منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   من الروح إلى الروح (ركن خاص بالكاتب بدون ردود) (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   في ...*/*/*/ ظلالِ الياسمين \*\*\* (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=24084)

ألبير ذبيان 04-22-2016 11:48 PM

في ...*/*/*/ ظلالِ الياسمين \*\*\*
 
يا عودُ
نحيبُ صوتِكَ بانَ
رخيمٌ وجدُهُ
في ظلالِ الياسمينِ
تلا صدى الأحزان
ترانيماً
تعلَّقتِ الوتر
واغتابتِ الذِّكرى
فأعمتهُ البصر
سلسالَ همٍّ
من المينورِ أصلهُ
على سلالمهِ الزمانُ غدا أثر



يا قشعريرةَ العبراتِ في مُقلِ التَّصبُّرِ.. آن
أوانٌ فيهِ للجرحِ العميقِ زيارةٌ
حلَّتْ سُويداءَ التَّنحي عن جزيلِ مرارةٍ
هَمدتْ لها أوصالُ حرفي نازفاً
كُلِّي وجُليِّ
والدِّماءُ منهُ تغلي
كالأتون
من جنون



يا كمانُ
عناقُ قوسٍ ذابَ فيكَ تلوُّعاً
يشجُو ويحنو
ماسَ من ألمٍ فصار
متناثراً يبكي على مكلومهِ
دمعاً كنار
ذاكَ التَّماهي في العناقِ أثارني
واغتالَ قلبي
فانزويتُ تُحيطُني
آلافُ صورٍ
من شجون
من ظنون



يا أنـــا
يـــــــــاه...
كم بعيداً صرتُ في هذي الدُنـى
عن عالمٍ
كلُّ الذي يحويهِ بعضُ نور
وما تبقى
زائلٌ يرجو الفنــا
بل .. زاهداً
يلتفُّ حولي هيكلٌ
يدعونهُ (جسدٌ) هنــا
فأينَ الرُّوحُ يـا ألبير ؟!
أينَ أنتَ قل أجبني..
من أنــا...؟؟

ألبير ذبيان 04-23-2016 12:00 AM

(*) قصصٌ من ورق 1
 
لـِمْ ؟
كلَّما مرَّ الهزارُ على حروفي اغتمْ...

لـِمْ ؟!

لِـمْ ؟
أينما حطَّتْ مرامي فكرتي
لاحتْ مدارجُ من جليدٍ صُمْ !!

أمْ...

هذا قدر
أنْ تبوحَ من الضَّجر
أن تظلَّ مسايراً كنهَ العبارةِ دونَ أن ْ تلقَ الغِيرْ
في خطوطٍ من توازٍ تلتقي خلفَ العوالمِ والبشر
في يراعٍ
من حنينٍ
من أنينٍ
من غروبٍ قابعٍ مدَّ النظر....


اعزف هوينا
فالهزارُ أتى إلينا
يشتكي مرأى دموعٍ خُضِّبتْ نزفاً بِدمْ

يا ومضةَ الصُّبحِ الذي لمَّا أتى
غابتْ جحوداً دُنيتي
خلفَ العدمْ..!!
هذا خيالي
وحدَهُ يهوى اعتزالي
عوسجاً.. ينمو حزيناً راقهُ سُكنى الليالي
داجية
أقباءَ صمتٍ
ساجية
فلا رُفاتاً من وميضٍ أو ....أو أثـــــر



( يا راحلاً ملءَ التَّموُجِ في أثيرٍ غلَّني بحنانهِ... (عُزلتي صارتْ خطر!!!!!) )

ألبير ذبيان 04-23-2016 12:04 AM

(*) قصصٌ من أرق 2
 

يا هزار..
هلمَّ.. بادلني الحوار
ليلي سهادٌ حلَّني
والصًّمتُ كادَ يُحيلني
أشلاءَ وهمٍ عافهُ كنهُ الوقار...


لا ومضَ باغتَ ظلمتي
ولا قمر
قد صارَ مَحْقاً من سوادٍ
واستتر
إلا غرابةَ أحرفي
لازلتُ أحرِقها أماناً يختفي
كلَّما أبحرتُ في هذا الغِمار...


والنُّور..
أسطورةٌ تُحكى على أذيالها أقصوصتي
هيَ من وريدٍ حلَّ مبتورَ الأمل
ودماؤهُ لا شكَّ تنضحُ بالعلل
هل قُلتَ أنَّ الحزنَ منِّي يشتكي!
أم ..لمْ تقُلْ؟؟!

*

لنْ ترقأ العبراتُ يا هزار
سكنَ المواقي طيفُها والنَّار..
كالحتفِ
كالجرحِ الذي لايندمل
كالخَسْفِ
كالروحِ التي باتَ الأجل
قابَ القُويسِ يقودُها نحو انهيار..!!


( والقلبُ )
رانَ الوهنُ محتشداً على تامورهِ
أضنى الخفوقَ
وكلَّ من ثقلِ الإزار

ألبير ذبيان 04-23-2016 12:08 AM

(*) قصصٌ من غرق 3
 
-- لينوار:
تزدادُ رماداً مع مرورِ الوقتِ الكالحِ بثوانيه، وتتماهى ابتعاداً عن عالمِ الأناسي!
كلَّما لمحتُكَ، تذوي وراءَ طغيانِ التَّعبِ روحُكَ الهاربةُ منكَ..كما حروفكَ الجريحة..

-- بلى، قد جرَّتْ أضغاثُ أحلامي، كلالتي المستغربة، نحو آمالٍ ترحَّمتُ عليها منذُ زمنٍ سحيق..
ولكنَّ طولَ الأملِ غشَّها، وفتقَ نُواةَ الكلْمِ، فهوى صديدُ الذِّكرى
انسياباً أحرقَ رقيقَ القلبِ، كما صُهارةِ البركانِ، كوتْ وجهَ البسيطةِ، وذرتهُ يبابا...

-- لينوار:
أخالُ أنَّني مازلتُ أعرفُ بعضاً منكَ!!!
قبل أن تتجذَّرَ أحزانكَ سابِعتها... وتستطيلَ غُريساتٌ، كنتُ قد حضرتُ محفِلَ انبثاقها وجهَ الحياةِ اللئيمةِ، لتصبحَ أشجاراً فارعةً، مدلهمةٌ سماءُ أغصانها...
أمَّا الآنَ...
فغموضٌ ..كلُّ مافيك..كلُّ ما ينتمي إليك، كلُّ ما يبدرُ منك..كلُّ ما يصدرُ عنك!!
حتى المرايا.. لاتعكسُ صورتكَ!
وظلُّكَ .. يتبرأ من نفسهِ ..ويدور عبثاً حواليك..!!

-- ذاكَ الوزنُ ترميزٌ ..أخفى وراءَ سبكهِ البرَّاقِ حكاياتٍ وقصاصات..
ولطالما كنتُ كلما كسرتهُ أبوحُ دونَ أن أعلمَ كُنهَ اللغةِ التي يمارسها حرفيَ المكتظُّ بهائلِ كبتٍ
أجبرهُ على حملهِ صمتاً وسكونا!!
بلى .. بتِّ تعلمينَ هذا، وأنتِ أنتِ.. أيقونةٌ في المرايا وحيُكْ.

-- لينوار:
فقل لي... ما الخبر؟!

-- ليسَ إلا أنْ ....

نَ الأقحوانَ زها، أسر
فبدا يهيمُ بهِ النَّظر
لثمَ العطورَ بلحظهِ
متزمِّلاً نورَ القمر
متبختراً بأريجهِ
متجلِّياً أبهى الصُّور
لكنَّ.. زلزالاً حصل
ومضاً كما البرقِ انهمر
فدمى مراتعَ حسنهِ
وكذا مآملـَهُ قبَر
لاشيءَ إلا طيفَهُ
ملأ الأثيرَ..ولا أثر
أ فهل سألتي ما الخبر؟!
نزلَ القضاءُ بقطفهِ
لا حكمَ إلا للقدر..

-- لينوار:
أمرٌ صدر.

ألبير ذبيان 04-23-2016 12:21 AM

(*) فهرس 1
 
من أيِّ الجسورِ التي مدَّها، باءتْ كل محاولاتِ العبور نحو ضفافِ التفاؤلِ بفشلٍ ذريع!
وإذ أجلسُ قُبالتهُ، أخاطبُ متراميَ الأفكارِ تدورُ أفقَ عنائهِ السرمدي...
أشعرُ أنَّ الأرضَ مادتْ وألقتني خارجَ حدودِ جاذبيَّتها.. لمحاً من سكونٍ يتبعهُ جنونٌ هائل..

غرابةُ الحوارِ، تبدأ كلما أناخَ النَّظرَ لمرمى البصرِ، يجولُ معالمَ تراكيبِ الوقتِ الراكدِ
حالَ زوالِ أولى أقبيةِ الغموضِ، بابتسامةٍ هادئةٍ..هادئة!

-غريبٌ هذا الطيف-

بدأ قائلاً، موحياً بعشراتِ التساؤلاتِ حولَ مقاصدِ البدايةِ، وبهرجتِها بوسيعِ خيالٍ
نسجتهُ الأشباحُ بمغزلِها، ورفدتهُ بماورائيَّتها المستغرقةِ أبعدَ في فضاءِ الحروفِ والعبارات..
نهلاً.. وجهلاً.. بما سيؤولُ إليهِ حالُ الورقِ المسَّاقطُ عليه المضمون...

استرسالٌ هي التلميحاتُ ..والإشاراتُ عفويَّةٌ أيضاً..
ولكنَّ المعنى.. بئرٌ متجمِّدٌ قعرها!
كأنني أحملُ إعجابي بجثامينِ الصمتِ الملقاةِ جَلَداً..على بواباتِ البوحِ القابعِ دونَ أزمنةِ الكلام..
كما أحملُ غيظي منها في آنٍ معاً!
وكأنَّني أراني زهرةً من الأضاليا، في ريفٍ من العوسجِ الممتدِّ اتصالاً مع السماءِ
أصيلَ ارتحالِ الشمسِ، لفَّني عطرُ الحقولِ، قبيلَ المغيبِ الآزف!

واليومَ ..أحاطني الغريبُ ( القريبُ ) ببيلسانهِ الأينع..
فمنحتُ نفسي عربونَ إطلالةٍ، يخاطبني عبرها بتمعنٍ أصغيه..
وأخالُني..أسألهُ..فيُجيبُني...
إذ أنَّ أول أسئلتي بادئ ذي بدء:

--لماذا كانَ لحُزنكَ هذا الجمالُ الأندر؟!

ألبير ذبيان 04-26-2016 11:57 PM

(*) حنين
 

يا طيفُ..
عبيرُ همسكَ هامَ نوراً أقحمَ مقلتي في وميضِ الأملِ
أرتشفُ عتباتِ حلولِ المحالِ أماناً
يتغلغلُ رغبتي
ويُحيلُ جمودي انسياباً كجدولٍ كان قد جفَّهُ الزمنُ

يعتلي خريرُهُ تطلعاتي نحو الربيعِ الآتي
وكنهُ الارتواءِ فيهِ
تشرَّبتهُ الأحلامُ فترةً خَبتْ..
أ فهل أزفتْ لحظةُ عودتي إلى أفكاريَ الورديةِ
أستشفُ من هاربها عني، بعضاً من وصماتِ سرورٍ وحبور !؟

مكانكَ الروحُ ..يا طيف
وميدانكَ القلبُ ..يهذي إبَّانَ غيابكَ النَّبضُ
ويرتعشُ الصَّدرُ اختناقاً..قربَ دنوِّ الأجلِ..كأنهُ!!
مازلتُ على العهدِ أكتب..
ولو أثقلَ حرفيَ وابلُ الهمومِ ..فنزفَ الشعورَ دُفلى وزيزفون..
ها قد شهدتْ عليَّ صحائفي
والحمراءُ من مدادي
وأنــا.. يا طيف
مازلتُ هنا أنسكبُ بما تودُّ أن تراني عليهِ.. فاهنأ حيثُ أنت..
وخلِّني أتبعثرُ وحيداً.. قبيلَ انعقادِ كؤوسِ الكرزِ على شفاهكَ البريئة
وحتَّى يحينَ أوانُ انبعاثي إليكَ
أتصبَّرُ ... بهمرِ حرفٍ تُحبُّه...
فهل أدركتِ الحروفُ أنني أذرفها؟!
لارتسمتْ على الورقِ إذن دماءَ شريانٍ ملَّ المللَ
والتبسَ عليهِ الحزنُ .. فأرداهُ مومياءَ من الأحاسيسِ المُصبَّرةِ
إلى يومِ يُبعثون...


يا طيفُ
موعدنا في نيسان...
لن أعبرَ الضفافَ نحو المنافي القادمةِ وحيداً بدونك..
وحتى ذاكَ
امنحني إطلالاتكَ الملائكية
علَّني ..لا تفقدني نفسي، في خضمِّ هذا الغمرِ والاغتراب

لروحكَ الأمانُ...ولصبريَ الهذيان

إلى لقاء

ألبير ذبيان 04-28-2016 12:57 AM

(*) عندما... يفنى الأمل...
 

ألا فارمقني..
من خلف حدودِ الصمتِ
ألملمُ أشلاءَ يتمٍ
تناثرَ عَبراتْ..

واتركني..
وحيداً في ميادينِ احترافي
أنسجُ الأقنعةَ حروفاً
تفنُّناً في ذي اللغاتْ..


