|
رُحْمآك..
أوشكتُ أنْ أنامَ كما ينامُ النّهرُ
عارياً من خلاخيلِ الشّفاه من نفسهِ المغسُولة بالأحزان ومن كلِّ الكفوف المُتدلّية من سُرة العوز أوشكتُ أنْ أنامَ فلا ريحَ..، ولا صُراخَ..، ولا نُباحَ.. لا طفلَ طرياً يرتدي جسدَ الأسفلتِ في ثبات لا عربةَ حَلوى مُغمّسة بمرارةِ الأيام لابراقَ يُكافئ عينيّ بالقمرِ المُلتاع، ويحملني معهُ للمَسرّة ولا غيمةَ في جيبِ الوِسادة تغيّب الحُلم فيّ حتّى الصّباح البَعيد، البَعيد.. أوشكتُ أنْ أنامَ وليَنْزلِق الرصاصُ للقاع فلا يخدش الرّوح المُمدّدة الأطراف ولا تمسح جارتي الطيبة ابتسامةَ شهيدِها بحُشاشة صدرِها ليبقى المِسكُ شاهداً.. عالقاً بأكفانِ ثدييها..، تِلك الجارة التّي كانتْ تَجلدُ الليلَ بقنديلِ قلبها لتشُبَّ العَصافير في كنف الضياء ..! ، للشمسِ وجهٌ لايريدُ أن ينْكشف للوطنِ أيضاً وجوهٌ مطويّة للأمانِ.. و الرخاءِ.. وللحرية للضمائرِ التي بِيعتْ في سوقِ النّخاسة للبَغيّةِ التي تبني هرمَ الخطِيئة لتفوزَ بالرّغيف لعروشِ الهاوية، وللبنادقِ العَمْياء للعدلِ الذي مَالَا شِقّيه بالمِيزان هيْتَ لكَ ياقلبُ أنا مازلتُ أشْتهي تقبيل بعضَكَ الحَيّ رَجّهُ رجَّا أشتهي قبْضهُ إليّ بعنفِ الحَنان لأنّي أخاف الطيور القَواطِع أخاف هجرةَ الحكمة والمئذنة والنّشيد لأنّي أخاف انطفاءَ النوافذ انكفاء الأجْراس فوقَ الشّموعِ الأخيرة ففيها يغيب وجهُ البتولِ النّضير، ويعوي الضباب ، أنا ياقلبيَ الفَاني، أخافُ على الوَليد المُخبّأ في سُترةِ المَلائكة ولأنّي أخاف؛ سأنام، سأنام كما ينامُ النهرُ عارياً منْ دمعِ الغيمات. / منية الحسين |
رد: رُحْمآك..
رحماك يا جميلة الحرف ورائعة التعبير نصٌّ يحمل الدهشة ...الجمال المنثور جميلة هي المعاني الظاهرة وتلك العميقة ورائعة الدلالات في النص ... توظيف الفعل المضارع والإشتغالات الكثيرة ميزة من مزايا النص واختيار الفعل ( أوشكت ) له ايقاع رائع ... المبدعة / منية قرأت فوجدت مادة دسمة تغري بالقراءة ونوافذ عديدة تمنح القاريء مداخيل متعددة للولوج في المتغيرات الجميلة ... رقيق هو قلمك أنيق تعبيرك رشيق حرفك دام هذا العطر الفوّاح جلّ احترامي لك الوليد |
رد: رُحْمآك..
يسعدني أن أكون أول العابرين هذا الفضاء الجميل ...بورك نبضك |
رد: رُحْمآك..
لا شيء غير النوم يقينا من غيّ الزمن وحده النوم حرفة الحيارى ووحده يدرك على أي الطرقات تتاح الأحلام ابنة الضوء منية لكِ الرغد المرجو ولنا أن نمر في حضرتكِ صامتين :1 (41): |
رد: رُحْمآك..
على بوابة الليل وهو يدق أجراسه معلناً الدخول
يتكور الوجع ويكبر شيئاً فشيئاً وتعربد الصور الحزينة داخل الروح النوم رحمة تختفي الصور ويهدأ الصراخ ويتوقف العويل وترحل الغيمات بحملها بعيداً نص رائع بكل ما فيه من صور لقلبك الهناء محبتي |
رد: رُحْمآك..
على سبيل الرجاء واضمحلالِ الآمال في بوتقة الواقع الحارقة التنانير..
بتأملات عميقة ودلالات متنبهة فذة خاضت القريحة غمار هموم الأرض.. الوطن.. الذات.. بتعبيرية أنيقة وموحية...! نص يحتاج قراءات وقراءات، حيث أنه ينتمي كلا منا في خلجات عديدة تنتاب أعماقنا ونحتاج التوقف لديها لنعلم؛ أين نحن من ذواتنا الفقيدة في غمرة هذه الحياة؟! أختي الأديبة القديرة الماهرة منية... سلمت أناملكم البديعة ولكل ألق دمتم علما تقديري والاحترام تثبت |
رد: رُحْمآك..
اقتباس:
الوليد.. وكلي امتنان لقراءتك القيمة التي أثرت وجملت وعطرت تقديري بملء أناقة حضورك والورد 🌹 |
رد: رُحْمآك..
اقتباس:
شكري والبيلسان :1 (45): |
رد: رُحْمآك..
اقتباس:
من العجز وقلة الحيلة ومن الأرض التي طفحت ألما .... مررت نسمة ربيعية مغمسة بالنّدى والعطر أهلا بغريدة النبع.. أنرت هديل🌹 |
رد: رُحْمآك..
اقتباس:
أحمد ربي أن اليأس أبدا لايساورني لكنها حالة تشتعل وسرعان ماتخبو، ممتنة أمي لقراءتك القيمة ووجودك الذي زين مفرق الحرف بالياسمين... كل الحب والتقدير ياسيدة الربيع 🌹 |
| الساعة الآن 12:56 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.