منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   مــــداد للكلمات (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=192)
-   -   مواقف لا تنسى (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=15219)

جميل داري 03-17-2013 09:01 PM

مواقف لا تنسى
 
مواقف لا تنسى

أيها النبعيون والنبعيات الكرام

في حياة كل منا مواقف لها نكهة خاصة لا تزول بمرور الزمن
مواقف قديمة وحديثة فيها الحزن وفيها الفرح وفيها نبض الذكريات الخالدة
لكننا في خضم الزمن ننساها أو نتناساها غير أنها تأبى إلا رسوخا في الوجدان
تعالوا نفتح صدورنا لأزمنة تليدة وأمكنة بعيدة نستدرج حجل العمر ونضعه في مشكاة الكلام
ماذا لو سميناها "مواقف لا تنسى"؟
إنه العمر حديثا وقديما ** لم لا نحيي للزمان رميما
لم لا نستعيد ومضة ذكرى ** ونناجي عبر الليالي النجوما
كم تولت من عمرنا ذكريات ** وغفلنا عنها فصارت هشيما
كم حكايا توهجت كلهيب ** وتلاشى رمادها مهزوما
فتعالوا هنا نلم صدانا ** ونضمد هواءنا المثلوما
آه.. مني مواقف فاقرؤوها ** أتمنى للكل نفعا عميما
ثم هاتوا مواقف العمر مثلي ** سجلوها شواهدا ورسوما

أتمنى أن تنال الزاوية رضاكم

جميل داري 03-17-2013 09:05 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
في صيف هزيمة حزيران الحبلى بهزائم تترى متتالية " 1967 " كنت في بداية المرحلة الإعدادية وكنت أقرأ الشعر في مجلات مصرية أشتريها بالكيلو من أحد الدكاكين.... طبعا كنت أنتقي المجلات الأدبية دون غيرها ليس بعيدا عن نظرات الدهشة في عيني البائع العجوز الذي كان يشفق علي ويمنحني بعضها مجانا..
وقتها كنت اكتب ما اظنه شعرا ..وذات يوم عرضت احد نصوصي على قريب وجار لنا في آخر المرحلة الثانوية...... فضحك ضحكة واسعة اهتزت لها ارجاء نفسي..قلت شو..؟؟ قال هذا كلام كويس.... بس مو شعر..الشعر بدو وزن..قلت:طيب علمني الوزن..فصار يعلمني بين فترة واخرى ..
وفي المدرسة مرت بنا قصيدة لاحمد شوقي عن دمشق يقول احد ابياتها:
جرى وصفق يلقانا بها بردى ***كما تلقاك دون الخلد رضوان
فجئت الى قريبي – اطال الله عمره- وقلت:انت تقول انه لا تاتي اكثر من اربع حركات متتالية فها في: وصفق ي خمس حركات ..ليش تعلمني غلط..فضحك ضحكة مدوية اقوى من ضحكته السابقة وقال:صفق بتشديد الفاء وليس بفتحها..آه كم خجلت من نفسي وانا اتهم قريبي جزافا بقلة معرفته..
وبدات اتدرب على كتابة الشعر العمودي الذي ضاع معظمه "ولحسن الحظ لم اضع معه"
وفي الصف التاسع قرات مرثية مالك بن الريب لنفسه مرات لا تعد ولا تحصى..وكتبت على منوالها قصيدة بكائية على الاطلال لان حبيبتي التي احبها زوجوها في ليلة ليس فيها قمر ..اتذكر الآن بيتين منها:
كأن دياري أصبحت بعد حبيا ***سواد ليال او خطوب العواديا
دعوتك يا ربي نهارا لياليا ***لترحم أشجاني ومأساة حاليا

آه....وللحديث بقية

منوبية كامل الغضباني 03-17-2013 10:08 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
يا جميل ...يا كريم....
عديدة وكثيرة هي المواقف في حياتنا ....
منها ما ظلّ يهذي فينا ...
ومنها ما سدلنا عليه السّتار ولكنّه ظلّ يروح ويجيئ ويحضر ويغيب ....
ومنها ما يروم الكتمان والتّكتّم ....
يرحل مع مرارة ما اكتنفه ويروم الزّوايا المظلمة حتّى اذا نبشناه نبيت اللّيل في سهر وسهد....
وانّي يا أخي جميل لعزلاء الآن منها الاّ من موقف سأظلّ أحمّله ما تبقّى من عفويتي وأوشّحه من فترة من العمر سست فيها أمر النّاس ...
توليت منصبا ما جعلني في موقع متقدّم ومنحني تولي مشاغل النّاس...وما غلظ لي قلب ولاجفّت فيّ منابع الشّفقة والرّحمة بالنّاس ولا افقدني روعة الإحتكاك بالبسطاء والكادحين من النّاس وبالقرب من بؤسهم وشقاءهم....
وصادف أن زارني محافظ المنطقة الذي أنوبه في التّقسيم التّرابي التّابع لسلطته.....والنّاس على فقرهم وعراهم أباة كرام....لازمهم الفقر والضّيق واستبدّت بهم الخصاصة والفقر...
وكان لابدّ من بهرجة وتمجيد وتعظيم لساستنا ....فبعض البروتوكلات تفرض علينا التّنميق والتّلميع للصّور المتهرئة ....الى حدّ ان تجعل على قلبك أقفالا لا تردعها شفقة ولا يزعجها وخز ضمير....وانفلتت ألسنة المواطنين تروي ضيمها وتهميشها واقصاءها....وكان الموقف يفرض أن أكون في صفّ السّلطة ولمّا أحال لي المحافظ الكلمة لابسط ما تمّ من انجازات مع ضرورة التّضخيم ...وجدتني خارج المدار الذي يفترض أن أتحرّك فيه ....
انحياز تامّ ومبالغ فيه للنّاس ...وقع على اثره دعوتي الى مكتب المحافظ حيث كانت مقاضاتي عسيرة وعسيرة....ومن يومها صار الوضع مقلقا ومهتزّا بيني وبين [العرف المباشر]
لقد سرقت منّي السّياسة المعدمة أجمل فترات العمر فعشت تحت وطأة الإنظباط والبروتوكول ونمط حياة مقنّنة بما يجب وما لا يجب...حياة حيل فيها بيننا وبين ممارستها بصفةعاديّة بعيدة عن الأضواء والنّمطية المقيتة....
فحتّى جلّ مواقفنا فيها كانت تحت لواء سياسة مقيتة معدمة كأنّها لعبة بهلوانية تحرّكها قوالب وأنماط محدّدة ....
أخي جميل ليس فيّ من المواقف غير مواقف متصلّة بالنّاس البسطاء الطّيبين ...فزوايانا الخاصّة وأقاليمنا الدّاخلية أقفالها حديديّة لم تمكنّا من أن نشرّعها ونمارسها كغيرنا....
شكرا جميل لأنّك منحتني الإحساس بأنّ بعض مواقفي قد وجدت مساحتها هنا ولي عودة لاحطّ اوزار وأثقال النّفس هنا ...


....

عواطف عبداللطيف 03-17-2013 11:08 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
نعم كثيرة هي المحطات الحافلة في مسيرة الحياة ,, محطات فرح ومحطات حزن ,,مليئة بالقصص والأحداث ,, وهي تحتاج لمن يصورها ويكتب عنها بأمانة وموضوعية ,,وطالما والحمد لله أن ذاكرتنا لازالت مملوءة بما خزنت فلماذا لا نستخرجها ونكتب عنها ,, دعوة جميلة وملف راقي
شكراً لك شاعرنا الجميل
ستكون لي هنا محطات
وهذه أول محطة وهي المحطة التي أنهت حياتي

