![]() |
قصة بيت شعر
لقد اسمعت إذ ناديت حياً------ولكن لاحياة لمن تنادى بيت الشعر أعلاه شاع بين الناس وتداولوه فيمن لا فائدة ترجى من نصيحته اشتهر به الشاعر الفارس عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي، الذي عاش بين 525 ـ 642م، ويقول شاعر في قصيدة له الأبيات التالية: ألا غدرت بنو أعلى قديما وأنعم إنها ودق المزاد ومن يشرب بماء العبل يغدر على ما كان من حمى وراد وكنتم أعبدا أولاد غيل بني آمرن على الفساد لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد ******************* كان في المدينةٌ تاجرٌ كثير المال ولم يكن في المدينة كلها أغنى منه وكان له ولدٌ وحيدٌ لم يرزقه الله إلا به وماتت أمه وهو طفلٌ صغير فلم يتزوج من أجله وأغدق عليه المال والدلال حتى أفسده وكان الأب كثير الصدقة وعظيم الاحسان وكان هناك رجلٌ فقيرٌ يأتي للأب في السوق كل صباحٍ فيُعطيه الأب كسراتٍ من خبز فطوره فيجلس بجوار محله ويأكلها ويحمد الله وينصرف وحدث أن مرض الأب مرض الوفاة وخاف على ابنه أن يُضيع كل شيء وأن يُضيع حتى نفسه حاول معه نصحه ووعظه وأرسل له من ينصحه دون جدوى كان لدى الابن مجموعة من الصحاب ملتفون حوله يأكلون ويشربون ويلهون وينفقون على حسابه ويزينون له سوء عمله ويصمون أذنه ويعمون عينيه ويُخدرون عقله ويغطون على قلبه لأن بقاء الابن على هذه الحالة فيه فائدة عظيمة لهم ،وكان الأب ينصح .. يحاول ... يعظ دونما أي جدوى كان صوت الرفاق أعلى من صوته بكثير. ولما شعر الأبُ بدنو الأجل استدعى أخلص خدمه وأمرهم أن يفتحو مجلس القصر وأن يقوموا ببناء سقفٍ جديدٍ للمجلس تحت السقف القديم فأصبح مابين السقفين كأنه مخزن وأمرهم أن يصنعوا في السقف الثاني بوابة ويضعون فيها سلسلة حديدية إذاسُحبت للأسفل تنفتحُ البوابة جهة الأرض وأمرهم بأن يأخذوا كمية كبيرة من ذهبه ويضعوها خلف هذه البوابة مابين السقفين !!!!! وألا يُخبروا بذلك أحداً ... وفعلاً تم له ما أراد واستدعى ابنه ذات ليلة وأعاد الكرة في النصح والوعظ والأرشاد والتوجيه ولكن : لقد اسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي لقد اذكيت أذ أوقدت ناراً *** ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرمادِ ثم قال له بُنيَّ إذا أنا متُ وضاع منك كل شيءوأُغلقت الأبواب كلها في وجهك فسألك الله أن تعدني ألا تبيع هذا القصر مهما حدث وتحت أي ظرفٍ من الظروف أما إذا فكرت في الانتحار وقررت وعزمت ففي المجلس الكبير سلسلة معلقة أشنق نفسك بها فتموت في قصرك ميتة سهلة مستورة لم يأخذالولد كلام أبيه على محمل الجد واستمر في غيه ولهوه وعبثه حتى مات أبوه وظل رفاق السوء ينفقون وينفقون وينفقون واستمر اللهو والمجون والعبث حتى بارت تجارة الأب فبدأ الابن يبيع محلات أبيه الواحد تلو الآخر ثم البساتين ثم القصور قصراً تلو قصر ثم باع عبيد أبيه وجواريه ولم يبقَ إلا القصر فبدأ يبيعُ أثاث القصر القطعة