كُمونُ لحظكَ في مرايايَ التي
ما أن أراها...تهذي لهجتي
وتتباعدُ بيَ المسافاتُ جنوحاً
نحو ..لا متناهياتِ ولعي عالمَ الأطيافِ الليلكيِّ
فـ ألمَحُني ..
ريشةً.. ألواها تخلخلُ الأثيرِ
جُنحَ السنونو
حالَ عودتهِ أوكارَ المرحِ في آخر الدُّنيا
فسقطتْ قُبالةَ دخولهِ أجواءَ الوطنِ
على حدودِ المنفى
وحيدةً...تبكي..
فِراقَ الطائرِ اللاهثِ
خلفَ آمالِ العودةِ
تبكي
حرمانَ نورِ الأمانِ
وسرمديَّةُ الأحزانِ
تجترُّها على قوارعِ النسيانِ العابثِ بأقدارها
نزيفاً... أكلَ بقايا الدفء في أطرافها
فصارتْ... كما أنا
سدى..........!!!

فارمقني...
أتماشى معَ فناءِ ظلالِ الياسمينِ في قلبي
وتسلُّلِ انتشاءِ الموتِ أخبيةَ جوارحي
أتلاشى.. كصدى
سافرَ بعيداً في المدى
وارتدَّ مكفهرَّ المعالمِ
خريفاً... مخيفاً... عنيفاً
يرتسمُ مجاميعَ وريقاتٍ
تنحتُ ملامحي على صلدِ الجلاميدِ
بعيداً عنكَ
أضغاثَ إنسانٍ ... فقط!

وفقط.... (عندما يفنى الأمل)

كِدتُ أكتُبني رحيقاً
إيماءَ تفاؤلٍ
حالَ نيسانَ القادمِ
تُزغردُ عبرهُ العطورُ
وتتغنَّاهُ الطيور...
ولكن..!!
أبى الربيعُ استضافتي
وحكمَ على خُرافتي
بالإعدامِ خريفاً
أبدَ الآبدين...

فلماذا... أكلِّلُ الأقحوانَ الرَّاحلَ
أثوابَ زفافٍ ظاهرها البياضُ
وباطِنها...أنا!؟

ولماذا..
أتقنتُ لغةً
أبوح في معالمها عنِّي
لأزدادَ بعداً مني...
واقتراباً..من مدلهمَّاتِ الظنون!؟

أ لأنني
أخطُّ في ظلالِ الياسمينِ عَبرتي
آليتُ إلا أن أعودَ دائماً لعُزلتي
أتذوَّقها... وأبحرُ في قبوها الساخرِ من دنيتي
حتى ثمالةِ اللامبالاةِ
وللحرفِ شجونٌ... يا أمل؟!
ألا..فموعدكَ إيناعُ النراجسِ ..
فصلَ الخريف
وحتى ذاكَ....
طِبْ وهماً على وهم

ألبير ذبيان 04-29-2016 10:48 PM

(*) فاصِلة
 
كمَنْ أتعبَ الفيافي والقفار
يدورُ أرجاءها سدًى، باحثاً عن ضلالةٍ..أو أشباهِ حوارٍ
يحكيهِ مع الأنا الضائعةِ في مُدلهماتِ الأفكارِ الشاسعةِ التضوعِ والتجبرِ الآسنِ..


وإذ يبني ببراعةِ الخيالِ ثكنتهُ العنكبوتيةَ الواهية الجدرانِ أملاً... - أمسى موحولَ المرافئِ وحيه!
ويُضفي على أثاثها، لمستهُ الاحتفاليةََ المضنية..
دهاليزَ عزلةٍ وأقباءَ وحدةٍ رهيبة....-
يكمُنُ في إحدى زواياها الفارعةِ الظلمة، ليتصيَّدَ أيةَ فرصةٍ لوحيِ أملٍ ما، أو قصاصةِ تفاؤلٍ أقرع..



هل تَراني من هناكَ، أنصبُ للحياةِ أفخاخاً من ترقبٍ أتلفهُ التعبُ؟
حالماً بقيامةِ أحوالي سريعاً، لمحاً وومضاً من حنينٍ يقضُ مدامعي اللاهبةَ فيكَ!!؟
وعلى مرأًى من حنانكَ المبتورُ قلبي للقياه، أتجرَّعُ غصص التصبُّرِ إضمحلالَ رمقٍ لعلهُ يُحيلُ أفكاري هباءً..
ريثما نلتقي هناك..




إيـــهٍ.. كم أزعمُ أنني أثقُ بمقدرتي على اصطناعِ أسبابِ التجلدِ في خواءِ الفانيةِ هذه..
وكم ألتصقُ بفصوليَ المنحرفةِ عن جادةِ البشر، لأقيمَ مآدبَ طقوسي النادرة
وكما اعتدتُ دائماً، أنيرها بصمتٍ مدقع، وأكفكفُ همساتها المتلاطمةِ شوقاً للبوحِ القاتل..
علَّ البوحَ يُريحها... ولكن..هيهاتَ هيهات!!!!!



ليستْ زفراتي قيعانَ همومٍ تلوذُ سطحَ الأرضِ راحةً من أعماقٍ ألهبها فقدك..
ولكن؛ أسباباً تدعوني لكسرِ اليراعِ نصفينِ متماثلين..
بأحدهما، أكتبُ الحرفَ ارتساماً وخيالاً مجنحاً، كما يحلو للأوراقِ انسكابه..
وبالآخرِ، أدونُ الشعورَ أنَّاً مدادهُ الدمُ ما حواكَ لونه، على جدرانِ الشرايينِ ما تحملك..
عهداً كما حُتِّمَ عقدهُ، ومنتهاهُ.. يومَ نلتقي.

ألبير ذبيان 05-01-2016 12:43 AM

(*)أضغاثٌ في سَحَر..!
 
يــــا لـــيـــل..
عندي لحالكِ بؤسكَ المضني سؤال:
كيف بي إن جلَّ يتمي فارعَ الأصقاعِ يهمي أحجياتي
والتَّصبرُ فيَّ زال؟!
هل دُوِّنتْ كلُّ الإشاراتِ التي أوقفْتَها نعياً تلاني وأدهُ إبانَ سُهدي في دُجاكَ تلوكني وصَماتهُ؟!


أمْ

بُعثرتْ آلافُ أناتي سراباً، ما اعتراني باتَ أضغاثاً .. رُفاتاً .. كم ودِدتُ ببوحهِ إهمالَ تُربِ الأرض فوقَ ركامهِ أشلاءَ بوحٍ مقفرٍ متهالكٍ ما كانَ لولا الحرفُ قال!!



يــــا حضرةَ الأشباحِ في قدسِ التأملِ
-دوحتي النَّجلاءَ وسع الكونِ تأخذني سفيراً عالمَ الأرواحِ
مكروباً إليكم، هدَّتِ العبراتُ أجفاني بُعيدَ النَّجمُ ذابَ وميضهُ المرحولُ شأواً من فراغٍ حلَّني بهمومهِ..-
هل أقتفي أثارِ همسٍ زانَ ليلاءَ الليالي أنسهُ، طيفاً أتاني من صداكم غيثهُ
روَّى جديبَ الروحِ راحت تصطليها جذوةُ الأتراحِ إيماءً عراني سُكنَهُ أفقَ الخيال؟!



يــــا روعةً حملتْ سُـكونَ مرافئ الذكرى جمالاً داهمَ الأفكارَ تلويحاً تمادى
يستبيحُ العمرَ تمويهاً تضارعهُ الأنينُ تجاذباً:
أ فـلو تكلَّفتِ السِّفارةَ فكرتي بُعدَ الموانئ منهلاً ترتاحهُ عبثاً على ظهرِ المواخرِ نزحةً ترجو بها
هوناً زوى تشتاقهُ؛
هل صُوِّبتْ حُلماً على متغطرسِ الأملِ الغَرورِ خُرافتي، في أن أبوءَ بمهجتي
لوذاً يُرجِّيهِ التَّرحلُ زُخرفاً ماهتْ تمائمُ زعمهِ في بتر أوصالِ التَّلوعِ زفرتي..

أمْ

ما انفكَ حَورٌ بتُّ نحو غضارهِ المكنوزِ حزناً ينتشي عوداً شراعُ سفينتي
متلهفاً ذاتَ المرامي والمآل؟!!!!

ألبير ذبيان 05-05-2016 01:24 AM

(*) جُموح..!
 
كالحية الرقطاء تلدغكَ الشجونُ فتجترحُ من سُمِّها آلافَ هولٍ من عزوفٍ عن عالمِ الأحياء
لا بشراً إذا صُنِّفت لا.. لا.. بل تماهت وصفكَ الكلماتُ
مهما حشرجت فيكَ الظنون تكاثفت معها الهمومُ كأنها سيلٌ من التشويه يأتي
ما اعتراكَ يُحيل أرواحاً أتتكَ تحورُ بالدَّمعِ الحزين جراحها

ما كان يغلي في حشاكَ
ألمَّها,, فاعتلَّها..!



كم حذَّرتْكَ أختُ الصبا:
لا تقترف سكباً رواكَ القيظَ طوراً حينهُ!؟
والدهرُ صار قرينهُ .. حتى إذا أغرقتَ.. بُحَّ الحرفُ يهوي والجراحُ أنينها الآفاقَ يدوي
والنفوسُ تسمرت ..!
لا ترتكب جُرمَ انغماسٍ فيكَ
يلوي لثمهُ روحَ الزهورِ فتبخَّرَ العطرُ الأريجُ كؤوسَها
والسحرُ يذوي!!



كم تناولكَ العتابَ أنِ اتَّئد.. لا تبتعد عن شاطئٍ خوضُ الغمارِ يُكبِّلُك
والعودُ فيهِ يُغيِّرُك!

سرِّح همومَ القلبِ دونَ سوادها.. تهدأ أواناً من ظنونٍ
وارتحل في غربةٍ من ظلِّ نفسكَ تلتقي آمالَ صبركَ
فالقرابينُ التي أتلفتَها أعتابَ صمتكَ ترتجي طوراً دِماها فكَّ قيدكَ
حُوِّرتْ أشلاؤها أضغاثا...

لا نومٌ إذا صادفتهُ أترفتهُ من لثم جفنكَ راحةً تخبو بها الأحزانُ
والطيفُ الذي قلَّدتهُ الإيحاءَ منكَ نكبتَهُ في قعرِ عمقكَ
فارتوى قفراً برَيْنكَ
ماتحاً إياهُ دُهمكَ صابغاً أوصالهُ
حتى تبدَّى للقروحِ غنيمةً تبتزُّها علناً ببوحكَ غافلا...


ألبير ذبيان 05-05-2016 01:28 AM

(*) قالت..
 

((مشكلتكَ مع الكون..
أنَّكَ واضحٌ لدرجة أرهقت وميض النجوم..فتقعَّرَ ليلكَ ودجى
واغرورقت بالسوادِ أحداقــهُ... ومـا عـادَ يـراك
فحسبتكَ الآفاقُ غموضــا))


. . .

ألبير ذبيان 05-11-2016 12:05 AM

(*) لُجين
 

ها أنتَ من عمقِ الغَيابة ترتسم!!
لتزيل عني فادحَ السقطاتِ
من قلبي ومني
من تيتُّمِ فكرتي
وكذا تَطاول حيرتي
من قعرِ أنَّي
من وساوسِ غربتي
ودجيِّ ظني
في احتمالكَ قائماً بيني وبيني
تبتسم....
**
دعني ألوذُ بيارقَ الآمالِ تسكنُ مقلتيك تحنُّناً
وأُهيبُ صدركَ أن يدجِّجَ غَمرهُ
كيما يبعثرَهُ الجمودُ أحالني الأشلاءَ
كفَّنَ سوسني
واختالَ كيفَ يقودني نحو المماتِ ..يُحيطني؟؟!!
**
أرأيتني ..
لمَّا تكافلني عَياءُ صلابتي
واغتالني شوقي حبائبَ مهجتي
فابتزني هذا الزمانُ مضرِّجاً روحي بأصنافِ الألم...؟!
**
جيئت لكَ الأحلامُ أضغاثاً تململَ حالها
فاستغربتْ أحوالَ ظلِّي
كم بدا متغايراً عنِّي بكُلي
كم بدوتُ أنا يُحايلني الهنا
متقنِّعاً وجهَ المرايا جالَ في تكسيرها
يتلقفُ الأرزاءَ يُسكنها المنى
ويعودُ أرماسي بهولِ الموتِ منفرداً بها
**
أحسبتِني آليتُ شطبَ الكونِ فيَّ تقهقراً
والروحُ مني أنتِ أنتِ جذورها
ما كانَ إيناعُ الزهورِ وعطرها؟؟!!
**
لا تسألنْ كيفَ الحياةُ أعيشها
لايُسأل الزوَّارُ فيها عن لمم....


ألبير ذبيان 05-13-2016 09:47 PM

(*) عدم..
 

أنتمي إليكَ أكثر..
كلما فقتُ الغرابةَ أو بدا مني لهم أشباح راعتهم
فمروا كالفراشِ على ربيعي
واسترابوني إذا آليتُ أصبو للخريفِ مشاعري أهديتها..
جفَّ اليراعُ بحبرهم
حتى إذا بحتُ الأنا بدماءِ قلبي راعهم أني أنا منكَ المحيا والسماتِ ألوذها
وجديلُ حرفي دونكَ النبراس كيف له لثم الصحافِ بلا سبب...

قد قلتَ لكني أنختُ دفاتري
وتجبرت أفكارُ تفريطي بمَلكِ إرادتي
وحجبتُ عنكَ شذا أزاهيرٍ لكم راعيتها
بالكتمِ عن عيني
فكيف أرقتُها ؟!!


لملم زئير الياسمين وحُلَّني من صوتِ يأسي من دناهم
هالني حقاً هواهم
مذ ظننتُ الكونَ ينعى راحتي
أو علَّهُ
أفنى بلمحٍ رؤيتي للحرفِ يزهو فاسترقَ مآملي
أودى بها تابوتَ لغطٍ مكفهر...


(لينُ) اعذريني
خلتُ أني فقتُ حزني في عيوني
فاسترحت على خريفي أستهل مكفكفا لوعي
وأهدي للسراب كذا أنيني
بيد أني
بتُّ تنعاني رؤاهم
ذاكَ حسبي
خلتُني آلفتُ أني عدتُ طيراً في دُناهم
لاتَ ظني...!!