أسرة سعيدة تعيش بمحبة ,,عام 2004 وفي الأحداث المتسارعة في العراق للنيل منه بزرع الطائفية ومحاربة الكفاءات من دمار وفساد وتفشي الأرهاب وانعدام الكهرباء طرق الباب شباب إعتقدنا أنا وزوجي يرحمه الله إن الطارق أصدقاء ابني ألقوا السلام وعندما خرجنا إنهال علينا سيل الرصاص من كل جانب هربوا بعد أن سقط زوجي مضرجاً بدمائه استنجدت بالجيران وبدأنا نتنقل من مستشفى الى آخر ,,في المستشفى الأول بقينا ننتظر وهو ينزف وليس هنالك من يقوم بإسعافه ولا يمكن إدخالة صالة العمليات لأجراء عملية لأن هنالك صالة واحدة وهي مشغولة في ذلك الوقت ولا يتواجد فيها غير طبيب تخدير واحد وهو هناك ونحن نقبل الأيادي ونستجدي الرحمة من رســـــــل الرحمة لإنقاذه ,,بعدها طلبوا نقله الى مستشفى آخر بعد أن تم الاتصال بتلك المستشفى والتأكد من وجود صالة للعمليات ,,غادرنا بسيارة الإسعاف برفقة طبيب صغير حماه الله من كل سوء فتصرفه فاق تصرف الاخرين وصلنا هناك وذهبت سيارة الإسعاف ل*** الجراح المختص ولكنها عادت بدونه لأنه يخاف من الحضور بهذا الوقت ونحن نتقطع ساحقاً كل المباديء والقيم الإنسانية ,,وكان لا بد من نقله لمستشفى ثالث ,,كان هناك أطباء صغار تنقصهم الخبرة رفعوا الكلى ليوقفوا النزف ويهرع الجميع من الأهل والأقارب للتبرع بالدم وت*** القناني من مصرف الدم لتوضع تحت اليد او في الحقائب النسائية ليتم احماء الدم فيها قبل اعطائه اياه وعندما فتح عينه قال لي " الحمد لله إنك بخير ولم تصابي " وفي لحظات لا أعرف كيف إنتهى كل شيء ,,ليغادر الحياة ,,وأفقد الزوج والوطن والعمل والبيت
من سيحاسب ؟؟؟؟

الأرهابيين ذوي القلوب الميته
الأطباء الذين قصروا بتأدية رسالتهم الإانسانية
المسؤولين الجالسين في عروشهم ولا يعلمون ماذا يحدث في مستشفياتهم
ام من سرق كل شئ في المستشفيات ولازال يسرق

لنا الله
وله الرحمة

ليلى عبد العزيز 03-18-2013 12:27 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
الذاكرة تعج بالأحداث البعيدة و القريبه التي خلفت بصمتها في نفوسنا و القلب به حشد من المشاعر ...و تزدحم المواقف في المخيلة...عقود من التجارب و الإختبارات الصعبه...عجت ذاكرتي بزخم من الحكايات و ها هي تمر أمامي كشريط مرة يضحكني و مرات يبكيني أو يغمسني في حزن أو حنين...ركن جميل في هذا النبع الغزير...ان شاء الله لي عودة هنا...لما أجمع شتات أفكاري و ألملم أشلاء السنين

ليلى أمين 03-18-2013 02:12 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
بالفعل أخي جميل في حياة كل منا مواقف لا تنسى.منها المفرحة ومنها التعيسة
وكل منها ترسخ في الذهن ولا تبرحه وتظل عالقة في الذاكرة تنتظر الطفو على السطح فتفسر إمّا رواية وإما سلوكا لا نفهم سببه
وقد نتهم صاحبه بسوء التصرف
بورك فيك سيدي الكريم على هذه الفكرة الطيبة والجميل هنا أن نسمع أفراح وآهات غيرنا
سأعود لرسم بصمتي هنا

سولاف هلال 03-18-2013 03:03 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
الأستاذ القدير جميل داري
فكرة رائعة
قد تبدو لنا حكايات الآخرين مؤلمة وتجلب لنا المزيد من الوجع
أقسم بالله أني أرتجف الآن كما المصاب بالحمى
هذا ما سببته لي أحد مواقف الغالية عواطف وهو موقف يدمي القلب حتما
لكن لا بأس هكذا هي الحياة فيها الكثير من الألم وكما يقول المثل الشعبي " من شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته"
كل منا لها معاناته ومأساته ويعتقد أنه مبتلى وقد يتذمر أحيانا وربما يقول معاتبا السماء لماذا أنا ؟
وإذا كان الأمر كذلك .. فلماذا هذه الأسرة الآمنة ؟
ولماذا مات من مات وقتل من قتل وجاع من جاع وباع من باع وخان من خان ؟
وألف لماذا ولمَ؟
وبعيدا عن التساؤلات والقانون الذي يحكم الكون و " أقدارنا "
أرى أننا سنهون على بعضنا البعض من جهة وقد ندخل السرور في النفوس من خلال مواقف أخرى
كثيرا ما تمنيت أن نقترب من بعضنا البعض دون رتوش دون حواجز دون تحفظ وها أنت أيها الرائع تحقق لي هذه الأمنية
شاعرنا الجميل جميل داري
نعجز بالتأكيد عن الشكر وستكون لنا محطات هنا
سأغادر الآن مضطرة ولي عودة بمشيئة الله
أحبكم جميعا يا آل النبع
أحبكم أيها الأحبة
حماكم الله
تحياتي وتقديري لكم جميعا

ليلى أمين 03-18-2013 04:06 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
بالفعل غاليتي عواطف يا نبع الحنان لك الله والحمد لله أنّ الله كان إلى جانبك فمن ذا يعيش ما عشته ويواصل حياته في صبر وشكر وعطاء .إنّك رمز المرأة القوية,أعرف أنّك بكيت وصرخت وتألمت ولكنك هاهنا قوية ،جريئه نتعلم منك الحب والصبر والعطاء
غاليتي عواطف المحبة ،كل أسباب الدنيا التي ذكرت ورأيت أنّها السبب قيما عانيت ,,,,,,,,,,,,,,,لا والله إنّها مشيئة الله ومهما تعددت الاسباب فالموت واحد رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وألهمك الصبر والسلوان وصنع منك زينة النسوان
بكيت بحرقة والمشهد أمامي خطوة بخطوة ورأيتك مكسورة الجناح ،ناقمة ،جريحة ، والعينان متورمتان ولكنني أراك الان أمامي واقفة منتصبة وروحك تنثر الجمال وتقول للجميع أنا هنا أشد على أياديكم ..............فلا أريدك ضعيفة لاننا منك نستلهم قوتنا ومنك ننهل مشاعرنا ووووووووووووووو فلا يحق لك إلاّ أن تظلين رمز القوة والعطاء فالحزن والبكاء ليس لمثلك لأنّك خلقت للقيادة.

يوسف الحسن 03-18-2013 11:04 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
جميل..ان نعيد شريط الماضي ولو مضى ولم يمض من صاحب الجرح
كلنا من عصره الحزن..منه جفت عيونه..والبعض مازالت ..
لك كل الاكبار اختي عواطف..
الشاعر جميل داري
بماذا ابدأ..
هاجرت عن وطني الحبيب رغما عني لان كل مواطن حر شريف يصعب عليه العيش في غابة
بغاث الطير.وفرعن بها فرعون وقتل الحرث والنسل
وصبرت علي غربة ربع قرن حتي الصبي بكر اولدي صار طبيبا في جراحة الكسور والعظام.
يعمل في بغداد الحبيبة.ولم يسمح له بزيارة اهله في السعودية لاسباب يقولون امنية..
وحرم من رؤية اهله وزوجه وابنته التي لم تبلغ من العمر سنة واحدة وفي يوم جمعة وانا عائد من صلاة الجمعة ومعي زوجتي وزوجة ابني للبيت.وجدت باب شقتنا مشرعة ابوابه.وغرف الضيوف مكتظة بالناس فاصابنتي دهشة كبيرة..فلما دخلت البيت.علمت ان مصاب نزل
فبلطف من الاخوة علمت بان ولدي قد اغتالته يد آثمة ولم يعرف من القاتل.حيث كانت بغداد تعج بالهرج والمرج.لاسيما كان يعمل نائبا لمستشفى الكندي في بغداد .ومن قبل اغتيل مدير ه..ثم اتبعوه به
فاحتسبته عند الله..وقد كنت ارسم له طريق الشهادة.التي تمنيتها من قبله ومازال الألم..ولكن سيرته المشرفة بحفظه لكتاب الله.واخلاقه الحميدة..طولبت من عدد كبير ان اذكر سيرته.بكتاب خاص ليكونرمزا للتضحية والاخلاق وكان..
فهو كان اسمه في لوحة الشرف كل مراحل دراسته..
وله ذكر حميد في جميع الاماكن التي شهدته..
الموت نقاد علي كفه لآليء يختار منها الجياد..
هذا صفحة واحدة من صفحات الماضي..ولنا عودة
لنكتب الكثير

