منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=158)
-   -   إضاءات على مفهوم الإلتزام (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=14451)

عمر مصلح 12-24-2012 08:51 PM

إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
إضاءات على مفهوم الإلتزام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ عمر مصلح

جاء في لسان العرب لابن منظور ؛ لزم الشيء ، يلزمه لزماً ، ولزوم الدوام عليه والاعتناق وعدم مفارقته .. وجاء في القاموس المحيط للفيروزابادي لزم الشيء ثبت وداوم ولزم بيته لم يفارقه وأوجبه على نفسه وجاء في موسوعة لاروس تحت مادة ملتزم ؛ التزم : ارتبط بوعد أو واجب .. ارتبط شفويا .. واجتماعياً .. لكن التطور الفكري الحديث أضاف اصطلاحاً جديداً وهذا ما سنتطرق إليه
إلا أن الالتزام موجود في كل عصر باتخاذه موقفاً واضحاً من قضية ما.
والملتزم .. أكثر ما تطلق هذه الكلمة على المثقف من المفكرين والكتاب والفنانين ( أحمد بوحاقة / الإلتزام في الشعر العربي )
فالالتزام يعني حرية الاختيار وهو يقوم على المبادرة الإيجابية الحرة من ذات صاحبه ، مستجيباً لدوافع وجدانية نابعة من أعماقه.
ومن طبيعة العمل المسؤول أن يكون هادفاً إلى غاية معينة .. وللإلتزام الفكري هدف ، هو الكشف عن الواقع ، والسعي إلى تغيير ماليس سليماً فيه ( محمود امين )
أن القدامى من الأدباء والنقاد والشعراء لم يكونوا يعون هذا ، ولم يتخذونه فلسفة .. لكنه موجود ضمناً. ويظهر بين الحين والآخر من خلال ديوان شعري أو نظرية فكرية أو عمل فني او من خلال سيرة فيلسوف أو أديب أو فنان.
والالتزام المدون وردنا من اليونان من خلال موت سقراط وإفلاطون بالتزاماته الخلقية المثالية في جمهوريته .. أما أرسطو فقد نادى بنظرية (( التطهير )) وهي أول وجهة من وجوه الإلتزام في العمل الأدبي بمنظار المنفعة ومعنى التطهير.
قال أرسطو في معرض حديثه عن المأساة : أن المأساة محاكاة فعل نبيل تام ، بلغة متبلة بملح من التزيين ، وهذه المحاكاة تتم بواسطة أشخاص الحكاية ، وهي تثير الرحمة والخوف فتؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات ( أرسطو/ فن الشعر )
وإن الأعمال التي تدور حول معاناة مشاعر الخوف والقلق والرحمة والشقاء وما إلى ذلك مما يثيره الحديث عن شرور الحياة وأمراض الناس الإجتماعية والنفسية والخلقية وذلك عن طريق تراسل المشاعر بين الجمهور والشخصيات التي يصورها العمل الأدبي.
وعلى الرغم من التناقض القائم بين مثالية أفلاطون وواقعية أرسطو إلا أنهما يتفقان على الغاية الخلقية والمناداة بها في كل عمل أدبي .. وهنا أراني أجد قول لابروبيير خير شاهد حين قال : حينما تسمو القراءة بفكرك وتلهمك مشاعر النبل وعلو الهمة ، فلا تبحث عن قاعدة أخرى للحكم على الكتاب ، فهو عمل جيد قد صنعته يد ماهرة. ( لابروبيير / ألطباع )
وقال ديدرو : ألعمل الفني ينبع من الواقع ويستمد منه عناصر وجوده العامة.
وإن العمل الخالي من المضمون الفكري ، لايعتد به من وجهة النظر الإجتماعية وهو يرى أن بين الخير والحق والجمال وشائج وثيقة. ( ديدرو / مقالة في الجمال )
ثم توالت النظريات حول الالتزام كـ ( كانت ، وهيغل ، وسان سيمون ، وأوغست ، وغوته ، وأدغار ألان بو ، وفلوبير ) .. إلخ.
لكني أود أن اتوقف عند نظرية الواقعية الاشتراكية التي أطلقها مكسيم غوركي المنطلقة من تعليمات ماركس ونظرية الجدل المادي التي نستطيع ان نستخلص منها ان الانسان لابد له قبل الاهتمام بالسياسة والعلم والدين والفن من ان يحصل على طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وسائر ما يؤمن له أسباب العيش وأن كل حياة هي ذات بنيتين .. بنية دنيا المتمثلة بالنتاج المادي وبنية عليا متمثلة بالنتاج الفكري حيث يقول : ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم بل على العكس من ذلك . ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.
ويًُعتبر هيغل أبرز من لفت النظر في الفن الى الاعتبارات التاريخية والاجتماعية
وأودُّ ان اتوقف أيضاً عند جان بول سارتر رائد الوجودية في العصر الحديث وأول من نظَّم أسس الإلتزام بكون الإنسان هو الوسيلة التي تكتشف بها الأشياء ولاقيمة لشيء غير الذات الإنسانية وأن الفكر انعكاس للمادة وإن الإنسان موقف يتحدد عن طريق وعي القيم.
وقد عالج قضية الأدب حين تناول ثلاث مسائل هي : ما الكتابة ؟ .لماذا نكتب ؟. لمن نكتب؟ ( سارتر / مواقف )
وأجاب عنها بدارسة نستخلص منها أن الإلتزام أساس العلاقة الجدلية بين القارئ والكاتب وأن الكاتب لايكتب لنفسه ، وإلا كان ذلك أروع فشل .. ونلاحظ هنا أنه قدَّم القارئ على الكاتب ، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة ، سأعود إليها إن شاء الله.
وقال أيضاً أن لكل كلمة صداها ولكل صمت معناه .. فالصمت لحظة من لحظات الكلام ، وهو بالنسبة إلى الكلام كالسكتة الموسيقية التي تأخذ معناها من سياق اللحن. ( سارتر/ الأدب الملتزم )
وقد أبرز سارتر وجوه التباين في اعتبار الإشتراكيين بأن الفكر انعكاس للمادة غير مستقل عنها .. إذ يقول : أن الفكر يتأثر بالمادة إلى حد ، ولكنه عد الذات الانسانية سلباً .. في حين أن الوجودية تقوم على إيجابية الذات معتبرة أنها محور الوجود وأنها هي التي تمنح الأشياء الموجودة في هذا الكون وجودها الحقيقي. ( سارتر مقالة الفن للفن )
يمضي سارتر في إيضاح رأيه معتبراً أن الالتزام مرتبط بالبحث عن الحقيقة ، وليست غاية الشعراء استطلاع الحقائق أو عرضها ولاتسمية المعاني بالألفاظ .. وهو يقول : ألشعراء لايستخدمون اللغة على نحو مايستخدمه المؤلف وإنما الكلمات عندهم أشياء بذاتها ، بل هي غاية مقصودة وهي تمثل المعنى أو تصوره أكثر ماتعبر عنه ، تماماً كما تفعل الألوان في اللوحة أو الأصوات في المقطوعة الموسيقية
يقول فرلين : أحَب شيء إلي هو الأغنية السكرى ، حيث يجتمع المحدد الواضح بالمبهم اللامحدد.
وماهية الالتزام ، هي مشاركة الشاعر أو الأديب الناسَ همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية ، والوقوف بحزم لمواجهة ما يتطلّبه ذلك ، إلى حدّ إنكار الذات في سبيل ما التزم به الشاعر أو الأديب ويقوم الإلتزام في الدرجة الأولى على الموقف الذي يتّخذه المفكّر أو الأديب أو الفنان فيها . وهذا الموقف يقتضي صراحة ووضوحاً وإخلاصاً وصدقاً واستعداداً من المفكّر لأن يحافظ على التزامه دائما ويتحمّل كامل التبعة التي يترتّب على هذا الالتزام ( احمد بوحاقة / الالتزام في الشعر العربي )
مما لاريب فيه أنّ الأثر المكتوب واقعة اجتماعيّة ، ولا بدّ أن يكون الكاتب مقتنعاً به عميق الاقتناع ، حتى قبل أن يتناول القلم . إنّ عليه بالفعل ، أن يشعر بمدى مسؤوليته ، وهو مسؤول عن كلّ شيء ، عن الحروب الخاسرة أو الرابحة ، عن التمرّد والقمع . إنّه متواطئ مع المضطهدين إذا لم يكن الحليف الطبيعي للمضطّهدين ( سارتر / الادب الملتزم )
وحتى يكون الأدب صادقا ، لا بدّ وأن يتكلّم عن الواقع الذي يعيشه الأديب ، والظروف التي تحيط به ، وتؤثر على نفسيته وعلى يراعه ، فتخرج حينئذ الكلمات نابضة بالصدق ، وتأخذ طريقها مباشرة إلى فكر القارئ ووجدانه. ( سحر اللبان )
الالتزام بقيم الفن ومتطلباته القاسية يعني بالضرورة التزاماً بقيمة الحرية، حرية الفنان وحرية الآخر، فما من حد على الحرية إلا الحرية نفسها ، وما من قيد على حرية ( الذات ) إلا حرية ( الآخر ) في الحوار، لا ( حرية ) روع أو ردع أو قمع. ( سحر اللبان )
ومن هنا سأنطلق باستشهادات لأدباء عرفتهم من خلال قراءات مستفيضة ، منهم من اشتغل على العمود ، ومنهم كتب التفعيلة والنثر ، ومنهم من اشتغل على القفشة من خلال القصة القصيرة جداً ، والقصة والرواية والفن التشكيلي. حيث نجدهم من خلال منجزاتهم ، قضايا في قضايا ، وقيماً تحاكي السائد وتحاكيه بالسلب أو الإيجاب .. وبالمحصلة أنهم مخلصون .. وما آرائي إلا بعض مايمتلكون ، كونهم أشمل وأكبر وأهم من رأي ملخص بعدة كلمات.
ولي عودة على أسماء كبيرة ومهمة جداً مثل الأساتذة ( جميل داري ، وصبحي ياسين ، وأسعد النجار ، وعمر غراب ، وفريد ميالمة ، وعباس المالكي ، ومحمد سمير ، وشاكر السلمان ، وحامد شنون ،ديزيريه سمعان ،أدونيس حسن ،.. والقائمة طويلة ).