تلو القطعة وبأرخص الأثمان وبدأ المال ينفد منه ويقل وبدأ الرفاق ينفضون من حوله الواحد تلو الآخر رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالُ ومن لاعنده مالُ فعنه الناسُ قد مالوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لاعنده فضة فعنه الناسُ منفضة وبدأ الجميع في التهرب منه والاختباء عنه حتى أنه كان يذهب لهم في منازلهم فيسأل عنهم فيسمع صوت صديقه يقول لخادمه قل له لست موجوداً ولم يكن لديه حتى مايقتات به !!!!!! ملابسه تمزقت نعله (( أكرمكم الله ))تقطعت كل الذي كان يجده هو كسراتٍ من الخبز وبعضاً من الماء كان يُحضرها لهذاك المسكين الذي كان أبوه يُطعمه كل يوم فضاقت به السبل وأُغلقت في وجهه جميع الأبواب وضاقت به الأرض بما رحبت .. فقرر الانتحار، فتذكر كلام أبيه وتلك السلسلة في المجلس الكبير في القصر وفعلاً قام وأحضر صندوقاً خشبياً ودخل المجلس الكبير ووقف تحت السلسلة وصعد فوق الصندوق وربط السلسلة حول عنقه وأزاح بقدمه الصندوق بسرعة فائقة ليسقط مشنوقاً فيموت ميتة سهلة مستورة فيرتاح من الدنيا وكدرها وفعلاً أزاح الصندوق برجله وسقط إلى الأرض متدلياً بالسلسلة حول عنقه ولكنه لم يمت فُتحت البوابة السرية في السقف الثاني وانهال الذهب عليه حتى أغرقه فرح بالذهب فرحاً شديداً ثم وضعه في الصندوق وأخذ منه بعضه وذهب للسوق واشترى ثوباً جديداً وبعضاً من الطعام له وللمسكين الذي كان يُطعمه وعاد إلى منزله وبدأ في التجارة وبدأ في استراداد أموال أبيه وبساتينه وعبيده وجواريه واشترى تحفاً جديدة للقصر وأصبح أغنى من أبيه بمرات ومرات.. عَلِمَ رفاق السوء بحال وماصار إليه من عز وغنى وجاه فأرادوا العودة إلى سابق عهدهم معه وفعلاً قاموا بصنع مأدبة ضخمة عظيمة له ودعوه إليها بدعوة مكتوبة بماء الذهب على حريرٍ أخضر ووعدهم بأن يجيب الدعوة وفعلاً حضر بكامل أبهته وزينته ومعه المسكين (( وقد أصبح مديراً لكل أعماله)) فقالوا له تفضل إلى الطعام ... فتقدم إلى الطعام وأمسك كم ثوبه بيده وأخذ يضعه في كل صنفٍ وهو يقول: : حياك الله ياثوبي حياك الله ياثوبي وأراد الانصراف فقالوا له : ماذا تصنع أتضع الثوب في الطعام ؟؟؟؟؟؟ فقال لهم : أنتم مادعوتموني أنا أنتم دعوتم أموالي وملابسي وهذا ثوبي قد أجاب دعوتكم أما أنا فلا ورب البيت ... وانصرف عنهم وتركهم.. |
رد: قصة بيت شعر
قصة جميلة بها موعضة مفيدة فطاعة الوالدين تجنبنا العديد من الأزمات و تسعفنا من التجارب المرة. بوركت ناظم... تحاياي المعطرة بالياسمين. |
رد: قصة بيت شعر
جميلة فيها الكثير من العبر والدروس ومثل هذا الكثير من الشباب الذين لا يدركون ويتقبلون كلام الأهل إلا بعد فوات الأوان
سلمت الذائقة دمت بخير تحياتي |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
تحياتي العطرة |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
تحياتي العطرة |
رد: قصة بيت شعر
استمتعتُ بقراءتها.