فاستبيحي بعدُ تشذيبي فيتمي فيكِ أبهى
واستزيدي غربتي الأقباء دونَ الحرفِ
صمتُ الحرفِ أجدى

واغمري هذي الظلالَ بصمتِ قلبي
أنت..أنتِ إذا هممتُ تسائليني
عن أنين الجرحِ يلظى في جبيني
اكتفيكِ ..وأكتفي بالموتِ أولى...

ألبير ذبيان 05-15-2016 10:14 PM

(*) أضغاثُ ربيع!
 
يا ربيعُ..
إلى متى ستظل سكِّيراً عربيداً
تتمايلُ على أضغاثِ رؤايَ
موشَّحاً بأوهامكَ الورديةِ المُداهِنةِ أحوالَ التَّرقُّبِ حدَّ الهذيان!؟
تستعرضُ قزّحكَ المُتلوِّنَ بخُيلاءِ الأناقةِ، فاتِنَ المراسِمِ
ممسوسَ المواسِمِ بأطيافٍ عشقت عربدتَكَ اللونيَّةَ حتى لا نهايات السخريةِ بالعالمين!
**
أنا أعرفُكَ تماما..
وأعلمُ أنَّك أحجيةَ الحَولِ عبر السنين..!
تأتي مواربةً من خضمِّ الفصولِ كأنَّك جرعةٌ من المخدِّرِ
لن يلبث أن يتهاوى تأثيرهُ المضمحلُّ نزولاً عند رغبات الواقع اللئيم!
**
ألا..
فحُلَّني من أوهامك تلكَ..
وسَرِّحِ في آفاقِ الأمداءِ مُخيِّلتي بعيداً عن سُمومكَ وزعمِكَ الأرعن!
ما عدتَ يا ربيعُ تُغريني أقاصيصكَ الفارهةُ أجواءَ المسرَّاتِ البالية!
وما عادَ قُزحُكَ الشفيفُ التَّرفُ يوحي لذائقتي بأي جميلٍ أبدا..!
**
إنَّني في غمرِ هذا العمرِ خبِرتُكَ دهرا
ولفعني وهجُ نُكرانِكَ أحوالي ألف مرةٍ ومرَّة!
كنتَ فيها أعتى تصعُّراً وتكبُّراً ..
وما كانت زينتُكَ الفارهةُ تيكَ.. إلا ألهياتٍ فارغةٍ أرمَسَتْها المرارةُ
في غُلوِّ البؤسِ واستِماتتِ اليأسِ خفقانَ قلبيَ التَّعبِ دنياكِ هذه..!
**
فخذها إليكَ مرحولةً محكولةً بمروَدِ الهباءِ والهراءِ
فأنا.. يا ربيعُ.. نذرتُكَ خريفاً تستضيفهُ أعماقي
وتستطيبهُ مرافئُ القريرةِ في نفسي..
أعبُرُ بماوراءِ ألوانِكَ المُداهِنةِ، رماديَّاتِ أحلامي
نحو راحةٍ لطالما وجدتُها خلفَ أكاذيبكَ الواهيَةِ في خضمِّ عمري القصير..!


ألبير ذبيان 05-20-2016 10:36 PM

(*) فهرس 2
 

سافرتَ
ألهبتَ احتمال الفقدِ في روعي للغةِ البوحِ إن ما رُحتَ تاقت للخبوتِ
وشوَّهتْ رسم الحروفِ أخطها دون الورى صُحفي بوجداني
تُرى.. أتعودُ تلقاني كما ألفيتُ بعضي يندثر!! خلفَ الكلالة والضجر
أهمي على شبحي أحاول وصفهُ
فلعلني أحيي بذاك ملامحي.. أو أكتفي ضَوعَ الخيالِ يحيلُ كل جوارحي
بعدَ التنائي واحةً
سكنَ السرابُ ظلالها
وكذا أغاظَ رمالها ..

إن شئتَ غادر نحوها.. دونَ الوداعِ يعيدني للوهمِ ألقى في جفوني همَّهُ
واحزم حقائبَ عطرها من مقلتيَّ وخفقتي
لا تكترث لصلابتي...
عوَّدتُ قلبي في الدُّنى صبرَ المصائبِ والرزايا والعنا
وتلذذَ الأتراحِ إن همَّتْ بقدِّ مسرتي
فأحلتُها رمقاً شفاءً بلسما..

ينتابني أرقٌ غريبٌ كنههُ!!
ألأنني صرتُ الوداعَ إذا أتى فاعتدتهُ..
حتى سلوتُ جحيمهُ إذ طالني!؟!
وأثرتُ في شكِّي مسائلَ خلتُها إن ما حللتُ رموزها ستعينني..
في فهم إرهاصي وحيرة فكرتي
لكنني..لمَّا رحلتَ وعدتُ أحكي للمرايا غربتي
واللغز حول غرابتي...لاحت لصمتي جملةٌ فقرأتها بيني وبيني سارحاً في حرفها
وكتبتها .. لا للكتابةِ بل كتذكارٍ لإحساسٍ أتاني
كانَ يدميني بأنواعِ الألم...


ألبير ذبيان 05-27-2016 12:28 AM

(*) إذعان
 

((هذي ظلال الياسمين تألقت لكَ في عيوني خلفَ ما يؤوي جنوني
من بواعث رغبةٍ في ضمِّ طيفكَ إن أتى.. هل بعدُ أهوي في ظنوني؟!
هل بعدما خضتُ الفراقَ ألوذُ في اللُقيا حيائي...أو أكفكفهُ رجائي
أو أعاندُ فكرتي في بسطِ كل محبتي سيلاً عراكَ وما اكتفى!!))


أرأيتَها؟؟!!
كتبتْ على همسِ الخريفِ حكايةً زهريَّةَ الأحلامِ تاقَ القلبُ يهواها
ويخفقُ لاهجاً في كل حينٍ بوحها
لمَّا أشارت للزهور بمبسمِ الأطفالِ غنَّت
بالعطورِ كذا تغنَّت
واستفاقت مذ تراءت لي براءة لحظها كلُّ الأماني
فاستزادت من هيامي كيفما شاءت لها الأيامُ تأتي....... حسبها!!

سَل كيفَ بعد الحبِّ يهمي في جذوري ظلَّتِ الآمالُ تحيا في سطوري!!
كيفَ هذا الحرفُ يرفلُ بالمدادِ مكللاً صفحاتِ بوحي حاملاً أهوالَ جرحي
دونَ أن يهوي اختناقاً في حضوري...

واستملْ إيحاءَ صمتي قد جعلتكَ أنت سَمتي في دروبِ البوحِ أهديكَ الأنــا
أعرفتني؟!
أعرفتَ كيفَ إذا رحلتُ تُعيدُني.. وتُعيدُ آمالي وأطيافي معك؟!
يا ظلَّها... أنصت أتيتُكَ مُفعماً بتلاوةِ الأوهامِ أفضي عبرتي..تجتاحني
وتخونُ في فصل الشتاءِ صلابتي.. تغتالني
لا أذكرُ الأيامَ كيف بُعيدَ موتي راحَ عمري يبتديها
إذ أرحتُ من الدُّنى زهداً معالِمَ فكرتي
وأرقتُها في غربتي
وسكبتها في حانةٍ سكرتْ عليها بضعةُ الأورامِ ضجَّت في وريدي

كانتِ الأعيادُ تحظى باكتمالِ البدرِ في ذاكَ السحر..
لا عُجبَ إن ما غابَ بدرٌ أو تلاشى ضوؤه أو ماتَ يذوي خلفَ وهمٍ أو إياسٍ أو ضجر....

ما كنتُ كتبت.

ألبير ذبيان 06-09-2016 12:06 AM

(*) ن
 

((
تُراني..

رأيتكَ في الحلم حينَ افتقدتُ صوتي يناديكَ عبر المدى!؟
معوضاً روحي حسيسَ صوتكَ الدافئ يغمرني وطناً بعيداً قهرني اغترابي عنهُ.. وعنكم..

خبِّرني عن ياسمينة والدنا، وأضاليا الوالدة الرؤوم
عن عريشة العنب المدلاةِ من السطح.. ما كنا نلعب سوية وأبناء الجيران ونأكل ثمارها
حبة بحبة..
تُقتُ لضمِّ الغاردينيا عطراً مزَّهاً كان قد اختلط بخرير الماء قلب البركة الحجرية
ما غمرنا ماؤها مرارا..

تعلم ألبي؟
في وطنك البعيد، تصبح الرغبة في إطفاء جذوة الشوقِ، أعظم من مجرد احتساء الكلماتِ
الكامنة سويداء القلب، مع ما تحمل من دفء كبير وحنان عارم
أكبر من تلذذ العينِ حال يقع نظرها، فيرتدَّ بصيراً مع ما حمله من انعكاسٍ لوجوه الأحبة
برقراقِ مآقينا، اللاهثة لضمِّ صورهم الخالدة
أجمل من الإصغاء بنهمٍ لنبرات الأصوات، واستماعها بروية وتمحيص وتدقيق
نستخرج به منها مآربنا في هدأة القلبِ نبضاً وخفقاً والتياعا

ما تصبو إليه الروح، عندما يصبح التعاظم والتكابر والتجمل، رموزاً نمتلكها.. ولكننا لا نراها
إلا في مرايانا وأشباحِ أمنياتنا
حيث أن أشواقنا العتيدة، تقتضي عناقاً من نوعٍ آخر
ندركهُ جيداً... ونعلم أنه فلذةُ آمالنا ونهوة تطلعاتنا
ولكننا لن نمتلك مفاتحه، حتى يأذن الله لنا في ذاك أمرا
ألا وهو.. عناقُ الأماكن...

كل رمضانٍ وأنتم أمل اللقاء

وكل عامٍ وأنت.. أنـا والمرمر!

))

ألبير ذبيان 06-16-2016 12:10 AM

رد: (*) ن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان (المشاركة 389108)

((
تُراني..

رأيتكَ في الحلم حينَ افتقدتُ صوتي يناديكَ عبر المدى!؟
معوضاً روحي حسيسَ صوتكَ الدافئ يغمرني وطناً بعيداً قهرني اغترابي عنهُ.. وعنكم..

خبِّرني عن ياسمينة والدنا، وأضاليا الوالدة الرؤوم
عن عريشة العنب المدلاةِ من السطح.. ما كنا نلعب سوية وأبناء الجيران ونأكل ثمارها
حبة بحبة..
تُقتُ لضمِّ الغاردينيا عطراً مزَّهاً كان قد اختلط بخرير الماء قلب البركة الحجرية
ما غمرنا ماؤها مرارا..

تعلم ألبي؟
في وطنك البعيد، تصبح الرغبة في إطفاء جذوة الشوقِ، أعظم من مجرد احتساء الكلماتِ
الكامنة سويداء القلب، مع ما تحمل من دفء كبير وحنان عارم
أكبر من تلذذ العينِ حال يقع نظرها، فيرتدَّ بصيراً مع ما حمله من انعكاسٍ لوجوه الأحبة
برقراقِ مآقينا، اللاهثة لضمِّ صورهم الخالدة
أجمل من الإصغاء بنهمٍ لنبرات الأصوات، واستماعها بروية وتمحيص وتدقيق
نستخرج به منها مآربنا في هدأة القلبِ نبضاً وخفقاً والتياعا

ما تصبو إليه الروح، عندما يصبح التعاظم والتكابر والتجمل، رموزاً نمتلكها.. ولكننا لا نراها
إلا في مرايانا وأشباحِ أمنياتنا
حيث أن أشواقنا العتيدة، تقتضي عناقاً من نوعٍ آخر
ندركهُ جيداً... ونعلم أنه فلذةُ آمالنا ونهوة تطلعاتنا
ولكننا لن نمتلك مفاتحه، حتى يأذن الله لنا في ذاك أمرا
ألا وهو.. عناقُ الأماكن...

كل رمضانٍ وأنتم أمل اللقاء

وكل عامٍ وأنت.. أنـا والمرمر!

))

****************************
*****
***
**
*

عادَ يحملهُ الأثيرُ برودهُ فاقَ العبيرَ دماثةً لولا افتقادُ الروحِ كدتُ أكونهُ ملكاً أميراً قيصراً لمَّا تزلزلهُ الخطوبًُ جليلها

هل داعبتكِ طفولتي حتى تجلى طيفكِ الياقوتُ مرآتي غزاها دامعَ الوجناتِ شوقاً
ألجمَ النبراتِ خنقاً في صداها نكهةُ العمرِ الذي لمَّا يعودَ بلمحةٍ
إلا اغتراباً عالمَ الأمواتِ دنيا فرَّقتنا حسبها!!

مالي إذا ما رحتُ أرسمكِ، الحروفُ تكبَّدت صمتي حنيناً للرحيلِ محطةً
أرجو بها لمحاً رؤاكِ، محلقاً طيراً كسيراً في سماكِ
فغيِّبي عنهُ الدُّموعَ ....
إذا رآها في عيونكِ، يزدريهِ العمرُ أشلاءً ذوتْ ترجو لقاءكِ قبلَ فقدٍ باتَ أعجل!

هذي دمشقُ تزلَّفتْ عودَ الخريفِ يضمُّها ..
من ضمَّ مرمرُكِ اليتيمُ إذا رحلتِ، خريفَهُ دونَ الأحبةِ باتَ يهوي في أتونِ البعدِ
إيماءاتِ روحٍ، كم تبعثرها زمانٌ ليتَ يمضي في سباتٍ ذاكَ أفضل..