عواطف عبداللطيف
وفي وضح الإنهيار ، وتحت مرأى ومسمع الأنين .. تفترش رصيف الذكريات ، وتوزع الصور بين الهائمين على وجوههم في دروب متسربلة بالبياض ، تقذف السابلة بالصقيع .. وتنثر أوراقها في الفضاء ، حتى تتلبد السماء بالهموم .. تفعل ذلك بإرستقراطية مدهشة ، وبلغة تعتعت المتلقي إلى منطقة الوجع مما يجعلها تسير بخطى واثقة ، وترجم القهر بنصوص هي إلى التراتيل الملكوتية أقرب ، لأنها تعمِّد الحرف بماء زلال ثم تصوغه في صناعة صور باذخة .. وحين تنشئ النص تعتمد الواقع مرتكزاً ثم تسمو بعالم المخيال رافعة شعار الإخلاص والوفاء والمحبة ونكران الذات .. حتى صارت علامتها الفارقة .. فهي ترسم روحها على شكل نص وتكتب دمعتها بزي حرف ، تفتك بالقبح وترمم الأسى بالجمال.

سعدون البيضاني
له أسلوب متجاوز لحدود الصورة والتكثيف ، والبنية .. حيث يشتغل على تشفير مدروس بمهارة ، وينطلق لترسيخ المتحول ، ليجعله من الثوابت ، بطريقة تتعدى الوظيفة الجمالية ، بتأكيدات على القلق الداخلي الخالق للعقدة الأكبر ، لايزول بزوال المسبب.
ويشعرن الأذى ، بجعل الحكائية مهمازاً للوصول إلى غاية جمالية مبهرة.

سولاف هلال
تستهل بأسئلة كونية ، متحصنة خلف جمل رصينة ، لتلج النص ، وتتخذ أحياناً من السريالية المشهدية واجهة تتمظهر باستهلال غرائبي كمبادرة اشتراطية للربط بين الأضداد ، ثم تسترسل بطغيان الحس القصصي لتجر المتلقي إلى المقصد .. وتعتمد أحياناً على باراسايكولوجية قد حباها الله بها ، وتطلق حوارات مشفرة ، لاتُفَك طلاسمها إلا الخاتمة .. ولها لغة مخاتلة لاتريد الإفصاح باكثر مما تبغي توصيله ، خشية التشعب .
واستهلالها يجعل الحس القرائي متحفزاً ، ولم تدعه يسترخي أبداً ، كونها مصرة على تشنيج الموقف وتصعيد التوتر أمام رعب القادم من أحداث.
فتشدنا إلى عوالم فوضوية وتخفي بؤرة النص عن التلقي الإدراكي إلا بعد حين .. بمهارة محتال محترف.

ازدهار الأنصاري
تعتمد التراكم الكمي ليكوّن الدور الفاعل في تغيير النوع ، وتشفعه بمعرفيات مسبقة .. ولا تتوقف كثيراً عند الوحدات المعروفة ، لتبني النص بمكونات متفردة .. حيث تركز على البنية الأساسية ، بالصراع المحتشد بين الذات ، وتصوغها بلغة مبدعة لخلق علاقة خاصة بين البعد الفني والبعد الجمالي .. لتؤكد غطرسة الموت.

سنا ياسر
تبتعد عن التوعير اللغوي ، لتستدرج صوراً تحيل الذائقة الحسية إلى منطقة المشاعر .. فهي تشتغل النص بمنطقة وسطى مابين الشعر والخاطرة ، وعملية الإنتقال مابين الصورة البصرية والتخندق الشعوري والبوح الروحي تعطي تصوراً واضحاً عن مدى إحساسها بالكلمة ، ولها طريقة اختزال تزيد جملتها بريقاً .. وتنتقل زمكانياً بلا ادنى خدش للصورة ، للوصول إلى تصوير الواقعي الدامي بأناقة فذة.

أمل الحداد
تجيد استخدام مطرقة الكلمة وسندان المخيال لتوصيل صور مبهرة باستعارات وتشبيهات وكنايات غير مسبوقة .. وترسم صوراً بكر ..
ففي كل نص ، مهما كان جنسه .. نجد لمسة خاصة ، من حيث الصياغة والاستعارة والتشبيه .. ولغة فيها الكثير من التصوف الروحي ، إضافة إلى ثيمة النص الكامنة غير المعلنة إلا من خلال التداعيات .. وهذا اشتغال يشي باشتباك محتدم منذ البدء .. بين العقدة والصراع ، أي قبل تولد الصراع بين أفكار النص .. بتعبير آخر ، هنالك ثمة صراع ضمني ، غير معلن .. لتقودناإلى وظيفة الوظيفة .. أي أن هنالك مشاكسات بين العقدة والصراع ، مسبوقة بصراع من نوع آخر .. هو ما يثير القلق ، بعكس الصراع المثار علناً ..