رياض شلال المحمدي 03-18-2013 12:28 PM

رد: مواقف لا تنسى
 

آلمني ما قرأت من أسفار الليالي التعبى لمن سبقني فجال في خاطري أن أثبت ماكتبت قبل حينٍ من الدهر ...
وأنا جالسٌ في غرفتي الكئيبةِ قبالةَ الشبّاك أنفثُ بقايا دخانٍ وشيئاً من تأمّلاتِ الدجى تعتريني كلما لاحَ وميضٌ يضيء من الشواردِ ما تولى ! وقد تراخت إحدى النوافذ خاليةً من الزجاج ! منها أسمع ما كان يتواردُ إلى الآفاقِ من أزيزٍ تقشعرّ منه قلوبُ الواجمين ، أو رشقاتُ رصاصٍ من هنا وهناك ، أو صوتُ منادٍ وهو يقرأُ قصاصةً جاءته ينعى بها أحّد الذين سقطوا من رفقائه أو أقربائه أو جيرانه . هنا دلفت إليّ أمّي تومــأُ بيدها لا تريد إيقاظ الصغار النائمين ، هرعتُ مسرعاً وأنا لا ألوي على شيءٍ سوى حبّي الجارف لها عساني أكون من البارّين ، إذا بها تشكو من ألمٍ في الفؤاد أوحاه داءُ " ضغط الدم " الذي قد لا يمهل صاحبه .
خرجتُ – والظلام الدامس يزيد الداءَ داءً – لعلي أعثر على مَن يسعف أمّي ، وأنّى ليَ ذلك وحظر التجول يحرق ما تبقّى من
آمال الوقت الثمين ! ، لكنّني خاطرتُ بروحي كي أصل إلى أقرب نقطة تفتيش ، وقبيل اقترابي بخطوات عاجلتني رصاصة مرّت
من فوقي تنبيهاً !، توقفتُ وأخذتُ ألوّح بخرقةٍ بيضاء بيدي الوحيدة ! حتى إذا وصلت وأنا أتمتمُ بالكلام مع أحّد المترجمين ! قالوا :
إذهبْ وسوف نبعث بالإسعاف !.
رجعت وجلست مع أمّي ، مرّةً أصبّرها ببعض خلجاتٍ ، أو أحكي عن الخاليات ، أو ، أو ... وهي ترنو إلى وحيدها والدمع يكادُ يفرّ من أحداقها ! .
ساعةٌ ، وساعتان ، وثلاث ، ولا من مسعفٍ ، حتى إذا بزغ الفجرُ وانقضى حظر التجوال أسرعنا بها إلى المشفى
وقد أمسكتْ هذه المرة عن الكلام ! ، قال الطبيبُ : لقد تأخّرتم كثيراً ..... !!!! ، وما هو إلا زمنٌ حتى فارقتْ الروحُ السعيدة
الجسدَ المتعب راحلة إلى بارئها تخبره – وهو أعلم – بما فعل المجرمون بفلّوجة المؤمنين وأهلها الصابرين .....
عدتُ إلى غرفتي ونافذتي الحزينة ولكن لأسمع هذه المرّة نعيَ أمّي ..............

أأمّ ريـــــاضٍ : مـــذ رحـلتِ وبـيـنـنـا ... المصائبُ تترى ، والمدى بات خائرا
فلا الأمن يُرجى ، لا الأمان ، وعيشنا ... زعــافٌ ، وصار الظلم للفجر ساترا
نــقــلّــب بالأنّـــات نرجـــــو مــواردا ... ونأوي كهـوف الصبر نبغي مصادرا
فلا الفرج الموعـــود يأتي ، ولا الهنا ... يُســــاعفنا ، حتّـــى طفقـتُ مهاجرا
ذرفت المـــآسي قـــد ملـلت جحـيمها ... أقول عســى الأيّام تجـني العواطـــرا
عســــانا غــدا نأتــي إليك وعندنــــا ... ســـحائبُ إيمـــــانٍ تفيــض محـــابرا
والاّ فــما الدنيــــا أحـــقّ مـــن التـي ... بـها الراحـة الكبرى تنير المصـــابرا


**************************























ازدهار السلمان 03-18-2013 02:35 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
يا ألله

دخلت المتصفح وقرأت وانتابني ألم شديد هو حزن وهم وغم ليس له إلا الله

تطافرت دموعي حرىّ على الطبيب الشاب وعلى الأم الرؤوم وعلى الزوج الذي كان يملأ الحياة ينابيع سلوى ولم أدرِ ما أكتب

الشاعر المبدع جميل داري

كما قالت عين القلادة سولاف كلنا نحتاج الى كتف يحمل عنا وهناً وحزناً يرافقنا لعلنا نهون على بعضنا بعضاً ..

شكراً جزيلاً لفتحك هذه البوابة التي قد نقول فيها الكثير الكثير ونحمل عن كاهل بعضنا بعضَ الكثير الكثير

كنت هنا ولي عودة

محبتي

جميل داري 03-18-2013 02:37 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
الأخت الكريمة دعد كامل
خامرني شعور عذب وأنا أقرأ لك هذه السيرة العطرة وأنت تقفين في صفوف الرعية حيث تواردت إلى خاطري أبيات للجواهري قالها في هاشم الوتري حيث يعلن انحيازه إلى جانب الجموع التي تصنع الحياة مستهزئا من الطغاة حاطا من أقدارهم المنحطة أصلا :

ماذا يضرُّ الجوعُ ؟ مجدٌ شامخٌ ***أنّي أظَلُّ مع الرعيَّة ساغبا
أنّي أظَلُّ مع الرعيَةِ مُرْهَقاً***أنّي أظَلُّ مع الرعيَّةِ لاغبا
يتبجَّحُونَ بأنَّ موجاً طاغياً***سَدُّوا عليهِ مَنافذاً ومَساربا
كَذِبوا فملءُ فمِ الزّمان قصائدي***أبداً تجوبُ مَشارقاً ومغاربا
تستَلُّ من أظفارِهم وتحطُّ من*** أقدارِهمْ وتثلُّ مجداً كاذباً
أنا حتفُهم ألِجُ البيوتَ عليهم ***ُأُغري الوليدَ بشتمهمْ والحاجبا
خسئوا : فَلْمْ تَزَلِ الرّجولةُ حُرَّةً***تأبى لها غيرَ الأمائِلِ خاطبا
والأمثلونَ همُ السَّوادُ ، فديتُهمْ***بالأرذلينَ من الشُراةِ مَناصبا
بمُمَلِّكينَ الأجنبيَّ نفوسَهُمْ***ومُصَعِّدينَ على الجُموعِ مَناكبا
أعلِمتَ " هاشمُ " أيُّ وَقْدٍ جاحمٍ***هذا الأديمُ تَراهُ نِضواً شاحبا ؟
أنا ذا أمامَكَ ماثلاً متَجبِّراً***أطأ الطُغاة بشسعِ نعليَ عازبا

كتاب السيرة عادة يجمعون سير حياتهم في كتب كما فعل طه حسين في الأيام فينهل الناس منها عبر الزمن الدروس العظيمة وأنت هنا لجديرة أن تفعلي ذلك فلديك تجربة رائعة في السباحة عكس التيار بالإضافة إلى الأسلوب الأدبي الوقاد الذي يضيء كألف نجم..
في انتظار محطات أخرى من حياتك الحافلة بالجرأة والشجاعة في مواجهة الأوباش ..
دمت بشموخ دائم ..
مع اعتزازي العميق

جميل داري 03-18-2013 02:51 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
الأم الرؤوم عواطف الخير
لم تنته حياتك ولن لأن الحياة الحقيقيةهي في العطاء النبيل وأنت أمرأة كريمة تخدمين الإنسانية في مجالات كثيرة وهنا أتذكر بيتا يقول:

ليس من مات فاستراح بميت*** إنما الميت ميت الأحياء

لقد بقيت بعد المرحوم نخلة عراقية شامخة تمنحين الخير والظلال والجمال للحياة فتسعد بك القلوب وتزهو بسيرتك العطرة التي تستحق أن تسرديها جميعا ولا شك أن المصيبة كبيرة والنفوس العظيمة هي التي تحول الهزيمة إلى نصر والضعف إلى قوة :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

الخنساء قالت حين سماع نبأ استشهاد أبنائها الأربعة:

"الحمد لله الذي شرفني بقتلهم"

وأنت ..أنت حفيدة هذه الحنساء العظيمة
ودمت عظيمة

في انتظار المزيد من السيرة العطرة

جميل داري 03-18-2013 02:57 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة الراقية ليلى عبدالعزيز

من خلال كلامك الموجز المعبر أدركت أن في جعبتك الكثير من التجارب الحياتية المختلفة
أرجو أن تتحفينا بها قريبا
إن هذه المحطات من العمر جديرة بالوقوف عندها والاستفادة منها بخيرها وشرها فما من تجربة حياة إلا تركت أثرا في النفس ودويا في الحياة
في الانتظار

جميل داري 03-18-2013 03:01 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة الكريمة ليلى بن صافي
مرورك هنا أسعدني وجعلني متشوقا إلى سرد بعض تجاربك التي سنستفيد منها جميعا ولقد تأثرت مثلك بقصة أمنا العظيمة عواطف وهي تشهد فصلا مسرحيا مريرا في حياتها وهي ما زالت تعاني من الصدمة وكأن الحدث وقع منذ لحظة
أتمنى أن تجودي علينا بباقة من حياتك الآهلة بالحزن والفرح
ودمت في فرح

منوبية كامل الغضباني 03-18-2013 03:06 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
الرّائع أخي جميل داري
ردودك على مواقفنا ترفل في بهاء..
وتحقنني دما آخر لالغو بأكثر من موقف في ايغال في مسارب تكاد تضيع وتتلاشى منّي...
فشكرا أيها البهاء...

