![]() |
المدرسة الرمزية في الشعر الحديث 2
المدرسة الرمزية في الشعر الحديث عُرِّفتْ الرمزية بأنها : أ - في لسان العرب لابن منظور في مفهوم الرمز أنها حركات تقوم بها العينان والشفتان لتؤدي معنى خفيا لا يؤدى تأديته باللفظ الصريح . ب لغـة : يعود أصل الكلمة إلى عصور قديمة لا يعرف مداها التاريخي ولكنها موحدة المعنى لدى الشعوب القديمة. ويقول الشاعر المهجري جورج صيدح : "إن الرمز هو غير اللغز فاللغز لا يفهم ولا يوحي ، أما الرمز فأنت تفهم إيماءته أضعاف ما تفهم من كلمته ... والإغراق في الإيهام يسد منافذ الجو ويخلق أمام القارئ فراغا لا يستحث الفكر ولا يوقظ الشعور" ويقول الدكتور حامد حقي داود : " ... هذا الرمز والغموض هو ما أشار إليه النقاد العرب القدامى كقول بن سنان الخفّاش : " أفخر الشعر ما غمض عنك فلم يعطك إلا بعض ماطلب منه" ويقول إدجار الن بو الرمزية حركة أدبية اعتمدت الرمز لغة ، والموسيقى إيقاعا، والجمال غاية ومحورا . والرمز في الشعر الإيحاء بالتعبير غير المباشر عن ما يدور في أعماق النفس البشرية ومن رؤيا لا تقوى اللغة على أدائها في دلالتها الوضعية ، بحيث تتولد المشاعر عن طريق الآثار النفسية لا عن طريق التسمية والتصريح وهي كما نراه في قصيدة الن بو " حلم داخل حلم " وتعود نشأة الرمزية في الأدب الغربي الحديث سنة 1886م عندما أصدر "مورياس" رسالة أدبية تتضمن تعريفا مفصلا بهذه المدرسة واعتبرت هذه الرسالة بمثابة أول منشور للرمزية وقد صدر هذا البيان في الملحق الإداري لجريدة "الفيغارو" الفرنسية حيث قدم تعريفا بالمذهب الجديد وحدد ممثليه ورواده وهم شارل بودلير "1821-1867" وهو شاعر وكاتب فرنسي ولد وعاش بباريس من مؤلفاته " أ زهارالشر" وله مجموعة شعرية تعبيرية وترجم قصص لـ"ادغار آلان بو" ، ويعد بودلير الرائد الأول للرمزية في فرنسا و "ملارميه" المنظر الحقيقي الذي وهب الشعر معنى الغموض والأسرار الخارقة التي لا توصف أما الثالث فهو "فرلين" لأنه كسر قواعد الشعر المألوفة إلى نوع جديد هو الشعر الحر . بعد ذلك ظهرت مجلة الرمزي في أربع أعداد وقد أوضحت كثيرا من قواعد الرمزية ورسخت اتجاهاتها . ومن أبرز رواد الرمزية خارج فرنسا ويليام بليك ، ويليام بيتلرياتس من ايرلندا وريزماريار يلكه وإلكسندر بلوك من روسيا أيضا وتوماس ستريس إليوت من أمريكا إلا أنه يحمل الجنسية الإنجليزية خاصة في مجموعته الشعرية المسماة "الأرض الخراب the" wasteland " . ويرى الرمزيون أن اللغة لا قيمة لها في ألفاظها إلا ما تثيره هذه الألفاظ من الصور الذهنية التي تلقيناها من الخارج وعلى هذا الأساس تصبح اللغة وسيلة للإيحاء ، كما يرى الرمزيون أن الأدب يسعى إلى نشر الصورة الفنية ونقل رؤية الكاتب إلى المتلقي .كما اهتم أصحاب المذهب الرمزي بالإيقاع الموسيقي في شعرهم ويرون أن الموسيقى وحدها هي التي توقظ في السامع أو القارئ مشاعره النفسية التي تهز نفسه . ومن خصائص المدرسة الرمزية الغموض : حيث يشكل الغموض أهم بنية القصيدة، وهوما يخيّم على القصيدة فتصبح مقتصرة على ذوي الاحساسات الفنية المرهفة ، فالرمزيون يكتفون بالإشارة إلى الحالة النفسية الغامضة بوسائل رمزية و انتفاء الواقع والتحري عن الروح في قلبه’ فالرمزية اعتبرت الواقع الهادي زائفا في الدلالة على الحقيقة وإنه قناع يسترها، ذلك أن الشاعر إذا ما رنا إلى البحر فإنه لا يذكر زرقته وموجه الهادر وإنما يتخذ البحر مادة للتأمل ، إنه يرنو إلى ميتافيزيقية البحر من حيث غاياته وغاية الإنسان والوجود فيتحول الإنسان البحر والبحر الإنسان كما يقول بودلير في قصيدته " البحر والإنسان" كما أحدثت الدراسات القيمة التي نشرها نخبة من كبار الأدباء والشعراء العرب في كثير من الصحف العربية المشهورة مثل : الآداب و المقتطف والمكشوف والرسالة والأديب ... أثر واضح في نقل الآداب الغربية التي أخذت بأساليب المدارس الأدبية . فقد لقيت الرمزية اهتماما واسعاً من الشعراء العرب وانتشرت على أوسع نطاق. ومن مظاهر ذلك الرمزية الجزئية لـ جبران خليل جبران خاصة في قصيدته "المواكب" التي اعتمدت في بعض صورها على تراسل الحواس كما في قوله : هل تحممـت بعطـر، وتنشفت بنور وشربت الفجر خمرا، في كؤوس من أثير |
رد: المدرسة الرمزية في الشعر الحديث 2
قراءة قيمة أيها القدير أحاطت بحيثيات الموضوع من كل جوانبه حفظكم الله وأفاد بكم وأطال عمركم محبتي |
رد: المدرسة الرمزية في الشعر الحديث 2
سلمت أستاذنا الطّيّب
تحيتي |
رد: المدرسة الرمزية في الشعر الحديث 2
شكرا لما كتبت
تحياتي |
الساعة الآن 07:20 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.