الخيرُ في أمتي
20/2/2018
الخيرُ في أمتي السمحاء منتشرٌ
والشرُّ قد عم في الأرجاء يَسْتَطِرُ

والعدلُ فيهم إذا عضوا نواجذهمْ
على الكتاب وهدي الرسل ماهجروا

والظلمُ طامٍ وفي الأحلام محتقرٌ
وأكيس الناس من للحق قد نصروا

وأبشع الظلم ما كانت نوازلهُ
على الأقارب تشتشري وتنتشرُ

وأفلح الناس من يهدي إلى قيمٍٍ
وأردأ الخلق من تهوي به الغِيَرُ

وصاحب الخُلُقِ المحمودِ سيدهمْ
تبقى سجاياه في الباقين تزدهرُ

و أفضلُ الخلقِ ما جاءتك نَجْدتهُُ
في الخير والشر ِّمحمودٌ ومؤتزرُ

وما الأنام سوى صنفين نعرفهم
إمَّا كريمٌ وإما ممسكٌ حـَــذرُ

وهذه الـــدَّارُ لا تبقي على بشرٍ
إن عملوا ربحوا أو قصَّروا خَسِرُوا

تلك الحياة كمالٌ ليس يُنغصُها
موتٌ ولا كدرٌ إن فوزهم ظفروا

والموتُ في الله أقصى مايؤمِّله
إن عاشَ عاشَ عزيزا ما به صِغرُ

فالخالد المُرتجي الفردوس منزلةً
للخير يسعى وما يُردي فينحسرُ

لا ينحني عند ما تأتيه نازلة
أو يرتمي عند من للحقِّ قد نَكِرُوا

...

هُمُ الشُّموع إذا قاموا بدينهمُ
واستمسكوا برباط الله وانتصروا

للحقِّ للظلمِ لا دنيا تؤزهُمُ
وإن علا فيهم الأشرار أوكفروا

فلا تقولنَّ هذا من وشائجنا
لو كان فيهم خميرُ الخير ما وتَروا

حبائلاً عندما دارتْ رحى طُحُنٍ
على العروبة ما قاموا ولاصَدروا

قد قصروا منذ أن عافوا منارتهمْ
ذاك العراقُ الذي عمداً به غدروا

ماحاد يوما إذا حلَّت بأمتنا
دوماً تراه إذا استجدته ينتصرُ

أهكذا يُتْرَك الباغين تنهشه؟
على عيانٍ وفيه الضُّرُّ والخطرُ

الغربُ دنَّسهُ والعلجُ تنهبهُ
والكفرُ قام على أرجائه أشرُ

ولا نقوم إلى إخوان لنا صلة
فيهم وتجمعنا الأحسابُ والسِّيَرُ

وفي الشآم نداء كَلَّ يطلبهم
إن الأعاجم تغزوها وتحتضرُ

وفي اليمان أصول العربِ قاطبة
تذوي على أعين الإخوان تنتحرُ

ماتت عزائِمُنَا مذُ غابَ معتصمٌ
وحلَّ فينا دوابُ الشَّرِّ تحتقرُ

مذ بدَّلت نَهجَ باريها بشهوتها
واسَّابقت خلفَ ما يردي وما يَزِرُ

و غابَ عنها صلاحُ الدين ناصرها
زادَ الخرابُ وزالَ الفوزُ و الظفرُ

كأنَّهَا لم تكنْ يوماً بحاضرة
أوكان يَحْكمُ في أرجائها عمرُ

حتى متى يابني قومي تغافلكم؟
متى تَجَمُّعَكمُ إن دام ذا الضررُ؟

هيا استفقيوا فما للعربِ قائمةٌ
إن لم تَذُدْ عن حماها سوفَ تندثرُ
ـــــــــــــــــــــ
من البحر البسيط