|
وداعًا أبا فائق
من الوفاء ، بعد طول مسير ، أن نذكر مَن كان لهم علينا كلَّ فضل وجميل ، تربيةً وتعليمًا ، روحًا وفكرًا وشعرًا ، إنه الشيخ الدكتور العلامة عبد الله بن مصطفى بن أبي بكر بن محمد الهرشمي من علماء كردستان العراق ، ففي مثل هذه الأيام من عام 2000 ، توارد إلى سمعي نبأ انتقاله إلى عالم الآخرة ، فكانت هذه الأبيات ، والعذر كلّ العذر إن طال بنا المُقام هنا قليلاً : لا الدَّمعُ يُغني ، وإنْ وافاكَ هامرُهُ * ولا الأنينُ ، وما جاشتْ مشاعرُهُ ولا الزَّمانُ الذي جارتْ نوازلُهُ * فأحزنتْ مهجةَ الصَّابي مصائرُهُ ولا القصيدُ ، ولا الأفكارُ مسعفةٌ * أنتَ المُسجَّى ، وأنتَ الفكرَ ناظرُهُ سَميتُ باسمكَ إبني ، وهي تذكرةٌ * مدى الحياةِ تعزّيني نواظرُهُ جمّلْ خطاكَ ، لقد وافيتَ حضرتَهُ * وكم تناهى بهِ الوجدانُ عامرُهُ وكم تناهيتَ بالتَّوحيد معرفةً * حتَّى أنِسْتَ ، فأبكتكم مناظرُهُ تحكي المعارفَ بالإرشاد مفتقرًا * هذا الزَّمانُ تُحيّيكم أكابرُهُ كم التقينا ، وذي " أربيل " شاهدةٌ * أنَّ الوصالَ شذيّاتٌ بصائرُهُ بل تلكَ والهةٌ بغدادُ باعثةٌ * دمعَ الوَفاءِ الذي تَيْمًا تعاصرُهُ ماذا يكونُ لو استأنيْتَ يا ثقتي * كيما نراك بطرْفٍ جالَ آخرُهُ حتَّى تؤوبَ إلى الأحبابِ مُلتمسًا * جمالَ قلبٍ تغشَّتْنا محابرُهُ ماذا يكون لو استأنيْتَ يا أرجًا * نداه في الرُّوح تحنانًا نشاطرُهُ قد انتظرْنا ودادًا ملء أفئدةٍ * ما كنتُ أعلمُ أن ينأى مسافرُهُ كم انتظرْنا إشاراتِ الهَنا وهوىً * إلى عبيرِ الضُّحى حنَّتْ عواطرُهُ أجَلْ ، أبا فائقٍ ، ما الصَّبْرُ يُدركنا * لمَّا رحلتَ تناجينا جواهرُهُ فهل رضيتَ عن الماضي وحاضرنا * عن مقصدٍ للورى مالتْ بوادرُهُ أم غافصَ القلبَ منكم نبضُهُ دلهًا * وأنت ترنو وداعًا غاب شاعرُهُ أم الكلومُ كُثارٌ ، ويحَ مَن جهلوا * آلامَ خلٍّ كثيراتٌ نوادرُهُ هل الحديثُ حديثٌ في مسامعكم * أنت المُسَجَّى ، ولي شدوٌ يؤاصرُهُ وأنت أنتَ ، ولا أبغي سوى أدبٍ * مع الرثاءِ تُمنّيني بواهرُهُ يعيدُ للآهِ ذكرىً شابَ ذاكرُها * أوهتْ مُحبًّا لكم تهفو شعائرُهُ فالذكرياتُ أبا الخلاّن تندبني * تقول لي أيُّهذا مَن نذاكرُهُ مَن ذا نُجانسُهُ إن صحتُ وا ألمي * ولا جليسَ تحاكينا أواصرُهُ مَن ذا نناديه ، قد كلَّتْ عواطفنا * وأنت مُذ كنت ما كلَّتْ خواطرُهُ الليلُ عسْعسَ ، والأزهار حائرةٌ * والفكرُ من وجعٍ عزَّتْ زواهرُهُ لمن سأقرأ ، والآمال ، ما حملتْ * إلاك يا أملاً تسعى مصادرُهُ رغم الوداع أرى الأنظارَ حاضرةً * أنظارَ متَّبعٍ شعَّتْ محاضرُهُ رَوْضَ الحبائبِ لا عاشت لنا جمَلٌ * غِبَّ الإمامِ الذي ناحتْ مَقادرُهُ بعد الإمام الأب الحاني ببسمته * محبَّةً أثمرت فينا مفاخرُهُ روضَ الحائب يا أربيل بهجتِنا * هذا فؤادي ، وأنفاسي تؤازرُهُ كأنَّما نفحاتُ الأنسِ ترقبنا * منها تنسَّمَ عِرفاني وخاطرُهُ أجلْ أبا فائقٍ روحي الفداء لمن * روَّى القلوبَ ، لذا قمنا نُسامرُهُ يا سيَّدَ الشِّعْر لي عذرٌ بقافيةٍ * رحيقها يوم ترحالٍ أناظرُهُ ماذا يكون لو استأنيتَ في جلدٍ * ورأفةً بالذي شاخت سرائرُهُ كيما نؤوبَ إلى عهد الذرى شرفًا * عهد السَّعادةِ تهواكم منابرُهُ حتى ترى المسجدَ الأقصى وقد زحفت * له القلوبُ ، ونادتكم عساكرُهُ لتبصرَ القدسَ تزهو في مباهجِها * في حومةِ المجدِ ما لاحتْ مظاهرُهُ فيا حبيبُ وداعًا ، خافقي دنفٌ * هذا المدادُ ، وقد حيَّاكَ شاعرُهُ أرثيكَ ، تسألني الأعماقُ طائفةً * مَن للمُنيبِ الذي نمَّتْ عواطرُهُ هواك أخيُلتي ما عشتُ بعدكمُ * قصيدُكَ المُنتقى دومًا أحاورُهُ طوباكَ يا ابنَ " كمال الدين " مُلتحقًا * بخيرِ ركْبٍ توَلَّتْكم مآثرُهُ طوباك يا ابن " كمال الدين " منزلةً * رضوانُ تخدمكم فيها محاجرُهُ طوبى لكلِّ المغاني إذ مررْتَ بها * وملتقىً لم تزلْ تندى بشائرُهُ طوبى لكلِّ فؤادٍ قد بذلتَ لهُ * لِذا نعاكَ بما ضمَّتْ محاورُهُ خلَّفتَ للقومِ بالإرشاد كوكبةً * شعارُها الصَّفْوُ أغنى الفهَمَ ناظرُهُ منهم أصيلُ المعاني عِطرُ روضتنا * لإنّهُ " فائقٌ " ضاءتْ بواهرُهُ فيا أبا فائقٍ أهديك عاطفتي * فاذكرْ منانا الذي طالت معاذرُهُ لعلَّنا الكوثر الرقراق نشربُهُ * قربَ الأحبَّةِ تروينا مصادرُهُ ولا أقولُ ختامًا غيرَ قافيةٍ * بالأمسِ جاد بها المعنى هوامرُهُ ( أحببْتُ وجهَ الثرى إذ أنتَ زائرُهُ * وقد رحلتَ فمَن يبقى أسامرُهُ ) |
رد: وداعًا أبا فائق
"الليلُ عسْعسَ ، والأزهار حائرةٌ * والفكرُ من وجعٍ عزَّتْ زواهرُهُ" ************* * * الأستاذ الشاعر رياض رثائية راقية زاخرة بالمعاني الأصيلة والعاطفة الصادقة رحم الله الدكتور العلامة عبد الله وأسكنه فسيح جنانه وسلمت أناملكم وصان الله ودكم وأحسن عزاءكم فيه محبتي |
رد: وداعًا أبا فائق
رثائية صادرة عن قلب نقي وسريرة صافية
هذا هو الوفاء الجميل رحم الله الفقيد ومتعك بطول العمر تحياتي |
رد: وداعًا أبا فائق
بوركت وهذا الوفاء المتأصل فيك
شاعرنا القدير بارك الله فيك ورحم فقيدكم وادخله فسيح جناته |
رد: وداعًا أبا فائق
أبيات شعر من شاعر يستوطن الوفاء قلبه..
