منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   قصيدة النثر (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   بغْداد امْرأة الكَبائِر (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=16167)

محمد الزهراوي أبو نوفل 06-10-2013 10:39 PM

بغْداد امْرأة الكَبائِر
 

بغْداد
امْرأة الكبائر

لوْ لاها ما
خَفقَ العِشْقُ
هِيَ جِدارِيّةُ
الصّبْحِ مُكلّلةَ
الجَبينِ البَهِي.
ترْتَسِمُ ظِلاًّ..
تَرْتقُ جُرْحاً يَكبُرُ
وَتَصْهلُ
في الّرّيحِ.
لها تَسْريحةُ
بَحْرِ تَموجُ بينَ
العِبارة والعَبيرِ.
مِنْها الأبْيَضُ
يَمْتَدُّ تَنُزُّ نَبيذاً.
اَلْهَمُّ الجارِحُ..
يَأكُلُ ثَدْيَيْها !
غجَرِيّةَ الأضْدادِ
والرّغَباتِ..
اَلْبَحْرُ
هِيَ والدّهْر.
بِسَوالِفِها
تُطَوِّقُ عُمْري..
امْرأةٌ وحيدة !
بغْدادُ غيرُ دَمٍ
مُتْرِبٍ أوْ ..
قواريرُ طيـنٍ.
بِرِياحي
أحْرُثُها ياسَميناً
وَجْهُها في كُلِّ
الصّوَرِ مِلْءُ عيْنَيَّ
كُلُّ النِّساءِ
مودَعاتٌ في
بَسَماتِها البَعيدة
كُلُّ صِفاتِ
الخَيْلِ فيها..
ما أكْثَرَ ما أغاضَ
كُحْلُها حُسّاداً
وأوْدَتْ بِعُشّاقٍ !
في بَراري الحُلْمِ..
أفْسَدوا الْموَدّةَ بيْنَها
وَبيْني حتَى جَفتْني
الغَجَريّةُ وطَوّحتْ
بي جِراحُها
في غِنـاءٍ !
ترْعى الوُعولَ..
تُكَفْكِفُ
دمْعَتيْنِ في خنْدقٍ
وَسِوى الرّومِ لا
يَزالُ يَتَرَبّصُ
بِاغْتِصابِها الرّومُ.
توغِلُ في شُجوني..
وما زِلْتُ بَعيداً.
ها نَهاراتُها تُشاكِسُ
يَأْسي وَوُرودُها
تُقاوِم ُالذّبولَ في
شَكْلِ القَصيدَةِ.
أغيبُ أسْتَقْصي..
مُنْعَزِلاً صَواعِقَها
في البحْـر.
في مَراسِمِ ذَبْحِها
تَحَسّسْتُ نبْضي
وهاطِلاً ..
خلخالُها اليَعْرُبِيُّ
في الضّلوعِ.
لَمْ أنَمْ بعْدُ..
إذْ لَمْ تفْهَمِ
النّيرانُ غاياتي
ولمْ تُفارِقْ دمي.
أرْسُمُها سابِحَةً
كَما أشْتَهي
فـي بياضٍ
وَسَماءٍ خَضْراءَ.
كَمْ وَكمْ أنا
هَرِمٌ أمامَها في
انْتِظارِ الصُّبْح.
فَلْياتِ الصّقيعُ..
قُرْبَ شَهْرزاد أنا
لا أشْعُرُ بِالْبَرْدِ.
وَحْدي أزْحَفُ..
أتعَبَتْني الْحُفَرُ أُطارِدُ
ضَمْآنَ ضَراوَةَ
عُرْيِها الْمَخْمورِ.
أتَبَعْثَرُ على حَصاها
معَ َ وَجَعـي !
يُزَلْزِلُني النّهْدُ..
مِن مَناحاتِها تُلَوِّحُ
لي نَجْمَةُ اللّيالي..
بِرِياحي أحْرُثُها
تَسْتَعِرُ..
أعْراسُ غَدِها
فـي جَوانِحي.
وَكُلُّ أحْلامِها
وَدِمائي تُهْدَرُ
فـي رِياحٍ ! ؟
لمْ يُفْنِها الجَرادُ
ولنْ تتْرُكَ الخَنْدَقَ..
فما أكْثَرَ ما أغْوَتْ
بِلياليها الْمُلوكَ !
وَبِمِلاحِها أثارَتِ
السِّنْدِبادَ وَالْجُنْد.
تُناديكُمْ..
والسّعفُ يَحْتَدِمُ
لِفَك طَوْقِ الحِصار.
لَها في المَسافاتِ
الوَهَجُ البِكْر.
كُلُّ الكُؤوسِ
أرَقْتُها مِنْ أجْلِ
فِتْنَةِ هذه الأنْثى !
وَ(ما وَجْدُ ثَكْلى
مثْل وجْدي..)
واقِعٌ أنا تحْتَ رَحى
حُزْنِها الثّقيلَةِ !
هِيَ أحِبّائي وَسُماّري
يَداها أصْباحٌ ماطِرَة
توجِزُ شُموساً في
عتْمَةِ الليْل..
هاهُمْ أوْلاءِ يَحْرَقونَ
بابِلَ أرْضَ حُبِّنا..
وَقَمَرَ النّخْلاتِ.
ماذا يُريدونَ مِن
امْرأةٍ تَحْلُمُ بالبَحر! ؟
شاخَتْ على
مُحَيّاها النُّدوبُ.
يَعُدّونَ خَطاياها
وَهِيَ القَتيلَةُ.
هذه امْرأةُ
كُلِّ الكَبائِرِ..
سيِّدَةُ البوْحِ حينَ
مَعي تُصَلِّي ! ؟
تسْتَعيثٌ امْرأتي..
اَلجُدْرانُ علَيْها
انْهارَتْ في
لَيالٍ عُسْـر.
وَلا مَن يُلَبّي ! ؟
يَوْماً ما أضَعُ
حَدّاً لِحَيائِها وأُشْعِلُ
الأرْضَ خلْفَ
حَقْوِها النّهارِيِّ
وقَوامِها الْمَمْشوقِ
بِمِياهي وَحَرائِقي
على دينِ العِشْق..
كَمَشْهَدِ وَداعٍ.