انمار رحمة الله
يسلط لغته المضيئة ، على جسد الأزمة فيرسم الظلال ويعتمها بمهارة .. ويجعل المعاناة لوحة باذخة الأناقة رغم القهر الذي يكتنف القضية .. فيحرّك العاطفة بانفعالية قصدية للكشف عن الأحاسيس والمشاعر وتثويرها ، ويذوّب الحدود الفاصلة بين المدركات.
نراه أحياناً يبتدئ من آخر نقطة وهي مهارة تلاعبية بخارطة النص .. ليؤكد دوره الفاعل في السمات التصويرية ابتداءً من الاستهلال وحتى الخاتمة .. وليس هنالك ثمة عفوية أو مصادفة لديه ، بل انه يصوغ الأزمة وفق مقاييس حجمها ، وعلى هذا الأساس يشتغل النص.

وقار الناصر
يقول جرجي زيدان : للنحت ناموس فاعل على الألفاظ ، وغاية مايفعله فيها إنما هو الإختصار في النطق تسهيلاً للفظ والاقتصاد بالوقت بقدر الإمكان
وهذا ماتفعله الناصر كونها تعي ماهو النص الشعري ، وماهي اشتراطاته
وتؤكد بأن للأنثى مثل حق الذكرين .. جمالياً ، ليس تهرباً من المعنى التقليدي ، بل هو هروب إلى الأمام على إيقاع الخَبَب لتجرَّ المخيال إلى منطقة الدلال ، بفيوضات أنثوية طاغية على سماوات تعج بالفحولة.
وهنا تكمن مهيمنات نصوصها المرسومة بمهارة فائقة .. وحين تعلن عن حرب .. فأنها تنزع عنها الـ ( راء ) ، أي انها صعبة القضية بسيطة التوصيل ، موغلة بالغوص في بحر الأزمة لكنها تُشعر المتلقي بشفافية الماء .

نياز المشني
يجهض سطوة اللون .. بالتحايل عليه بتخفيف بعض المناطق ليحد من هيمنته.
وينتحب مساحات هائلة من الصمت .. ولا يترك أثراً لتكوين .. لا أثر لحياة .. ليولد اغتراباً ورهبة تعتعت المتلقي إلى مسيرة جنائزية في مجاهل أرض شاسعة .. فتراه يرسم على مقربة من موت عيناً تسيل دمعتها من جهة غير سالكة للدموع , بعد أن فاضت , وتوعر مسلكها الذي كان .. أي انه يجعل الصمت كتلة جمالية ويصيَّر الثابت متحولا .. ويجعل اللون مقروءاً وهذا ما يجعله جريئاُ بتقريب اللون الساخن من البارد ، وبلا أدنى خشية ، وذلك لأنه يمتلك أدواته الفكرية والحِرَفية باقتدار.

سفانة بنت ابن الشاطئ
تقيم هذه الشاعرة صيغاً خاصة بأداة قصد تواصلي لتكوين وحدة ثلاثية ( ألدال , المدلول , القصد ) , دون الرجوع إلى رقابة العقل الرافض للمداهمات وتأكيدات فحولته على أنوثة القصيدة / ألوجع
فنراها تحوم حول , مناجاة النفس ، وتحفـِّز كل مجساتها للاقتراب من الإدراك أو الأستدراك أو التدارك , بموقف جريء , وتتهم الزمن , كمحاولة لإنكار اليأس الذي داهم زوايا الروح .. ثم تجهز بثورة قيمية فتمارس تقبيل جرح ينز دماراً .. وهاجسها نكران الذات , والشفقة .. وهذا مايميز نصوصها الرائعة رغم مايعتري بعضها من صور حديثة ، قد لاتقترب إلى الاستيعاب أحياناً.

سعد سعيد
يشتغل على المسلَّمة العلمية ، والحدّث الواقعي ، بفكر فلسفي فيستدعي المقصيات إلى مائدة الحوار الفكري من خلال سردياته المترعة بعناصر الإبهار والدهشة .. وله رؤية حداثوية للخلق والتكوين على كل المستويات .. ليس من باب التشكيك المجرد بل ليخلق أجواء حاضنة للأفكار بعد أن فرضت الشكوك هيمنتها ، وله أفكار ماكرة وابتكارات صورية هائلة .. فنراه يدون التأريخ سردياً ، وينتخب تواريخ الأحداث لتمرير أراءه ببسالة ، وله نقطة نظام في كل قضية .. وحوّل بعض المبتكرات الحديثة إلى تفسير معميات الكون.

كوكب البدري
تعتمد الواقعية حين تبوح بأفكارها ، بكل أبعادها الفنية ، وتتناول ثيمات لايتوقف عندها إلا محترف ، بمخيال متشظ بين الأنوثة والذكورة ، وتثير هاجس التفاعل الاستقطابي ، في صراعاتها التي تحتشد لتكوِّن صراعاً من نوع آخر ، بمتوالية من الأفكار للصعود إلى مرحلة الذروة .. أي أنها تستنطق وظيفة الوظيفة وتطرح دلالات أخرى كعناصر مساعدة للكشف عن أسرار القضية .. ورغم مايعتري بعض نصوصها من تقريرية ، إلا أنها ماهرة باقتناص الرؤى ، وتسريبها بأناقة فذة.

قاسم فنجان
أسلوب متفرد ، وتكثيف من نوع خاص ، ولغة مبهرة ، واختزال لايعيه إلا محترف جداً .. يصوغ الخراب والتمرد على شكل نصوص تعبيرية الغاية ، بلبوس سريالي لايدركه إلا صوفي مجذوب ، يتحسس المُتَخيَّل والمقصي والميتافيزيقي ، ويترجمه إلى مايتصوره البسطاء هذياناً .. فهو كمن يُسقط الضوء على جسم ليرى ظله المعتم .
ينتخب موضوعاته ببراعة ساحر حين يستحضر أرواح القضايا ، ويلجها من تحت أستارها بعد أن يخرجها من القمقم .. ولصياغاته جرس وإيقاع متفرد تماماً

عبدالكريم سمعون
يعقلن مالايعقل ويعوِّق الصحو بأول استهلال جنوني ، حيث يرى العالم بأبعاد رباعية تنويرية .. معتمداً على رؤاه التأويلية للأشياء ، ويُدخل المسكوت عنه إلى صالة التشريح ليعمل بمبضع من ألق .. غير مبال بالتابوات أو الشرعنة المتفق عليها ، كونه يمتلك قانوناً ودستوراً سمعوني خاص.
يعتمد الرمز أحياناً ، رغم سريالية حياته ، وكينونة أشيائه .. وينطلق محلقاً في سماوات قصية ، بلغة خاصة ، بعد أن يستدعي الصورة من خلال الموقف الفكري ، ويكتب الجملة بشفافية كبيرة ، ولاتهمه الأسلبة إطلاقاً.

الوليد دويكات
يرحِّل الفكرة إلى صحاري الروح ، ويلبسها ثوباً آخر ، بحيث يغير من هويتها ، بعد أن يتفق مع ذاته على معانٍ أكثر توصيلاً وأكثر دقة .. ليزرعها هناك ، ويمطرها بحروف يلملمها بمهارة صائغ محترف ، ليقول جملته الأخيرة .. ويحشِّد جمله فيالقاً متراصة لتشكِّل صورة متفردة ، تستقطب الوجدان بسرعة ضوئية .. ولا يقف عند قضية واحدة في النص الواحد ، بل يزيح القشور ويجمع اللب ليرسم لوحته بكثافة ألوان وتعدد الصور .. وهذا مايفتح باب التعدد القرائي .. غير ملتزم بقوانين اللعبة المتعارف عليها إلا إذا تعلَّق الأمر بالتشويه.