جميل داري 03-18-2013 03:10 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة القديرة سولاف هلال

كم نكتشف معادن الناس الأصيلة من خلال عبارات صادقة موحية معبرة
وأنت هنا أظهرت الروح الإنسانية الجميلة التي تتمتعين بها من خلال تأثرك بمصيبة أمنا عواطف ومن خلال رغبتك في إزالة السدود والحواجز بيننا والتقارب أكثر بوساطة هذه الزاوية التي تأخرت في الظهور قليلا ..
نعم نحن هنا في نبع العواطف أسرة واحدة تجمع بيننا الأفراح والأتراح وقد قال الشاعر:

بورك الخطب فكم لف على ** سهمه أشتات شعب مغضب

ونحن هنا نتبادل التجارب الغنية كما تتبادل الأرض والسماء المطر والخضرة والحياة
دمت في حياة
وفي الانتظار

جميل داري 03-18-2013 03:24 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدع النبيل يوسف الحسن
بحزن بالغ قرأت شذرات من سيرة ابنك العظيم الذي اخترمه الموت في شرخ الشباب

قال أبو تمام:
عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الحر ليس له عمر
ومثل هذا الإنسان الجميل يستحق الخلود من خلال كتابة سيرته العطرة لا سيما أنه كان ذا أخلاق عالية لك الدور في سقايتها ورعايتها وعليك الاستمرار في هذه العناية الأبوية الواجبة
ما أصعب أن نفقد الأحبة ونحن نحتاج إليهم لأنهم عالم جميل نلوذ به عندما تضيق بنا الأرض بما رحبت ويغدو الكون سجنا مظلما
لكن يبقى أملنا بالله وبشعوبنا كبيرا كبيرا
ولا بد أن يجيء الحق ويزهق الباطل
إن الباطل كان زهوقا
لك ولنا الصبر وعليه شآبيب الرحمة والفراديس العلا
دمت بخير وسلام

جميل داري 03-18-2013 03:40 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
رياض .. بدوت الآن- والله -شاعرا *** تبث هموم القلب فيضا وماطرا
عن الموت تحكي وهو ملء قصيدتي *** فمنذ ليال قد فقدت الأزاهرا
لماذا يجيء الموت يسحق حلمنا *** ويسرق أزماناعذابا غوابرا

اخي المبدع رياض
بتأثر عميق وحزن عظيم قرأت هذه السيرة الأليمة عن والدتك تغمدها الله برحمته وأدخلها فسيح جنانه
ما أكثر الموت
وما أقل الحياة
القهر في أعماقي يجعلني أصمت أمام عظمة ما قرأت لك الآن هنا

دمت بخير وسلام

جميل داري 03-18-2013 03:52 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة القديرة ازدهار السلمان
ها أنت تقرئين الزاوية باهتمام كبير فتقفين مع أمنا عواطف في محنتها ومع الاخت سولاف في رغبتها ان نتعاضد في همومنا تترى تترى
وعندي يقين كامل أن في حياتك الثرية محطات كثيرة وتجارب مريرة في مواجهة هذه الحياة التي تذيقنا الموتالزؤام كل يوم
فنحن نعيش في غربة في الوطن وخارج الوطن هكذا هي إرادة أعداء الوطن والحياة غير أننا سنظل نحلم بالغد الجميل فنحن "محكومون بالأمل " كما قال سعدالله ونوس
في انتظار ما تجودين به من حكايات الألم والأمل
ولك كل الحياة
دمت في ظلال الخير والسلام

أحمد فراج العجمي 03-18-2013 04:14 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
الأديب الغالي والشاعر الصديق جميل داري
ما أحوجنا إلى مثل هذه الزوايا التي نبحث فيها عن ذواتنا ونستكشفها
ونتبادل فيها بعض جوانب حياتنا ونسلط الضوء على معالمشخصياتنا
مثل هذه الأفكار كحجر ألقيناه في الماء الراكد فحركه
وإن ركود الأدب هذه الأيام اشد من ركود مجرى ماء أسن من عدم جريان نهر الأدب وعدم هطول مطر الإبداع
فلك الشكر على حجرك هذا
أما عن موقفي
فالمواقف كثيرة
أذكر اليوم موقفا وننتظر الإخوة ثم اذكر غيره بعد عدة مشاركات إن شاء الله ضمن مجالات عملي التي عملت فيها ، عملت مدققا لغويا وعضوا في لجنة تدقيق المصحف الشريف بإحدى المطابع الكبيرة .


كانت هناك أمور كثيرة تؤرقني - مع أن المهنة مشرفة جدا ومرتبطة بتدقيق كتاب الله عز وجل حيث نواصل عملنا تحت ظلال المصحف بحثا وتدقيقا وتفسيرا وغير ذلك .

من الأشياء التي أرقتني عمل بعض الكفار من الهندوس والمجوس في مجال المصحف الشريف من تغليف وقص وغير ذلك ، وقد كلمت اللجنة الإدارة أكثر من مرة فلا نجد إلا الهباء الكلامي ، وبالطبع فالعمالة الآسيوية أرخص من تلك العربية حتى لو كان مجال العمل القرآن الكريم !
المهم :
بينما أنا وزميل لي - بالعمل نفسه- جلوس على مكتبنا، بين أيدينا بعض صفحات المصحف ندققها إذ دخل علينا مسؤول إداري بالشركة - أعتقد - مندوب الشركة للتوزيع على ما أذكر ، وكانت ديانة الرجل الهندوسية ، خاطبنا باللغة الإنجليزية قائلا ما معناه :
ماذا في صفحة144 "what in page one hundred forty four"

سألناه: لماذا تسأل عن صفحة مئة وأربعة وأربعين ؟
أخبرنا : لقت نمت بالأمس فجاءني منام يقول لي : افتح صفحة 144
بالطبع هرولنا أنا وصديقي إلى هذه الصفحة كل منا يريد أن يتوصل سريعا إليها ، ففتحها صاحبي.
قرأنا أول آية وكانت المطبعة لا تطبع إلا طبعة الملك فهد المنتشرة عالميا .
نظرت في عيني صاحبي .
نظر هو الآخر في عيني.
سكتنا برهة ... برهتين... دقيقة.