لا .. لستُ ذاكَ الطفلَ بعدكِ.. قد تكالبتِ الدُّنى روحي وقلبي والتياعي
حتَّما صرتُ السنونَ أكيلُها..
سنةً بعشرٍ كالسرابِ يمرُّ ملتبساً عليَّ بعدِّهِ!!
لولا خيالي ..كم تصعَّرتِ الليالي قيظَ لؤمٍ من سوادٍ حالكٍ متليِّلٍ
أهذي طيوفاً دونها كدتُ المريرَ بهمِّهِ.. لا مرمراً لا شكَّ يخبو ظلُّهُ


وطني سماؤكِ يا أمل..
لا تحسبيهِ الزَّهرُ بعدكِ أينعَ العطرَ الذي حاورتهِ..
صامَ الندى والحزنُ أورثهُ الرَّدى
كسرَ الكؤوسَ وعافَ ترتيلَ الخريرِ محدِّقاً ذاكَ المدى
يرجو حناكِ يُعيدهُ يسفي الأسى بأريجهِ...


فالآن.. حسبُكْ
**********

ألبير ذبيان 06-19-2016 01:58 PM

(*) محاولاتٌ يائسة
 
ختمت رحيقَ الياسمينِ بلحظها الفتَّانِ ألهيةَ اللقاءِ نضارةً..
من ثَمّ.. غابت في أتونِ الفقدِ شأواً من رحيلٍ غلَّ مسكونَ المدى بظلالها الفيحاءِ وسْعَ شجونهِ
فتنصَّلَ الآفاقَ.. ولَّى عن رجاها غارقاً في حزنهِ .. بُعداً تماهى في ملمَّاتِ الأنين...
**
عندما يحتضرُ شفقُ الوداد، إيذاناً بقدوم غطرسةٍ ليليَّةٍ عاتية؛ تنشر جلاوزتها أركانَ السماءِ تكبُّراً وعُلُوَّا،
يحتدُّ في بؤبؤِ العينِ خيالُ رفيقةِ الرِّيح!
تتوسَّدُ أشفارَ العتمةِ، وتوحي لقريحةِ كاتبها الأثيرِ.. بهنبساتٍ ماورائية ماتعة!
لكأنَّهُ حال تبثها أعماقهُ التواقةَ طيفها الشفيف، يسلو معها همومهُ تارةً من تفكر ملأ خلايا عقلهِ التعبِ!
يظنَّهُ العابرونَ بوحهُ العذبَ، مسكوناً بأشباحٍ ذاتِ أطوارٍ عجيبة التقمص خفايا ذاتهِ المجنونةِ أصلاً!!
المجنونة إذ اقترفت الكتابة.. ولا ريب..
في هذا الجوِّ العاتمِ الضَّبابي الرؤى..الممزوجِ بأحلامِ عناقٍ جمع ندى المعاني وكؤوسَ زهر الصفحات المضناةِ بوحا..
تَجمع رفيقة الريح مضامين مكوثها الأينعِ في تطلعاتهِ التأمليَّةِ البعيدة..
تحزم حقائبَ وحيها الهامس قشعريرةً خفقت في قلبه الحاني..
وترفرفُ بجنحي سنونو تلهَّفَ صعودَ السماواتِ..
تاركةً إياهُ بين حفنةٍ من تبغٍ استشاطَ دُخانَ أمانٍ تلاشت..
وبين أشلاءِ كيانٍ فُرِّغَ من جوارحَ ازدانته ذاتَ لقاءٍ.. عدَلَ في عمرهِ سنيَّ العمر كله!!
يُعربدُ الوقتُ القاطعُ على لحظاتهِ تلك بنشوةٍ نكراءَ..كان قد ألِفها قبيلَ كلِّ ذرفٍ مسيس...
**
كم موبوءً بالشجنِ باتَ على شفير الصفحات..!
وكم تعتريه خلجاتٌ انتفض لها جسدهُ المرهق آماداً من ضياعٍ أكيد..
على هذا.. ألم يئن لليراعِ صلَفٌ تجفُّ عبرهُ مستنقعاتُ الوجدِ باعاً من سكوت..؟!
سؤال في فيء الظلالِ مرهونٌ بالعمقِ والذرفِ ..وأشياءَ لا تدركها لغاتُ البوحِ عالم الآدميين...!
إلا أنتِ...

ألبير ذبيان 06-22-2016 02:53 AM

(*) شقيقةُ الرُّوح
 
في هدأة الليلِ المُحمَّلِ بسكونِ العالمين..
تنهَّدت قُبالةَ خوضها غمارَ الأعماقِ.. عبر رحلتها الزاخرةِ بأعاجيبِ المعاني ودماثة الكلمات!
أتونُ سريرتِها الطَّيبةِ، مشتعلٌ حدَّ انفجارِ الرؤى بروعة المضامينِ....
تصبِّرهُ بانطباعِ رقَّتها الملائكيةِ تلهُّفهُ الأميَزَ باقترافِ البوحِ سدرةَ الصفحاتِ برونقٍ خلاب..!
جلستْ.. في رُكنها الأثيرِ، تُقلِّبُ الخيالَ أداةً احترفتها خفقةُ قلبها البريءِ باعاً من حنان..
وإذ تتوسَّدُ رأسها قاصدةً هدهدةَ الأفكارِ فيهِ، بيدها الممهورةِ بحنو الاتكاءِ،
تُرسلُ نظرات عينيها الفاتنةِ أفقاً من تأملاتٍ لمَّا تنتهي أبداً!.. أو كما اعتقدها رائيها عبر المسافات..!
ثم.. وإبَّانَ شروعِها بترجمةِ صدى الأحاسيسِ، لغةً يفهمُها قارئوها توقاً وترقُّباً بملءِ شغفٍ وحبورٍ،
تتنهَّدُ مرةً ثانيةً.. توجِّهُ عبرها سيَّالاتِ الحروفِ مساربَ المعنى المرادِ.. كما ارتأى أسلوبُها الأخَّاذ!
تنثرُ الكلماتِ على سطور البوحِ بأناقةٍ لافتةٍ..! وتُحلِّي هيئاتِها بأبهى المعاني الراقيةِ الرقراقةِ حدَّ الهذيان!
تبكي معها حينَ ارتسامٍ شجيٍّ على الصفحات..
وتبتسمُ ببراءةِ الغنجِ حين مشاكسةٍ، يسيلُ مرآها الندى كؤوسَ الزهرِ صفاءً وعذوبةً أزلية...
وتسكن أحياناً عديدةً.. حالما تهتزُّ أعماقُها لصورةٍ ما!
مرَّت عبر مرايا الشعورِ انعكاساً شديدَ الأثرِ في وجدانِها النقي المشاعر، فوقَ الوصفِ بلا ريب!!
وقبل أن تضع نقطةً..تختم بها أصولَ الذرفِ غايةً ومقصدا،
تغمضُ عينيها بغيةَ قريرةٍ يهدأ خلالها فورانُ الأعماقِ برهةً من سكون..
ثم.. تتأملُ مليَّاً نتاجَ البوحِ تأثُّراً أكَّدتهُ أحاسيسها المرهفةُ
إيحاءاتٍ شعرَ بها القُرَّاءُ بعمقٍ بيِّن...
حتى.. وأخيراً.. تطلقُ النصَّ من ربقةِ سطوتها الشعوريَّةِ الآمرةِ، نحو فضاءاتِ الإبداعِ
مختالاً علواً وتموسقاً أسر المتذوقينَ..
ورسَّخَ في الأذهانِ المشدوهةِ بوحَها، مدى ندرتِها عالمَ اللغاتِ الأدبيةِ الراقيةِ
يراعاً قلَّ نظيرهُ ..لمن استوعبَ أصالتهُ وعاطفتهُ الصادقة.. وأشياء خفت إلا عن المقربين...

ألبير ذبيان 06-24-2016 01:30 AM

(*) رسالةُ عوالم
 
"قيدتْ ليَ الأزهارُ لما زرتني
بسَم الربيعُ أوانُهُ سبق المدى وكذا تأرجحَ عالياً
أسرَ الصدى.. وتمالأتْ كأسُ النراجسِ في عيوني
عطرها أغوى جفوني...
واستفاقت رغبتي في لثمِ روحي إذ حنوُّكَ ضمها
بُشرى لها ..!!

ياليتني كنتُ الزَّغاردَ للأثيرِ يحوم بي أصقاعَ هذي الأرضِ
أحملُ للنجومِ حكايتي
أروي لها أقصوصةَ الأطفالِ قبل النومِ أحكي عن هيامي
بعدهُ أفضي اهتمامي
أنثرُ الكلماتِ سرباً من فراشٍ زاهي الألوانِ يخفق جُنحهُ
فيُعيدُ طوراً بارتعاشٍ باردٍ خلجاتِ قلبي
قبلَ كنتُ أودعك...

ألقيتُ أرياشَ الخيالِ وبعتُ لوحاتي لسكانِ الكواكبِ
فالشتاءُ هناكَ لا يؤذي شجوني
بل يحضُّ على فنوني ...
إن أردت زيارتي في عالمٍ بسَم الربيعَ إذا أتيتُ أضمُّهُ
وكذا لعودكَ كم أثارَ الينعَ بالذكرى يكللُ قلبها تيكَ الأماني
إن ذكرتَ خصائلي في بعضِ شِعركَ وفِّها
غمراً حناكَ فدفؤها لولاكَ تاهَ أزالهُ قفر الصقيعِ وبادني!!

هل قلتُ أهوى في خضمِّ عجالتي برسالتي؟!
كم كنتُ أخجلُ من لواعجِ فكرتي..
فمحبتي إياكَ لمحٌ من تبعثرِ خفقتي لمَّا تناولها نداكَ
أحالها رقراقهُ عطراً كفوحِ الياسمينِ إذا أثيرَ عبيرهُ!!
وتزلَّفتْ للصمتِ ودَّاً لكنتي
حتى حسبتُ الوقتَ آثرَ راحةً يقضي بها بعض السنينِ بصحبتي!

لا تكترث..
إن غبتُ أورِثْكَ الحروفَ
فصن بها طيفاً أتاكَ من التقوقعِ في أساك..
وقل. ستأتي حالما أهوي مدادي في صحافِ القلبِ
تخترقُ احتمالَ الصمتِ إن طالَ انتظاري أو تلاشت كل آمالي سدى..."

ألبير ذبيان 06-25-2016 11:43 PM

(*) رجعُ نِداء..
 
إلى أين...؟
ذهبتْ مع الريِّحِ حينَ فقدٍ ألمَّ جوارحَها مهمومةَ الأعماقِ
مسكونةَ الإيحاءِ مُدلهمَّةَ الأشجانِ ... و .. وحزينة!
طرقاتُ المدينةِ الخاويةِ، إلا من غبارِها الموبوءِ بالبارودِ وأشلاءِ الذكرياتِ الفقيدة..
لا تحني هاماً يدلُّ على اتجاهاتِ غِيابِها! وليلُها الساجي أهوالاً.. لا يبدي تعاوناً أبدا...
حتى بقايا نفحاتِ الأثيرِ العليلِ، تجمَّدتْ في وُكناتِها خِيفةً وترقُّبا..!
ألاَّ تسفعَها برَيبِها مصائرُ الراحلينَ خلف حدودِ الرُّؤى، ومساحاتِ الفَهمِ والإيحاء..
**
الصُراخُ.. ما عاد يجدي نفعا..ماعاد!
وأصواتُ المُنى بعدَ الغيابِ البعيدِ تلاشت في خضمِّ الصمتِ المطبقِ حواسَ كائِنِها الوحيد!
أمَّا النِّداءُ.. فقد عادَ برفقةِ صدًى أرعنَ، مهزوزَ التموُّجِ، عبَرَ الهواءَ بصلَفٍ وتعجرفٍ أحمق..
حملَ لاءاتٍ جرفت ما تبقى من آمالٍ في حقولِ الضميرِ، كادَ يمتصُّها جفافُ المشاعرِ قبْلا..
وأركز تلك اللاءاتِ في فيحاءَ قاحلةٍ إلا من سرابٍ راح يربو على العقلِ..
حتى ذهبَ بمعظمهِ تأمُلاً مُنكَرَ السِّماتِ خاوٍ من الرجوى وقريرةِ الأعماق!
**
تستغرب شقيقةُ الرُّوحِ وفرةَ محاصيلِ البوحِ في شفاهِ يراعي على صفحاتِ الحصاد...
ألا.. لو علمت كمَّ الأشباحِ التي تسكنني لاستغربت ضآلةَ النزفِ قبالةَ سيبِ الرؤى
واتساعِ المضامينِ .. وتنوُّعِ اللواعجِ التي تؤزُّ كنهَ الذرفِ كلَّ الأحيان.. كلَّ الأحيان..!
**
أمَّا عن الظِّلالِ؛ فقد عُمِّدتْ حروفُ النُّصوصِ على مذابحَ حفَّ الياسمينُ أجرانَ تقديسِها
حيثُ كان عرَّابُها مجونُ قريحةٍ صُلِبت ذاتَ زمنٍ على بواباتِ الحياةِ اللئيمة..
والعبرةُ يا لين.. في براعةِ الاستمرار رغم كل شيء..
والعتبى لك حتى ترضى ذائقتُكِ ..وذائقةُ الأملِ المبعثرِ فيَّ إلى يوم يبعثون...


