![]() |
(الرّيح والمطر)
• لم يأت لفظ الرِّيح في القرآن إلا في الشَّرِّ، والرِّياح إلا في الخير. قال عز َّوجلَّ: "وفي عادٍ إذ أرْسَلْنا عليهِمُ الرِّيحَ العَقيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيءٍ أتتْ عَليهِ إلا جَعَلَتْهُ كَالرَّميم" وقال سبحانه: "إنَّا أرْسَلْنا عَلَيهِمْ ريحاً صَرْصَراً في يَومِ نَحْسٍ مُسْتَمِرّ تَنْزِعُ النَّاس كَانَّهُمْ أعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ" وقال جلَّ جَلالُه: "وهو الذي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بينَ يَدَي رَحْمَتِهِ" وقال: "ومِنْ آياتِهِ أنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ ولِيُذيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ولِتَجريَ الفُلْكُ بِأمْرِهِ ولِتَبْتَغوا مِن فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرونَ". وعن عبد الله بن عمر: الرِّياح ثمان، فأربع رحمة وأربع عذاب. فأمَّا التي للرَّحمة: فالمُبَشِّرات والمُرْسَلات والذَّرِيات والنَّاشِرات، وأما التي للعذاب: فالصَّرصَرُ والعَقيمُ وهما في البرِّ، والعاصِفُ والقاصِفُ وهما في البحر، • ولم يأتِ لفظُ الإمْطارِ في القرآن إلا للعذاب، كما قال عزّ من قائل: "وأمْطَرْنا عَلَيهِمْ مَطَراً فساءَ مَطَرُ المُنْذَرين" وقال عزّ وجلَّ: "ولقد أتَوا على القَرية التي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوءِ". وقال تعالى: "هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بل هو ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ريحٌ فيها عَذابٌ أليم". المصدر: كتاب فقه اللغة وسر العربية وكتاب سحر البلاغة وسر البراعة تأليف الإمام اللغوى أبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى رحمه الله. |
رد: (الرّيح والمطر)
انّها لغة الإعجاز في قرآننا الكريم ...
متفرّدة دقيقة دقّة متناهية لا لبس فيها ... وتدعيما لما ذهبت اليه أخي حسن العلي مشكورا في هذا قول الرّسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فقد كان يدعو إن هبت الرّيح: "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحا" |
رد: (الرّيح والمطر)
اقتباس:
عافاك الرحمن وجعلها في ميزان حسناتك تقديري |
رد: (الرّيح والمطر)
سلاما جميلا ، موضوع مهم لكن ماذا عن قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم "هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة " هنا الريح طيبة تحيتي وتقديري |
رد: (الرّيح والمطر)
اقتباس:
نعم سيدتي...لنكمل الآية .. { هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين } . أود أن أشير إلى أن المصادر متعددة فمن المفسرين من قال أن مفردة الريح فعل ومنهم من قال أنها إسم ... وأنقل لك مايلي : هناك وجهان من الإطلاقات، يمكن إخراج الكلية به في قالب منضبط: 1- جاءت الريح مفردة مع العذاب و الرحمة، ولم ترد في القرآن مجموعة "الرياح" مع العذاب، إلا في موطن الإسراء (فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم) وهذا على قراءة أبي جعفر. 2- كل ما في القرآن من لفظة "ريح" هكذا منكرة، فهي سياق العذاب إلا آية يونس "وجرين بهم بريح طيبة"، فهي ريح الرحمة الطيبة. 3- يمكن القول بأن أكثر القراء قرأوا بالجمع للرحمة، وبالإفراد للعذاب. 4- هناك آيات لا يظهر استخدام الريح أو الرياح، لا في سياق رحمة و لا عذاب، مثل آية الكهف (فأصبح هشيما تذروه الرياح) و الحج ( فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق). *وأما ما يتعلق بالكلية الثانية -الواردة عرضا- في قوله: فقد قال في حكمه عليها-أي ما يتعلق بالمطر-: 1- هذه الكلية أغلبية الحكم، وليست مطردة كما أطلقت. 