![]() |
نزيف على مقصلة الصمت
النص المتحصل على جائزة الأرض لسنة 2011 المرتبة الثالثة مناصفة مع الدكتور محمد إسحاق الريفي (فلسطين) والدكتور خليل عليوي ( اليمن) والمتحصل على الجائزة الأولى للشعر النسوي (بالجزائر) ترجم إلى اللغة الفرنسية من طرف الأديبة منيرة الفهري(تونس) وإلى اللغة الإنجليزية من طرف الدكتور فيصل كريم (الكويت) وإلى لغة الأطياف السبعة من طرف الفنان التشكيلي سائد ريان( فلسطين) *************** إني هنا.. ياقصةً قبل البدايات انتهتْ إني هنا .. أنّاتُ روحٍ بالمنافي غُــرِّبتْ إني هنا.. دربُ الربيعِ إلى الحياةْ صدري يخبىءُ لوعةً ما قد تبوح به تسابيحي وأدعية ُالصلاةْ إني هنا.. صمتا أُكبـِّرُ بين قضبانِ الطغاةْ والنايُ لحنٌ نازفٌ أضناهُ دمعُ الأغنياتْ يا كل من كفنتهُم بيدي وحَرِّ قصائدي بين البيوت ْ.. يا كلَّ من شربوا هنا دمع الثرى..والرزءُ قوتْ تعبت خطايَ ..ورغم أوجاعي أتيتْ كي أستعيدَ الشمسَ من حضنِ الأفولْ يا كل أحبابي الذين هنا امتطوا متن الرحيلْ عبثًا ألوِّحُ للنوارس وابتسامات الحقولْ عبثا أفـرُّ كما الزهور من الذبول إلى الذبولْ عبثا أعيد السنبلات بسحرها بين الطُّلولْ تعِبَ التعبْ.. ياجذوةً بالقلبِ من عمر الأحبةِ تحتطبْ تعبَ السفرْ.. ملّتْ مراكبُـنا شراعًا قـُــدَّ من وجع البشرْ كم لا.. ولا.. حُبلى بصدري تنتظرْ.. !! كم لا ..ولا ..بين المساءاتِ الحزينةِ.. ترتدي ثوب الحذرْ تعبتْ جراحي من نزيفٍ صامتٍ بين المقاصلِ و الحصونْ وأنا هنا زخَّاتُ صبحٍ هاربٍ خوفَ العيونْ والدربُ جمرُ الغدر تنتعل الخطى ..يا نهرَ دجلة والفراتْ زعموا بأنّا الخائنونَ مدى الحياةْ زعموا بأنَّا القابعونَ مع الرفاتْ وأنا الغريبةُ كم يُبعثرني المحالْ أَوَكلما وقّعتُ خارطةَ الطريقِ على الرمالْ كي يستدل بها هنالك نبضُ قلبي المنكسِرْ هبَّ الظلامُ مبعثرا ريحَ القطيعةِ بالدروبِ لتنمحي خلفي المعالمُ والأثرْ كي لا أعودَ إلى الأحبةِ بالسنابلِ والمطرْ فإلى متى هذا الحصارْ..؟ وإلى متى يبقى يُبعثرنا الدمارْ..؟ وإلى متى تبقى تغربنا الحدود ْ؟ والنار تأكلُني هشيمًا والأحبةُ ينزفون كما الورودْ والمدلجونَ الحالمونَ هنا بشتـْلاتِ الرغيفْ عبر الضفاف يلوِّحونَ كما الطيوفْ وعلى مدى الأبصارِ بالنارِ استوَتْ كلُّ السيوفْ لبس الربيعُ كبلبلٍ وكرَ الغروبْ والريح ُكالطوفان بندٌ وقعتهُ يدُ الليالي المظلماتِ مع الهبوبْ فمتى تهيم زوارقي صوب الجنوبْ..؟! ومتى سنُخمدُ بيننا هذا اللهيبْ..؟! ومتى بصوت واحد يشدو العربْ: إنا هنا إسلامُنا لَهـْو النسبْ.. لاشيء يرجعُ عزنا إلا التكاتفُ والغَضبْ..؟ يا قصةً بالدرب تكتبُها الدماءْ كل المطاراتِ التي دوّنتُها سِرًّا على صدر الهويةِ قبل أن يغفو الضياءْ ذابت كصبح بين أهوالِ المساءْ واليمُّ يعبث بالغريبةِ في مهباتِ الشقاءْ مذ أرهقتْني رحلتي .. وقرأتـُـني رقمًا على خط العبورْ يرميه سهمًا للسُّرى قوسُ الهجيرْ دعني أودِّعُ موطني يا أيها القناصُ أو أسقي دمائيَ للغديرْ دعني أوقِّعُ بعضَ أسراري هنا... فلقد دنا يوم المصيرْ ومضى السفين مضرَّجا للبحر يحكي كلَّ أوجاع الدهورْ عبثا أحاول أن أقومْ والذكريات توَسدُ القلب المعنىَّ بالهمومْ والليل ياذا الليل كم قد يستبيح على الملاَ .. جرحَ السقيمْ.. عبثا أحاول أن أُلوّح للربى خلفَ العُبابْ والكف أوهنها الصقيعُ كما الخطى والقلبُ أضناه العذابْ والروح تصرخُ بالمدى أين الأحبةُ و الصحابْ..؟ من ذا الذي يصغي إلى صوتِ الحمامِ المشتكي فوق القبابْ؟ من ذا الذي قد يحتسي كأس المنافي بين أهوال الضبابْ..؟ من ذا الذي قد يمسحُ الدَّمع الغريب إذا هنا .. حنَّ الترابُ إلى الترابْ..؟ ظمئت خطاي إلى الرجوع ْ إذ لا دليل هنا بدربي غير غصاتِ الدموعْ فمتى أعود مع السلام إلى النجودْ وقد استباحوا رغم أناتي دمي وعلى بقايا معصمي.. قد وقعوا إسم القضيةِ بالحديدْ يا كلَّ أوجاعي التي ما إن هنا خبأتهُا .. حتى هنالك للمدى فاضتْ بها كأسُ القصيدْ عبثا أحاول أن توسدني الوعودْ وإلى المدائن صدّني وهن ٌ مُسجى بالقيودْ من ذا الذي قد يفهم القلب المُعنّى ما يريدْ من ذا الذي يُنسي السواقي والحدودْ وطني الذبيحُ من الوريدِ إلى الوريدْ إني هنا.. والعمرُ عهدٌ صاخبٌ أودعتُه.. جمرا بأنفاس الثرى كي يشتعلْ ولسوف أبقى ثورة بين الربى.. يا بدر أوطاني إذا لم تكتملْ إني هنا .. ياقصةً قبل النهايات ارتدتْ ثوب الخلودْ ما ضرَّني جرحي القديم وإنما.. ما سطرتهُ مواجعا .. أيدي الشهودْ |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
نص رائع وجميل ويستحق القراءة لأكثر من مرات ..
أحييك مودتي تسلمين https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...63456023_n.jpg |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
عبثا أحاول أن أُلوّح للربى خلفَ العُبابْ والكف أوهنها الصقيعُ كما الخطى والقلبُ أضناه العذابْ والروح تصرخُ بالمدى أين الأحبةُ و الصحابْ..؟ من ذا الذي قد يفهمُ صوتَ الحمام المشتكي فوق القبابْ؟ من ذا الذي قد يحتسي كأس المنافي بين أهوال الضبابْ..؟ من ذا الذي قد يمسحُ الدَّمع الغريب إذا هنا .. حنَّ الترابُ إلى الترابْ..؟ دعيني أصفق من بعيد وكأن الحروف خرجت مني لتعبر عن الوجع لذي يكمن داخلي أهلاً بك على ضفاف النبع أتمنى لك طيب الإقامة دمت بخير محبتي |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
أشكر لك طيب المرور أستاذ حسن العلي جمعنا الله دائما على نقاء الحروف وبهاء المعاني ولك مني خالص التقدير |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
نعم أختي الكريمة عواطف عبد اللطيف
بديهي جدا أن تشعري بأن الحروف قد خرجت منك ما دام النبض واحد والجرح واحد وإن جزأته الحدود أشكر لك كرم الدعوة وممتنة جدا لطيب الاستضافة جمعنا الله دائما على ضفاف حروف لن يجف معينها بإذن الله تعالى مودتي ...مع مفردات الاخاء |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
فاكية ...
