![]() |
إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
عبد اللطيف غسري 1- وجه وَجْهٌ يُقْصِيهِ خِمارُ الحَيْرَةِ يَسْبِقُ نَحْنَحَةَ الصبْحِ المُتثائِبِ يَنْثُرُ لي قِشَرَ الآهاتِ على رَمْلٍ كانتْ تغْشَاهُ قَوادِمُ مُهْرٍ مَمْهُورٍ بِدَمِ الشُّرْيانِ الشاخِبِ أخْطو فوقَ رسائِلِها المَسْجورَةِ باللهَبِ المَكتومِ أمُرُّ ضَنِينًا بالوقتِ المُتوَاثِبِ مُنْحَنِيًا تصْحو في رأسي مِطْرَقتَانِ وألْفٌ مِنْ حَصَواتِ الحُلْمِ الشاحِبِ أنْخُسُ ظَهْرَ الظلِّ كِيُوبِيدُ المَقروءُ مَجازًا في عَيْنَيَّ كُوَيْكِبُ لَهْوَجَةٍ ينْداحُ يُدَوِّمُ في فَلَكِ الإرْجاءِ الذاهِبِ لا أتلقَّفُ معْنى لَفْتَتِها لا أنظرُ نَحْوَ التوْقِ الكامِنِ في أُضْمومَةِ عَوْسَجِها حتى الشغبُ الجيَّاشُ بضَحْكتِها يتجاوَزُني... أتجَاوَزُهُ... أسْتغْرقُ عَنهُ مُطارَدَةً للضوْءِ الهاربِ مِنْ أفْياءِ خُطايْ 2_ انتظار بَيْتٌ مَنْفِيٌّ أعْلَى بَارِقَةِ الإحساسِ وأسْفَلَ خَارطَةِ الأنفاسِ أرَاهُ كأوَّلِ ما يُسْتقْبلُ مِنْ نَغَمِ التحليقِ وآخِرِ ما يُسْتَدْبَرُ مِنْ صَخَبِ الأجْراسِ أجِدُّ السيْرَ إليهِ على قدَمَيْنِ تلَطَّخَتا بغُثاءِ الخَوْفِ أُشَذِّبُ غُصْنَ اللحْظةِ.. أصِْلبُنِي مَنْشُورَ المِرْوَحَتَيْنِ وأهْمِسُ لي ليتَ القمَرَ المَكنونَ يُطِلُّ.. يُلوِّحُ لي مِنْ شُرْفتِهِ المَغموسَةِ في عَسَلِ الأعْراسِ أرابِطُ عِندَ رصيفِ الصمتِ ثقيلٌ مَوْجُ الناسِ أذَكِّرُني: يا وَقْتُ نهارٌ بَوْحُكَ لا قمَرٌ يَتراءَى في مِرْآةِ رُؤَايْ 3- غَيْث أسْتقْبِلُ وَفْدَ الهَمِّ الزاحِفِ حينَ تُلَمْلِمُنِي أركانُ الليلِ النازِفِ أنْباءً عَنْ قومٍ حَالوا بينَ القلبِ ووَثْبَتِهِ حلُُّوا في أمْكِنَةٍ ظلَّ الإمْهالُ يُوَشِّيها بحَريرِ الحُلْمِ الواقِفِ قالُوا جِئْنا نأخذُ ما أوْدَعْتُمْ في جَيْبِ الإغْراءِ ونوصِدُ مِشْكاةَ الأوْهامِ على أنشُودَةِ راعِيها صافَحْتُ بَياضًا كانَ يُشيحُ بِنَجْدَتِهِ عنِّي مِنْ قْبلُ فخَفَّفَ مِنْ غَلْواءِ الصدِّ لِيَفْجُرَ غَيْثَ السُّلْوانِ المُتآلِفِ منْ آفاقِ أسَايْ 4- اكتِشاف ما هذا الغَيْمُ الخَمْريُّ المُتصاعِدُ مِنْ أثْداءِ يَراعَتِيَ الشقْراءِ يُدِرُّ حَليبَ الدهْشَةِ مِلْءَ شرايينِ الصفحاتِ يَشِبُّ لهيبًا مِنهُ مَلأتُ جِرَارَ الوحْشَةِ أشْذاءً راءً ياءً ماءً كمْ شَحَّ شِتاءً مَنْبَعُهُ المُتباعِدُ عِندَ سِوَايْ 5_ ترْضِيَة أنْبَثُّ خِلالَ الضوْءِ الشاهِقِ مُقْتفِيًا أثَرَ الإشرَاقِ أنا يا آنِسَتِي كَرَوانُ الأطْلَسِ عِمْتِ صباحًا إنْ أطْلَقْتِ عِنانَ العِشِقِ شَدَدْتُ خِطَامَ العُمْرِ الآبِقِ أوْ سَافَرْتِ جَنُوبًا أسْفَلَ مَمْلكَةِ الأشواقِ أجَدْتِ قِيَافَةَ لَحْنِي السابِقِ أمْسِ قطَفْتُ شُعاعَ الروحِ بَعَثْتُ بهِ أنْغامًا في بيتٍ مَنْفِيٍّ أعْلَى بَارِقَةِ الإحساسِ الباسِقِ قالتْ حَسْبُكَ عِمْتَ صَباحًا صَوْتُكَ بَعْضُ صَدَايْ من مجموعتي الشعرية الثالثة.. |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
لك كل الإشراقات و جمال الحرف و الصورة. شعرية قوية وارفة. مودتي أخ عبداللطيف غسري. |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
أخي الشاعر القدير عبد اللطيف الغسري إشراقات رائعة في سماء الشعر التفعيلي. هنا تأخذ المفردة حقها والصورة تتألق في انسجام بديع. تثبت إعجابا وتقديرا! محبتي خالد شوملي |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
أيها الشاعر الجميل ما أسعدني برذاذ بوحك في قسم الشعر التفعيلي هي انسكابات واندلاقات متوهجة حييت أيها المكرم على لطف بيانك وعذوبة حرفك وتقبل تحياتي وتقديري |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
حين يبحر مبدع العمودي في التفعيلة فإنه يأتي بالعجب العجاب من لآلئ الإبداع مثله كمثل العصفور الخارج للتو من قفص عمود الشعر لتنطلق قريحته بروائع شعرية تفعيلية غنائية جميلة .......... لقد استمتعت حد الثمالة بهذا السحر الحلال دام لنا هذا الإبداع أستاذ عبد اللطيف محبتي |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
الاستاذ الشاعر عبد اللطيف اشراقاتك نورت آفاقنا تقبل اعجابي وتقديري |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
اقتباس:
أثنيتَ فأسعدتَ.. تقبل تحياتي وتقديري |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
اقتباس:
أسعدني مرورك الجميل وثناؤك الباذخ. شكرا لك على تثبيتك النص. مودتي وتقديري |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
اقتباس:
شرُف النص وصاحبه بحضورك المميز.. إليك التحيات تترى |
رد: إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
اقتباس:
إنه لشرف كبير للنص وصاحبه أن تتفضل بقراءته والثناء عليه بهذا الرقي والبهاء.. أدعو الله لك بالتوفيق والسداد في جهودك الحثيثة من أجل إعلاء شأن النبع والانتصار للأدب والأدباء. مودتي الخالصة وتحياتي العطرة |
الساعة الآن 04:52 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.