ابتسامة تعجب وذهول
قلت : سبحان الله
متلعثما بدأ زميلي يتحدث معه الإنجليزية - فقد كان أفضل مني حديثا - يخبره بمعنى الآية وتفسيرها .
أما أنا فلا زلت ذاهلا .
أما الرجل فعندما سمع الترجمة لآول آية فقط والتي تحمل معجزة كونية - أظنكم تعرفونها - سكت برهة.. برهتين..دقيقة
ثم بطيئا قال : " this is a message " إنها رسالة .
كان رده بليغا جدا وانصرف .
أما عن حال الرجل فكان خلوقا جدا معنا ونحن كنا نبادله الاحترام .
انصرف الرجل ولا أدري حاله الآن ، أدعو الله أن يشرح قلبه للإسلام.
هل قراتم صفحة 144 ؟

وماذا حدث لكم؟
دمتم بخير
ومع ذكرى أخرى





جميل داري 03-18-2013 07:14 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
أخي المبدع النشيط الدؤوب احمد
أشياء كثيرة في الحياة تكون فوق قدرة الإنسان على تخيلها ومنها الأحلام فالبعض منها كأنه الحقيقة عينها وما ذكرته هنا من عجائب قدرة الله فالصفحة تتحدث عن عظمة الدخول في الإسلام عن قناعة تامة ..
أرى أن أخلاق الإنسان هي أهم ما فيه على المستوى الدنيوي وقد مدح الله تعالي أخلاق الرسول في القرآن الكريم فقال: وإنك لعلى خلق عظيم
وأستغل هذه المناسبة لأعبر عن شديد تقديري لأخلاقك السمحة الكريمة ومشاركتك الجميلة في هذه الزاوية وأعلم أن لديك مواقف حياتية كثيرة لا بد أن تتحفنا بها مع الأيام لأنك كريم ونحن نستاهل هههه
دمت أخا عزيزا وصديقا جميلا
وفي الانتظار

جميل داري 03-18-2013 07:48 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
في الصف الحادي عشر الأدبي ..
في إحدى حصص العروض كتب المدرس هذا البيت للمتنبي بهدف التدريب على البحر الوافر:
قليل عائدي سقيم فؤادي كثير حاسدي صعب مرامي
وبعد التقطيع من قبل المدرس تبين ان ثمة خللا في تفاعيل الشطر الاول وظل طويلا يفكر في الامر دون الوصول الى حل...
قلت له:يا استاذ ما رايك لو تحول :سقيم الى :سقم ..؟؟
قال: لا يجوز ان نغير كلام الشاعر..قلت :نعم ولكن بالكلمة الجديدة:سقم يصح الوزن
وجربنا الامر... فصار التقطيع للشطر الاول سليما
وفي اليوم التالي دخل المدرس الفصل مبتسما وهو يقول:
عدت الى ديوان المتنبي فوجدت البيت يقول:
قليل عائدي سقم فؤادي
ثم اردف :هل كنت تعرف الشطر بشكله الصحيح مسبقا..؟؟
قلت :لا والله .بل رايت ان سقم يجعل البيت صحيحا عروضيا
فما كان منه الا ان رفع لي درجة اللغة العربية ...
وصار في كل درس يكلفني بشرح العروض لزملائي وزميلاتي
الصف كان مختلطا "شباب وبنات"
ولأجل هذا الاختلاط كنت أحرص دائما على تفوقي في اللغة العربية قبل غيرها من المواد
وكنت أعتبر درس العربية لا سيما العروض فرصة لاظهار مواهبي الشعرية التي نالت إعجاب زميلاتي اللواتي أصبحت واحدة منهن شريكة حياتي ...
كتبت فيها قصائد كثيرة::: وبعد الزواج خففت من نبرة عشقي وهيامي وشعري حتى سكت
كانت تقول لي -رحمها الله- :لو عرفت أنك ستتوقف عن كتابة الشعر لي لما رضيت بك
و كلما قرأت قصيدة غزلية قالت لي :
متى ستعقل ..؟؟
أقول : ومن قال لك :إني سأعقل..؟؟

عليك الرحمة

وللحديث بقية...

ازدهار السلمان 03-18-2013 09:01 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
نعم شاعرنا الرائع جميل داري يقينك في محله

فعلى امتداد سنوات العمر وعلى الرغم من سرعة الوتيرة التي جرى بها فيه من الوقفات ما لا يمكن أن تنسى .. والغريب أن أيام الفرح أيضاً تمر لكنها قد لا تترك أثراً في الذاكرة إلا إذا مازج الفرح بعض حزن ..! غريبة حياتنا

ووقفتي اليوم ومع قرب حلول عيد الأم أجدني سأحكي عن أخر لحظات عشتها مع أمي رحمها الله وهي لم تكن أمي فقط بل صديقتي وأجمل ما في عمري ..


في ذلك اليوم التاسع من نيسان عام 1995 ومع غروب الشمس وأذان المغرب رحلت أمي بسكون بعد معاناة وصراع مع المرض من رحمة ربي بها لم يدم طويلاً.. أذكرها أمامي الأن وكيف توقفت أجزاء جسدها عن الحركة .. كانت تحتضر وتتقلب يمينا وشمالا وهي لم تكن قبل هذا الوقت قادرة على الحركة كان نشاط جسدها واضحا وبتدرج رهيب توقفت أطرافها السفلى التي كنت أمسك بهما كي لا تتعب، ونظري مثبت على ملامح وجهها ثم بدأت أنفاسها تنحسر حتى وصلت الى الحلقوم ثم نفخت روحها وسكنت كأنها نائمة وكلما قرأت سورة الواقعة ووصلت الى الأية ( حتى إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون *) تذكرت تلك اللحظة ..

في ذلك اليوم وعلى الرغم من الربيع الذي كان يرفل عاشقاً يدق الأبواب غامت السماء وبرقت وأرعدت ثم أمطرت هي الأخرى ودعت أمي الى مثواها الأخير

وداعاً أمي رحمك الله وأسكن روحك العلى من الجنة وأدعو الله دوماً أن يكون لنا لقاء هناك إنه سميع مجيب الدعاء..

ولهذا التاريخ أيضا حكاية أخرى تختلف ولكن لي عودة ،

محبتي

سمير عودة 03-18-2013 10:04 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
أستاذنا الغالي جميل داري
إنها زاوية تستحق المتابعة بشغف
وفكرة خلاقة تستحق التقدير
أشكرك جزيلاً
وسنشارك إن شاء الله تعالى بالكثير من المواقف التي بقيت محفورة في الذاكرة
محبتي

خشان خشان 03-18-2013 10:53 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل داري (المشاركة 204620)
مواقف لا تنسى

أيها النبعيون والنبعيات الكرام

في حياة كل منا مواقف لها نكهة خاصة لا تزول بمرور الزمن
مواقف قديمة وحديثة فيها الحزن وفيها الفرح وفيها نبض الذكريات الخالدة
لكننا في خضم الزمن ننساها أو نتناساها غير أنها تأبى إلا رسوخا في الوجدان
تعالوا نفتح صدورنا لأزمنة تليدة وأمكنة بعيدة نستدرج حجل العمر ونضعه في مشكاة الكلام
ماذا لو سميناها "مواقف لا تنسى"؟
إنه العمر حديثا وقديما ** لم لا نحيي للزمان رميما
لم لا نستعيد ومضة ذكرى ** ونناجي عبر الليالي النجوما
كم تولت من عمرنا ذكريات ** وغفلنا عنها فصارت هشيما
كم حكايا توهجت كلهيب ** وتلاشى رمادها مهزوما
فتعالوا هنا نلم صدانا ** ونضمد هواءنا المثلوما
آه.. مني مواقف فاقرؤوها ** أتمنى للكل نفعا عميما
ثم هاتوا مواقف العمر مثلي ** سجلوها شواهدا ورسوما

أتمنى أن تنال الزاوية رضاكم

لا فض فوك أستاذي الكريم

الأبيات على الخفيف باستثناء الشطر

إنه العمر حديثا وقديما ، فهو من الرمل

بين الرمل والخفيف وشيجة أن وضع الوتد المجموع مكان الوتد المفروق في الخفيف يعطي الرمل

https://sites.google.com/site/alaroo...me/alwaraqah-2

يرعاك الله.

قصي المحمود 03-18-2013 10:57 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
فكرة جميلة ورائعة
لكل منا ما لا ينسى ولكن ان تزدحم حياتك من الام لا تنسى
بدل الفرح الذي يصبح ضائعا بين متاهات الحزن وجباله فتلك
مأساة حياة بأكملها..
قبل دخول المحتل الامريكي للعراق انتقلت وعائلتي لاحدى المحافظات
وفي الريف تحديدا انقطعنا عن العالم تقريبا وكنا لا نرى الا شاشة واحدة
واحدة فقط فرضت حينها بشكل مدروس وكنا نعيش لحظات الالم لوطن
يستباح وفي يوم 9-4 خرجت مع عائلتي للتسوق اكراما لمضيفنا رغم قرابتي
الشديدة معه ..في السوق رأيت شابا يكتب شعارات تمجد في الاحتلال والقادمين
معه لم اصدق حينها اخذتني الدهشة بل فقدان التوازن والتفكير ..كان الشاب يعلق
بندقيته على كتفيه ومعه اثنان من الشباب ..لم اصدق عينيّ..هممت ان اذهب اليهما
تمسكت بي زوجتي وسمعت صوت احد اقاربي يناديني بأسمي..وهو يهرول بأتجاهي
وعندما اقترب مني..همس في اذني ..خذ زوجتك وعد للبيت..انتهى كل شيئ؟؟؟
عدت مذهولا وعندما دخلت بيت قريبي كانت صور تلك الشاشة تنقل صور الدبابات الامريكية
في شوارع بغداد؟؟كان دموع الجميع تنهمر..ـ انه وطن يضيع من حماقات الكبار وجهل الصغار