وقار الناصر 12-25-2012 11:20 AM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 

وقار الناصر
يقول جرجي زيدان : للنحت ناموس فاعل على الألفاظ ، وغاية مايفعله فيها إنما هو الإختصار في النطق تسهيلاً للفظ والاقتصاد بالوقت بقدر الإمكان
وهذا ماتفعله الناصر كونها تعي ماهو النص الشعري ، وماهي اشتراطاته
وتؤكد بأن للأنثى مثل حق الذكرين .. جمالياً ، ليس تهرباً من المعنى التقليدي ، بل هو هروب إلى الأمام على إيقاع الخَبَب لتجرَّ المخيال إلى منطقة الدلال ، بفيوضات أنثوية طاغية على سماوات تعج بالفحولة.
وهنا تكمن مهيمنات نصوصها المرسومة بمهارة فائقة .. وحين تعلن عن حرب .. فأنها تنزع عنها الـ ( راء ) ، أي انها صعبة القضية بسيطة التوصيل ، موغلة بالغوص في بحر الأزمة لكنها تُشعر المتلقي بشفافية الماء .


قرأت ذات مرة عبارة تقول : [إن الظفر بناقد جيد أصعب من الظفر بشاعرجيد ]

فالنقد يتطلب سعة الأفق والقدرة على تصنيف الظواهر المتفرقه واستقرائها والوصول الى مباديء وتصورات كليه او احيانا شبه كليه .
بعيداً عن المقدمه الثريه التي اغنيتنا بها عن الألتزام واستشهادك باقوال لكُتاب وفلاسفه ومباديء كنت اول من التزم بها دون ان يسعى
او ينتظر موقفا مشابها في دراسة التزامك وابداعك مع انك تستحق ان تُقرأ من اول الألف الى الياء . فتلك بصماتك واضحة جلية على كتابات الجميع واستعارة الفاظك ومفرداتك غدت سمة في ردودنا وكتاباتنا دون ان نشعر أو عن عمد .

القصيدة ثورة مدهشه ضد ما يسمى بموت الروح
كأنك عرفتني ايها الفنان الشاعر وانت تقول :
[ الأقتصاد بالوقت ، الأختصار بالنطق ، تسهيل الألفاظ ]

وهذا فعلا ما أنا عليه الوقت عندي يعني اختزال ما اريد بأقل حدود زمنيه لأني ادرك ان اللحظة أثمن من أن اضيعها قبل ان تفلت مني ، ربما لأني مع مساومة الزمن لي على مقتنياتي الروحية والماديه والبشريه فلتت من بين اصابعي كتسرب الرمل من ساعة رمليه وهذه احدى مفرداتك التي
استعرتها منك واقولها للأمانه الأدبيه .

أول مرة مررت على قصيدة [ إنكفاء ] واخترت عبارة[ ليس العالمُ أبعد من وخز الشمس لجفن الأرض ]
عرفتك استاذي عمر ايها الوفي للجميع وقلت ها إني قد وجدتك وانت تلامس نقطة الضوء في القصيده ، وتعرف اين بيت القصيد ومن اين تؤكل المعاناة .
كان هذا اول المرور وأول خطاب الوجدان المتألق وسط اليأس الذي ينسخ العالم بلا رحمه .
ما قلته عني يعنيني كثيراً وما قيل عن غيري سيرد عليه كلا منهم قد يكون بجمالية أكثر مني لكني أعترف أنك قد وصلت معي الى :
الى الخط الذي يربط الأرض من طرفها الى طرفها الآخر .
أيكفي ان نقول شكراً ،،،، أظنه لا
أيكفي ان نكتب عنك وانت الذي جعلت الصفحات أجمل ، والنساء أكثر انوثة ، والرجال في أبهى عطائهم ، دراستك هاته هي :

خطاب الأعماق المتجدد
كم نحتاج كي نقول : ذاكرة الايام هزيلة يعصرها الألم إن لم تنصفك

وقار / ايها العمر النبيل من القناعة انك مغامر
تتأمل ذاتك والأخرين من اكتمال الخلاص

من مشروع موت الذات


وكما نقول في العراق حين يُقَدم لنا شيء :


عشتَ وعَشعَشت










أمل الحداد 12-25-2012 04:19 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
" أنت مشروع/إنسان قبل أن تكون شاعرا أو أديبا أو رساما ...أنت تساوي عملك "
" مادمتَ حيا فالكلمة الأخيرة لم تقلها بعد "
هكذا أدركنا واستدركنا فلسلفة أنيس منصور ومن سبقوه ...أن الفكر إذا انتهى ينتهي الإنسان
حتى ولو كان على قيد الحياة فهو ميت....

وهكذا هو (بعض) عمر مصلح :
مشروع لن ينتهي...يؤمن بما يكتب ويكتب بما يؤمن به ضميره
نعم ضميره الحاضر في شعره ونثره ورسمه ونقده
يعبر حدود الزمكان ماسكا زمام وعيه ،
بديناميكية تتوسط ديمومة الحرف ودينونته
يجتاز الواقع المرئي آخذا معه القضية الملموسة وأخواتها غير الملموسات...
يختزل الألم بحفنة قلق ..ثم يعاود المسير في فضاء لغة ينتمي إليه وحده
ويضعني كقارئة/كاتبة مبتدئة أبحث عن نقطة : أهو يفكر ثم يعمل أم يعمل ويفكر في آنٍ معا؟
فالأول يؤدي إلى اِجتهادي في استنباط ماكان يعنيه ...والثاني يؤدي إلى اِجتهادي لرؤية ماوراء الكون بعينيه
في كلتا الحالتين فهو يستدرجني نحو فكره الساكن في "فيلا" الجنون وتصوفه
المحاط بحدائق تسلب لب القلم وعطره
وبترتيب بلاغي لا يتقبل إلا محاصرتي بين علامتي استفهام...
هل أجرؤ وأرسمه وأقول له (كفى نكران ذات) ؟
أم أكتفي بأن أشكره وأمضي وأنتظر منه المزيد بوقاحة طمعي في التيه كقطرة في بحره ؟

يا أيها الذين آمنوا ...
عمر مصلح...يعرفنا أكثر منّا....فهل نعرفه ولو قليلا؟
سأعود أستاذي الأنيق دائما
أقسمتُ بالذي نفخ فيك روح الجمال ووهبك عقل الجنون
أن أعود ...

عمر مصلح 12-27-2012 10:27 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
ألشاعرة المتألقة دهن العود وقار الناصر
نبلك ناموس الشرف الذي لابد أن يسود، واشراقة حرفك, هي من تورق الاشجار التي ستظلل الدنان المعتقة , وصوتك ابتكار جديدفي الغناء .. أتحفتني زيارتك

عمر مصلح 12-28-2012 07:58 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
أمل الحداد .. علامة الألق والتجدد والإبداع
شرفني حرفك، وجعلني أمام مسؤولية أكبر .. وكما النوارس تحلقين في في سماوات مترعة بالنقاء, والخضرة تبتهل أن تزينيها لحظة هطولك قطرات ندى

سولاف هلال 12-29-2012 05:31 AM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
سولاف هلال

تستهل بأسئلة كونية ، متحصنة خلف جمل رصينة ، لتلج النص ، وتتخذ أحياناً من السريالية المشهدية واجهة تتمظهر باستهلال غرائبي كمبادرة اشتراطية للربط بين الأضداد ، ثم تسترسل بطغيان الحس القصصي لتجر المتلقي إلى المقصد .. وتعتمد أحياناً على باراسايكولوجية قد حباها الله بها ، وتطلق حوارات مشفرة ، لاتُفَك طلاسمها إلا الخاتمة .. ولها لغة مخاتلة لاتريد الإفصاح باكثر مما تبغي توصيله ، خشية التشعب .
واستهلالها يجعل الحس القرائي متحفزاً ، ولم تدعه يسترخي أبداً ، كونها مصرة على تشنيج الموقف وتصعيد التوتر أمام رعب القادم من أحداث.
فتشدنا إلى عوالم فوضوية وتخفي بؤرة النص عن التلقي الإدراكي إلا بعد حين .. بمهارة محتال محترف.


