منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   دواوين شعراء النبع (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=2218)

وطن النمراوي 03-05-2010 12:32 PM

ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
على بركة الله أدون
قصائد الشاعر
الدكتور جمال مرسي

وطن النمراوي 03-05-2010 12:34 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي (المشاركة 7481)
نار و ثلج

شعر : د. جمال مرسي

أحببت أن تكون أولى مشاركاتي مهداة للشاعر القدير و المعلم الجليل عبد الرسول معله و جميع القائمين على هذا الصرح الجميل


لا يَعرِفُ الثَّلجَ مَن لَم تَكْوِهِ النَّارُ=و لا الجِوَارَ سِوَى مَن شَانَهُ الجَارُ
و لَيسَ يُبصِرُ لَونَ الصِّدقِ ذُو كَذِبٍ=و لا استَشَاطَ لِقَولِ الحَقِّ غَدَّارُ
الشَّمسُ تُشرِقُ فِي الإِصبَاحِ ، يَتبَعُهَا=إِذَا غَفَت فَوقَ صَدرِ اللَّيلِ أَقمَارُ
و الكَوْنُ أَوجَدَهُ رَبٌّ ، فَسَيَّرَهُ=أَنَّى يَشَاءُ ، و لَم تُدرِكْهُ أَبصَارُ
يَا نَافِخَ الكِيرِ : هَل عَادَلتَ نَفثَتَهُ=بِنَفحَةِ العِطرِ إِن بَثَّتهُ أَزهَارُ ؟
و هَل تَسَاوَى لَدَى الظَّمآنِ مُلتَحِفاً=رَملَ المَتَاهَةِ ، بُركَانٌ و أَنهَارُ ؟
أَعُوذُ بِاللهِ مِن شَيطَانِ قَافِيَتِي=مَا كَانَ يَصرِفُهُ وِردٌ و لا زَارُ !
خَمسُونَ شِعراً و نَارُ الشِّعرِ تَلفَحُنِي=و مَوجُ أَبيَاتِهِ فِي الصَّدرِ مَوَّارُ
قَد كَان طَوقَ نَجَاتِي حِينَ يُغرِقُنِي=هَمٌّ ، و يُؤْرِقُنِي وَهمٌ و أَفكَارُ
يَغفُو عَلَى وَرَقِي ، يُطفِي لَظَى حُرَقِي=يُثنِي عَلَى نَزَقِي ، تَزهُو بِهِ الدَّارُ
يَطِيرُ بِي عَبرَ آفَاقٍ و أَخيِلَةٍ=للنِّيلِ ، يَجمَعُنَا شَطٌّ و أَسرَارُ
فَأَرسُمُ الوَطَنَ الغَافِي عَلَى كَتِفِي=حَبِيبَةً ، حُسنُهَا لِلحُسنِ مِعيَارُ
هِيَ الأَمِيرَةُ و الدُّنيَا وَصِيفَتُهَا=هِيَ الوَحِيدَةُ و الأَترَابُ أَصفَارُ
هِيَ السَّمِيرُ ، عُيُونُ القَلبِ تَحرُسُهَا=هِيَ النَّدِيمُ ، لَهَا الدَّقَّاتُ سُمَّارُ
هِيَ الهَزَارُ إِذَا مَا غَرَّدَت ، عَجَزَتْ=عَن المُحَاكَاةِ عِيدَانٌ و أَوتَارُ
خَمسُونَ شِعراً ، و بَحرُ الشِّعرِ أَركَبُهُ=قَلبِي سَفِينَتُهُ ، و العَقلُ بَحَّارُ
كَم جَاءَ فِي وَحشَةِ اللَّيلاتِ يُؤنِسُنِي=و فِي الحَقِيبَةِ أَقلامٌ و أَسفَارُ
يَصُبُّ لِي مِن دِنَانِ الشَّوقِ خَمرَتَهُ=فَتَنتَشِي طَرَباً فِي القَلبِ أَطيَارُ
و اليَومَ أَطلُبُهُ ، يَأبَى مُنَادَمَتِي=كَأَنَّهُ تَائِبٌ أَعيَتْهُ أَوزَارُ
أَقُولُ يَا صَاحِبِي : قَد حَانَ مَوْعِدُنَا=فَهَل سَتَتْرُكُنِي فِي الوَهمِ أَحتَارُ ؟
قَد كَانَ عَهدَ وَفَاءٍ أَنتَ صَاحِبُهُ=و لَيسَ يُقبَلُ فِي الإِخلاصِ أَعذَارُ
عَبدَ الرَّسُولِ : لَقَد جَفَّ المِدَادُ ، فَخُذْ=يَا صَاحِبِي يَدَ مَن جَافَتْهُ أَشعَارُ
فَقَد عَهِدتُكَ لِلإِبداعِ جَامِعَةً=أُوُلَى مَبَادِئِها : حُبٌّ و إِيثَارُ
عِلمٌ و حِلمٌ و صَبرٌ لَيسَ يُدرِكُهُ=إلا قَوِيٌّ عَلَى الأَحمَالِ صَبَّارُ
أَقَمتَ بَيتاً ، مَعِينُ الصِّدقِ مَوْرِدُهُ=و البَيتُ دُونَ مَعِينِ الصِّدقِ يَنهَارُ
رَأَيتُ دِجلَةَ مُختَالاً بِسَاحَتِهِ=و لِلفُرَاتِ عَلَى الأَعتَابِ إِبهَارُ
نَادَى العِرَاقُ ، فَلَم تَبخَل بِقَافِيَةٍ= يَرَاعُكَ الحُرُّ مَا حُمَّ القَضَا نَارُ
ثَارَ العِرَاقُ ، فَخَارَ الظُّلمُ مُنهَزِماً=فِي دُبْرِهِ اْلخِزيُ ، فِي أَعقَابِهِ اْلعَارُ
غَنَّى العِرَاق ، فَكَان السِّلمُ أُغنِيَةً=لَهَا تَمِيلُ أَفَانِينٌ و أَزهَارُ
يَا صَاحِبَ العِلمِ : بَعضُ العِلمِ مَفسَدَةٌ =و كُلُّ عِلمِكِ للطُّلاَّبِ أَشجَارُ
يَا كَم تَفَيَّأتُ ظِلَّ الحَرفِ مُستَمِعاً=للدَّرسِ ، نَافِلَتِي شُكرٌ و إِكبَارُ
قَطَفتُ مِن رَوضَةِ الأَشعَارِ سَوْسَنَةً=أَهدِي لِمَن ذِكرُهُ فِي النَّاسِ مِعطَارُ
غداً أَمُوتُ و يَقتَاتُ الرَّدَى جَسَدِي=فَاْقرَأْ قَصِيدِيَ ،إِنَّ الشِّعرَ تَذكَارُ