أيتّها الأبيّة ... مدركاتك في الوطن شكلتها سيدتي المبدعة بأنماط تعبيريّة مذهلة ...مختلفة..... فقد تشكّلت الصّورة في الوجدان قبل تشكّلها في اللّغة فأحالتنا على كلّ أبعادك النّفسيّة والعاطفية والفكريّة في هذه القصيدة... فهنيئا لهذه الرّائعة بالتّتويج ...فالإبداع يفرض نفسه لما له من خصائص تميّزه ...... تقديري وترحيبي بهذا الأدب الرّفيع الذي يعلي مكانة الكتابة إني هنا.. والعمرُ عهدٌ صاخبٌ أودعتُه.. جمرا بأنفاس الثرى كي يشتعلْ ولسوف أبقى ثورة بين الربى.. يا بدر أوطاني إذا لم تكتملْ إني هنا .. ياقصةً قبل النهايات ارتدتْ ثوب الخلودْ ما ضرَّني جرحي القديم وإنما.. ما سطرتهُ مواجعا .. أيدي الشهودْ |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
من ذا الذي قد يمسحُ الدَّمع الغريب إذا هنا .. حنَّ الترابُ إلى الترابْ..؟ الله ما أروعك أختي الشاعرة القديرة أ.فاكية سكبت حرفاً هادراً بأمواج التوق للم الشمل والحنين الى قدسية المباديء والى مجد تليد حرفاً مليئاً بالشكوى والنجوى وعمق الجراح ودعوة هادرة للإنعتاق خميلة خلابة لاتمل عذبة كالماء الفرات ...تراتيل عشق شعرية تصدح بأعذب الألحان ، وأنغام تحفز الحواس على الافتنان ، ثملنا من هذا الجمال الساحر.. سلم البنان والبيان.. أعطر التحايا https://im36.gulfup.com/8hzyb.jpg |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
الشاعرة المبدعة الأستاذة فاكية لقد أتحفتنا بقصيدة سيابية النكهة ماسية الصياغة جياشة العاطفة تنساب إلى وجدان المتلقي دون استئذان تحية عطرة لحرفك الإبداعي الجميل |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
اقتباس:
نعم أختي الكريمة الغالية أستاذة دعد هو كذلك فمدركاتنا بالوطن تكون دائما مسبقة التشكيل وهي تتربع على القلب نبضا آخر حتى إذا ما استثارنا أي طارىء نجد حرفنا ينفلت نازفا دون مقدمات وكأن الحروف تأبى أن تتوقف وهي تنسكب من قلب الكاتب إلى قلب المتلقي مباشرة سعدت بقوارير عطرك أختي الكريمة وهي تضمخ هذا النص دمت مزنة خير ونماء حيثما أمطرت أخضرت الأرض اليباب ولك مني خالص التقدير مع جزيل الشكر |
رد: نزيف على مقصلة الصمت
اقتباس:
مرحبا بفيض مرورك أستاذنا القدير ناظم الصرخي وأراني جد ممتنة لكرم تقريظك وهو يسكن قصيدتي هام الجوزاء طبت أيها الكريم وظلل الله أيامك بهدأة الروح بين أفنان الوطن ودمت قامة شماء بسماء القريض ثبت الله خطاك على ثغام النور .. ولك مني خالص التقدير مع فيض الاحترام |
الساعة الآن 10:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.