جميل داري 03-19-2013 04:01 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة الكريمة ازدهار السلمان
رحمة واسعة على والدتك الكريمة وأدخلها الله فسيح جنانه
هكذا هو الموت يأتي بلا موعد بل يقتحم حياتنا بكل صفاقة وهو لا يفرق بين كبير وصغير وكم تحدث عنه الشعراء وقد قال زهير بن أبي سلمى:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب** تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم

ولا بد ان نعلم ان كل نفس ذائقة الموت
وكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون
لك الصحة والبهاء

جميل داري 03-19-2013 04:05 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اخي المبدع محمد سمير
مرورك فاكهة الروح وبشرى بغيث عميم
أنتظر بعضا من مواقفك التي لا تنسى ففي كل موقف عظة ودرس
ونحن هنا نتعمق في معرفة شخصيات بعضنا من خلالاسترجاع ذكريات قديمة بحلاوتها ومرارتها وتبقى الحياة مسرحية طويلة ما ان ينتهي منها فصل حتى ياتي آخر
في الانتظار ايها العزيز

جميل داري 03-19-2013 04:07 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اخي العزيز خشان خشان
شكرا جزيلا على مرورك الطيب وملاحظتك القيمة
دمت بالف خير

جميل داري 03-19-2013 04:13 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اخي العزيز احمد العابر
لقد شهدت وقائع الاحتلال الأمريكي للعراق وما تلا ذلك من دمار وموت
ربما بسبب النظام الكريه المستبد رحب الكثير بدخول امريكا عدوة الشعوب في كل مكان وزمان ولا ادل على ذلك مما حدث في العراق من ويلات ..
هذه واحدة من حكايات الناس تحت الاحتلال وهناك الكثير من الحكايات الاكثر مرارة وكلها تتحدث عن زمن ثقيل مليئ بالآلام التي ما زال العراقيون يعانون منها..
من الاستبداد الى الاحتلال الى العمالة
ما اطول ليلك يا عراق
دمت بخير وسلام

سولاف هلال 03-19-2013 05:33 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
قالوا في الأمثال ( أعز الولد وٍٍٍٍِِلد الولد ) ، وقد تأكدت من هذا فور ولادته ، حتى أنني استعجلت ابنتي وقمت بإرغامها على إرضاعه من المادة التي تسبق نزول الحليب، وبينت لها مدى أهميتها في إكساب وليدها المناعة ،ورغم ضيقها والعناد إلا أنها استجابت في النهاية نتيجة إلحاحي .
أقسم أنني كثيرا ما تمنيت أن يحدث الله معجزة تمكنني من إرضاعه لشدة تعلقي به ،خاصة عندما استبدلت حليبها الطبيعي الذي وهبها الله إياه بآخر صناعي ، وعبثا حاولت إقناعها بالعدول عن قرارها المجحف بحق الطفل ، لكنها مضت فيما أقدمت عليه ،و بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر أدركت بالفعل أن الأم الحقيقية ليست التي تلد وحسب ،بل تلك التي تربي وتسهر على راحة طفل لا يملك من وسائل التعبير سوى بكاءه .
قبل أن يولد حفيدي الأول ،هذا الذي أتحدث عنه كنا وعلى مدار الشهور نتنقل من طبيب إلى طبيب لنطمئن على سلامة الجنين فقد تعرضت ابنتي إلى أشعة أكس في الأسابيع الأولى من حملها و ذلك لأنها لم تكن تعرف أنها حامل أصلا , وبعد أن اكتشفنا الحمل بدأ القلق يساورنا فذهبنا إلى طبيب اقترح إجراء عملية إجهاض لاحتمال إصابة الجنين بتشوهات نتيجة الأشعة .
لكن ابنتي لم توافق وأصرت على الاحتفاظ بالجنين وأنا شجعتها على ذلك، وقضينا الشهور الأولى نتردد على أهم الأطباء وكلهم قرروا ما قرره الأول .
كانت هناك عيادة لطبيبة تقع على مقربة من بيتنا ولأن مطربة الحي لا تطرب لم نفكر فيها من الأساس ، والغريب أنها كانت الوحيدة التي نصحتنا بالاحتفاظ بالجنين ، قالت لا بنتي: اطمئني إن جنينك بخير ضربات قلبه سليمة دعك من نصائح الأطباء توكلي على الله ولا تخشي شيئا .
كنت أرتعد خوفا وكاد القلق أن يقتلني عندما أدخلوا ابنتي صالة الولادة
يا إلهي .. ما أصعبها من لحظات ، كيف سأستقبل حفيدي .. ماذا لو جاء مشوها بالفعل .. كنت أناضل لأبدو على ما يرام ، وعندما نادتني الممرضة لم أنظر للطفل الذي كانت تحمله بل رحت أتفرس في وجهها لعلي ألمح شيئا يهدأ روعي أو يصيبني بالانهيار .
كانت ملامحها هادئة لكنها تخلو من أي أثر لابتسامة ،شيء ما فقط أراحني وأدخل إلى قلبي بعض طمأنينة ، كانت تنتظر مني الاكرامية قبل أن تناولني الطفل ، وقبل أن أمد يدي في حقيبتي نظرت إلى وجهه فوجدته جميلا طبيعيا كأي طفل، أعطيتها أضعاف ما تنتظره مني وركضت صوب الغرفة ، خلعت عنه كل ملابسه ورحت أقلبه ذات اليمين وذات الشمال ثم بدأت بعد أصابعه أصبعا أصبعا ، كان سليما معافى احتضنته بقوة وحمدت الله وأنا أبكي شكرا وامتنانا وعرفانا لفضل الله.
سعيدة أنا بهذا الحفيد الذي يشعرني بأني أصغر من عمري بكثير فهو يمنحني الطاقة والحيوية يراقصني كلما سمحتُ له فهو موهوب ومغرم بمايكل جاكسون ولا أعرف كيف تمكن من تقليده رغم أنه لم يتلقى أي تدريب .

قصي المحمود 03-19-2013 09:07 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل داري (المشاركة 204970)
اخي العزيز احمد العابر
لقد شهدت وقائع الاحتلال الأمريكي للعراق وما تلا ذلك من دمار وموت
ربما بسبب النظام الكريه المستبد رحب الكثير بدخول امريكا عدوة الشعوب في كل مكان وزمان ولا ادل على ذلك مما حدث في العراق من ويلات ..
هذه واحدة من حكايات الناس تحت الاحتلال وهناك الكثير من الحكايات الاكثر مرارة وكلها تتحدث عن زمن ثقيل مليئ بالآلام التي ما زال العراقيون يعانون منها..
من الاستبداد الى الاحتلال الى العمالة
ما اطول ليلك يا عراق
دمت بخير وسلام

شكرا اليك استاذي الفاضل لمرورك وتحيتك الرائعة
استاذي الفاضل ..
انها البداية في ذاكرة الظلام
تحياتي وشكري اليك

ا

جميل داري 03-20-2013 03:12 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدعة القديرة سلاف هلال

ما أجمل طريقة سردك للأحداث وحرصك على استخدام كل تقنيات القصة القصيرة وإظهارك المشاعر الإنسانية المختلفةمعبرة عن عالم ثلاثة أجيال :الجدة والأم والحفيد وقد خطر ببالي بيت ابن زيدون :

ولقد ينجيك إغفال ويرديك احتراس

فقد توقفت مليا عند موقف طبيبة الحي التي كان وحدها على حق فلو سمعتم كلام الآخرين لما كان هناك هذا الحفيد الجميل الذي يحب الموسيقى ويقلد مايكل جاكسون...
ولا أنسى اضطراب الجدة في مشهد قصصي عميق لا سيما موقف عد أصابع الطفل والتأكد من عددها والممرضة الحيادية التي لا تفكر إلا في الإكرامية إلخ

ويا رب من أجل الطفولة وحدها*** أفض بركات السلم شرقا ومغربا

أتمنى لكم حياة هنيئة وسعيدة
مع أعمق المنى بالتوفيق الدائم

جميل داري 03-20-2013 03:16 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
المبدع الراقي احمد العابر