أحسنت رياض فهنا رأيت مرثاة لايقولها الا شاعر وفي |
رد: وداعًا أبا فائق
دفقات من قلب موجوع.. ومشاعر صادقة تفجّرت لوعة وأسا فعلى قدر المحبة يكون الفعل وردّة الفعل رحم الله الدكتور عبد الله الهرشمي وأسكنه الفردوس الأعلى |
رد: وداعًا أبا فائق
له درك ايها الشاعر الشاعر وانت تحمل كل هذه المشاعر النبيلة في حفظ كل جميل لكل من كان في حياتك يوما شمعة اضاءت لك دروب العلم والحلم والصلاح والهداية والمعرفة بارك الله بك وهذه المطولة التي حملت ما تفيض به روحك من جمال فجاءت بحق جزءا ممن سيرة روحك الجميلة شكرا لقلبك |
رد: وداعًا أبا فائق
قصيدة رثاء مؤثرة السبك المحكم ديدنها والدلالات المؤثرة مغزاها والمفردات المتلألأة زينتها .. رحم الله الشيخ العلامة عبدالله الهرشمي وأسكنه فسيح جناته دمت للوفاء فناراً وللإبداع مناراً تثبّت مع تقديري وتحياتي |
رد: وداعًا أبا فائق
حرف وفي
جزاك الله خيراَ ويرحمه برحمته الواسعة |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
ورحم الله والديك أيها الأخ الحبيب والشاعر المعطاء ، مودتي ومحبتي وتحيتي ، وشكرًا لحسن ظنك بأخيك . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
عطاءً يسعد القلوب ، محبتي وتحيتي ومودتي . |
رد: وداعًا أبا فائق
ما أبدع ما جاد به خافقك ، فانسكب في هذه المرثية الباهرة حرفاً وصوراً
ومشاعر فياضة بحق من استحقها وهو الشيخ العلامة عبدالله بن مصطفى الهرشمي رحمه الله رحمة واسعة ، ونفع بعلمه أبناء الإسلام و زادك الله وفاء واحتراماً ورفعة بوركت أخي الفاضل رياض شلال ،، احترامي و تقديري |
رد: وداعًا أبا فائق
تحية لك استاذ رياض وتحية لهذا القلم لهذا النّفس الشّعري الطّويل وقاموسك اللغوي الثّري صدقا أكثر مايلفت انتباهي في قصائدك هي تلك المفردات المركونة جانبا في بطون الكتّب وامهاته ، والتي تنفض عنها غبار النّسيان وتحفظها بين قوافيك فألف بوركت |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
الكريم وجزاك الله خير الجزاء ، مودّتي . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
شكري وتحيتي بحجم وفاء الحضور . |
رد: وداعًا أبا فائق
تغيب عني قسرا بعض الصفحات وتتأبى وتتمنع
أنه نت الريف التعيس رائعة أخرى تضاف لسجل روائعك شاعرنا الغالي رياض كم كنت مبحرا في بحر الدموع كم سمعت أنات قلبك الموجوع شكرا لروعتك شاعرا متفردا ودي لك |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
وجزاكم الله خيرًا شاعرتنا الكريمة ، وكل عام وأنت بخير وعافية ، تحاياي . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
جزاك الله خيرًا أستاذنا العزيز ، ورمضان مبارك وكل عام وأنت بخير وعافية . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
ويرحم الله والديك أستاذنا الميفاء ، وجزاك الله خيرًا ورمضان طيب كريم مبارك ، وكل عام وأنت بألف خير . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
وكل عام وأنت بخير وعافية . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
جميعًا ، تحيتي وتقديري ، ولا عدمنا حضوركم الباهر . |
رد: وداعًا أبا فائق
اقتباس:
وكل عام وأنت والأسرة الكريمة بخير وهناء وسرور ، ورمضان مبارك ، وجزاك الله خيرا وودا . |
رد: وداعًا أبا فائق
حروفك سيدي يسجد لها النقاء وتبتسم لها القلوب الطاهرة البريئة مثلما عهدناك عنوانا للوفاء والاخلاص رحمة الله تنزل عليه و أسكنه فسيح جنانه أكرم بك من شاعرسيظل فخرا للعراق كل التحايا و أكثر |
رد: وداعًا أبا فائق
من قال أنّ أبا تمام قد توقف شعره !! لي عودة بحول الله تليق ... شكرا لأنك تنتمي لزماننا ... |
| الساعة الآن 01:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.