للحكم على شيء خاص لا بد أن يكون الإنسان على علم خاص بذلك الشيء.. هكذا يقول أرسطو
وأنا أقول :ليس هناك من هو أعلم منه بنا ، وكثيرا ما تخيلته يتخذ متكئا واضعا أمامه بلورته السحرية مسلطا نظرته الفولاذية إلى أعمق نقطة في أعماقنا ، وبين نظرة للكائنات المحتجزة في البلورة وقراءة في النصوص الموشومة ببصمات تلك الكائنات ،نجده يخرج لنا فجأة بقراءة مبهرة تتفوق على النص المقروء وتقربنا أكثر من ماهيتنا ،هذا هو فيلسوفنا وراعي نصوصنا الذي يجيد العزف على نبضات حروفنا فيصيبنا بسحر موسيقاه كلما دعاه الشوق لاكتشاف مالم نكتشفه في أنفسنا فهل ثمة عظمة تفوق هذه العظمة .
وإذا ما تحدثنا عن الالتزام الذي هو جوهر القضية هنا، فأن هذا المفهوم يعد فريضة ونافلة في عرف الأستاذ عمر مصلح وهو أول من يعنى بتطبيق هذا المفهوم على أعماله الفنية والأدبية بوعي يتجاوز الالتزام وصولا إلى مرحلة الالتزام بالالتزام .
وفي عودة إلى ما ذكره هنا


"ومن هنا سأنطلق باستشهادات لأدباء عرفتهم من خلال قراءات مستفيضة ، منهم من اشتغل على العمود ، ومنهم كتب التفعيلة والنثر ، ومنهم من اشتغل على القفشة من خلال القصة القصيرة جداً ، والقصة والرواية والفن التشكيلي. حيث نجدهم من خلال منجزاتهم ، قضايا في قضايا ، وقيماً تحاكي السائد وتحاكيه بالسلب أو الإيجاب .. وبالمحصلة أنهم مخلصون .. وما آرائي إلا بعض مايمتلكون ، كونهم أشمل وأكبر وأهم من رأي ملخص بعدة كلمات."

أجدني متحمسة للرد نيابة عن كل الأصوات لأني أقدر مجهوده الكبير الذي بذله وما سيبذله من أجل القيام بمهمة الالتزام بتسليط الضوء على ما التزم به الكثير من الكتاب الذين وضعهم في دائرة اهتمامه من خلال نصوصهم التي استحقت منه هذا الالتزام .
وخير ما أستدل به وأختتم به هو قول أفلاطون عقول الناس مدّونة في أطراف اقلامهم، و ظاهرة في حُسن اختيارهم
أحييك على حسن اختيارك لأقلام عبرت عما يجول في عقول أصحابها
وأحييك مرة أخرى لأني كنت واحدة من هذه النخبة التي أبصم لك بالعشرة أنها "زين ما اخترت" على حسب ما جاء في المثل الشعبي .
شكرا معلمي .. ولو أن كل كلمات الشكر لا تفيك حقك
تقديري الكبير ومحبتي

شاكر السلمان 12-29-2012 07:16 AM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
تحية يملؤها الحب والتقدير والإحترام لك ايها البارع في رسم الإعجاب

عمر مصلح 12-29-2012 11:20 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
شهادتنا لكم محاولة واثقة لإحقاق بعض الحق .. وأصواتنا تلونت بنبراتكم هتافاً كي نخرس النعيق
وما كتبتُ إلا عشر معشار ما تستحقون.
لك محبتي عين القلادة الغالية.

عمر مصلح 12-29-2012 11:24 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
سيدي الباشا .. لن أفي حقكم مهما قلت، فأنتم تحملون عبء أمانة ثقيلة .. جزاكم الله ألف خير

سعد سعيد 12-30-2012 06:52 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
أنت الذي أوردت أن الالتزام يعني حرية الاختيار وهو يقوم على المبادرة الإيجابية الحرة من ذات صاحبه ، مستجيباً لدوافع وجدانية نابعة من أعماقه، وما لم أكن ايجابيا ومستجيبا لدوافع وجدانية مستمدة من أعماقي فإني لن أعرف لم يجب أن اكتب وأن أخوض في غمار هذا الميدان الصعب، وإن كان لذيذا بحد ذاته؟! أما تعليقا على رأيك بي، فما قد اقول وأنت عمر الذي يعرفني جيدا.. عمر الصديق الذي اصطفيته حال ادراكي لعمقه الانساني ورؤاه الفكرية لا بد وأن يعرف عني ما لا يعرفه غيره.. أنا لن أعامل كلماتك هذه بحقي معاملة المجاملات، لأني أدرك مدى التزامك.. دمت لي صديقا وناقدا.. محبات

عمر مصلح 12-31-2012 12:13 AM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
صديقي الموثق بالقلب والوجدان سعدسعيد المحبة
التزمتَ القضية التكوينية منذ بداياتك، ومازلت تدافع عنها بضراوة، وهذا بعض إبداعك أيها المتألق أبداً .. سلمت أيها الحبيب.

سنا ياسر 01-24-2013 12:04 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
عمر مصلح

تزهر الحروف في ربيعه ، تنحني لأبجديته الأقلام ، يكتب بحبر روحه ، ويطوق المعاني بشريط من نور ،

تتواطؤ شهقات الدهشة في حضرة حرفه ،يحرس الإبداع بطمأنينة سرده

يهب عمرا للقصيد ،ويتوقف العمر أمام بوحه ،

ينثر حبات سنابلنا في أوراقه ، ويمطرنا لؤلؤا ، لنزدهر مع إشراقة ألوانه .

****

أستاذي القدير شكرا جزيلا لرقيك ومتابعتك وإخلاصك

المقدمة كانت رائعة جدا

وكل ما كتب عن كل منا كان أروع

ولا زلنا بانتظار لآلئك الأخرى

دمت بخير ومحبة

تحيني


عمر مصلح 01-24-2013 02:03 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ... سنا ياسر ... (المشاركة 194305)
عمر مصلح

تزهر الحروف في ربيعه ، تنحني لأبجديته الأقلام ، يكتب بحبر روحه ، ويطوق المعاني بشريط من نور ،

تتواطؤ شهقات الدهشة في حضرة حرفه ،يحرس الإبداع بطمأنينة سرده

يهب عمرا للقصيد ،ويتوقف العمر أمام بوحه ،

ينثر حبات سنابلنا في أوراقه ، ويمطرنا لؤلؤا ، لنزدهر مع إشراقة ألوانه .