في فمي غيمة
ومذاق عدم
في يدي هواء ذبيح
وفي الأفق دم
أتضور شوقا
فأرفو رحيلي المدوي بخيط الألم

مرة أخرى العراق غارق في الدم
مسلسل الموت لا ينتهي
أتمنى لك وللعراق سلاما سلاما
"وطن حر وشعب سعيد"
دمت بخير وسلام

جميل داري 03-20-2013 08:15 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
في بلدتي الصغيرة عامودا القريبة جدا من الحدود التركية في بداية السبعينيات من القرن الماضي
كنت طالبا في المرحلة الثانوية ووقتها لم تكن هناك صحافة او تلفاز او حتى راديو فكنت اهتم كثيرا بقصائد المنهاج ..اعود اليها كثيرا ..لا للامتحان بل لحبي لتلك القصائد التي كنت اقلدها بعد ان اشبع منها ومن تلك القصائد "هكذا" لسميح القاسم:
هكذا

مثلما تغرس في الصحراء نخلة
مثلما تطبع امي في جبيني الجهم قبلة
مثلما يلقي ابي عنه العباءة
ويهجي لأخي درس القراءة
مثلما تطرح عنها خوذ الحرب كتيبة
مثلما تنهض ساق القمح في الارض الجديبة
مثلما تبسم للعاشق نجمة
مثلما تمسح وجه العامل المجهد نسمة
مثلما يمشخ بين الغيم مصنع
مثلما ينشد بعض الصحب مطلع
مثلما يبسم في ود غريب لغريب
مثلما يرجع عصفور الى العش الحبيب
مثلما يحمل تلميذ حقيبة
مثلما تعرف صحراء خصوبة
هكذا تنبض في قلبي العروبة



احببت هذه القصيدة الى حد الهيام والقيها بمناسبة ودون مناسبة على زملائي
وقد حاكيت هذه القصيدة وضاع معظم ما كتبت ولكني اتذكر الآ ما ياتي:
مثلما يهطل غيث في اراض قاحلات
مثلما تطبع ام لفطيم قبلاتي
هكذا اهوى بلادي
وكان زملائي يقولون :كلماتك اصعب من كلمات سميح القاسم.
وفي اثناء تأبين محمود درويش في فلسطين شاهدت عبر التلفاز سميحا يلقي كلمة مؤثرة في رفيق دربه وهو يبكي كما رايت امه"حورية"
التي كتب فيها:
احن الى خبز امي وقهوة امي ولمسة امي
واعشق عمري لاني اذا مت اخجل من دمع امي
لكنه مات قبل امه بفترة قصيرة
وقد كتبت مجموعة قصائد في رثاء محمود درويش نشرت بعضها في الصحافة الورقية والالكترونية
وساعود الى ذكرياتي في المرحلة الثانوية مع محمود درويش
وللحديث بقية...


منوبية كامل الغضباني 03-20-2013 10:12 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميل داري (المشاركة 205136)
في بلدتي الصغيرة عامودا القريبة جدا من الحدود التركية في بداية السبعينيات من القرن الماضي
كنت طالبا في المرحلة الثانوية ووقتها لم تكن هناك صحافة او تلفاز او حتى راديو فكنت اهتم كثيرا بقصائد المنهاج ..اعود اليها كثيرا ..لا للامتحان بل لحبي لتلك القصائد التي كنت اقلدها بعد ان اشبع منها ومن تلك القصائد "هكذا" لسميح القاسم:
هكذا

مثلما تغرس في الصحراء نخلة
مثلما تطبع امي في جبيني الجهم قبلة
مثلما يلقي ابي عنه العباءة
ويهجي لأخي درس القراءة
مثلما تطرح عنها خوذ الحرب كتيبة
مثلما تنهض ساق القمح في الارض الجديبة
مثلما تبسم للعاشق نجمة
مثلما تمسح وجه العامل المجهد نسمة
مثلما يمشخ بين الغيم مصنع
مثلما ينشد بعض الصحب مطلع
مثلما يبسم في ود غريب لغريب
مثلما يرجع عصفور الى العش الحبيب
مثلما يحمل تلميذ حقيبة
مثلما تعرف صحراء خصوبة
هكذا تنبض في قلبي العروبة



احببت هذه القصيدة الى حد الهيام والقيها بمناسبة ودون مناسبة على زملائي
وقد حاكيت هذه القصيدة وضاع معظم ما كتبت ولكني اتذكر الآ ما ياتي:
مثلما يهطل غيث في اراض قاحلات
مثلما تطبع ام لفطيم قبلاتي
هكذا اهوى بلادي
وكان زملائي يقولون :كلماتك اصعب من كلمات سميح القاسم.
وفي اثناء تأبين محمود درويش في فلسطين شاهدت عبر التلفاز سميحا يلقي كلمة مؤثرة في رفيق دربه وهو يبكي كما رايت امه"حورية"
التي كتب فيها:
احن الى خبز امي وقهوة امي ولمسة امي
واعشق عمري لاني اذا مت اخجل من دمع امي
لكنه مات قبل امه بفترة قصيرة
وقد كتبت مجموعة قصائد في رثاء محمود درويش نشرت بعضها في الصحافة الورقية والالكترونية
وساعود الى ذكرياتي في المرحلة الثانوية مع محمود درويش
وللحديث بقية...

الجميل الرّوح والوجدان جميل داري
تابعت تدفّقك وكم أحسست أنّ ملامحنا تشكّلت في ذاكرتنا بتفاصيلها الدّقيقة....وكم أحسست أن قلوبنا امتلأت بأمانينا ونعيمها....
كان شغفنا بالقصائد وشعر الشّعراء يجتاحنا ....وخاصة منهم سلالة المفرطين في الوجد....وكم كانت تنتابنا هالة الشّعر والأدب فتصيبنا نوبة الشعراء ونحس بقلوبنا تتلاشى منّا ....ونكتب كلاما مهذّبا شبيها بكلامهم....ونسعد بما كتبنا كأننا سلاطين اللّغة وجباهذتها....
ولعلّي ألتقيك يا أخي جميل فأنا كنت ممّن يهيمون بالكتابة....كنت أغدق عليها كلّ الوقت وكان والدي رحمه الله كثيرا ما يغلظ عليّ لإهمالي سائر المواد العلمية ...وكنت لا اعيرها اهتماما ...أبثّ الورق أسرار ما يكتبه قلمي في الخفاء ...واظلّ ألاحق أستاذ العربيّة ليبصم ويشهد أنّي اديبة ما أتى بها زمان...
لله يا أخي جميل كم كانت أمانينا تشغلنا.....
وللحديث بقيّة في هذا السّياق .....فبعض المواقف ما زالت تمدّ مفاصلها في الذّاكرة كأنّها الأمس القريب....[وعلى فكرة انت شاعر ممتاز منذ الصّغر يسكنك جنّ الشّعر ...وشهادة رفاقك في محلّها]


عواطف عبداللطيف 03-21-2013 03:27 AM

رد: مواقف لا تنسى
 
الشاعر جميل داري

قلوبنا هنا تتفتح ,,نقترب من بعض ,,ونحس ببعض
في محطة الحزن تلازمنا الغصة ,,وفي محطة الفرح نشعر بالسعادة
نحن بحاجة لمثل هذه المتصفحات التي تستخرج ما في داخلنا
ونحن نسلط الضوء على بعض محطات حياتنا بكل محبة ونقاء ورقي

لكل من مرًّ من هنا وسيمر
لقلوبكم الفرح
كنت معكم في محطاتكم
وسأكون

ولحضرتك ياشاعرنا الجميل الشكر والتقدير
تحياتي


في مثل هذه الأيام من عام 2003 أخذت العوائل تتجمع في بيت واحد والكل لا يعرف ما سيحصل ,,الجيش قرب البيت يعمل السواتر والخنادق لينصب الأسلحة ,,في ذلك المساء بدأت الأخبار تتناقل عن قرب وقوع الهجوم على بغداد ,,قررنا أن نترك البيت والذهاب إلى أقرب بيت لنا في نفس المنطقة الذي هو بيت أختي ,,وفعلا في المساء أخذت الطائرات تحلق وبدأ صوت الأنفجارات يتعالى هنا وهناك وكأن السماء تمطر ناراً ,,كان علينا أن نفكر بإيجاد مكان آخر فمنطقتنا على أسوار بغداد والدخول الى بغداد سيمر من خلالها ,,وكلنا في حيرة والأتصالات توقفت ,,سمعنا طرقاً شديداً على الباب ,,وإذا بالجيران يطلبوا منا أن نترك المنطقة حمايةً لنا فالوضع يزداد سوءاً والغد مجهول ,,اختلفت الآراء بين الخروج والبقاء في هذا الليل المرعب الدامي ,,غادر الجيران وبدا الشارع مقفراً يخاف أن يتنفس وبقينا ننتظر الصباح متجمعين في غرفة واحدة لنعرف كيف نتصرف ,, وواحدنا يتطلع إلى الثاني وفي قلبه الكثير ’’وعند الفجر حزمنا أغراضنا وخرجنا نتوكل على الله كل في سيارته لنجد مكاناً أكثر أمناً وفي نهاية الشارع تسمرنا ليتعالى الصراخ كانت سيارة الجيران متفحمة هي ومن كان فيها .....