ـــــــــــــــــــــــــ

وطن النمراوي 03-05-2010 12:36 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي (المشاركة 8273)


مُت واقفاً

شعر : د. جمال مرسي

" مهداة للأخت و الشاعرة القديرة وطن النمراوي "

مُت واقفاً
فالنخلُ يفنى واقفاً
و اشهد بأن اللهَ حيٌّ لا يموتْ .
و اشهد بأنَّ محمداً هو عبدُهُ و رسولُهُ
مهما يحاول كلُّ طاغيةٍ مقيتْ .
و تظل رغم المِشنقةْ ،
و ذهولِنا في العيدِ يا ابن الرافدينِ
كنجمةٍ متألقةْ .
لم تحنِ للمحتلِّ هامتَكَ الأبيةَ
مذ عرفنا في محياكَ الوضاءةَ و الثقةْ .
النخلُ يفنى واقفاً
حتى و إن عَصَفَت بِهِ ريحُ الخيانةِ
و المَنونْ .
أو أُطلِقَت للنَّيْلِ من بُسْراتِهِ
داناتُ غدرِهِم الدفينْ .
في الأرضِ مَدَّ جذورَهُ
و كأنَّهُ
مدَّ اليمينَ مُداعباً وجهَ الفراتْ .
و مُصافحاً أمواجَهُ قبل المماتْ .
متوضِّأً في النهرِ
يهمسُ في مسامِعِ طينِهِ
يوصيهِ أن يبقى كسابِقِ عهدِهِ
صلداً على مرِّ السنينْ .
و يكفكف الدمعَ الذي جادت بِهِ عينُ الثرى .
النخل يفنى واقفاً
سعفاتُهُ صوب الذرا
كالليثِ يزأر في وجوه الغاصبينْ .
يُلقي على الوطنِ المكبَّلِ نظرةً
ليكونَ آخرَ ما ترى عينُ الُمتَيَّمِ بالثرى قبل الفراقْ .
يا أيها الوطنُ المُقَيَّدُ مثل قيدي بالوثاقْ .
دُم يا عراقْ .
النَّخلُ يشهدُ أنَّهُ لا ربَّ إلا مَن لَهُ عَنَتِ الوجوهُ
و سَبَّحَت بِجلالِهِ الأحجارُ
في كفِّ الحبيبِ المُصطفى .
النخل يفنى واقفا .
عجباً لنخلٍ ماتَ
في يُمناهُ يُمسِكُ مُصحفا

ــــــــــــــــــــ

وطن النمراوي 03-05-2010 12:38 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي (المشاركة 9247)
إطلالة على العام الجديد