ألبير ذبيان 06-29-2016 01:13 AM

(*) حوارٌ مع السماء
 
خبِّريني يا صفاءُ
كيفَ ماتَ الحبُّ واندثرَ اللقاء؟!
**
أخبرتُكَ أننا سنمضي في الأتراحِ قدما..كلَّما هبنا أنَّ الحزن تلاشى، أو خَفَتَ صعرُ تنمُّرهِ،
عادَ ملؤومَ القسماتِ..أعتى وأشدَّ وقعا..
**
وهل تُراني بتُّ أهذي؟
أم ربيعُ العمرِ بدَّدهُ الفناء؟!
**
ليس إلا أن الدهرَ مقتَ وِدادنا، فحزَّ بمثلَّم سكِّينهِ نحر المآملِ في أفياءِ مُنانا..
وأركزَ جفاءَ الأيَّامِ في بؤبؤ أحداقِ رؤانا الحالمة.. فحولها أضغاثا..
**
فخِلتُني أهمي طريدَ الفقدِ خِلواً
في مساراتٍ توعَّدها البلاء..
**
بلى.. كم سِرنا نكبو على وجهِ أوهامِنا في ذي الحياةِ المدلهمَّةِ النهاياتِ بأبعادها المقفرة!
ظننا وهلةً أنها قد تطيب بعيد أمد ما.. ولكنها هيهات تصفو ..ولا بمليار انتظارٍ للفرح المتلاشي..
**
ارتابَ عزمي.. والمرارُ اختالَ وسْمي
بالقروحِ النازفاتِ ولا دواء..
**
ربَّما، أرَّخنا على جبين المغيبِ حكايةَ عشقٍ مرمرية! آلت الدنيا إلا محوها إبانَ رحيلِ شمسِ الوجودِ ..
تيمُّناً بتجربةِ التياعِ أعماقنا على صديد الذكرى.. فما عاد يُجدي توهُّلُنا..
إنَّما نذرف حرفا ونصبر مسيرة نجمٍ في مقلبِ المجرة البعيد..
وعليهِ.. نمضي بقية العمر على صدى أنٍّ وأملٍ منقطع المصير..

ألبير ذبيان 07-02-2016 12:12 PM

(*) في.. زيارةٍ سماوية
 
-يعمُّكَ السكون، وتنتهجك موانئ الصمت أحاجٍ من رسوٍّ ملأ إرهاص الشواطئِ،
وأفاضَ التأملَ هامَ الموجِ..فهدأ حيناً.. بعد صخبٍ ومجون!
هاتِ أخبرني.. كيف حالُ ياسمين الروحِ..؟
كيف قرَّ الزيزفون في أعماقكَ الصاخبةِ بعد عقودٍ من تناحر البراعم.. فشجنِها.. فإعراضها عن الإيناعِ أمداً من حزنٍ وألم!؟
***
-أنت تغريني بالكتابة إذن؟؟!! يا نجمتي العاتية الوميضِ في سماءِ عالمي المفتون..
زياراتكِ على مدارِ الحولِ حملت معها دائماً كلَّ توغل في حنايا الحرف الموسومِ بكنهي
المختوم بأقيانوسِ توحدي واعتزالي هوسَ الكائنات دنياهم البليدة..
هل حسِبتني أتغايرُ مهما عبرت السنونُ عمري في مدى الحياة هذه!؟
***
-أستبدأ تضليلي كما عادتك!! لتصحبني عبرَ أسلوبك الفريد رحلة بُراقيَّةً بين أرض وسماء!!
لا أرضَ أتشبث عليها بفكرة ترويني.. ولا سماءَ يطالني فيها تحليقٌ يرضيني!!
***
-الغريب أنَّكِ يعاوِدُ الفضولُ التباسكِ رغم كل هذا؟!
هل كنت أتصنَّعُ التراميز لتلتفَ بك المضامينُ قصداً وعن سابق إصرار!!؟
***
-لا.. لكني فكرت وهلةً من منًى مشروعةٍ، بحقي في بلوغِ إرضاءٍ -ولو وهميٍّ-
لتلهف أعماقي وصولكَ حتى أبعدِ التصوُّراتِ والرؤى!
هيَّا ..ولا تشوِّش أفكاري وتحرفني عن مرامي زيارتي هذه.. قل ولا تغمسني أقباءَ لغتكَ اللامنتهيةِ التداخلات..
***
-ألهذا نعتِّني بالصَّعب كلَّ حين؟ وحمَّلتِ إيحاءاتِ اللونِ في قزحيَّةِ رؤايَ أطيافاً لا مرئيةَ التماوجات عبر الأثير؟!
حتى خالني البوحُ ما أن أذرفهُ مقنَّعاً لغاية في نفسي، أعمِّدهُ في أجرانٍ دورانيَّةِ الانتماء،
فلا يدري كيف ومتى يقف على واحدةٍ من رغباتِ الكتابةِ التي تشتهين؟
***
-بلى.. هذا الهوسُ في تقفِّيكَ، أسكنني حالةً من انعدام وزنٍ مهيب! لا إجاباتٍ شافية..
ولا إطلاقِ سراحٍ غير مشروطٍ لذائقةٍ سيطرتَ حواسَها باقتدار!
أجبني.. فقد اقترب موعد قطاريَ العابرَ لحجب السماوات، إذ لا ملاذ لمحطات الانتظارِ كما يظنون..
***
-عهدُتكِ في كل زيارةٍ تقيسينَ الخفق..فتقرَّ سريرتُكِ لمعنًى ما تكتفينهُ في خضمِّ احتدامِ الأعماق!
لم أركزتِ اهتمامكِ هذه المرة في ظاهر الحال!؟ أغرَّكِ إيناعُ الزيزفون؟ وسلوتِ نبضَ القلب العابر للمضامين..
ومتى كنتُ أقولُ ما يعتريني بحرفٍ يتقن قراءته العالمين!
إذن لست أنا! اذهبي الآن في رحلتكِ السماوية السرمدية.. ولكل حادث حديث.. هذا قطارك قد آن..


ألبير ذبيان 07-10-2016 02:41 PM

(*) عنايةٌ مركَّزة!
 
-لم يتراكضون هكذا حولنا يا تُرى؟..وكأنَّ وقع خطاهم على الأرض يحفرُها حفرا!!
-إنها أفاعيلك يا بريء! وكأنَّك لا تعلمُ ما فعلت؟ حتى استغربتَ كل هذه الغرابة!
-وما فعلتُ يا ألبي؟ أنتَ تُريبني كما همُ الآن مرتابون متحلقون حولك وحولي.. ماتريد كل هذه الأشباح البيض والخضر الرداءِ منَّا!؟
ولِم يتكمَّمون وكأنهم حفنةٌ من لصوص وقُطَّاعُ أوردة؟
ومن هذه التي تربط ذراعَكَ وتغرس فيه من إبرها المتصلةِ بعمودٍ غريب الشكل في قمته كيس ماء!
أبات الماء يعلقُ في أكياس في هذا المكانِ المشبوه!!؟
وهذه الأجهزة المنكرة التي تحفُّنا وكأنها أشراكٌ تقنيَّةٌ تترصد كل خفقة ونفس مني ومنك...!!
-أنت في غرفة العناية المركزة يا قلبي، بُعيد نوباتِ انقباضكَ المستعصيةِ على الخفقِ ودفق الدِّماء..
-أها..! هل هم أغبياءُ حتى يأتون بنا إلى هنا؟ ما ظنُّوا؟ ما لهم ولأحوالِ انقباضي ونوبات التياعي وتوقي..؟
ثمَّ.. من قال أنَّنا نريدهم ليخفَّفوا عنا ما نكابد.. من قال أن الشفاء في حفنتهم وأجهزتهم التي لا تسمن من وصال؟!
-أنت هنا لتُراقَبَ فقط يا قلبي، هؤلاء القوم يتربصون بانتكاساتك الطارئةِ ألا تحول بينك وبين الحياةِ لا أكثر..
-كفى بحق خفقي عليك ألبي.. هذا هراءٌ مبين.. تعلم تماماً، ألا شيء يحول بيني وبين هذياني حال التياعي ولواعجي..
لا شيء يمنعني عن ممارسة حقي المشروع مطلقاً في الوله واللهفة حد انفجار النبض وثورة الخفقان!
لن يوقفني أمر عن مزاولة حبِّها، والشوقِ لها، وربما التوقف على شفا ارتوائها ولو في عالم آخر..!
-أنا أعلم هذا تماما، ولكني لم أملك وعياً لأخبرهم بما أصابك، فظنوا أنك من طارئ عضويٍّ تلكَّأتْ أحوالكُ
وماعدتَ تعمل كما ينبغي..
-وهل دوائي في غرفتهم هذه؟ في مكانهم المقيت هذا؟ تحومه رائحة شقيةٌ تملأ أثير المكان القبيح..
أكاد أتوقف الآن والله... فليدعونا وشأننا!
-أنا أعلم تماما ما دواؤك يا قلبي، وأعلم ما يشفيك وما يرد الصحة في مرافيك..ولكنهم لا يرون ما نرى..
ولا يشعرون بما تشعر، وتحمل من أحاسيس هي ليست مرئية لهم..
هي غامضة متوارية عن أنظارهم في عالمهم هذا..
عالم الماديات والاعتبارات والسخف حد المجون...!
على كل حال.. أيام قليلة تمضي.. وسنذهب عن هنا،
أعِنِّي بجلد منك وتعافٍ.. فمللي لا ينقص عن مللك بذرة..
-اشتقتها يا ألبي.. اشتقتها..
-اهدأ!
-أين هي الآن.. لوكانت هنا لتعافيتُ
فوراً مما يظنهُ هؤلاءِ الحمقى مرضا ..؟!
-إنها تسكُنُك...فاسكنِ الآن!
-عشقها تماهى وخلايايَ، فغطَّيتُ بالتَّامورِ غرامَها ألَّا تزعجهُ احتقاناتُ الدماء الغبية كل حين..
وخيالُها لا يفارقُ صدى خفقاتي، مع ما يحملهُ من رقة وعذوبة وبراءةٍ بشغفها وجمالها الفاتن...
-اهدأ بالله عليك.. ستسوءُ الأمور ويأتون بأجهزة أخرى لعينة..
-فلتسؤ! لن أتوقف عنها حتى أتوقف يا ألبي.. وتعلم هذا جيدا..!!!
-أعلم أعلم.. لنتصبَّر فقط حتى نخرج من هنا، ولك ما تريد...
-أريد أن أبكيها توقاً بخفقةٍ أعتى..
أريد أن أنقبض انقباضةً مدوِّيةً تملأ الآفاقَ بها تعلُّقاً والتياعا..
أريدها فيَّ إلى الأبد...إلى الأبد...
-افعل ما شئت يا قلبي، ولكن بحذر شديد.. افعل بتصبر وتجلد ألا ينتبه عليك هؤلاء.. فهم يراقبون من حيث لا تعلم.
-لا أهتم لهم.. سأفعل ما أشاء كرماها! أهيمُها يا ألبي.. أهيمُها حد الانفجار ..فالسكون..
-بلى.. أنت كذلك ولن تكون إلاكَ.. وإلا فأنت لست قلبي ولن تكون..
نمِ الآن قليلا.. وليقرَّ خفقكَ المتيَّم.. لن ينتزعها أحد منكَ..ولن يأخذكَ أحدٌ مني، إلى أن يجمعنا الله في عالمٍ آخر.
-حسناً ألبي... سأقرُّ وأهدأ كرماها، ثم كرماكَ بعدها....
-بلى افعل..افعل.. خفقانُكَ روحُها، وأحلامُكَ طيفُها، وأنت بها معافى يا قلبي.....لها فقط!





ألبير ذبيان 07-17-2016 11:22 PM

(*) تحوير
 

واسَّاقطت
تبكي لها أعماقُ قلبي لا بهدبي يستلذُّ الحزنُ فتكاً آلمَ الروحَ الشَّغوفَ فهزَّها
حتى إذا سكنَ الصَّدى فابتزها
يهوي عليها في الظلالِ تعرَّتِ الأزهارَ جدبٌ قدَّ أعناقَ الكؤوسِ
وراحَ يُسليهُ الجلوسُ خرابها
خلَتِ العطورَ .. وروحهم



ما زرتُ أشلائي هنا عتباً على الأيامِ أني ضيفها ما أرفدتني! حسبها..!!
لكنَّ أصواتاً تنهدتِ الحروفَ أحيكُها
أستلُّ موتي من مداها والخيالَ أقضُّهُ الأنكاثَ بعدَ بهائهِ
أستوردُ الإحساسَ فاكهةَ الخريفِ أَضيفهُ
وأعودُ أُهملُ عزلتي في فكرتي أشكو إلى الأشباحِ حولي غربتي
مستيقنَ الروعِ الذي ثلَّجتهُ
أنِّي أضوعُ غرابةً تنمو كغرثِ الغَّمِّ في قلبِ الحزينِ تُحيلهُ أدغالَ يتمٍ
والنهارَ تُزيلهُ من فرطِ دُهمٍ بالتقهقرِ جاحدة!!



هوِّن عليكَ... مآلمي كالروحِ مني
هيمنتْ كنهَ الحواسِ تنفَّستني
وانذوت في القلبِ تمتهنُ الدِّماءَ ملوِّنة...
لا تحسبنْ أنِّي أبوحُ الحرفَ أسألهُ استراقَ مسرَّتي
قد كنتَ تعلم أنني بالحرفِ أجترحُ اقتفاءَ صلابتي
لولا من الأحزانِ ضاقت نظرتي

ما كنتُ هذرت......

ألبير ذبيان 07-17-2016 11:33 PM

(*) ترقُّب
 

لما رشفتَ الحبرَ في قلمي خبيراً بارتحالك هائماً في مألمي
صمتت جوارحُ أحرفي وكذا تمزقتِ القريحةُ يختفي إيحاؤها عني ومني
والكلالةُ والعنا والفقدُ والحزنُ احتمى ببكاء عيني
قُرِّحت أهدابها
واسَّاقطت أشلاءَ يذويها حنيني قبلَ رحتُ أودِّعُ الآمالَ..
والسُّكنى تلوتُ فواتحاً مترحماً أرواحها


يا ليتني ... -لا يدرأ الليتُ احتدامات القدر- كنتُ احتضارَ قرنفلٍ
وُئدَ الثرى.. قبل اليناعِ بلا أثر
واثَّاقلت شهقاتُ صدري تنتهي زفراتها
وتسربلت آهاتها بالموتِ يأتي خاطفاً ينهي عذاب القلبِ
أفناهُ الأسى..



