منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=175)
-   -   العدل (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=26236)

شاكر السلمان 05-03-2017 03:11 PM

العدل
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أمر الله في القران بإقامة العدل والحثَّ عليه ومدح من قام به وذلك في آيات كثيرة منها:
آيات فيها الأمر بالعدل: قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (فالعدل الذي أمر الله به يشمل العدل في حقه وفي حق عباده )فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقه وحق عباده ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كل والٍ ما عليه تحت ولايته سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى وولاية القضاء ونواب الخليفة ونواب القاضي, والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه وعلى لسان رسوله وأمرهم بسلوكه ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم فالعدل واجب والإحسان فضيلة مستحب .

آيات فيها مدح من يقوم بالعدل: قال الله في سورة الأعراف (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ), قال ابن كثير: يقول تعالى (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ) أي ومن الأمم أمة قائمة بالحق قولا وعملا يهدون بالحقّ يقولونه ويدعون إليه وبه يعدلون يعملون ويقضون, وقد جاء في الآثار أن المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية هي هذه الأمة المحمدية.

وقد ورد لفظ العدل في القرآن الكريم بمعنيين من تلك المعاني مختلفين عن معنى العدل المراد بحثه هنا، من ذلك:
أولاً: ما يفيد معنى اعتقاد مماثلة غير الله له سبحانه، أي الإشراك به، وذلك في ثلاثة مواضع:
• {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (الأنعام 1)
• {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}(الأنعام 150)
• {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}(النمل 60)
ثانياً: ما يفيد معنى الفدية وذلك في أربعة مواضع:
• {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة 48)
• {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة 123)
• {.... أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (المائدة 95).
• {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}(الأنعام 70)


الدكتور اسعد النجار 05-03-2017 03:58 PM

رد: العدل
 
جزاكم الله خيرا عمدتنا الفاضل وجعلها في ميزان حسناتك

اشتقنا لحرف الايمان منك

مودتي

شاكر السلمان 05-03-2017 09:00 PM

رد: العدل
 
شكرا لك د. أسعد
هذا من كتابنا الأخير ( العدل والقسط والميزان في آي القرآن) حيث لم تفرق معاجم اللغة كثيرًا بين العدل والقسط، فهما أشبه بالمترادفات اللغوية، لكن ورود اللفظين في القرآن في آية واحدة (الآية التاسعة) من سورة الحجرات {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} يفيد أن هناك فروقًا في المعنى، وإلا لما جمعهما المولى في آية واحدة وفرّق بينهما بحرف الواو الذي يفيد المغايرة.
فإن التدبر المتأني لآيات العدل والقسط في القرآن ربما يرشدنا إلى معنيين: أن العدل كقيمة أساسية وخلق عام هو أشمل وأعم من القسط، فالقسط هو لون من العدل.
وأن العدل هو في الحقوق المعنوية، أما القسط فهو في الحقوق المادية (ولعل ارتباط لفظ القسط في كثير من الآيات بالميزان ربما يرجح هذا المعنى)، وكذلك تكرار لفظ إن الله يحب المقسطين ربما على اعتبار أن العدل في الحقوق المادية أصعب وأشق على النفس من العدل في الحقوق المعنوية.
في هذا الكتاب استخرجنا مفردة العدل ومشتقاتها من القرآن الكريم فكانت في 24 آية وللقسط ومشتقاته 22 آية وللميزان ومشتقاته 21 آية وابتدأنا أَوَّلًا بِالْكَلَامِ عن المفردات وتفسيرها لغوياً وإذا كَانَ لِلْكَلِمَةِ مَعْنَيَانِ أَوْ معان ذكرنا ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَوْضِعٍ من تِلْكَ الْكَلِمَةُ، لِيُنْظَرَ مَا يُنَاسِبُ لَهَا مِنْ تِلْكَ الْمَعَانِي فِي كُلِّ مَوْضِعٍ تقع فيه فتحمل عليه.
ثم تَفْسِيرِ الْآيَات من الكتب المعتمدة في التفسير ذَاكِرًا سَبَبَ نُزُولِهَا إِذَا كَانَ لها سبب، وذاكراً أَقَاوِيلَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ فِي فهم معانيها. الجدير بالذكر أن لكل من المفردات الثلاثة حق وباطل من خلال معانيها في الآيات والأمثلة كثيرة .. سنأتي اليها لاحقاً اذا شاء الرحمن

ألبير ذبيان 05-04-2017 10:44 AM

رد: العدل
 
بوركتم أيها القدير وأدام الله عليكم الصحة والعافية
محبتي والاحترام

شاكر السلمان 05-05-2017 01:19 PM

رد: العدل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان (المشاركة 426059)
بوركتم أيها القدير وأدام الله عليكم الصحة والعافية
محبتي والاحترام

جزاكم الرحمن ألف خير


الساعة الآن 09:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.