شعر : د. جمال مرسي


https://www.istockphoto.com/file_thum...-year-2010.jpg


العيشُ في تِلـكَ الحيـاةِ مُحَيِّـرُ = و هُمُومُها في كُـلِّ يـومٍ تَكْبُـرُ
تَربُو اْلهُمُومُ تصيـرُ بُنْيانـاً علـى = صَدْرِي ، و ناراً في الفُؤادِ تَسَعَّـرُ
مَا إِنْ يفيقَ اْلعَقْلُ مِـنْ أَحْدَاثِهَـا = حَتَّى يَرَىَ أُخْرَىَ تَهِـلُّ و تَظْهَـرُ
عَـامٌ يَـرُوحُ و تَنْقَضِـي أَيّامُـهُ = و يَجِيءُ آَخَـرُ بِاْلخَفَايَـا يَزْخَـرُ
عامٌ مَضَى و اْلقَتْلُ تَرْعَـى خَيْلُـهُ = فِينَا ، و أَشَْبـاحُ المَنَايـا تَسْكَـرُ
و نَظَلُّ نَرنُـو لِلْجَدِيـدِ ، لَعلَّـهُ = يَمْحُو خَطَايَـا سَابِقِيـهِ و يَغْفِـرُ
فيخيبُ ظنُّ مُؤَمِّـلٍ ، و يَخُونُـهُ = سَعيٌ ، و كَمْ ضَلَّ الطريقَ مُفَكِّـرُ
**=**
عامٌ مَضَى ، و جَحَافِلُ اْلتَّخْرِيبِ في= أَرْضِ اْلعِرَاقِ ، و لَيْسَ فِيِنَا مُنْكِـرُ
جَاءَتْ كَأَسْرَابِ الجَرَادِ ، سِلاحُهَا = جُـوعٌ يُمَزِّقُهَـا و حِقـدٌ أغْبَـرُ
ضَجَّتْ بِهَا اْلبَيْدَاءُ و البحرُ اْشتَكَى = و اْلتَاعَتْ اْلدُّنْيَـا و أنَّ اْلأَخْضَـرُ
حَربٌ على اْلإِرْهَابِ ، ذَاكَ شِعَارُهَا = و المُسْلِمُونَ لَهَـا وَقُـودٌ أحمَرُ
بالأمسِ " جَيْحُونَ " اْستُبيحَ وَقَارُهُ = و اليومَ دَنَّسَ دِجلَـةَ اْلمُسْتَعْمِـرُ
و غَداً إِلَى اْلنِّيلِ اْلعظيـمِ مَسِيـرُهُ = بالحقدِ يغتالُ النَّخِيلَ و يَغدِرُ
حتَّى إذا الأنهـارُ غربـاً حُوِّلَـتْ = أو غِيِضَ مَنْهَلُنَا و جَـفَّ اْلمَصْـدَرُ
قِيِلَ اْخسَئوا يا حَالِمِيـنَ بِشَرْبـةٍ = فَاْلمَـاءُ مِـنْ فَضَلاتِنَـا يَتَقَـطَّـرُ
**=**
أواهُ يا قدسَ اْلعُرُوبَـةِ كَـمْ بِنَـا = مِنْ حَسْرَةٍ بَيْـنَ اْلحنايـا تَنْحَـرُ
صهيونُ دَنَّسَ حُرْمَةَ اْلأقْصَى ، و لَمْ = يَأْلُ اْلجُهُودَ و رَاحَ مِنَّـا يَسْخَـرُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْكَ يَا عَامَ اْلأسَـى = يُخْتَارُ مِنْ بَيْـنِ اْلدِّمَـاءِ الأطهَرُ
عَيْنُ 'الأبتْشـي' تَنْتَقِـي بِبَرَاعَـةٍ = أَهْدَافَهَا و مِـنَ الفَضَـاءِ تُفَجِّـرُ
القـردُ يَفْعَلُهَـا و يَدْعَـمُ فِعْلَـهُ = فِي بيتِـهِ المُسْـوَدِّ ذِئْـبٌ أَزْعَـرُ
و نُسَاقُ خَلْفَهُمَا لِسِلْـمٍ زَائِـفٍ = و نَقُولُ بِالسِّلْمِ ( اْلسَّلِيِبُ ) يُحَـرَّرُ
أوَ ما دَروْا أن الحُقُوقَ تَضِيـعُ إن = أَصْحَابهَا عَنْهَا غَفَـوْا أَوْ أَدْبَـرُوا
و بِغَيْرِ حَدِّ اْلسَّيْفِ لَيْسَ يُعِيدُهَـا = قَلْـمٌ يُوَقِّـعُ خَانِعـاً أَوْ دَفْـتَـرُ
**=**
يا أَيُّهَـا اْلعَـامُ الجديـدُ تَرَفُّقـاً = بِقُلُوبِنَـا ، إنَّ اْلقُلُـوبَ تَفَـطَّـرُ
ماذا تُخَبِئُ تَحْتَ طِمْـرَيْ قَـاِدمٍ = غَيْرَ اْلأَسَى و نُيوبِ لَيْـثٍ يَـزأَرُ
خَمْسُونَ أَعْلَنَتِ اْلمَجِيءَ فَأَرْسَلَـتْ = جُنْـداً تُسَابِقُهَـا إِلـيَّ و تُنـذِرُ
و النَّفْسُ فِي غَيٍّ تَتُـوُقُ لِصَبْـوَةٍ = و لَقَدْ تُسافِرُ في الضَّلالِ و تُبحِـرُ
لَوْلا هِدَاَيَةُ خَالِـقِ الدُّنْيـا لَمَـا = كَفَّتْ ، فَفَاضَتْ بِاْلغِوَايـةِ أَنْهُـرُ
خَمْسُونَ تَرْسُمُ للضياعِ خريطـةً = فوق الوجوهِ و بالدِّمَـاءِ تُسَطِّـرُ
مَرَّتْ أَمَامَ اْلعَيْـنِ مـرَّ غَمَامَـةٍ = حَدَّقْتُ فيهـا شَاخِصـاً أَتَذَكَّـرُ
فَرَأَيْتُ ما يُدمِي اْلعُيوُنَ مِنَ اْلبُكـا = و يُذِيِبُ قَلْـبَ جلامِـدٍ فَتَفَجَّـرُ
كمَْ فِي بِـلادِ المُسْلِمِيـنَ مُشَـرَّدٍ = كَمْ دَمْعَةٍ فَـوْقَ اْلخُـدودِ تحـدَّرُ
كَمْ مِنْ أَسِيرٍ خَلْفَ جُدْرَانِ اْلأَسَى = سَجَّانُـهُ المُتَجَـبِّـرُ اْلمُسْتَكْـبِـرُ
ما ذَنْبُ طِفْلٍ فِي حَدِيقَـةِ بَيْتِـهِ = يَأْتِيِـهِ مَـوْتٌ غَـادِرٌ و مُدَبَّـرُ
ما ذَنْبُ سَيِّـدَةٍ تُهَدْهِـدُ طِفْلَهَـا = تَدْمَى لَهَا عَيْنٌ و سَـاقٌ تُكسـرُ
ماذا عليكَ و أَنْتَ تُوِقـدُ شَمْعَـةً = يا عَامُ بِاْلفَـرَجِ القَرِيِـبِ تُبَشِّـرُ
قَدْ زَادَ شَوْقِي لِلسَّـلامِ و لَهْفَتِـي = لِلْخَيْرِ فِي اْلدُّنْيـا أَعَـمُّ و أَكْبَـرُ
**=**
رباه : قلبي مُذْ عَرَفْتُ إلى الهُـدَى = درَْبِي ، بِذِكْرِكَ يـا إلهـي مُقْمِـرُ

ـــــــــــــــــــــــــ

وطن النمراوي 03-05-2010 12:39 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي (المشاركة 13642)
شَهد و سُهد