زمِّل بقايا الدفءِ في روحي بطيفكَ إن أتاها عازماً إحياءها
بعد اللُتيا والتي
آنستُ صمتَ الخفقِ في قلبي.. فأنَّ مكلِّلاً قسماتِ وجهي باغترابٍ حلَّهُ!!
يا ويحَ نفسي من ضلالةِ مهجتي وتكالبِ الأحزانِ تلهبُ عبرتي
حتى نذرتُ الخدَّ مثكولاً أهيمُ مطأطئ الآمالِ إلا من حضورٍ
باتَ يرفلُ في ضميري ظلهُ



أغمض جفونكَ صرتُ أحيا في عيونكَ
أنقذُ الأحلام قبل سخافة الدنيا تشوبُ مآلها
وأطارح الصبرَ الحشايا أبتغيهِ مباهلاً نيرانها
قد كان يعنيني اكتمال البدرِ في عليائهِ
أمَّا ذهبتَ...
أُرواحِ الأفكار بينَ مبعثَرٍ.. وتصبرٍ أرجوهُ صانَ جلادتي
أو يحتفي -حتى تؤوبَ- بوحدتي...


ألبير ذبيان 07-17-2016 11:40 PM

(*) زوال
 

أهرق دواتي أو أجرني من ظنوني أو أعرني قلبكَ الياقوتَ
يخفق في عيوني
آخرَ النبضاتِ قبلَ يهيم بصري غائراً في قعرِ صمتي أو سكوني
موغلاً في عزلتي يتلذذ الفقدُ الأليم بمهجتي
تتوحد الأحزان تبدي صعرها في دنيتي
حتى تشيعني القداديس التي عُقدت على ترحال روحي دهمةً طُمست معالم وأدها..

ليلٌ حليكٌ مسَّ حرفي فانتضى سود المعاني يستبيحُ خدورها
ويعيثُ في أمِّ اللغاتِ جرائم النظمِ المبعثِر درَّها
لمَّا تلوتُ رسائلي للنجم غاب مراحلاً ثم انخفر
وارتاب كنهُ الضوءِ في أحشائه حتى اندثر
وكذا تلوى في السماء ضياؤه ذاك القمر
حتى تخافت وانمحى يخفي الأثر....

يا ليتني ما بحتُ ما قلتُ التراتيل التي قارفتُ يوماً نسجها في غربتي
أو كنتُ أرمستُ المعاني في مهاوي قبوِ صمتي قبل أن تبتز لغتي
أو مضيتُ أزاول الإيهام في نسغ الأحاجي في ضميري سالياً حزني.. مصيري
شاكياً دون الشكايةِ للخريف وساوسي.. فعساهُ يشفى من زئيري...


ماذا كتبتُ ؟؟!!
أحالني جرمُ الكتابةِ نيزكاً مسَّ المدى غيظاً وقيظاً فانفجر
وتشتتَ الأجزاءَ إحراقاً وكيَّاً مستمر..
أترى حلمتُ بيومِ قرٍّ تنتشي في بردهِ أشلاء روحي
أم هذرتُ مسلِّماً للوهمِ أضغاثي فحاكَ ليَ الكمائنَ والحفر؟!

ألبير ذبيان 07-22-2016 09:58 PM

(*) ياسمين..
 
قد عادَ أينعَ وانتشى بأريجهِ واستأثر الأنسام في تتويجهِ
حمل الأثيرُ عبيرَهُ وانساب في الأرجاءِ يرقبُ مقدمك.... ما أخَّرك ؟!

ألْهتكَ آفاقُ السماءِ بنُجمها؟
أم شاغلتكَ زهورُ تيكَ الأرضِ... قل لي: كيف حالُ عطورها؟
فسلوتَ موعدهُ تأنقَّ واكتسى بكؤوسهِ يزدانُ كي يستقبلك... ما أخَّرك ؟!

لثمَ الندى حال الصباحِ تأملاً تأتي.. يفيضُ جمالهُ
نظرَ المدى واحتارَ يرديهِ الفتورُ يبعثرِ الآمالَ في توقِ الظهورِ
وتزدريهِ دقائقُ الوقتِ الدميمِ تغلُّ فيه بحقدها كيما يهيمَ
مبددَ الإيناعِ جفت نُسغهُ
واستصغرتهُ حرارة الصيفِ اللئيمِ فأحرقت أشواقهُ
وتبخرت في شمسهِ أصواتهُ
ناداكَ... نادى:
((أينَ أنتَ تركتني أبكي العطورَ وأدفنُ اللحظاتِ أفناني الهجيرُ
فكلَّ بوحي واستهلَّ النزفَ جرحي
كلما أخمدتهُ يأبى يثورُ تهيؤاً يحكي معك... ما أخَّرك ؟!))


آمالهُ أمست هشيماً بددته الريحُ في خُيلائها
داست عليهِ قوائمُ الليل البهيمِ فمات خبطاً في خضم سوادها
قد كان يحكي للفراشةِ للندى للصبحِ عن طيفٍ أتى
ضمَّ العيونَ جمالُهُ.. وانهالَ يرويهِ الحنانَ أمانُهُ
حتى تلاشى الصوتُ .... ما عادَ الصدى
إلا بقايا لوعةٍ حمل الأثيرُ مرارها
إن عدتَ يوماً أسمَعك... ما أخَّرك ؟!


ألبير ذبيان 07-26-2016 12:20 PM

(*) طواحين القدر
 
مسيسٌ باحتراقاتِ الأعماقِ.. متلظٍّ باحتداماتِ الرؤى..
مهولٌ باهتزازاتِ الأفكارِ أبعادَ واقعٍ غريبٍ عجيبٍ حدَّ انفتاقِ لبُّ الحزمِ والتصبُّرِ بسكونٍ ذريع!
**
لماذا.. تهيمُ مداراتٍ عديمٌ ابيضاضُ محجَّتها نحو استقامة أحوالٍ مشتهاةٍ .. ؟
يراها الواقفونَ أعرافَ التَّرقُّبِ هذياناً مطلقَ المعايير دنيا لئيمةٍ جسيمةٍ باليةٍ رعناء.. وماكرة!
**
الإبحار نحو مرافي قريرتك أحجيةٌ لن تحلَ ولا بألف سنةٍ من بؤسٍ ومجون!
ماذا تريد؟
كيف تريد؟
من تريد؟
مهما أردتَ.. فأنت كيانٌ بشريٍّ نهايةَ الأمر.. محدودُ الأبعاد.. محدودبُ الإرادة.. مشكولٌ بلاءاتِ الحقيقة..
وراضخٌ وطأها بكل تعاون ويسر..!
**
إيه.... ما أشقاكَ هذه الحياة!
ما أتعسكَ شعوراً ..رغم احتوائكَ كل مشاعر الأناسي هذه الأرضيين ..
نبيل أنت رغم انهياركَ الفجائيَّ كل حين..
يتوقد الياسمين في عينيكَ هياماً... وحزنا!
وتنسل من راحتيكَ أمانٍ كثيرةٍ.. كادت لو بقيت.. يبعثُكَ أملها من موات مدقع
مهما توغل كنهه أحوالكَ .. ستحيا.. ستحيا.. كما حييتَ بمنتهى العفوية والصدق وملكةِ الانبعاث للنشور..
**
كلُّ الأحلامِ تطالكَ أضغاثُها بركاكةٍ مشبعةٍ برمادِ الفتور..!
تبدو فيها السعادة طواحين هواء سرابية يزيِّنُها القدر أعيننا إيهاماً وألهيةً ..نتلقَّفها بمنتهى براءةٍ.. ساذجة!!
إجنِ صبركَ إذن.. أينعَ الزهدُ مبتغاهُ أشجارَ خيالٍ صافحت مرامي أعماقكَ ذاتَ تطاولٍ تجاوزَ أمدية الكونِ إصراراً وتقديرا..
أنت مجنون لا ريب!!
أنت مهووس بهمِّكَ مستغرقٌ بأنِّكَ ميت بحبِّكَ مقتولٌ بعشقكَ..!
إلا أنَّك رغم كل هذا.. مازلت حيَّا!!
ألأن رفيقة الريح تزاورُكَ كل حينٍ ، يشحذ هممكَ طيفُها الأرقى استكمال الحياةِ ..!؟
أم هي هي .. حبيبتك الأميريَّةُ العاتيةُ الأثر في مراياكَ .. ما تعني لك الوجودَ بحد ذاته!؟
**
سأشكر الله على وجودك عالمي أيَّاً كانت ماهيتك.. فأنا أحببتها تفرُّدا وتميُّزا..
فكن كما أنت.. ولله فيك وفيَّ أمر
واستعبرني وهلةً إبَّان صباحاتكِ والمساءاتِ.. بأريج عطرٍ ودواةِ حبرٍ ويراعٍ من نور..
أتلقَّفكَ هناك .. مستوثقاً ندرتكَ بكل اهتمام...

ألبير ذبيان 08-08-2016 09:54 AM

(*) حَسيس..
 
عندما شخَّصتْ أحوال الخفق الغريبة! ذات معاينةٍ واعدتها الريحُ خلف حدود السكونِ مكانا،
حسِبتُها إبانَ استغراقها أحوال القلب المُضنى هذه الدُّنيا، تتوعَّدُ الاضطرابَ باحتضانٍ حانٍ وعميقٍ..
كاد من شدَّته يوقفُ النَّبضَ إحساسَ قريرةٍ لم تمرَّ بي مذ وعيتُ الحياةَ.. وليتني لم أعِها مطلقا!!
**
لعلَّها أشفقت حالي المتشظي على أشفارِ هاويةِ الجنونِ القاضِمِ ركازة العقلِ والإدراك!؟
ربما.. كما تقولين دائماً، بين الحين والحين!
أو لكأنَّها توهَّمت شفائي بمنتهى الأملِ والرغبةِ، ساليةً حقيقة لا تخفى! -أو تسلَّت عن وقعِها بمآملَ هلاميَّة-
هي أنَّ مسار العمر وحيد الاتجاه، لا يؤوبُ نحو راحةٍ بعيدَ تلفٍ تطاولَ أعنَّةَ الأيامِ فأطنَّ مراميها.. وكبَّدها ما لن تحتمله..ولا بألف باعٍ من خيلاء!
**
لماذا الكتابة..!؟
ألأن أمراضها توازي استعصاءاتِ الأفكار الماجنةِ في أعماقي؟!
تتشعَّبُ سراديبها وتملأ أوقيانوساتها المتمرِّدة بكلِّ أناقة وسفورٍ في آن!
حتى لكأنَّي أستغربني في عودٍ ما على ما ذرفتُ! أقول بيني وبيني:
" كيف اجترحت يا ألبير هذا الحرف!؟ ومن أي مصدرٍ مريبٍ تأتي به؟
لعلَّك ممسوسٌ بأشباحٍ لا آدميَّةٍ! أو ممهورٌ بأصداءِ حياةٍ لم تُخلق بعدُ في كونٍ ما"
هذاالافتراضُ الواهمُ سيقضي عليَّ يوماً.. كما توقَّعتَ تماما..ولكن؛ كيف ستكون نهايتي المتوخَّاةُ يا ترى!!
**
"أنت لم تأخذ الدواء بانتظام!!"
قالت وعيناها تبرقانِ بعطفٍ قاتل.. ربما متُّ قبل الموت من هذا الحنان الهائل الذي غمرني فجأة!!
تعلم أن دوائي في ضمِّ كنهِ الإبصار في مقلتيها الجميلتين..
وتعلم غالباً، أنَّ شقائي كاشتياقي، مرتهنٌ بسفرٍ طال أمد ترقبه وانتظاره..
وكم جرَّحني حسامُ الانتظارِ بحدِّه القاطعِ ألهيةَ عمري، دون فتكٍ نهائيٍّ خلاب!
**
وحيُ الظلالُ هذه الفترةَ من العامِ ثقيلٌ جدا!
أريج الياسمينِ الدمشقيِّ فيه موبوءٌ بقيظٍ نفسيٍّ عارم..كادَ يخنقني بكل عبقٍ وأريجٍ متاح!
كيف يكتم أريجُ الزهرِ الرقيقِ أنفاسي بكلِّ رقةٍ ولباقة!
أوصلت هذه المرحلة من الهشيم حقاً..!؟
فليرحمني الرَّبُ إذن.. وليكنفني برعايته وعفوه...

ألبير ذبيان 08-14-2016 02:09 PM

(*) ملل..!
 