كلّ التّقدير فالإنتقاء رائع أخي ناظم |
رد: قصة بيت شعر
أحسنت الاختيار والنشر أخي العزيز
مودتي |
رد: قصة بيت شعر
اذا كنت ذا رأي فكن ذاعزيمة .......... فان فساد الرأي ان تترددا
كتب عيسى بن علي الى أبي جعفر المنصور حين أراد الأخير قتل أبي مسلم الخراساني اذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبر .... فان فساد الرأي أن تتعجلا فأجابه المنصور اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .... فان فساد الرأي أن تترددا ولاتمهل الأعداء يوما بقدرة .... وبادرهم ان يملكوا مثلها غدا |
رد: قصة بيت شعر
ألا غدرت بنو أعلى قديما وأنعم إنها ودق المزاد ومن يشرب بماء العبل يغدر على ما كان من حمى وراد وكنتم أعبدا أولاد غيل بني آمرن على الفساد لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد قصة جميلة ورائعة ، إختيار رائع وانتقاء جميل .. لا أعلم لماذا منذ طفولتي أحفظ هذه الأبيات معتقدا أنها لبشار بن برد ، واليوم صوّبت لي معلومة متأصلة في ذاكرتي شكرا لك يا رائع |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
مودتي |
رد: قصة بيت شعر
يروى ان أبا ليلى المهلهل المعروف بالزير سالم صاحب حرب البسوس المعروفة لما كبر به السن أخذ يجول في الصحارى برفقة عبدين له
ولما تعبا من خدمته وكثرة الترحل هما بقتله وحين شعر المهلهل بما يدور بنفسيهما قال لهما احفظا عني هذا البيت وانقلاه للناس تحصلان على مال كثير من مبلغ الحيين ان مهلهلا .......... لله دركما ودر أبيكما فقتلاه وعادا الى ديارهما وهما يبكيان وينتحبان ، وحين سألتهما ابنته ماخطبه قالا لها البيت فقالت البنت اأبي أراد أن يقول من مبلغ الحيين أن مهلهلا ......... أمسى قتيلا في الفلاة مجدلا لله دركما ودر أبيكما ............... لايرح العبدان حتى يقتلا فضربوهما حتى اعترفا بقتله فقتلوهما |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
تقديري وتحياتي |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
تحياتي العطرة |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
وفقك الله ورعاك تحياتي العطرة |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
تحياتي العطرة أخي أ.وليد |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
أجدت أخي الغالي في الإنتقاء تحياتي العطرة |
رد: قصة بيت شعر
ندمت ندامة الكسعي لما .......... غدت مني مطلفة نوار
البيت للفرزدق والكسعي اعرابي خرج يرعى ابله في واد فرأى قضيب شوحط نابتا في صخرة ملساء فقال نعم منبت العود في قرار الجلمود فأخذ يسقيه ويرعاه يوميا حتى استقام ولما اعتدل قطعه وبراه قوسا وبرى بقيته خمسة أسهم وكمن في مكان كان موردا للحمر ورمى أول سهم وظن أنه لم يصب فريسته ورمى الثاني وظن انه أخطأ وهكذا مع بقية السهام فقام يائسا وضرب قوسه بصخرة فهشمه وبات ليلته هناك وفي الصباح وجد أن هناك خمسة حمر صرعى بخمسة سهام فندم على كسر قوسه وقال ندمت ندامة لو أن نفسي .......... تطاوعني اذا لقتلت نفسي تبين لي سفاه الرأي مني ......... لعمر الله حين كسرت قوسي |
رد: قصة بيت شعر
اقتباس:
المكرم الأخ الغالي د.أسعد النجار قصة الكسعي يدل عليها مثل معروف ( في العجلة الندامة وفي التأني السلامة ) قصة هذا البيت تحمل من المعنى والعبر ما يستدعي الإتعاظ وعدم التسرع في اتخاذ القرارت.. بوركت أخي العزيز دمت ودام يراعك الغيداق تحياتي الزكية |
الساعة الآن 03:54 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.