شاعر
مغربي

قصي المحمود 06-10-2013 11:16 PM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
اجمل ما في الغروب عشقه للشروق
اعدتها مرات ..وما ارتويت..
بغداد في عيون الشعر..رائعة بغداد
اكتم المي..واخاف البوح..لاني في بغداد
يكويني الصمت..ويحرقني الالمِ
من العنقاء..التي احببتها بهذه الرائعه
ابعث اليك اجمل التحايا..وارقها..واجملها

محمد الزهراوي أبو نوفل 06-11-2013 12:03 AM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
أ . قُصّي ..
شرّفَني حضورُك العَطِر أيُّها
الرّاقي ومرورك الأنيق..
أُثَمِّن حُبّك الحضاري
لِلجمال والشعر
لك امْتِناني الكَبير مع
كُلِّ الحُبّ والتّقدير

عواطف عبداللطيف 06-11-2013 12:57 AM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
عروقي هناك تتجذر
وحبي إليها
كل يوم يكبر
أكثر

أهلاً بك على ضفاف النبع
ومشاعر صادقة في قصيدة نقية
عن بغداد عاصمة الرشيد
بغداد مدينتي الغالية

أتمنى لك طيب الإقامة
دمت بخير
تحياتي وتقديري

لطفي العبيدي 06-12-2013 11:29 PM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
حرف بديع
و لغة ما أجملها
نص رائع
اشكرك استاذ محمد على حسك الشعري
و نفس الشعري الرائع
احترامي
...

محمد الزهراوي أبو نوفل 06-19-2013 01:44 PM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
مرحباً
أ . عواطف..
لِحضوركِ كل الجمال
شُكْراً لكِ أخْتي على القراءة
وما خلّفْت دونَكِ مِن عبير
أثناء هذا المرور

محبّتي وتقديري

محمد الزهراوي أبو نوفل 06-19-2013 01:53 PM

رد: بغْداد امْرأة الكَبائِر
 
لك كلّ الشكْر أخي الجميل:
الأستاذ لطْفي ..
على مُتابعة نصوصي
وقِراءتِها باسْتمْرار

لك امْتِناني العميق مع
كل معاني المحبّة


الساعة الآن 06:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.