****

أستاذي القدير شكرا جزيلا لرقيك ومتابعتك وإخلاصك

المقدمة كانت رائعة جدا

وكل ما كتب عن كل منا كان أروع

ولا زلنا بانتظار لآلئك الأخرى

دمت بخير ومحبة

تحيني

سنا الحرف نبراس الألق
دفء فيوضات بوحك ينعش دروب البوح
ويزيل الصقيع الجاثم على الوجوه
وهذا بعض بعضك، إذ أن كل كلك ممتد عبر المدى
وبعض كلك علَّم السوسنة على التزين بالندى
سلمتِ سيدتي المزوقة بالنور الإلهي

ازدهار السلمان 03-02-2013 04:51 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
قبل أن ينطق حرفي بشيء أود أن أعتذر لغفلتي عن هذه الدراسة النقدية الرائعة وهو ليس إهمالا لا سمح الله إنما هو الغياب حين ولادتها فغابت عني وغبت عنها دون قصد ..لذا ألتمس العذر من فيلسوف النبع المبدع عمر مصلح وكل الأخوة والأخوات ..

ازدهار الأنصاري
تعتمد التراكم الكمي ليكوّن الدور الفاعل في تغيير النوع ، وتشفعه بمعرفيات مسبقة .. ولا تتوقف كثيراً عند الوحدات المعروفة ، لتبني النص بمكونات متفردة .. حيث تركز على البنية الأساسية ، بالصراع المحتشد بين الذات ، وتصوغها بلغة مبدعة لخلق علاقة خاصة بين البعد الفني والبعد الجمالي .. لتؤكد غطرسة الموت.

قراءة فلسفية عميقة لا يجيدها إلا من يدخل عمق النص ويفتت تلك الصلابة التي ترصف البناء النصي بثقة عالية وهي خاصية يفتقر إليها كثير من نقادنا الذين يبادرون الى شخصنة النص دون الولوج الى تلك الأساسات التي أخرجته فكرياً وأدبياً فتظهر الدراسات محاولات عدمية لتطوير النصوص الأدبية ..

دراسة عميقة مبدعة فيلسوف النبع الرائع عمر مصلح

ممتنة لك الاشتغال الصادق وهذه الإضاءات الراقية لمفهوم الالتزام في فنية النصوص الأدبية

مودتي وتقديري

عمر مصلح 03-03-2013 02:05 AM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازدهار الانصاري (المشاركة 201393)
قبل أن ينطق حرفي بشيء أود أن أعتذر لغفلتي عن هذه الدراسة النقدية الرائعة وهو ليس إهمالا لا سمح الله إنما هو الغياب حين ولادتها فغابت عني وغبت عنها دون قصد ..لذا ألتمس العذر من فيلسوف النبع المبدع عمر مصلح وكل الأخوة والأخوات ..




ازدهار الأنصاري
تعتمد التراكم الكمي ليكوّن الدور الفاعل في تغيير النوع ، وتشفعه بمعرفيات مسبقة .. ولا تتوقف كثيراً عند الوحدات المعروفة ، لتبني النص بمكونات متفردة .. حيث تركز على البنية الأساسية ، بالصراع المحتشد بين الذات ، وتصوغها بلغة مبدعة لخلق علاقة خاصة بين البعد الفني والبعد الجمالي .. لتؤكد غطرسة الموت.

قراءة فلسفية عميقة لا يجيدها إلا من يدخل عمق النص ويفتت تلك الصلابة التي ترصف البناء النصي بثقة عالية وهي خاصية يفتقر إليها كثير من نقادنا الذين يبادرون الى شخصنة النص دون الولوج الى تلك الأساسات التي أخرجته فكرياً وأدبياً فتظهر الدراسات محاولات عدمية لتطوير النصوص الأدبية ..

دراسة عميقة مبدعة فيلسوف النبع الرائع عمر مصلح

ممتنة لك الاشتغال الصادق وهذه الإضاءات الراقية لمفهوم الالتزام في فنية النصوص الأدبية


مودتي وتقديري

ألغفلة.. هي من نِعم الباري سبحانه وتعالى، إذ أنها أعادتني إلى موضوع حاولت أن أسلط فيه (سبوت لايت) على بعض المبدعين.
فاغفلي سيدتي المزدهرة أبداً، وتألقي كما كنتِ أيام كانت الغفلة عن المشوهين هاجسنا لنبدع..
وقد عرفت أنك أنتِ مصادفة.. أيتها الأديبة والإعلامية التي استقطبت الناس كثيراً.
وما رأيي بموضوعي هذا.. إلا محض جملة موسيقية في لحنكم الخالد.
فاسلمي أيتها المبهرة.

عواطف عبداللطيف 03-05-2013 01:39 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
عواطف عبداللطيف
وفي وضح الإنهيار ، وتحت مرأى ومسمع الأنين .. تفترش رصيف الذكريات ، وتوزع الصور بين الهائمين على وجوههم في دروب متسربلة بالبياض ، تقذف السابلة بالصقيع .. وتنثر أوراقها في الفضاء ، حتى تتلبد السماء بالهموم .. تفعل ذلك بإرستقراطية مدهشة ، وبلغة تعتعت المتلقي إلى منطقة الوجع مما يجعلها تسير بخطى واثقة ، وترجم القهر بنصوص هي إلى التراتيل الملكوتية أقرب ، لأنها تعمِّد الحرف بماء زلال ثم تصوغه في صناعة صور باذخة .. وحين تنشئ النص تعتمد الواقع مرتكزاً ثم تسمو بعالم المخيال رافعة شعار الإخلاص والوفاء والمحبة ونكران الذات .. حتى صارت علامتها الفارقة .. فهي ترسم روحها على شكل نص وتكتب دمعتها بزي حرف ، تفتك بالقبح وترمم الأسى بالجمال.



جاء في الآية الكريمة : " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها"
والالتزام كما ورد في معجم مصطلحات الأدب : " هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الانسان ، لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال"
فعلى الكاتب أن يشعر بالمسؤولية فيما يدور حوله من أمور المجتمع والحياة بسلبياتها وإيجابياتها ومشاركة الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية فالكلمة سلاح بوجه العنف والظام والإضطهاد ويجب أن يسخرها من أجل غاية وتحقيق هدف وأن يحافظ على التزامه بموقفه إزاء ذلك ويتحمّل كامل التبعات التي تترتّب عليه
فعندما يتحدث الشاعر أو الأديب عن معاناته معبراً عن ذاته راسماً تفاصيل الصور بدقة تأخذ الكلمات طريقها إلى القارئ بيسر

الأديب والفنان عمر مصلح
الكلمات لا تستطيع أن تكتب أو تُعبر عما أحسه وأنا أقرأ
لله درك كم من الوقت أخذ منك هذا النص لتغوص في كتابات الشعراء والأدباء وتنطلق برؤية واضحة عن مفهوم الإلترام وفق ذلكلكل واحداً منهم

هناك من كنب لي ولعدة مرات
لماذا لا تنتهين من كتابة الوجع وتطلقي العنان لحروفك لتكتب الفرح
وكان ردي ( أنا لا أستطيع أن أكتب شيء لا أحسه)
فما حصل لي
وما يحصل لوطني
جعل حروفي تنزف الوجع
و تدور في تلك الدائرة حاملة المسؤولية وفي خدمة ذلك

