منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   من وحي حلم..! (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=13804)

ازدهار السلمان 10-23-2012 05:41 PM

من وحي حلم..!
 
في خضم أمواج البحر الصاخبة.. وجدت نفسها تسكن بهدوء في قاعه، تحركها الأمواج

يميناً وشمالاً تستسلم لعبثها..

في ذهنها كل الأشياء متساوية حتى المتضادات والثوابت الحياتية لا شيء مهم..


فكل الأشياء آيلة الى زوال..



تخرج من الماء مثل حورية البحر، تعصر ثيابها، تجففها، تعود إلى البيت ككل مرة..!

يتكرر المشهد ثلاث مرات عبر الأيام المتوالية.. في اليوم الرابع تخرج إلى البحر،

تحاول أن تستنفذ كل طاقاتها لبدء رحلة سكون جديدة، لكن الأمواج العاتية تفاجئها

وهي بعد في منتصف الطريق. تقف بتحد لاستقبال الموجة المتمردة الآتية صوبها، تصفعها

بعنف، تتهاوى، تكاد تسقط تلتفت إلى الوراء، تشعر بأنفاس حارقة تخترق صمت الجنون

المعشش فيها يكاد يمسكها أن تقع..!

قدمها تزل، تلتفت مجدداً، قريب وبعيد في ذات الوقت.. لا يمسكها تقف وحدها،

يدخل هو، تبقى في الخارج تنتظر سكون الموجة كي تدخل البحر..

البحر هائج اليوم لا سبيل لولوجه، تعود منكسرة إلى الداخل بعد أن أعيتها سبل الانتظار..


في ذلك الركن تراه ينتظرها.. تهوى إليه، تهدأ.. لكنه يلتفت الى أصدقاء بالقرب.. يُفلتها!!


تحثه نظراتها الجائعة أن يلتفت إليها لكنه لا يفعل!


امرأة طاعنة في السن تجلس وسط البيت المتداعي، تلاحقها بعينين متسائلتين:

هل تحبين هذا الرجل؟


ترد عيناها: نعم ..لكنه يهملني..!

نظراته تخترق ثرثرة الصمت الذي يلفهما، إنه يعي تماماً ما تشير إليه المرأة العجوز،

يدرك بكل ثقة حاجتها اليه.. تشعر في داخلها برغبة عارمة أن يلفها بذراعيه القويتين،

ينتشلها من ذلك الصمت القابع في حناياها بفوضى مبعثرة غريبة.. تنتظر أن يتحرك،

يتصرف، يقرر، لكنه يبقى ساكناً..!!

تنطلق دون تفكير نحو البحر.. تطول قامتها، تحملق في الفضاءات، دقات قلبها تتسارع،

تخوض في دوامات البحر، يصل الماء متسارعاً، يغطي جسدها، شعرها، تغوص عميقاً..

فقاعات الهواء تتناثر كالزبد فوق الماء :

شهرزاد ملّت الحكايا والسرد، تغوص في البحر، تمد يدها تنتظر الخلاص..

شيئاً فشيئاً يتوقف اللهاث، تنقطع الأنفاس.. تغرق..!

عمر مصلح 10-23-2012 06:08 PM

رد: من وحي حلم..!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ازدهار الانصاري (المشاركة 177972)
في خضم أمواج البحر الصاخبة.. وجدت نفسها تسكن بهدوء في قاعه، تحركها الأمواج


يميناً وشمالاً تستسلم لعبثها..

في ذهنها كل الأشياء متساوية حتى المتضادات والثوابت الحياتية لا شيء مهم..


فكل الأشياء آيلة الى زوال..



تخرج من الماء مثل حورية البحر، تعصر ثيابها، تجففها، تعود إلى البيت ككل مرة..!

يتكرر المشهد ثلاث مرات عبر الأيام المتوالية.. في اليوم الرابع تخرج إلى البحر،

تحاول أن تستنفذ كل طاقاتها لبدء رحلة سكون جديدة، لكن الأمواج العاتية تفاجئها

وهي بعد في منتصف الطريق. تقف بتحد لاستقبال الموجة المتمردة الآتية صوبها، تصفعها

بعنف، تتهاوى، تكاد تسقط تلتفت إلى الوراء، تشعر بأنفاس حارقة تخترق صمت الجنون

المعشش فيها يكاد يمسكها أن تقع..!

قدمها تزل، تلتفت مجدداً، قريب وبعيد في ذات الوقت.. لا يمسكها تقف وحدها،

يدخل هو، تبقى في الخارج تنتظر سكون الموجة كي تدخل البحر..

البحر هائج اليوم لا سبيل لولوجه، تعود منكسرة إلى الداخل بعد أن أعيتها سبل الانتظار..


في ذلك الركن تراه ينتظرها.. تهوى إليه، تهدأ.. لكنه يلتفت الى أصدقاء بالقرب.. يُفلتها!!


تحثه نظراتها الجائعة أن يلتفت إليها لكنه لا يفعل!


امرأة طاعنة في السن تجلس وسط البيت المتداعي، تلاحقها بعينين متسائلتين:

هل تحبين هذا الرجل؟


ترد عيناها: نعم ..لكنه يهملني..!

نظراته تخترق ثرثرة الصمت الذي يلفهما، إنه يعي تماماً ما تشير إليه المرأة العجوز،

يدرك بكل ثقة حاجتها اليه.. تشعر في داخلها برغبة عارمة أن يلفها بذراعيه القويتين،

ينتشلها من ذلك الصمت القابع في حناياها بفوضى مبعثرة غريبة.. تنتظر أن يتحرك،

يتصرف، يقرر، لكنه يبقى ساكناً..!!

