13 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
دائما خلال حروفك المعتقة بالوجع تصدح نداءات متكررة بتدرجات ألوان الغسق .. للوطن الذي لم تفارق خارطته واجهة الوعي .. وأحبة لم تغادر أنفاسهم حجرات القلب .. حتى لو استدبت المسافات .. وتلعثمت الكلمات .. وتبخر الأمل شيئا فشيئا .. سيبقى النداء يطلق عنان القلم ليحيط خاصرة الأحباب بمشاعر مندفعة حد الفيضان .. وعيون دامعة تقرأ كف الغد من خلال الأمس القريب .. هنا مساحة للمشاعر الباذخة تستحق التثبيت مع بيادر من ياسمين الشام

مودتي المخلصة


سفــانة

حسين محسن الياس 11-01-2012 07:18 AM

رد: عُدْ إليَّ....
 
الاديبة الرائعه
الدكتوره عواطف عبد اللطيف
بوركت سيدتي
فقد جعلت من الوطن حبيباً وتنتظرين
أن يعود إليك
توظيف جميل لعبارات رائعه في هذا النص
سيعود بإذن الله ما دام هناك أحبة مثلك
في الانتظار ...
سيدتي العزيزه
أسجل هنا عميق اعجابي
وتقديري

عواطف عبداللطيف 11-01-2012 10:51 PM

رد: عُدْ إليَّ....
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريد مسالمه (المشاركة 179641)
كانت حاضرةً بهمس صوتك وتلك اللكنة التي أُحِبها بنكهة لغتك
لي عودة وتحليق

تحليق أبيض ببياض روحك
أنتظر عودتك رفيق الدمع
دمت بخير
تحياتي


الساعة الآن 01:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.