تعالَ على حين غرَّة من هذياني، حيث لا أملك تفاصيل حوار أتبادله معك!
تعالَ واحصدني بُعيدَ صمتٍ رهيبٍ سيُلمُّ بي..حيث بلغتْ زهادتي تخوم القمر..
وحدكَ من عميقِ إيحاءاتِ الحياةِ تفهمني.. هل يا ترى فرادتُكَ التي لا أنفكُّ أراجعُها بيني وبيني؟
هل إصرارُكَ على أن تكون غريباً مُلمَّاً بأحوالي المستغربةَ أصلاً وقائعهم البالية الزائلة..
غربتي أرضهم.. أو كونهم ربما...
أوَتضحك!!
يحق لكَ هذا فأنتَ أنت.. لولا أن ورثتُ كلالةَ الحرفِ منذ الولادة.. تماهت معي.. لما كنت ذرفتُ اللأواءَ والشجون..
ما ألِفتَ ترانيمها بين الحين والحين..!
**
الحرف في الظلالِ ممسوسٌ بوحيكَ العاتي على مخيلتي.. مشحونٌ بأريج الأضاليا التي تعشقُ طيفكَ الحاني
ممهورٌ بنظراتكَ الثاقبة التي تحفُّ مراسم لوحاته الهائمة الخيال.. ربما حتى عني أنا!
مُرَّ بكياني الشاحبِ ما أتاحت لك الدنيا إطلالات أثيريَّةٍ ماورائية..
ألجِمْ تصحُّرَ رؤايَ النَّهَّابةَ التي تسرقُ القريرة من ماء عيني .. وترزحُها أشلاءَ يتمٍ متكبِّرَ الوقعِ بسفور..
أخمِدْ براكينَ انهياري صهارةَ أملٍ قابعٍ وراءَ أسافينِ الوقتِ الراكد.. الراكضِ بمنتهى التجبُّرِ والخيلاء..
**
بعيدٌ كلَّ البعدِ عن أنايَ أنا.. متشرذمٌ في مقتٍ أولغَ فاه القميءَ في بؤرة ذاتي.. ينهشني من فرط جوعٍ بشراهةٍ منكرة!
هذا المسُّ الشَّيطانيُّ القرينيُّ ربما... ! هلاَّ أتلفناهُ في معابد السكونِ ابتهالاً من منًى لن نأبه واهيَها أملاً بشفاءِ عاجلٍ قريب؟
لا تَحُدَّ جنوني الآن.. لا تُسكِتْني بإلهائي عني في حضرةِ اقتداركَ الحاني خفقات قلبي..
تعلم أني لا أبوح إلا مع نزفٍ وأنٍّ وهنٍّ وغيبوبةِ حواس!
تلقف البوح الآن.. ولا تعارض فحواهُ بمقاطعتي كل حرفٍ دامٍ يمر بك..
أرشفه في مراياكَ التي لا أراني إلا فيها.. أرى انعكاسَ حقيقتي المدلهمة الحواف..
أوَكانت كذلكَ حقاًَ...!
**
قابلني عند حدودِ افتراقِ المصير.. خلفَ لكناتٍ منتقاةٍ بصلافةٍ وتسيُّبٍ فاره..
تجدني هناكَ متأمِّلاً أنتَ بمنتهى الشُّرود..!



ألبير ذبيان 08-16-2016 10:23 AM

(*) زوال
 
محارفكَ الداميةُ..تطأ السطورَ بتصعُّرٍ هجينٍ ما بينَ أملٍ قتيلٍ .. وألمٍ مستدام!
المعنى إبانها مبتورُ الأطرافِ من قريرة وسكنٍ ..
تكتنفهُ الحياةُ باحتدامِ ضغائنها الجزيلةِ الوقعِ.. حتى كأنهُ يبدو للعابرينَ مصلوباً على خشبةِ المقتِ..
يلتمسُ رحماتِ القدرِ ..أضغاثاً من منًى.. يهدِّئ بها بقية عمركَ الفاني.. المتلاشي قبل زوالك عوالم الكائنات!
**
يا لكَ من سرابِ..
تعتنق رؤاكَ الدميمةُ ذرى المستحيلاتِ عوداً على هذيانٍ تتقنهُ بكل ما أوتيتَ من خراب!
وتلمحُ عيناكَ الهادرةُ النظراتِ ما خفي عنك وابتعد حتى حدود المجرة..لن ترَ إلا الفقدَ على مسافاتٍ ضوئية..لن تدركها حياتُكَ القصيرة..
ولو تكررت آلافَ المرات!
ربما.. كنت بحاجة لغيبوبةِ حواسٍ طارئة تعمُّ كيانك بفجائيةِ مفرطة.. لعلك ترتاح!؟
أترتاحُ يا سيد المجونِ والاستغراق الشعوري العميق..؟
**
حسرتي عليك..
تترنَّحُ أصداءُ بوحِكَ صفحاتِ الواقع اللئيم بمحارفكَ الغريبة عن لغات الكتابة أجمعها!
ربما.. جئت في أزمانٍ غالت بوأد المرهفينَ تخومَ سابعتها.. عزماً على إفناء أسطورتهم أجمعين!
تلك الأزمانُ المستعصيةُ على فهمكَ واحتواءِ مراميك الجنونيَّةِ المحتقنةِ بتميًّزٍ عربيد..
بات عالةً على خفق قلبكَ المسكين..
**
هل أواسيكَ بُعيدَ اقترفتْكَ الدنيا ألهيةً تتراماها أقدارها العجيبةُ كل حين!؟
هل أرثيكَ قبل موتكَ..مذ مِتَّ قبل الموتِ بإصرارٍ قابعٍ وراءَ حدودِ فهمِ الكائنات؟!
أخبرني؛ من يفهمُك؟! من يتعمَّقُ سراديبَ مفاعلاتكَ الضميريَّةِ الهائمةِ التقوقعِ هرباً من تراكم سوداوياتِ المصير!!
**
أنت أحجيةٌ سافرةُ الاحزان.. تتملقها أيامُكَ الحاضرةُ الألم..
بنهاراتِها التوَّاقةِ لضمِّ أريجِ زهوركَ المحلقةِ فوق سماءِ المحال
وبلياليها المكفهرةِ شأواً من دلاهِمَ انتمتكَ ذاتَ شرودٍ أعمى سواد الليلِ بمنتهى الاقتدار!
**
أطِّرْ احتياجاتكَ المديدة بأضغاثِ نوالٍ مأفون..
وارعَ على فتاتِ هناءاتكَ الشحيحة.. ريثما يحين موعد عرسِ الخلاصِ الأثير..على مقربةٍ من ارتحالٍ..
طال أمد ترقبهِ... وكم طال.. وطال..



ألبير ذبيان 08-28-2016 12:14 PM

(*) صلافةُ يراع
 
يحدودبُ السكونُ على رؤايَ في مرايا نفسي أمداً ممهوراً بهذيانٍ مبين!
وتعرِّيني مسافاتُكَ القصيَّةُ من تقوقعي المحبَّبِ على قارعةِ سفورِ حزني بانشغالاتٍ دنيويةٍ أخرى..أكرهها جميعها دونكَ..!
علِّمني كيف أكسرُ أقلامي وأبعثر أوراقي وأشرب أحبارَ مجوني في عزلةٍ قاسيةٍ مريرةٍ عاتية!
كيف أتلعثمُ بصمت حواسي وإدراكاتي.. كيف أقفُ على شفى همسٍ قاتلٍ..
قبيلَ يسري سُمهُ الزعافُ في أوردة اندثارِ الحياةِ في جسدي المتعبِ.. فضلاً عن روحي المهترئةِ المكبوتة عن التحليق..!
خذني آفاقكَ الأوسعَ رحلةً كونيةً أتلاشى في خضمِّها عن تصوراتي المغموسةِ بالشجنِ والتفكُّرِ العاقرِ المآملِ والأمنيات..
أجنحةُ خيالي تقوَّسَ متنُها فماعادت ترفرف إلا في خواءِ الأضغاثِ، لملمةَ إيحاءاتٍ يزدريها حَراكُ الأثير باتجاهاتٍ لافتة!
ربما، وضعتْني شيخوخةُ الحواس في دائرة اهتمامها، وألحدت لعنفواني في أرضها الغرثى رمساً من ضياعٍ تاق ضمَّ ألهياتي عبر الحروفِ فالعبارات..
أراني متوحِّداً مع انعدام التوازن في لامركزيةِ أثقال ِ همومي.. متخبطاً حول بؤرِ راحتي المشتهاةِ حالَ دوراني
متباعداً عن قريرتها بقوة الطرد الإيحائيةِ التي تستعمرُ أحوالي بمستوطناتها القهريَّةِ الظالمة!
وأنظر أعماقي عبركَ... لأرى تشرُّدي القاصر عن بلوغِ رزانةِ السكونِ ذاكَ.. ولو من بابِ المزاحِ!!!!
**
أرشفتُ على جدران ليلي مشاعراً كبيرة جدا.. أثقلها على روحي.. تلك التي أراني في خضمِّها عاشقاً مسلوبَ المَلكات..هذي الحياة!
بمرورك المتناوب إشاراتٍ استقرائيةٍ متداخلةٍ بدماء شرياني، أخمد استعار خفقي توقاً لأحضانكَ الأمان..
كلِّلْ كلماتِ نصوصي بظلالِ ياسمينكَ الأجدرِ أريجاً عوالم عطور الكائنات..
**
زرني في دمشقَ الجريحة كما قلبي.. املأ أجوائي بحناكَ الأمثل احتداماً أكيلُهُ بعمري، لمحةً أحياها وبعدها الممات..
أطلقت أسرابَ السنونو نحو اتجاهاتكَ المزعومة.. تأخرتَ!! لم تأتِ..!! ألن تأتِ؟؟
أم أنك رُحتَ خلف حدود إدراكي.. حتى أنا.. وتماهيتَ في ابتعادكَ عن جنون احتياجي حتى الماوراء؟!
**
لن تَفِني دموعُ الأضاليا في البيت القديم رحيلك عزاءا..
أوَكنتَ تركتها حالاً على أثرٍ يعوِّضُ حناكَ فيما تبقى من ملامح ارتطام هموم وجهي بصدركَ البعيد!!!؟
خذ شذاها معك حيث أنت.. بل.. ما تبقى من أشذاءٍ بعثرها عويلُ اللحظاتِ انهياراً هيئتكَ الأوسمَ في ملكوت الجمال..
سأكتبُني فضلاً عن وساوسِ أعماقي بيراعٍ لئيمٍ سأعتادُ صلفهُ بعدكَ بكلِّ ما أوتيتُ من اعتياد...
سأكتبني ذاتَ مدًى منتحِلاً بُردةَ سرابكَ احمراراً على أفولِ صورِكَ بُعيدَ الغياب..
سأكتبني.. فقط.. لأنني أحرقتُ بمحارفي اخضرار إيحائي..واحترفتُ اليباس...!



ألبير ذبيان 09-28-2016 03:03 PM

(*) تعمُّقات
 
على شعاعِ الشمسِ لاحت حين زالت ثم لاحت ثم مالت نحو إعماضِ المغيبِ جفونَ حزني..
لست بالأحزانِ أهمي عبرتي لا..بل بكلِّي ..بل بكنهي بل.. وجودي باقتناصي لحظةَ التنهيدِ
باءت بالوعيدِ على تخومِ القلبِ حيناً من تجنِّي..
**
إن هُدبي مع أثير الوجدِ رقَّت مع زوالِ الرمشِ رفَّت واستماتت حبس أنِّي
كيفَ بتُّ على شفاهي لكنةٌ حلكيَّةٌ من عتم ليلي من سوادي ..وازديادي غارقاً في وهم ذاتي!
أزدريني.. أعتريني بالودادِ الزائفِ الأفكارِ يستدمي معيني ناضحاً بالفوتِ قامَ على أنيني
حسبيَ الكلماتُ أضناني جواها..
لاذَ مرسمها خبائي عندما عرَّت همومُ الكونِ أحلامي بدائي..
**
إنَّني آليتُ في هذا الزمانِ المُرِّ صمتي..أنَّني أهذي بصوتي.. هل أبالي!؟
ذاعَ في عُقرِ التَّمني أنَّ صحوَ الموتِ يسري في شراييني كدمِّي..هل يُرائي؟
إنَّما ألقيتُهُ حتماً ورائي... خلف حزني وانطوائي واحتكرتُ الألهياتِ مع الحياةِ أوازِها مع فيضِ هنِّي
**
ها سؤالي من تراتيبِ الدّنى جرَّدتهُ.. فأثرتهُ! حتى استماتَ يعيثُ حنقاً في جوابي
يستطيرُ مباغتاً أمنيَّي .. أملي رؤايَ ..مسرَّتي.. أقصوصتي
يهوي متونَ حكايتي كالفاقِدِ الحرفِ الذي خلَّدتُهُ نفسي جوايَ ولكنتي...!
**
وعلى شعاعِ الشمسِ إبانَ المغيبِ تلوتُني إرماسَ بوحٍ بعدَ صمتٍ دونَ همسٍ للمُنى
بوحي أنا..!
وعتيدُ إسرافٍ غريبٍ معنويٍّ جامحٍ آليتُ إلا دفنهُ..
يا ويحهُ مني يراعي بالتياعٍ جائرٍ ألهبتهُ فوَهى على الصفحاتِ همَّ ترنُّحٍ يقتصُّ ذرفي
يرتوي من دمِّ حرفي سافكاً متن التراكيب التي آلفتُها ودعوتُها يوماً: جنوني..
أو مسحتُ على مراسمِها بأسلوبٍ بهيمٍ أرعنٍ أن: دونكِ الأفكارَ.. جُنِّي!

ألبير ذبيان 10-23-2016 02:08 PM

(*) بقـايـا...
 

آهي عليكَ
إذا سرحْتَ مكبَّلاً بالحزنِ أثقلَ مالديكَ من الخيالِ فراحَ يُدمي راحتيكَ مكللاً باليتمِ لا..!
بهمومِ أكوانٍ هوت أنوارُها في دلهمٍ غورٍ سحيقٍ واستماتت بالجوى تهمي إليكَ..
أخلتَها ضوعَ الحنينِ إذا تأتَّى نعيهُ إبانَ دفنِ الحبِّ في دنياكَ تحفرُ رمسهُ في مقلتيكَ
وتستظلُّ بفقدهِ دونَ التلفتِ حواليك؟!



ويحَ الدموعِ اغرورقت حتى غوت وتقاطرت حتى انتشت بحَرورها تكوي جفونكَ فاستهلت
بل هَمت تحكي التياعاً قضَّ أصرحةَ المآملِ والهنا
لا ..لا تقل أين المنى؟ كفكف سؤالكَ ليس يُجديكَ ارتحالكَ هائماً بين القوافي والحروفِ خسفتها
لمَّا بوجدٍ بُحتها وأثرتها حتى تلاطمَ أنُّها فوق السطورِ بزفرةٍ تبكي عليك..