شعر : د. جمال مرسي

صَبَاحُكِ الشَّهدُ إلا أَنَّكِ الأحلى=و شَمسُهُ الأَوجُ إلا أَنَّكِ الأَعْلى
و وَجهُهُ النُّورُ إِن تُشرِقْ مَفَاتِنُهُ=لَكِنَّ وَجهَكِ فِي عَيْنِي هُوَ الأجْلَى
إنْ كانَ للصُّبحِ أَجفَانٌ تُكَحِّلُها=يَدُ الشُّمُوسِ ، فَأَنتِ الأَعيُنُ الكَحْلَى
أو كانَ للعِطرِ أَزهَارٌ تَؤَصِّلُهُ=فَيَاسَمِينُكِ كَانَ النَّبعَ و الأَصْلا
الدُّرُّ غَالٍ ، نَفِيسٌ عِندَ صَائِغِهِ=أَمَّا أنا ، فَأَرَاكِ الدُّرَّةَ الأَغْلى
أَمِيرَةَ القَلبِ ، لم يُسعِدْ إمارَتَه=مِن قَبلُ أو يُرضِهِ إلاّكِ يا ليْلى
مُنذُ التَقَيْنَا ، و دِفءٌ مِنكِ يَغمُرُنِي=كَأنَّهُ السَّيلُ ، لَم أَعرِفْ لهُ مِثْلا
عُصفُورُ ثَغرِكِ إِن غَنَّى عَلَى فَنَنِي=رَأَيْتُ نَفسِيَ مِن ألحَانِهِ جَذْلى
و إِنْ يَضِنَّ ، فَقَد أَشقَى بِلا سَبَبٍ=و مَا عَهِدتُ بِهِ الإِمسَاكَ و البُخْلا
قُولِي أُحِبُّكَ مَا أحلى مَخَارِجهَا=مِن ثَغرِ فَاتِنَتِي اْلوَسنَانَةِ الكَسْلى
قُولِي أُحِبُّكَ ، آهٍ لو يَبُوحُ ِبَها=فَمٌ كَمَا الكَرَزِ النِّيلِيِّ بَل أَحْلى
تَحُطُّ مِثلَ طُيُورِ الشِّعرِ في لُغَتي=فَتُصبِحَ الرَّوضَةَ الغَنَّاءَ و السَّهْلا
و يَرتَوي القلبُ مِن أَصدَاءِ نَغْمَتِها=فَيُنبِتَ الوَردَ و النَّعنَاعَ و الفُلاّ
يا يَاسَمِينَةَ أَمسِي ، يا رَبيعَ غَدي=ما كُنتِ إلا المُنَى و الصَّحْبَ والأهْلا
فَهَل سَأَعشَقُ بَعدَ النَّهرِ رَافِدَهُ=و نَهرُكِ العَذبُ لا يَفنَى و لا يَبْلى
كم سَافَرَت فِيهِ يا لَيلايَ أَشرِعَتِي=و كم عَلى شَطِّهِ قَد حَطَّتِ الرحْلا
و كم غَرَقْتُ بِعَينٍ ، دَمعُها عَسَلٌ=لَو لامَسَ الشَّوكَ رَقَّ الشَّوكُ و اْخضَلاّ
سُبحَانَ مَن صَبَّ كُلَّ الحُسنِ فِي امرَأةٍ=و قَالَ كُونِي ، فَكُنتِ المَرأَةَ المُثْلى
و كُنتِ أصدَقَ ما في الشِّعرِ من لُغَةٍ=و كُنتِ أجملَ ما في صِدقِهِ فِعْلا
و كُنتِ لِي وَطَناً ما غَابَ عن خَلَدي=مَهمَا تَغَرَّبتُ ظَلَّ الخيرَ و النُّبْلا
أَغَرَّكِ الحُسنُ أم إِطرَاءُ مُفتَتَنٍ=قَد لامَسَ السُّحْبَ إذ أَسعَدْتِهِ وَصْلا
أطْعَمتِهِ الشَّهدَ بعدَ السُّهدِ ، فابتَسَمَت=لَهُ الحياةُ ، و كانت تشهَرُ النَّصْلا
بِالأَمسِ أَحيَيْتِهِ مِن بعدِ مِقتَلِهِ=و اليَومَ جَرَّعْتِهِ مِن صَدِّكِ القَتْلا

ــــــــــــــــ

وطن النمراوي 03-26-2010 11:00 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي (المشاركة 24735)
سندباد الشعر

شعر : د. جمال مرسي

( إلى أستاذي الشاعر العربي الكبير : محمد محمد الشهاوي في ذكرى ميلاده السبعين )


