![]() |
فيا رمضان الجد
فيا رمضان الجد ــ شعر : علي عزوزي أيمنان ــ على موعد أقبلت ليس به خُلْــفُ بخيرك محفوفا ألا أيها الضيــفُ * كأنك ما غادرت بالأمس حينـا وما غبت عن دار وما جُدِّد الظرف * فبادلتنــا حبا ورفقا وصحبـــة فعادت إلى الحضن المودة والإلف * وأحييت ميْت القلب بعد ضموره فأدركت منهوكا يغالبـه الضعف * حبا رمضانُ الدهــر كل فضيلة بنصـر وتنزيل يجللــه اللطــف * وكل شهور الله حازت فضائــلا تسامت بها فخرا وأنت لها سقف * جمعت من الأسرار ما عــز كشفه وما للسها ومض وإن سهم الطرف * جهــاد وفتح في مشاهــد ما مضى بأعلام خير الرُّسْل طاب لها الزحف * فشدت ركـــاب الخيل للحق نصـــرة تخاذل في التعبير عن وصفها الوصف * فدانت لهم كل البـــلاد وكــل من ينــازلهم في الحق يخطفه الحتــف * وساســوا عباد الله بالعــدل والتقى فما حَـيَّد القسطاسَ ظلــم ولا حيــف * وما رجحت في الله لومــة لائــم لديهـم وما أثنى عزائمــهم خوف * وراعَوْا بصدق للحروب عهودَها فما فُسخت بالجور أُو نُقض الحلف * وشدوا إلى الجنات صهوة راكـب قضى في رباط لا يبارحـه السيف * وحاقت بكل الطامعين من العـــدى على قسوة الحقد المهانة والخسف * ألا أيها الشهـــر المعظـم ذكـــره تعود وفيهم من وقائعك الرجف * سريعا أتتنـا من هلالك شــارة كبرق جَلِيٍّ لاح من لمعه الطيف * فأحييت في الأذهـان عزا نعيده بماضيــك ما أبلاه صد ولا عزف * تقارن عهدا زال صحوةُ خاطري بعهد لنا أضحى بواقعــه الزيف * لنُرجع من ماض مُحــالا كأننا نحاول بعثا في قلوب لها غلف * دفعت بسيل الشعـر ما كان راكدا فثــارت قوافينا وحنَّ لها الحرف * عديد من الأحداث صارت مضاربا أناخت بها الذكرى وسَايَرَها العرف * "كقرص" حوى الأحلام لما قرأته أعدت من الأحداث ما أظهر الكشف * وما الشعر إلا من سـلافة مهجة إذا عُصر الشريان أو رشـح النــزف * وما هـو من لَأْلاء درٍّ لنـــاظــــر وما هو ياقوت ولا ذهب صِـرف * فلا تسـأَلَنِّي .. ما أرى الشهر ماكثا شتــاء به يأتي ويمضي به صيـف * وتبقى كنقش في النفوس عظــاته على مدِّ عمر لا انفصــام ولا حـذف * فما بالنـا نسـعى بـدون تــردد نلبي نداء البطـن إن كثر اللـف * فنحن بأ طبــاق الموائـــد نحتفي نجددها صنفــا يزاحمــه صنف * فما تستطيع الفرز بين روائـــح بعرض زقاق الحي ضاق بها الأنف * رقيـق من العطر الكثيف تخـــاله أذى لصيـام خلف ما يجحد الجوف * ألم ترنا كالطيــر يا رمضــان إن مرَرْتَ على الأوكار رقَّت فلم تجفُ * فتلك شهـــور منك لما تعــاقبت علينـا بَنَتْـنَا الشهر يعقبـه ردف * صَنَعْـتَ من الأشبال أسـد معارك كأنـهــمُ لمـا تناشــدهم وقــف * فصاروا ليوثا في الحروب وأقبلوا على العلم إرثا من قديم به كُلْف * وقد سبقتــهم في الوفاء قوافــل من الشهداء الغر ما مجدهم يعفو * يلوذون بالقرآن في كل محفـــل وإن كان بعض في اللسان له عطف * هم الرفقة الأولى أحاذي اجتهادهم وقد شدهم جد العــزائم واللهف * فيا رمضان الجد تلك مســاجد تُزيِّنُها ليلا إذا التحـم الصـف * فعمارها من كل صوب تدفقـوا وباحاتها غصت وما اتسع الرصف * فكم كتبٍ طــالعت فيها مثــابرا لأقتل وقتي ثم كانت هي القطف * وكم تم لي ختم الكتاب بظلــها أحزِّبُه حسْب الليالي كما تقفــو * فلله كل الحمد ما صام صـائم ولله كل الشكر ما منحت كـف * كؤوسك تترى والدنــان مليئــة عِطَاش لفتح الله يحلو لهم رشف * يعبـونهـا عبـا على نهـم وهم على حال من ظلت مشاربهم تصفو * بليلــة قـدر والقلــوب شغــوفـة لتدرك ما ترجو وقد ذهب النصف * فيا رب بارك واجعل الصوم عتقنا من النار يوما والقلوب لها وجْف * وصل على المختار أحمد في الورى مئات من ألآلاف ألفـا بهـا ألــف * وثن على الصحب الكـرام وآلـه وسلم بصرح الصالحين ومن يهفو *** |
الساعة الآن 03:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.