شكراً لك
وفقك الله
تحياتي

منوبية كامل الغضباني 03-05-2013 10:19 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
سيّدنا الرّاقي عمر مصلح
كتب فولتير الى شاب يريد الإشتغال بالشّعر والادب رسالة يبصّره فيها بمتاعب هذه الحرفة وقد جاء في قوله لهذا الشّاب
.:استعدادك الأدبي قوي,وما من سبيل الى مقاومته أو الى الشّك فيه ,فالنّحلة يجب أن تفرز شهدا, والدّودة يجب أن تنسج حريرا وميسيو ٌريميوً العالم الطبيعي يجب أن يشرحهما , وأنت يجب أن تنشد فيهما شعرا
ستكون شاعرا وأديبا لا لأنّك تريد هذا بل لأنّ الطّبيعة أرادته , ولكنّك تخدع نفسك , اذا حسبت راحة البال ستكون من نصيبك فحرفة الأدب ° وخصوصا لمن ابتلى بالعبقريّة هي ذات طريق أفعم بالأشواك عن طريق الثّراء ...فاذا شاء الحظّ العاثر أن تكون محدود الموهبة قليل الحظّ من التّفوّق وهو ما لا أعتقده فيك فأمامك ندم سيلازمك طول العمر وأن كنت ممتازا فائزا فأمامك خصوم وأعداء سينبتون من حولك ...
ويمضي فولتير في رسالته الى الشّاب لينتهي بالقول له
:ما هدفي من كلّ هذا النّصح الطّويل أو صرفك عن طريق الأدب كلّا فليس لي أن أقف في وجه القدر ولكنّي أردت أن أحملك على التّريّث والصّبر...
الرّائع عمر مصلح
هذه مقتطف من رسالة وردت في مؤلّف فنّ الأدب للأديب توفيق الحكيم وجدتني أستحضرها وأنا أمرّ على طرحك الرّاقي حول الأدب الذي يمكن اعتباره معاناة وجدانيّة وفكريّة بالأساس من ناحية...وأعتبار الإلتزام فيه ضروريّا يحضر في تجليّات عدّة يمتزج فيه الأديب في شعره ونثره وقصّه وخاطرته بالوطن والأرض وهموم النّاس وقضاياهم ...ويمنح صاحبه شرعيّة الكتابة باعتبارأنّ الإلتزام هو صحوة الفكر ويقظته التي يبصر بها الكاتب ما لايراه الناس ليصبح في وعيه فينبهم اليه ويهديهم وتكون له رؤى ومشغل بما يحدث في محيطه ..فالمبدع الملتزم يضيئ في موقعه كشمعة تنير في الظّلمة
مهمّته الغوص في تفاصيل الواقع العربي الرّاهنوالتّسلّل الى زواياه المهملة المهشّمة
ومن أمثلة الإلتزام في الأدب يقفز الى ذاكرتنا الراحل محمود درويش، الذي ارتقى بقصائده الى رمزية جديدة حيث يتحول الافتراق عن الحبيبة والحنين إليها معادلا للحنين الى الأرض،وقد شكلّت جلّ قصائده علامة فارقة حمّلها شواغله وهواجسه النّا بعة منخصوصيّة تفاعله مع الواقع
يبقى ان اشير الى ما رافق هذاالموضوع من آراء متباينة الى حدّ أعتباره معيقا للمبدع....وقد أشرتم في طرحكم أنّ الأدب صدق في المشاعر وكتاباتنا هي تفاصيلنا الدّقيقة وتعبير صادق عمّا يجيش في الخاطر....فهل اذا اصابت الكتّاب بهتة وغفلة عمّا يحصل وما يحدث في محيطهم نعتبر أدبهم أدبا وابداعا
أمّا ما ما ألقيته سيدي الرائع من ضوء على الأثر الإبداعي لأقلام متميّزة في هذا الصّرح الأدبي الرّاقي فقد أكدّ ما تحبل به هذه الكتابات من هواجس وألماعات تضيئ فضاءات الرّوح وانّي سيدي الغالي لأشيد بهمارتكم واقتداركم المذهل في الأرتحال في معانيها وعوالمها الوجدانية...وقد أبهرتني تعليقاتكم على أعمال هؤلاء المبدعين والمبدعات وعمق تمثّلها في خصائصها البنيويّة والأسلوبيّة في ايجاز متّسع في دلالاته لمفاهيم كثيرة شملت ترف الكتابة وسلطة اللغة ومشروع الأبداع لديهم
سيدي عمر
لقد جعلتم في هذا المتصفّح الجميل الرّاقي الكتابة هنا في حال تشكّل دائم وأسّستم لعلاقة جدليّة بين الإبداع والحديث عنه ...
فشكرا سيدي لحسّكم المرهف كمتلقّي والذي سرى في ما أنتجته الاقلام المبدعة هنا مسرى الرّوح في الجسد لتنتفض بروعة ما فيها




الوليد دويكات 03-13-2013 10:43 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
وجدتني هنا ...
أخذني الغياب عن الولوج في هذه الرابية
هنا أتأمل ..أقرأ
أحاول أن ألتقط الصور المذهلة

عمر مصلح 07-24-2013 10:23 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف (المشاركة 201934)
عواطف عبداللطيف
وفي وضح الإنهيار ، وتحت مرأى ومسمع الأنين .. تفترش رصيف الذكريات ، وتوزع الصور بين الهائمين على وجوههم في دروب متسربلة بالبياض ، تقذف السابلة بالصقيع .. وتنثر أوراقها في الفضاء ، حتى تتلبد السماء بالهموم .. تفعل ذلك بإرستقراطية مدهشة ، وبلغة تعتعت المتلقي إلى منطقة الوجع مما يجعلها تسير بخطى واثقة ، وترجم القهر بنصوص هي إلى التراتيل الملكوتية أقرب ، لأنها تعمِّد الحرف بماء زلال ثم تصوغه في صناعة صور باذخة .. وحين تنشئ النص تعتمد الواقع مرتكزاً ثم تسمو بعالم المخيال رافعة شعار الإخلاص والوفاء والمحبة ونكران الذات .. حتى صارت علامتها الفارقة .. فهي ترسم روحها على شكل نص وتكتب دمعتها بزي حرف ، تفتك بالقبح وترمم الأسى بالجمال.



جاء في الآية الكريمة : " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها"
والالتزام كما ورد في معجم مصطلحات الأدب : " هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الانسان ، لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة والجمال"
فعلى الكاتب أن يشعر بالمسؤولية فيما يدور حوله من أمور المجتمع والحياة بسلبياتها وإيجابياتها ومشاركة الناس همومهم الاجتماعية والسياسية ومواقفهم الوطنية فالكلمة سلاح بوجه العنف والظام والإضطهاد ويجب أن يسخرها من أجل غاية وتحقيق هدف وأن يحافظ على التزامه بموقفه إزاء ذلك ويتحمّل كامل التبعات التي تترتّب عليه
فعندما يتحدث الشاعر أو الأديب عن معاناته معبراً عن ذاته راسماً تفاصيل الصور بدقة تأخذ الكلمات طريقها إلى القارئ بيسر

الأديب والفنان عمر مصلح
الكلمات لا تستطيع أن تكتب أو تُعبر عما أحسه وأنا أقرأ
لله درك كم من الوقت أخذ منك هذا النص لتغوص في كتابات الشعراء والأدباء وتنطلق برؤية واضحة عن مفهوم الإلترام وفق ذلكلكل واحداً منهم

هناك من كنب لي ولعدة مرات
لماذا لا تنتهين من كتابة الوجع وتطلقي العنان لحروفك لتكتب الفرح
وكان ردي ( أنا لا أستطيع أن أكتب شيء لا أحسه)
فما حصل لي
وما يحصل لوطني
جعل حروفي تنزف الوجع
و تدور في تلك الدائرة حاملة المسؤولية وفي خدمة ذلك

شكراً لك
وفقك الله
تحياتي

ألأستاذة الشاعرة عواطف عبداللطيف.. محبة واعتزاز
ألولوج إلى عوالم المبدعين هو نوع من الالتزام.. كوننا ندافع عن قضية الملتزم، ولابد من تقويض الجدران الساندة لبعض الطارئين
وحين استشهدت بالتزام جنابكم الموقر، كنت واثقاً من أن القهر هو محرض باسل لصهر التبر، نكاية بالحديد.
ونصوص "خريف طفلة" و "أتقاطر منك" هي شواهد على أنك تعطين درساً للإلتزام نفسه.
ولا أملك إلا أن أرفع القبعة إكراماً أيتها المخلصة.
محبتي ووافر تقديري.