https://rannd.com/up/uploads/images/d...c0f0915896.jpg

سَبعُونَ شَمساً ، نُورُهُنَّ مِدَادُ=و مِدَادُهُنَّ فُؤَادُكَ الوَقَّادُ
سَبعُونَ شَمساً فِي الجَوَانِحِ أَشرَقَت=فِي كُلِّ شَمسٍ أُمَّةٌ و بِلادُ
فَهُنا تَنَامُ عَلَى ذِرَاعِكَ غَزَّةٌ=و بِحِضنِ قَلبِكَ تَحتَمِي بَغدَادُ
و هُنَا الكِنانةُ خَبَّأَت أَحزَانَها=فِي مُقلَتَيكَ ، فَهَلَّتِ الأَعيَادُ
بَيرُوتُ حِينَ ضَمَمتَهَا بِمَحَبَّةٍ=فَكَأَنَّ صَدرَكَ بُردَةٌ و وِسَادُ
و القُدسُ يَغفُو فِي شُعُورِكَ حُلمُهَا=وعُيُونُ شِعرِكَ دمعةٌ و سُهادُ
يا ابنَ العُرُوبَةِ أَنت فَارِسُ ضَادِهَا= و عَلَى الرِّيَادَةِ تَشهَدُ الروَّادُ
تَسقِي الحَنَانَ بَنَاتَ فِكرِكَ ، مِثلَمَا=يُسقَى بِعَطفِ يَمِينِكَ الأَولادُ
" عَينُ الحَياة " ، و أنتَ طَلْعُ نَخِيلِهَا=أَضحَت مَزَاراً أَمَّهُ القُصَّادُ
يا مَن عُجِنتَ بِمَائِها ، و تُرَابِها= فكأنَّها بَيتٌ و أَنتَ عِمَادُ
و أَبَتْ طُيُورُكَ أَن تُغَادرَ عُشَّها=أو أَن تَحِيدَ عَنِ السِّبَاقِ جِيادُ
هَذا جَنَى كَفَّيكَ ، جِيلٌ عَاشِقٌ=للشِّعرِ ، أَنتَ مَعِينُهُ و الزَّادُ
يا أَيُّها النِّيلُ الذي يَمشِي عَلَى =رِجلَيهِ مَلْكاً ، عَرشُهُ الأَمجَادُ
سَبعُونَ شَمساً فِي جَبِينِكَ نَمَّقَتْ=سَبعِينَ أَلفَ حَدِيقَةٍ تُرتَادُ
مِن أَيِّ بَابٍ شِئتَ فَادخُلْ ، حُورُها=مِن لُؤلُؤٍ ، وحُرُوفُها أَورَادُ
فِي كُلِّ حَرفٍ ألفُ ألفِ حكايةٍ=يَحلُو بِها التَّغرِيدُ و الإِنشَادُ
" بُردِيَّةُ الأَسرَارِ " تُفشِي سِرَّ مَن=ضَلُّوا عَن الدَّربِ القَوِيمِ و حَادُوا
" و مُسَافِرُ الطُّوفَانِ " فِي وَهجِ الضُّحَى=لَم تُثْنِهِ عَن سَيرِهِ الأَحقَادُ
" وَطَنِي أَيا امرَأَةً " و قَلبَ قَصِيدَةٍ =مَا كَانَ يَحلُو .. إِن نَزَفتَ .. رُقَادُ
قد قلتَها ، فوعَيتَها ، فكَتَبتَها=فَبَدَرتَها شِعراً ، فحانَ حصادُ
يَمَّمتَ وَجهَ الشِّعرِ صَوبَ أُصُولِهِ=فَاستَبشَرَت بِقُدُومِكَ الأَجدَادُ
و نَهَلتَ مِن بَحرِ الحَدَاثَةِ ، فَارتَوَت=لمَّا سَقَيتَ وُرُودَها الأكبادُ
يا سِندِبَادَ الشِّعرِ أَنتَ أَمِيرُهُ=و الشِّعرُ حَيثُ تَقُودُهُ ، يَنقَادُ
سَبعُونَ عَاماً فِي كِتَابِكَ سَطَّرَت=قِصَصاً يُرَدِّدُ لَحنَهَا الأَحفَادُ
سَبعُونَ عَاماً يا " شَهَاوِيُّ " انقَضَت=و اليَومَ يَبدَأُ عِندَها المِيلادُ

ــــــــــــــ

وطن النمراوي 06-06-2010 08:29 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
على شاطئها

شعر : د. جمال مرسي


نَقَشتُ عَلَى رَملِكِ اْلمَوعِدا=و أَسلَمتُ قَلبِيَ وَجهَ النَّدَى
فَحَطَّت عَلَى شَطِّ قَلبِكِ طَيرِي=و لامَسْتُ فِي عَينِكِ اْلفَرقَدَا
سَمِعتُ بَلابِلَ قَلبِكِ تَشدُو=فَأَرسَلْتُ شِعرِي يَجُوبُ اْلمَدَى
يُعَاتِبُنِي خَافِقٌ لا يَنَامُ=يُنَاشِدُنِي كَي أَمُدَّ اْليَدَا
أَلُوذُ بِبَحرِكِ ، أَكتُمُ سِرِّي=فَهَل كَانَ بَحرُكِ لِي مُنجِدَا ؟
قُصَاصَاتُ أَورَاقِنَا المُلقَيَاتُ=عَلَى شَطِّ ذِكرَايَ لَن تَصمُدَا
و مَقعَدُنَا فِي الفَرَاغِ يُنَادِي=فَمَا مِن مُجِيبٍ و مَا مِن صَدَى