تنطلق دون تفكير نحو البحر.. تطول قامتها، تحملق في الفضاءات، دقات قلبها تتسارع،

تخوض في دوامات البحر، يصل الماء متسارعاً، يغطي جسدها، شعرها، تغوص عميقاً..

فقاعات الهواء تتناثر كالزبد فوق الماء :

شهرزاد ملّت الحكايا والسرد، تغوص في البحر، تمد يدها تنتظر الخلاص..

شيئاً فشيئاً يتوقف اللهاث، تنقطع الأنفاس.. تغرق..!

ألأخت ازدهار الأنصاري .. طبت منى
منذ قراءتي الأولى لأول نص لك هنا بالنبع ، ومن خلال متابعتي لبعض تعليقاتك
شعرت بأني أزاء طاقة ، مختلفة إن لم أقل متميزة
وها أنا بصدد نص يشي بالكثير من الكفاءة ، والتمكن والرصانة
أتمنى التواصل إبداعياً .. اخيتي الكريمة.

ازدهار السلمان 10-23-2012 09:02 PM

رد: من وحي حلم..!
 
انتظرت هذا المرور لا أقول منذ دخلت النبع ولكن بعد أن قرأت حرفك الجميل وتابعت مستوى النقد الذي تكتبه .. لذا أنا أشكر هذا النص االذي دعاك لزيارتي

الاستاذ الفاضل المبدع عمر مصلح

شكراً كبيرة لك لقراءتك وحضورك الجميل

احترامي وتقديري

الدكتور اسماعيل الجنابي 11-07-2012 03:39 PM

رد: من وحي حلم..!
 
قيل
عند الشدائد تُعرفُ الاخوان ..

فمتى يُعرَفُ الحبيب .. ؟

نبض جديد المسه هنا ..

تحياتي

ازدهار السلمان 11-07-2012 08:50 PM

رد: من وحي حلم..!
 
رائع وجود نبضك هنا المبدع الدكتور اسماعيل الجنابي

حضور أسعدني

ممتنة لك

احترامي وتقديري ومودتي

سولاف هلال 12-01-2012 04:46 AM

رد: من وحي حلم..!
 

لا شيء يماثل هذا القلق
قاسية هذه العاصفة التي هبت على جسد السكينة فأشبعته غرقا
غاليتي ازدهار
استمتعت بقراءة هذا النص رغم القلق والتوتر الذي رافقنا منذ الشروع بالقراءة وصولا إلى آخر حرف
أهنئك على هذا النص الجميل
تقديري الكبير ومحبتي

عبدالرحيم الحمصي 12-01-2012 08:56 PM

رد: من وحي حلم..!
 
كان السفر إليه كظاهر انطباعي .


لكنه في كنهه سفر في الذاكرة ، المثقلة بشعرية الحنين .


سفر في الأنا الحبلى بشكواها ، و تعويداتها لفضاء مفترض


ينقر على خشب الآخر ، عله يستفيق من غفلة مقصودة .


يحول هذا العسر النفسي ليسر ، أو ضمادة جرح ، لا زالت


رواسبه قائمة ، تدمي الخبيئة .


إنه السفر القسري من الحنين إلى الحنين


بجواز إقامة جبرية في الذات .


أو غرق فيها للا نهاية حضور الغياب .



أديبتنا و القاصة المبدعة



ازدهار ،،،



للجمال إبداعه الخاص


والنص هنا حمال لهذا التوصيف .



تقديري


ومحبتي ،،،



الحمصــــــــــي

ازدهار السلمان 12-03-2012 08:29 PM

رد: من وحي حلم..!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سولاف هلال (المشاركة 185272)
لا شيء يماثل هذا القلق
قاسية هذه العاصفة التي هبت على جسد السكينة فأشبعته غرقا
غاليتي ازدهار
استمتعت بقراءة هذا النص رغم القلق والتوتر الذي رافقنا منذ الشروع بالقراءة وصولا إلى آخر حرف
أهنئك على هذا النص الجميل
تقديري الكبير ومحبتي

جميلة قراءتك عين القلادة المبدعة سولاف

أسعدني جداً حضورك النديّ

ممتنة لكِ

محبتي

ازدهار السلمان 12-03-2012 08:32 PM

رد: من وحي حلم..!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم الحمصي (المشاركة 185393)
كان السفر إليه كظاهر انطباعي .



لكنه في كنهه سفر في الذاكرة ، المثقلة بشعرية الحنين .


سفر في الأنا الحبلى بشكواها ، و تعويداتها لفضاء مفترض


ينقر على خشب الآخر ، عله يستفيق من غفلة مقصودة .


يحول هذا العسر النفسي ليسر ، أو ضمادة جرح ، لا زالت


رواسبه قائمة ، تدمي الخبيئة .


إنه السفر القسري من الحنين إلى الحنين


بجواز إقامة جبرية في الذات .


أو غرق فيها للا نهاية حضور الغياب .




أديبتنا و القاصة المبدعة




ازدهار ،،،




للجمال إبداعه الخاص


والنص هنا حمال لهذا التوصيف .




تقديري


ومحبتي ،،،





الحمصــــــــــي





قراءة مبدعة الأديب الرائع عبد الرحيم الحمصي

ولجت عمق النص واستخرجت كنه الحكاية

شرفني مرورك البهي

شكراً جزيلاً لك

احترامي وتقديري


الساعة الآن 04:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.