عمر مصلح 07-24-2013 10:44 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعد كامل (المشاركة 202057)
سيّدنا الرّاقي عمر مصلح
كتب فولتير الى شاب يريد الإشتغال بالشّعر والادب رسالة يبصّره فيها بمتاعب هذه الحرفة وقد جاء في قوله لهذا الشّاب
.:استعدادك الأدبي قوي,وما من سبيل الى مقاومته أو الى الشّك فيه ,فالنّحلة يجب أن تفرز شهدا, والدّودة يجب أن تنسج حريرا وميسيو ٌريميوً العالم الطبيعي يجب أن يشرحهما , وأنت يجب أن تنشد فيهما شعرا
ستكون شاعرا وأديبا لا لأنّك تريد هذا بل لأنّ الطّبيعة أرادته , ولكنّك تخدع نفسك , اذا حسبت راحة البال ستكون من نصيبك فحرفة الأدب ° وخصوصا لمن ابتلى بالعبقريّة هي ذات طريق أفعم بالأشواك عن طريق الثّراء ...فاذا شاء الحظّ العاثر أن تكون محدود الموهبة قليل الحظّ من التّفوّق وهو ما لا أعتقده فيك فأمامك ندم سيلازمك طول العمر وأن كنت ممتازا فائزا فأمامك خصوم وأعداء سينبتون من حولك ...
ويمضي فولتير في رسالته الى الشّاب لينتهي بالقول له
:ما هدفي من كلّ هذا النّصح الطّويل أو صرفك عن طريق الأدب كلّا فليس لي أن أقف في وجه القدر ولكنّي أردت أن أحملك على التّريّث والصّبر...
الرّائع عمر مصلح
هذه مقتطف من رسالة وردت في مؤلّف فنّ الأدب للأديب توفيق الحكيم وجدتني أستحضرها وأنا أمرّ على طرحك الرّاقي حول الأدب الذي يمكن اعتباره معاناة وجدانيّة وفكريّة بالأساس من ناحية...وأعتبار الإلتزام فيه ضروريّا يحضر في تجليّات عدّة يمتزج فيه الأديب في شعره ونثره وقصّه وخاطرته بالوطن والأرض وهموم النّاس وقضاياهم ...ويمنح صاحبه شرعيّة الكتابة باعتبارأنّ الإلتزام هو صحوة الفكر ويقظته التي يبصر بها الكاتب ما لايراه الناس ليصبح في وعيه فينبهم اليه ويهديهم وتكون له رؤى ومشغل بما يحدث في محيطه ..فالمبدع الملتزم يضيئ في موقعه كشمعة تنير في الظّلمة
مهمّته الغوص في تفاصيل الواقع العربي الرّاهنوالتّسلّل الى زواياه المهملة المهشّمة
ومن أمثلة الإلتزام في الأدب يقفز الى ذاكرتنا الراحل محمود درويش، الذي ارتقى بقصائده الى رمزية جديدة حيث يتحول الافتراق عن الحبيبة والحنين إليها معادلا للحنين الى الأرض،وقد شكلّت جلّ قصائده علامة فارقة حمّلها شواغله وهواجسه النّا بعة منخصوصيّة تفاعله مع الواقع
يبقى ان اشير الى ما رافق هذاالموضوع من آراء متباينة الى حدّ أعتباره معيقا للمبدع....وقد أشرتم في طرحكم أنّ الأدب صدق في المشاعر وكتاباتنا هي تفاصيلنا الدّقيقة وتعبير صادق عمّا يجيش في الخاطر....فهل اذا اصابت الكتّاب بهتة وغفلة عمّا يحصل وما يحدث في محيطهم نعتبر أدبهم أدبا وابداعا
أمّا ما ما ألقيته سيدي الرائع من ضوء على الأثر الإبداعي لأقلام متميّزة في هذا الصّرح الأدبي الرّاقي فقد أكدّ ما تحبل به هذه الكتابات من هواجس وألماعات تضيئ فضاءات الرّوح وانّي سيدي الغالي لأشيد بهمارتكم واقتداركم المذهل في الأرتحال في معانيها وعوالمها الوجدانية...وقد أبهرتني تعليقاتكم على أعمال هؤلاء المبدعين والمبدعات وعمق تمثّلها في خصائصها البنيويّة والأسلوبيّة في ايجاز متّسع في دلالاته لمفاهيم كثيرة شملت ترف الكتابة وسلطة اللغة ومشروع الأبداع لديهم
سيدي عمر
لقد جعلتم في هذا المتصفّح الجميل الرّاقي الكتابة هنا في حال تشكّل دائم وأسّستم لعلاقة جدليّة بين الإبداع والحديث عنه ...
فشكرا سيدي لحسّكم المرهف كمتلقّي والذي سرى في ما أنتجته الاقلام المبدعة هنا مسرى الرّوح في الجسد لتنتفض بروعة ما فيها




ألأستاذة دعد كامل.. محبة وطيب
بدءاً لابد من وقفة إعجاب لفكرك الخلاق الذي قرأ وحلّل واتخذ موقفاً.
فمنذ الاستهلال تيقنت بأني أزاء قارئة من نوع خاص ووعي متجاوِز.
أما استفسارك عن حالات الغفلة التي تصيب الكتّاب، فقد استوقفني، كونك لم تذكري الأدباء.. فهل كان المقصود بالكتاب ( المؤلفين والأدباء ) أم أن التسمية كانت مقصودة؟.
فإذا كان المقصود الكاتب المؤلف، فهنا لابد من وضعه بين شك ويقين، طبعاً وفق منظار الالتزام.
أما إذا كان القصود هو الأديب فهنا لا نقدر وضعه إلا بين شكين اثنين.
بمعنى أوضح، قد تصيب المؤلف غفلة أثناء الكتابة والتحقيق والأرشفة والتنضيد.. اما الأديب شاعراً كان أم قصاصاً أم روائياً.. إلخ. فغير مسموح له التزامياً بالغفلة أو التناسي.. كونه صاحب مشروع إبداعي، له محفزاته وأهدافه.
وبخصوص آرائي الشخصية بالذوات الكرام المشار إليهم بموضوعي، فما هي إلا شذرات من قلائد يتحلون بها ويبهرون المتلقي.. ولا فضل لي على أحد.. بل هو أدنى مايجب ان يقال بحقهم.
وأخيراً أمد يدي لمصافحة وعي عال اسمه دعد كامل.
مع أسمى اعتباري.

عمر مصلح 07-24-2013 10:48 PM

رد: إضاءات على مفهوم الإلتزام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد دويكات (المشاركة 203761)
وجدتني هنا ...
أخذني الغياب عن الولوج في هذه الرابية
هنا أتأمل ..أقرأ
أحاول أن ألتقط الصور المذهلة


ألأستاذ الرائع الوليد دويكات.. قبلات محبة
لمثلك خُلِقت الروابي والشواهق.
فأنت نبراس على رابية تشير إلى الخلق والإبداع
دمت بعز وشموخ.


الساعة الآن 01:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.