لَكَ اللهُ يَا قَلبُ تَبنِي قُصُوراً =تُرَى هَل سَتَهدِمُ مَا شُيِّدَا ؟
لَكَ اللهُ كَم رَاوَدَتكَ الأَمَانِي=و كَم عَانَقَت فِي رُؤَاكَ الغَدَا
كَلِيمٌ ، كَأَنَّ جِرَاحَكَ نَارٌ=أَبَت فِي جَِنَانِكَ أَن تُخمَدَا
لَهِيبٌ هِيَ الصَّرخَةُ المُشتَهَاةُ=لِطِفلِ الحَقِيقَةِ كي يُولَدَا
مَهَدتُ لَهُ مِن شِذا الذِّكرَيَاتِ=فِرَاشاً و مِن سَلسَلِي مَورِدَا
هُرِعتُ إِلَيهِ و قَد شَابَ رَأسِي=و مَا كُنتُ أَحسَبُ أَن يَجحَدَا
دُرُوبٌ مِنَ الشَّوكِ أَدمَت خُطَايَ=و فَوقَ شِفَاهِي أُجَاجُ الصَّدَى
لَهُ اللهُ سَامَحتُهُ مِن زَمَانٍ=و لِي نَبعُ ذِكرَاهُ لَن يَنفَدَا
وَحِيداً .. إِذَا ضَلَّلَتنِي صُواهُ=سَأَبقَى لَهُ هَادِياً مُرشِدَا
قُلُوبُ العَذَارَى تَقَطِّرُ شَهداً=فَيَا قَلبُ قَد آَنَ أَنْ تَشهَدَا
تُنَاجِيكَ فِي اللَّيلِ أُنثَى القَصِيدِ=و تُهدِيكَ جَفنَ الرُّؤَى المُسهِدا
بِأَيِّ القَوَافِي سَتَمضِي إِلَيهَا=و أَشعَارُكَ النَّازِفَاتُ مُدَى
سَمِعتَ نِدَاهَا و فِي شَفَتَيهَا=يَمَامُ التَوَلُّهِ قَد غَرَّدَا
بِلادٌ تُبَاعِدُ بَينَ صَبَاحٍ=ضَحُوكٍ و لَيلٍ هُنَا عَربَدَا
إِذَا مَرَّ طَيفُكِ كَحَّلتُ جَفنِي=بِأَنوَارِ طَيفِكِ إِمَّا بَدَا
حَنَانَيكِ يَا طُهرَ لَيلِ اغتِرَابِي=و يَا آَخِرَ العِشقِ و المُبتَدَا
سَفِينَةُ شَوقِي سَتَمضِي إِلَيكِ=و إِن بَعثَرَتْنِي رِيَاحُ الرَّدَى
أَنَا يَا بِلادِي شَهِيدُ الوَفَاءِ=و مَا كُنتُ عَن نِيلِكَ المُبعَدا
سَأَنسَى بِأَنَّكِ أَوصَدْتِ بَاباً=و أَنِّي فَتَحتُ الذي أُوصِدَا
كَتَمتُ هَوَايَ و خِلتُ بِأَنِّي=سَأُطفِئُ بِالصَّمتِ مَا أُوقِدَا
أُحِبُّكِ قَد قُلتُهَا مِن زَمَانٍ=و حُبُّكِ فِي خَافِقِي خُلِّدَا
نَوَارِسُ قَلبِي جَفَتْنِي و طَارَت=إِلَيكِ ، و ضَاعَ نِدَائِي سُدَى
تُرَى هَل سَتَرجِعُ يَوماً إِلَيَّ=و قَد عفتُ مِن بَعدِهَا المَرقَدَا ؟
أُحِبُّكِ رَغمَ جِرَاحٍ بِقَلبِي=و لَيلٍ عَلَى مُهجَتِي اْستَأسَدَا
عَلَى شَطِّ غَزَّةَ كَانَ انتِظَارِي=نَقَشتُ عَلَى رَملِهِ اْلمَوعِدَا
رَأَيتُكِ كَالنِّيلِ شَقَّ الحِصَارَ=بِرَغمِ المَعَابِرِ ، رَغمَ العِدَى
فَلُذتُ مِن الخَوفِ فِي مُقلَتَيكِ=و قَبَّلتُ قَلبَكِ ، قَلبَ النَّدَى
هُنَالِكَ عَادَت إِلَيَّ الحَيَاةُ=بِوَجهٍ بَشُوشٍ تَمُدُّ اليَدَا
أَنَا أَنتِ ، لا أَحَدٌ هَا هُنَا=سِوَانَا ، سَنَحيا هُنَا سَرمَدَا
أُخَلِّدُ قِصَّةَ قَلبَيْنِ صَارَا=كِتَاباً لأَهلِ الهَوَى يُقتَدَى
حُرُوفُكِ يَا غَزَّةُ الكِبرِيَاءُ=و سَيفُكِ يَا غَزُّ لَن يُغمَدَا
بِبَحرِكِ أَلقَيتُ كُلَّ هُمُومِي=و أَغرَقتُ لَيلَ الأَسَى الأَسوَدَا
كَأَنِّي و قَد قَبَّلَتْكِ العُيُونُ=أَسِيرٌ ، بِوَصلِكِ قَد قُيِّدَا
أُحِبُّكِ ، إِنِّي نَسَجتُ الحُرُوفَ=لأَجلِكِ يَا أَنتِ أَبهَى رِدَا
فَضُمِّي إليكِ شَتَاتِي و كُونِي=زُهُوراً إِذَا مَا طَوَانِي الرَّدَى
هُوَ النَّهرُ أنتِ،هُوَ الطُّهرُ أنتِ=هُوَ النّوُرُ أنتِ،وأنتِ الهُدى
جَعَلتُ قَصِيدِيَ مَهرَ رِضَاكِ=و قَلبِي الذِي تَملِكِينَ فدا
و أَسلَمتُ أَمرِي لِمَن لا يَنَامُ=و خَرَّ الأَنَامُ لَهُ سُجَّدَا