لن يفهم الخطَّ المتاحَ هنا سواكَ ومن بإصرارٍ أتاكَ يعوذُ في أعماقهِ مما بإلحاحٍ عراكَ بهولهِ
أو من دُناكَ وعضِّها المُفني بسُمِّ الهمِّ يسري في دِماكَ
فما عليكَ من الورى؟! أو مَن تناولَ دون فهمٍ.. لاذَ بحراًَ، أرتوى؟!
هبني جراحكَ دثِّرِ الآلامَ روحي واستفض في عبرتي أوغل.. وهبتكَ دمعتي
وارحل إليَّ كومضِ نجمٍ كَلَّ في العلياءِ مصلوبَ التلألؤ فامتطى رسل الصباحِ مودِّعاً تيكَ السما
حراً أبياً كلما ضاقت عليهِ بوسعها
لترى دُجى ليلي فضاءاتٍ لديك..

ألبير ذبيان 11-07-2016 11:33 AM

(*) توقُّف..
 
كم قاومَ الأحزانَ كم عانى هجيرَ اليتم في الدنيا وصولاتِ الألم
يهوي به ضوعُ السنونِ بمُرِّها أقباءَ عزلتهِ التي يقتاتُها في كل حينٍ
دون أن تحظى يديهِ بمسِّها تلك الخيالاتُ التي مرَّت عليهِ فخالَها آمالَهُ ..
قبل انتكاسٍ رابها فتلاشتِ الأطيافُ لمحاً ما اكتفت بعداً ولم!!



ذاكَ القمر.. تلك الشوارعُ والأزقَّةُ والممراتُ التي راءت لهُ أشباحُها
أرخت عليهِ بظلِّها كلُّ الأماسي هيكلاً وقفت دماءُ الأمن في شريانهِ
متأملاً تاهت فلولُ خيالهِ حدَّ النظر.. !!
ما عادَ ينفعهُ الترقبُ للمدى
وكذا انتظارُ الوهمِ يأتي بالوساوس باتَ لا يجدي كمن رامَ السُّدى!
تلك اللواعجُ تستبيحُ دموعهُ سالت على الوجناتِ منها لا مفر..



ورأيتُهُ.. ولمحتُ ذاكَ الوجهَ في عينيهِ يبكي حالهُ
لمَّا نوى سيرَ الدروبِ محاولاً من كونهِ ذاكَ الهروبَ تكالبت أزمانهُ
وتكاتفت تدميهِ غيظاً تبتليهِ بصعرها وتعود عمداً تشتفي بأنينهِ...
يا بؤسهُ.. أمسى احتمالُ ولوجهِ راحَ القلوبِ دعابةً يبتزُّها هذيانهُ
إن مالَ عن إدراكهِ نحو احتضارِ الروحِ في أشلائهِ أو..
حينَ ماسَ يراعهُ فوقَ الصحافِ متمتماً بالحبرِ راقتهُ السطورُ بقيدها
أم بددتهُ ظنونهُ..! ما اهتم قاسى أم تلاشى في العدم...


ألبير ذبيان 11-29-2016 01:32 PM

(*) تمــاهٍ
 
يحظِرُ تحليقكَ.. أنَّ لليلِ أجنحةٌ سوداءُ تغطي آفاقكَ الغرثى..
على مساحةٍ من رؤًى عقيمةٍ، لن تنالَ راحةَ عبورٍ نحو القريرةِ في ذي الحياة!
ويحدثُ أنَّكَ متوغِّلٌ في سراديبِ عمقِكَ.. يترنَّحُ المنطقُ على آمالِ معانيكَ ذاتَ فهمٍ، أرَّخَ ديمومةَ هجانتِكَ عوالمهم..
غريبٌ كما كنتَ.. كما عدتَ نحو صيرورتكَ الحبيبة.. تحتكرُ الميولَ المتأصِّلةَ في بؤرةِ الصمت الجائرِ نهوةَ حواس!
وتنتهككَ أعرافُكَ الأوفى إهراقاً شعوريَّاً منقطع النظير..
لن تُفهمَ ولا بألف قرنٍ مما يتخيلون..
إيحاءاتُكَ النرجسيَّةُ تمطَّت واقعَ الحالِ.. حتى باتَ استيعابُكَ كخائضِ العتمةِ في الغورِ البعيد!
**
تساوِرُكَ صديقةُ المرايا عبثاً ذرْفَ همٍّ من همومكَ الأفعوانية الشقية..
في إطلالاتها التي باتت زئبقيَّةَ الكينونةِ.. في مداكَ المترامي الأطراف!
تناورها بحِواركَ الذي خبرَتْهُ جيدا... كما خبرتْكَ ما ورائياتُ إصغائها بتأثر مديد..
حتى لحظاتُ سكونِكَ -كما الفراغِ الحالكِ الهدوءِ- ..تقرؤها!
أ أنت مرتهنٌ بأشباحٍ شبه آدميةٍ ربما!؟ تتواترُ أطيافُها هجوعاً أقباءَ عزلتكَ الجميلةِ.. غايةً في تفرُّدكَ عن دناهم الغبيةَ؟
**
ما المسافةُ الضوئيةُ التي فصلت حواسكَ عن مجونٍ أكيدٍ.. حالَ استِناراتٍ ألمَّت ظلامكَ الدامسَ على زاويةٍ من فتونٍ هلاميٍّ خداع!؟
أما لمحَ الضوءُ العازمُ اختراقكَ.. ثقوبكَ السوداءَ العائمةَ على محيطٍ من جنونٍ متميزٍ قدير!؟
تلك الجاذبيةُ التي خدعت مصادرَ الوميضِ مكراً.. أضاعَ بوصلةَ الاتجاهاتِ نحو استفهاماتٍ تدورُ حولكَ..
وما من نقطةٍ تُنهي عذاباتِ التساؤلاتِ المضنيةِ.. ولا من قرارةٍ أو مصير!
**
لا متناهٍ أنتَ.. الموتُ وحدهُ يؤطِّرُكَ.. لا مطلقَ المحدوديةِ.. بل إيحاءً بانتهائكَ!
على سبيلِ نقطةٍ انكفأتْ بوضعِها جلُّ المواضيع..
كيف تحدودبُكَ معانيكَ لتنثنيَ على نفسِكَ مندمجاً بذاتكَ حدَّ الانصهارِ.. ولا انصهار!
أكنتَ تكتبُ في الظلالِ رؤاكَ؟..
أم أنَّ رؤاكَ أضغاثٌ تمرَّست إرغامكَ منهجاً مرموزَ الجنونِ.. أتقنهُ يراعُكَ العاصي أساليبَ التعابير؟؟
قف حيثُ أنتَ الآنَ..
فما عادَ هناكَ من سطورٍ تحتملُ هذا الهذيان المدوِّي .. ولا هم يستوعبون...!

ألبير ذبيان 01-26-2017 03:18 PM

(*) هلوساتٌ قتيلة
 
مهولٌ حالكَ، استبقَ الإرهاصَ حين تلفٌّتٍ وشمَ مرايا نفسكَ بأنفاسِ التقوقع ظلامات الحياة..
غريبٌ فيكَ اعتلالُ الخيالِ، ملبَّدٌ بهلوساتٍ اقشعرَّت لها طبائعُ الرُّؤى
حين زوَّرْتَ إيماءاتِها برينِ التوغُّلِ ذاتكَ! على مرمى أمانيكَ السَّقيمةَ..
تحتسي مرارَ صلبِها أعمدةَ الانتظارِ الضاربةَ في جذور الهباءِ .. بشغفٍ رهين..
**
أنتَ..
يا أنتَ المتشظِّي بأفولِ السكينةِ أمداءَ تطلُّعاتِكَ الماورائيَّةِ الأبعادِ..
مسافاتٍ نجميةً من قريرةٍ عائمةٍ زيَّنت لوحات الأملِ بألوانٍ باهتةٍ زائفة..!
الإغراقُ فيكَ قاتلٌ للحروفِ إبَّانَ ارتسامِها قفارَ أنِّكَ المبين..
واحتداماتُكَ المتلظِّيةُ، أركستْ ابتساماتِكَ -المقيَّدةِ أصلاً بأغلالِ دنياكَ الكئيبةَ-
دواهي صمتٍ ألمَّها على حينِ ترقُّبٍ سافِر!
ومهمومةٌ دواةُ أحبارِكَ، غلى مِدادُها ممسوساً بهواجسِكَ الفارهةِ أصقاعَ الارتياب!
**
أيحسبُكَ الحلم زائراً كما الأناسي؟!
فمذ زاركَ حين إغماضةٍ تلقَّفتها جفونكَ بالخطأ الصَّريحِ، اكفهرَّت معالمهُ وانقلبَ مضغوثاً غريبا!
إيه... كم أنتَ مقتولٌ يا هذا!
الليلُ تهجَّدَ في محاريبِ دهمائكَ العتيدةِ، واكتحل بمراودِ اسودادِكَ البهيمِ حدَّ الهذيان..
نجومهُ لا تعرفُ هيأتكَ الشاحبة!
لولا أنَّكَ قضيتَ ثلثي عمركَ ساهداً تخالُ خفقاتِها تؤذي هيامَكَ الهدوءَ، لظفرتَ بأنسٍ ما
لطالما تباعدْتَ عنه بملءِ إصرارٍ وخيم...
**
النهاياتُ طُمأنينتَكَ الإيهامَ، يعبِّرُ عن أفكاركَ الماجنةِ بإتقانٍ جميل!
ألا.. تعالَ نتحاورُ على ضفافِ صمتِكَ برهةً من نقاءٍ صفا من غرابةٍ وشجون..
بُؤْ بما يعصفُ أعماقَكَ المزدريةَ أفهامَ الكائنات..
وأخبرني بما يجولُ لمحاتِكَ الهزيلةَ التعابير..
الوقت ما زال متاحاً..؟!
أو لعلهُ خارت معانيهِ قربَ انهيار معالمِ تفاسيرِكَ المضنيةِ التراميز
دون غايةٍ تحتذى.. ولو بجزءٍ مفهوم...؟!



ألبير ذبيان 02-06-2017 01:22 PM

(*) مدارٌ أسود
 
مدارٌ...
ملتفٌّ حول نواةِ هاجسٍ جذبيٍّ عتيم
امتص الرؤى المرتابةَ أصلا! وأوكسَها ظلماتٍ شتى..
أقربها لبصيصِ الأملِ، تلك التي امتطت صعبةَ الصَّبرِ جُموحاً كدَّ أعنَّةَ التفاؤلِ بموتٍ بطيء..
تعتريني همساتُكِ بأفولٍ لوَّحَ الشمسَ قبيل المغيبِ..
وسفكَ أشعَّتها الداميةَ على جدرانِ المدى المكفهرِّ باشتعالٍ فذٍّ حقا..!
أين أنتِ من ارتطامي صلافتَهُ المتجذِّرةَ خيالي.. تحدُّهُ من جهاته المليون..؟!
وتكسرُ أجنحتهُ الهائمةَ، أحوالُ الريحِ العقيم.. تبتزُّ ثباتَ الأرضِ تحتي..
وتقلعُني بإحداثياتيَ الواهنة.. لتُركزَ كنهي على سطح كوكبٍ جليديٍّ زلقِ بعيد..!
**
مدارٌ...
متداخلُ القطوعِ الناقصةِ، متناقضُ الاتجاهَاتِ بعنفٍ مهول..!
احتمالاتُ اللاتصادُمِ فيه معدومةٌ منذ آلافِ الدهور..
تأمُّلهُ مزلزلٌ للأعماقِ جدا.. فكيف بسَريانهِ خفقاتِ القلبِ ودفقاتِ الشعور!؟
غايةُ المُنى انفلاتٌ ما، ينسفُ قيوداً يمارسُها جسدٌ مريضٌ بحمى الكيان..
قوى الجاذبيةِ الممارَسةِ عليهِ، تفوقُ احتمال أعتى النجومِ..
قُبالةَ ثقبٍ أسودَ ممسوسٍ بشراهةِ الآدميين للحياة!
**
أركسني بعدكَ حدَّ إصابتي بتبعيَّةِ الهمومِ والآمالِ على حدٍّ سواء...!
لا أراها -كما لا أراكَ- في شراذم الأحلامِ لمحاً.. وكأنِّي لا بعقلٍ باطن لديَّ ولا مِرايات..!
وكأنَّ عُصبوناتِ دماغي صُنعت من مادَّةٍ ماصَّةٍ للرؤى ونتَراتِ الأحاسيسِ وردود الأفعال..
شفَّافةٌ انطباعاتي، لا تمسِكُ أطرافَها غُدَدُ جسدي! ولا تستريحُ ولو لوهلةٍ ما تحتَ المِهاد!
**
ضُمَّني يا أيُّها الشَّفقُ الراحلُ حيثُ ترقدُ الشمسُ وتأبى بعد فترةٍ إصرارَ العَود..
عندما أرَّختُ في ظلِّ ياسمينةِ البيت القديمِ مذكراتِ مجوني، حسِبتُني إن قرأها طيفُكَ
ستصِلُني رسائلُكَ الحانيةُ معلَّقةً على رقبةِ دوريٍّ أمينٍ ساعةَ أصيل..
إلا أنَّ النهاياتِ حالتْ صيروراتِها دونَ راحةٍ تتلقفُها الرُّوحُ وتشتهيها النفسُ الحَزون..!
سأبعثِرني مع ما تبقى من وريقاتٍ أمسكتْها الغُصيناتُ اتَّقاءَ بردٍِ لمَّا يرحمَ أبدا..
وماكان العبيرُ الشاذي أروقةَ المكانِ ليفتنَ ذكرياتِهِ أو يركِسها بدفءٍ طارئٍ مزعوم..
العضُّ على نواجذِ الآلامِ سُمِّيُّ النتائجِ مفنٍ عجيب!
يشبهُ العضَّ على أناملَ لا تنكفئُ تذرفُ الأعماقَ محارفَ خناجرٍ تبتكُ الضميرَ.. ولا تستجيب...


الساعة الآن 05:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.