للرحلة بقية


أحمد فراج العجمي 03-21-2013 12:25 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
لقد تعود الإنسان أن يتكلم، لدرجة أن معظمنا أكثر كلامه لا يعرضه على عقله قبل التلفظ به، كأن الكلام أصبح عادة .
الكثير منا يكاد لا تمر به ساعة إلا يقول فيها، سبحان الله العظيم، ربنا قادر،كلنا لها ، الموت قريب، الظلم حرام، يا رب أدخل الجنة، النار حامية، الجنة حلوة،الوالدين ، البر ،......... إلىآخر ذلك من الكلمات التي من الممكن أن تزلف من على ألسنتنا دون أن يدري بها قلبنا ولاعقلنا، كأن الكلمة تخرج من باب واسع سعة السماوات والأرض فلا رقيب ولا ضابط يضبط مقدار تحقيقنا لهذه الكلمة :

المهم
خرجت من مكان عملي أمس راكبا سيارتي في طريقي إلى منزلي، وكثير من الناس خرجوا ولم يعودوا، خرجت كعادتي بادئا بدعاء الركوب ، ربما يكون هذا الدعاء أيضا من الكلام الذي تدندنه ألسنتنا دون عرض على عقولنا وقلوبنا.
بعدعدة أمتار بدأت الأمطار تتساقط مخلفة وراءها بعض ذرات اللؤلؤ على زجاج سيارتي، ومحركة أكواما من الآمال التي تتجدد لمجرد صوت أو ضوء يبعثه الغيم من كبد السماء .
الطريق كلها نصف ساعة، انقسم الطريق إلى نصفين تقريبا .
الجزء الأول واستمر حوالي نصف ساعة ، برق ورعد .
الجزء الثاني واستمر حوالي نصف ساعة أخرى ، سيول ورياح شديدة .
إذن استغرقت المسافة ساعة تقريبا :

كانت تقريبا أخطر ساعة مرت علي
أكمل لكم غدا فقد تراخت جفوني تماما وأوشكت رأسي أن تضرب لوحة المفاتيح

لنتعلم كيف نقول ما نعقل ، نعم كلنا نقول : الله قادر، لكن هل بالفعل نقدّر هذه القدرة؟
أما عن نصف الساعة الأول: فقد ملأه برق يفتت الكبد خوفا، كان معي صديقي عمره فوق الأربعين، قلت له: لأول مرة أشاهد هذه المناظر فقال لي : وأنا أيضا، ربما لا نشاهد مثلها بعد ذلك، إذن كانت المناظر استثنائية في عمرنا لذلك أحببت أن أسجلها .
ما بالكم إخواني عندما تجدون الكوكب الأرضي كله يتحول من ظلمة حالكة( فالطريق غير مضاء وفردي) إلى كوكب منير كأنه ابن الثانية عشرة ظهرا في شهر يوليو؟

شعرت أن الكوكب الأرضي كأن يدا خفية تلعب به، وشعرت بمدى صغر هذا الكوكب، وأنه قد يطوى بلحظة، يا لصغره أمام هذه السماء التي تضيء فتنقضي ظلمته فجأة!
لا أخفي عليكم ، لقد أصابني الخوف، وشعرت بضآلتي، وتوسلت إلى ربي بالستر، وأحسست - والله- عمليا بقدرة الله غير المحدودة، فعلا لا قولا ، فقد تغلغلني هذا الشعور، وأدركت أن القيامة قد تقوم بمثل هذه الأحداث بين لحظة وأختها، فجأة كل شيء يتحول، كل شيء ينتهي.

القدرة... شيء عظيم .. لايملكها إلا عظيم .
الله قادر ، ناقشت صاحبي في هذه الأمور وأنا مذهول بما يحدث وسط هذه الجبال التي توحي بصمود الكوكب أمام هذه الظواهر الطبيعية، ولكن من عبث أن أظن ذلك بعد اليوم، ما أضعف الأرض - إخواني- أمام هذه القدرة المطلقة، قد تطوى بلحظة ، وقد تخسف بلحظة ، ما بالنا بمن يسكنها، نحن لاشيء أمام السماء والأرض، فلنتق الله، ولنوطئ أكنافنا، ولتهدأ أعصابنا، ولا نلوي رؤوسنا ونعرض عن الناس بطرا .

https://www8.0zz0.com/2013/03/21/09/655442140.jpg


https://www8.0zz0.com/2013/03/21/09/655442140.jpg

أترك لكم هذه الصورة فقد تكون أقوى دلالة من كتابتي، لكن كيف أنقل لكم صورة البرق، وقد كنت أغمض عيني واضعا رجلي على كابحات سيارتي ، عندما يلمع في الأفق ، بل كنت أشعر أنه سيدخل إلينا فيا لسيارة، مع أنني أغلقت الزجاج جيدا.

هذه النصف الأول من الطريق:
أما النصف الثاني فقد كان أخطر من ذلك وأقسى وأشد رعبا :

ألتقيكم في رحلة ما بعد البرق
:

جميل داري 03-21-2013 03:25 PM

رد: مواقف لا تنسى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعد كامل (المشاركة 205153)
الجميل الرّوح والوجدان جميل داري
تابعت تدفّقك وكم أحسست أنّ ملامحنا تشكّلت في ذاكرتنا بتفاصيلها الدّقيقة....وكم أحسست أن قلوبنا امتلأت بأمانينا ونعيمها....
كان شغفنا بالقصائد وشعر الشّعراء يجتاحنا ....وخاصة منهم سلالة المفرطين في الوجد....وكم كانت تنتابنا هالة الشّعر والأدب فتصيبنا نوبة الشعراء ونحس بقلوبنا تتلاشى منّا ....ونكتب كلاما مهذّبا شبيها بكلامهم....ونسعد بما كتبنا كأننا سلاطين اللّغة وجباهذتها....
ولعلّي ألتقيك يا أخي جميل فأنا كنت ممّن يهيمون بالكتابة....كنت أغدق عليها كلّ الوقت وكان والدي رحمه الله كثيرا ما يغلظ عليّ لإهمالي سائر المواد العلمية ...وكنت لا اعيرها اهتماما ...أبثّ الورق أسرار ما يكتبه قلمي في الخفاء ...واظلّ ألاحق أستاذ العربيّة ليبصم ويشهد أنّي اديبة ما أتى بها زمان...
لله يا أخي جميل كم كانت أمانينا تشغلنا.....
وللحديث بقيّة في هذا السّياق .....فبعض المواقف ما زالت تمدّ مفاصلها في الذّاكرة كأنّها الأمس القريب....[وعلى فكرة انت شاعر ممتاز منذ الصّغر يسكنك جنّ الشّعر ...وشهادة رفاقك في محلّها]


ينأى الزمان بدعد ثم يقترب ** وزادها القلم الوهاج والكتب
كان الكتاب لها زهوا ومفخرة ** كأنما في ظلام العالم الشهب
تغفو على أحرف وضاءة أبدا ** تصحو فبينهما ود ومنتسب

المبدعة الراقية دعد
ما أجمل ما تجود به قريحتك من مواقف لا تنسى فقد عدت إلى فترة ذهبية من حياتك وإلى زمن جميل لا يعود أبدا ..
هكذا إذا كنت تنهلين الأدب من منابعه الصافية الثرية ومن هنا يجيء اسلوبك الادبي مشرقا فياضا بالأفكار والمشاعر الجميلة التي يفتقدها الكثير من الناس في زمننا هذا..
أجل عندما تتاح البيئة الصالحة للمرأة فإنها تبدع وتحول رمل الزمن إلى تبر الحياة
دمت أختا عزيزة


الساعة الآن 07:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.