وطن النمراوي 07-03-2010 09:59 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
غيبوبة

شعر : د. جمال مرسي


ماذا دَهَاكْ ؟!
أَهِيَ النِّهايَةُ لَوَّحَت بِيَمِينِهَا
أم طَوَّقَت شَمسَ الغُرُوبِ يَدَاكْ ؟
عَينَاكَ فِي الأُفْقِ البَعِيدِ ، و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
و القَلبُ مُرتَعِشٌ عَلَى كَفِّ انتِظَارِكَ
للذي يَأتِي يَقِيناً
بَعدَ يَومٍ رُبَّمَا ،
أو بعدَ ثَانِيَةٍ ، و ما ..
زَوَّدتَ رَاحِلَةَ الخُلُودِ بِغَيرِ مَاءِ الشِّعرِ ،
سَطَّرَ فِي كِتَابِ العُمرِ بَعضاً مِن رُؤَاكْ .
هُم تَارِكُوكَ
عَلَى بِسَاطِ الرِّيحِ وَحدكَ
حَيثُ تَأخُذُكَ المَسَافةُ لِلمَسَافةِ
و الرَّحِيلُ إِلى النَّعِيمِ أو الهَلاكْ .
يا أَيُّهَا الجَسَدُ المُسَجَّى بِالدُّمُوعِ و بِالعَرَقْ :
مَا لِي أَرَى أَنهَارَكَ اللا تَعرِفُ الخَوفَ
اْستَكَانَت لِلغَرَقْ ؟
و بَنَفسَجَاتٍ طَالَمَا أَبَتِ الذُّبُولَ
الآنَ تَذوِي ،
بَعثَرَتْهَا الرِّيحُ فِي كُلِّ اْتِّجَاهٍ
لَم تَدَع فِي جِسمِكَ المَهزُولِ بَعضاً مِن شَذَاكْ .
تَقتَاتُ مِن عُشبِ الرَّحِيلِ الآنَ وَحدَكَ
يَرتَعُ الفَيْرُوسُ فِي نَعنَاعِ قَلبِكَ ،
يَحتَسِي البُنَّ " المُحَوَّجَ "
مِن دِمَاكْ.
فَتَغِيبُ عَن هَذَا الوُجُودِ سُوَيْعَةً
و تُفِيقُ ،
صَوتُ أَبِيكَ فِي أُذُنَيكَ ،
أَطيَافٌ أَمَامَكَ كَالفَرَاشَاتِ المُزَركَشَةِ ،
اْحتِضَارُكَ لَيسَ يَمنَعُهَا بِأَن تَأوِي إِلَيكَ ،
لِنُورِ مِصبَاحٍ تَدَلَّى مِن خَيَالِكَ ،
رُوحُ أُمِّكَ وَحدَهَا تَنثَالُ نُوراً مِن نَوَافِذِ
غُرفَةٍ غَجَرِيَّةٍ
و يَمِينُهَا تَمتَدُّ نَحوَكَ كَي تُجَفِّفَ مَا تَصَبَّبَ مِن جَبِينِكَ ،
سَاعَةٌ فَوقَ الجِدَارِ تَسَلَّلَت مِنهَا العَقَارِبُ
لِلسَّرِيرِ
و " زُخمَةُ " الشَّيخِ المُعَلِّمِ لَم تَزَل تَقفُو خُطَاكْ .
يَا أَيُّها الطِّفلُ الشَّقِيُّ :
أَمَا حَفظتَ "الفَجرَ" و "الفُرقَانَ" بَعدُ ؟ ،
أَلَم تَحُلَّ الوَاجِبَ اليَومِيَّ بَعدُ ؟ ،
أَلَم تَزَل مُتَعَثِّراً فِي جَدوَلِ الضَّربِ
الذي عُلِّمتَ بَعدُ ؟ ،
لأَضرِبَنَّكَ بِالعَصَا
فِهيَ الجَزَاءُ لِمَن عَصَى
فَتَفِرُّ مِن فَزَعٍ إلى أَحضَانِ أمِّكَ
هَل تَفِرَّ اليَومَ مِمَّن قَد أَحَاطَكَ بِالشِّبَاكْ .
قَد صَارَ أَقرَبَ مِن رَفِيفِ الهُدبِ ،
أَقرَبَ مِن شَرِيطِ الذِّكرَيَاتِ ،
و مِن مَحَالِيلِ الطَّبِيبِ و حُقنَةِ التَّخدِيرِ
تَسرِي فِي الوَرِيدِ
تَغِيبُ عَن دُنيَا الهُمُومِ هُنَيْهَةً
عَن دَمعِ أَطفَالِ العِرَاقِ ،
حِصَارِ غزةَ ،
جُوعِ إِفرِيقيَا ،
زَلازِلَ بِنجِلادشَ ،
تَستَفِيقُ عَلَى دَوِيٍّ هَائِلٍ ،
أَبوَاقِ إِسعَافٍ ، و جَرحَى ، و انشِغَالٍ عَنكَ
فَاْصمُتْ
إِنَّهُ المَوتُ الذي قَد جَاءَ يُنذِرُ بِالغِيابِ
اْلآنَ يَلقَاهُم هُنَاكْ .
و تَظَلُّ وَحدَكَ سَابِحاً
و مُسَبِّحاً
عَينَاكَ فِي الأُفقِ البَعِيدِ و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
و غُيُومُ ذِكرَى الأَمسِ
قَد غَطَّت سَمَاكْ .





للاستماع

وطن النمراوي 07-17-2010 10:33 AM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
يا بحر قُل لحبيبتي


شعر : د. جمال مرسي


يا بَحرُ قُل لِحَبِيبَتِي :
إِنِّي أُحِبُّكِ رَغمَ أَشوَاكِ المَسَافَةِ
و البعَادْ .
و أَبِيعُ عُمرِي ( كُلَّ عُمري )
كَي أَفُوزَ بِنَظرَةٍ سِحرِيَّةٍ
تَطوِي المَسَافَةَ و البِلادْ .
و أُقِيمَ حَفلَ لِقَائِنَا
فِي رَوضَةٍ نِيليَّةٍ
قَد ضَوَّأَتهَا مِن قَنَادِيلِ المُحَيّا شَهرُ زَادْ .
يا بَحرُ قُل لِحَبِيبَتِي :
مَا زِلتُ رَغمَ الرِّيحِ
رَغمَ خُرُوقِ أَشرِعَتِي و مَوجٍ عَابِثٍ
بِسَفِينَتِي
فِي لُجِّ بَحرِكِ سِندِبَادْ .
أَقتَاتُ مِن عُشبِ اْنتِظَارِي و اْصطِبَارِي
أَمتَطِي ظَهرَ العِنادْ .
و سَأَقطَعُ البَحرَ الخِضَمَّ إِلَيكِ سَابِحَةً ضُلُوعِي
أَقطَعُ البِيدَ التي قَد بَاعَدَت بَينِي و بَينَكِ
مَاشِياً فَوقَ القَتَادْ .
يَا بَحرُ قُل لِحَبِيبَتِي:
إِنِّي أَرَاكِ الآنَ تَغتَسِلِينَ فِي عِطرِ البَنَفسَجِ
تَسكُبِينَ النُّورَ فِي أُفْقِي
لَعَلِّي أَهتَدِي بِضِياءِ وَجهَكِ
فِي دَيَاجِي غُربَتِي
يا وِجهَتِي لِلنُّورِ
يا دَربَ الرَّشَادْ .
و أَرَاكِ تُلهِيكِ الفَرَاشَاتُ التِّي قَد حَلَّقَت
فِي ضَوءِ قَلبِكِ
بَينَمَا عَينَاكِ تَرقُبُ صُورَتِي
و يَمِينُكِ النَّعنَاعُ مُمسِكَةٌ بِدِيوَانِي الجَدِيدِ
تُحَدِّقِينَ بِأَحرُفٍ فَاضَت بِحُبِّكِ
فَارتَوَى مِنهَا المِدَادْ .
يَا شَهرَ زَادِ قَصَائِدِي
أَوحَشتِنِي جِدّاً
فَطَوَّعتُ المَنَامَ لِكَي أَرَاكِ
بِرَغمِ أَنَّكِ لَم تَغِيبِي لَحظَةً عَن خَاطِرِي
فَأَتَيْتِ لَكِنَّ القَرَاصِنَةَ اْقتَفَوْا آَثَارَ خُطوَتِكِ الرَّشِيقَةِ
و اْستَبَاحُوا نِيلَ دَمعِكِ
تَاجَ شَمسِكِ
و الخَلاخِلَ و السِّوارَ
و أَسلَمُوا عَيْنَيْكِ ظُلماً لِلسُّهَادْ .
فَشَهَرتُ سَيفاً مَاضِياً
و قَطَعتُ رَأسَ الظُّلمِ ، حَارَبتُ الفَسَادْ .
فَنُفِيتُ عَنكِ
و غَيَّبُوا عَينَيكِ خَلفَ البَحرِ
لَكِنْ مَا اْستَطَاعُوا قَتلَ حُبِّكِ فِي الفُؤَادْ
يا بَحرُ قُل لِحَبِيبَتِي :
لَونُ القَصَائِدِ يَا عَرُوسَ البَحرِ
مُذ أَخَذَت خُطَايَ الرِّيحُ قَسراً عَن تُرَابِكِ بَاهِتٌ
و الشِّعرُ وَشَّحَهُ السَّوَادْ .