2- ما سمى الله (المطر) في القرآن إلا عذابا، باستثناء آية النساء: (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) إذ المطر ههنا بمعنى الغيث، وهو رحمة لا عذاب. 3- لكم قد يقال : إن آية النساء المتقدمة (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) لا تخرج عن القاعدة؛ لأن ما أصابهم من المطر أذى و كونه مما يتأذى منه ليس فيه رحمة، وعليه فهذه الآية تلحق ببقية المواطن الأخرى، ولكن الأظهر أن هذا الموضع يستثنى من الكلية؛ لأنه وإن لحق منه أذى لكنه ليس مطر عذاب و هلاك، والله أعلم. انتهى كلامه -وفقه الله- |
رد: (الرّيح والمطر)
بارك الله بك استاذ
وشكرا لهذا الشرح الوافي وفقهك الله وفقهنا في ديننا |
رد: (الرّيح والمطر)
اقتباس:
والحمد لله رب العالمين تقديري تسلمين |
رد: (الرّيح والمطر)
اريد تكملة ماجاء عن مفردة المطر
امتنان لك وكثير شكرتقديري |
رد: (الرّيح والمطر)
اقتباس:
كل عام وأنتم بألف خير سأبحث عنها أكثر تقديري الكبير تسلمين |
رد: (الرّيح والمطر)
https://www.imamhussain.org/q-life/big/3.jpg
اللّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَکُمْ وَ سَخَّرَ لَکُمُ الْفُلْك لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَکُمُ اْلأَنْهارَ(ابراهيم الاية 32) اهتمام القرآن الكريم بالماء وأحواله ومصادره ومجاريه ليس غريبا؛ ذلك انه مصدر الحياة وأداتها، ولعل في هذا ما يبرر الخصومات الشديدة، التي كانت تحتدم بين القبائل العربية قديما بسبب الماء. تشكّل المطر: وتكون قطيرات الماء في السحابة من الصِّغَر بحيث تظل معلقة في الهواء، ومحمولة في الأعلى بواسطة تيارات الهواء الخفيفة. وعندما تكبر قطيرات الماء في الحجم عن طريق تقاربها واندماجها. وتصبح قطرات ثقيلة بشكل كاف، تنفلت تحت تأثير الجاذبية وتسقط على هيئة المطر. ولا زال العلم حتى الآن عاجزاً عن معرفة السبب الذي يجعل القطيرات تتجمع مع بعضها لتؤلف قطرات المطر. أما أنواع المطر في القرآن الكريم: 1- الصيب: هو المطر الذي يصوب، أي ينزل ويقع، ويُقال للسحاب صيب أيضا. وقد ورد ذكر الصيب في قوله تعالى: (و كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق ...) (البقرة الآية 19). وتدلنا القرائن على أن الصيب مطر شديد غزير. وعن الزمخشري قال: "وقرئ كصائب، والصيب أبلغ، والسماء: هذه المظلة" (1) ولا يشترط في الصيب أن يكون للعذاب، فقد يُرجَى نفعه، ومصداق ذلك قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : "اللهم صيبا نافعا" (2). 2- الوابل: وهو المطر القوي الذي يستمر وترتوي به الأرض. 3. الطلّ: وهو مطر ضعيف، وقد يسمى الندا طلاً. وقد ورد ذكر هذين النوعين معا في آية واحدة هي قوله تعالى: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من عند أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين، فإن لم يصبها وابل فطلّ، والله بما تعملون بصير) (البقرة الآية 265). فهي لطيب تربتها تجود بالثمر، وإن لم يصبها غير مطر ضعيف. 4. البرد: وهو المطر ينزل على هيئة حبيبات متجمدة، وقد تكون حبات كبيرة، ومن ذلك قوله تعالى: (وَيُنَزّلُ مِنَ السّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ ) (النور الآية 43). المطر بين القرآن والعلم : عدّد الله تعالى في سورةِ الواقعة أربعة نعم أساسية أنعم الله بها على الإِنسان، وهي: نعمة الخلق ونعمة الماء ونعمة النبات ونعمة الطاقة الحرارية. |
الساعة الآن 12:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.