وطن النمراوي 07-30-2010 12:04 PM

رد: ديوان الشاعر/ الدكتور جمال مرسي
 
غرباء

شعر : د. جمال مرسي


يَا سَرَاباً حَسِبْتُهُ نَبعَ مَاءِ=نَحوَهُ سَارَت فِي الهَجِيرِ ظِبَائِي
كُلَّمَا سِرنَ خُطوَتَينِ إِلَيهِ=عُدنَ عَشراً - مِن بُعدِهِ - لِلوَرَاءِ
خَادِعٌ أَنتَ ، كَم مَدَدتَ بِسَاطاً=أَبصَرَتْهُ اللُّجَينَ عَينُ الرَّائِي
سَاحِرٌ أَنتَ ، كَم أَسَرتَ عُيُوناً=بِبَرِيقٍ مِن جَفنِكَ الوَضَّاءِ
كَاذِبٌ أنتَ ، كَم وعدتَ بِسُقيَا =تَرتَوِي مِن فُيُوضِها صَحرائِي
فَغَدَت مِن جَدبِ الوُعُودِ قِفَاراً=و فُؤَادِي مِن حَرِّها فِي عَنَاءِ
يا سَرَاباً : هَل كُنتَ بَعضَ حَبِيبِي=و حَبِيبِي هَل كَانَ كُلَّ شَقَائِي ؟
أَنتُمَا الوَهمُ ، أَم أَنَا ؟ لَستُ أَدرِي=قَد تَوَارَت حَقِيقَةُ الأَشيَاءِ
و تَلاشَى فِي نَاظَرِيَّ رَبِيعٌ=كَانَ أُنسِي ـ فِي وَحشَتِي ـ و ضِيَائِي
حَطَّمَت غُصنَهُ يَمِينُ خَرِيفٍ= و هَوَت فَوقَهُ شِمالُ شِتَاءِ
فَذَوَى الغُصنُ ، و الطُّيُورُ تَهَاوَت= و جَفَاهَا شَدوٌ ، و رَجعُ غِنَاءِ
صِرتُ أَحيَا فِي غُربَتَيَّ وَحِيداً=لَيسَ لِي غَيْرُ الشِّعرِ مِن أَصدِقَاءِ
و طُيُوفٍ مَرَّت أَمَامِي و ذِكرَى = كُنتَ فِيهَا كَالصُّبحِ حُلوَ الرُّوَاءِ
كُنتَ نِيلاً يَجرِي بِكُلِّ عُرُوقِي=و فُرَاتاً عَذباً سَرَى فِي دِمَائِي
كُنتَ دِفءَ الشُّمُوسِ فِي بَردِ لَيلِي=و ضِيَاءَ البُدُورِ فِي ظَلمَائِي
كُنتَ حُلماً ، يَا لَيتَهُ دَامَ عُمراً=كُنتَ مَهدِي ، و اليَاسَمِينُ غِطَائِي
يَا حَبِيبِي : و أَنتَ مِن نَبتِ قَلبي=كَيفَ عُلِّمتَ كُلَّ هَذَا الجَفَاءِ ؟
كَيفَ أَصبَحتَ فِي الجَوَانِحِ جُرحاً=بَعدَمَا كُنتَ بَلسَمِي و دَوَائِي ؟
ليتَ شعري ، أتستحيلُ ورودي=شوكةً في حلقي و في أحشائي ؟
لَم أَزَل مِن أَمرِ الهَوَى فِي ذُهُولٍ=و السُّؤَالاتُ دَاخِلِي فِي اْصطِلاءِ
هَل بَنَى القَلبُ بِالغَرَامِ قُصُوراً= هَشَّةَ الأُسِّ ، مَائِلاتِ البِنَاءِ ؟
فَتَدَاعَت فَوقَ الرُّؤُوسِ لَيَالٍ =كَم قَطَعنَا سُكُونَهَا بِلِقَاءِ
كَم تَمَنَّيتَ مِثلَمَا أَتَمَنَى= و الأَمَانيُّ رَوضَةُ الشُّعَراءِ
كَم حَلَمنَا ـ و الحُلمُ طِفلٌ بَرِيءٌ ـ = بِالأرَاجِيحِ فِي رُبَا الجَوزَاءِ
بِالفَرَاشَاتِ تَستَبِيهَا مُرُوجٌ=و خُطَانَا مِن خَلفِهَا فِي خَفَاءِ
بِسَلامٍ يَعُمُّ أَرضَ المَنَايَا=و بِعَيشٍ مُنَعَّمٍ و رَخَاءِ
فَأَفَقنَا عَلَى حُطَامِ مَنَامٍ= و سَرَابٍ و أَدمُعٍ و بُكَاءِ
و عَلَى وَاقِعٍ يُمَزِّقُ حُلماً =و يُذِيقُ المُنَى كُؤُوسَ الفَنَاءِ
فَافتَرَقنَا ، و فِي الصَّحَائِفِ ذِكرَى=و مَضَينَا فِي الدَّربِ كَالغُرَبَاءِ


الساعة الآن 07:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.