منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=175)
-   -   المختال والفخور (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=29268)

شاكر السلمان 03-18-2019 04:44 PM

المختال والفخور
 
مُخْتَالٍ فَخُورٍ جاءت في القرآن مرتين

الأولى في الآية 18 من سورة لقمان ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
والثانية في الآية 23 من سورة الحديد (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)


في الآية الأولى كانت على لسان لقمان وهو يعظ ابنه.


نبذة عن لقمان
اخْتُلِفَ فِي لُقْمَانَ، أَكَانَ حُرًّا أَمْ عَبْدًا؟ فَإِذَا قُلْنَا: كَانَ حُرًّا، فَقِيلَ: هُوَ ابْنُ بَاعُورَا.
قَالَ وَهْبٌ: ابْنُ أُخْتِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: ابْنُ خَالَتِهِ.
وَقِيلَ: كَانَ مِنْ أَوْلَادِ آزَرَ، وَعَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَأَدْرَكَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَخَذَ مِنْهُ الْعِلْمَ، وَكَانَ يُفْتِي قَبْلَ مَبْعَثِ دَاوُدَ، فَلَمَّا بُعِثَ دَاوُدُ، قَطَعَ الْفَتْوَى، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟
فَقَالَ: أَلَا أَكْتَفِي إِذَا كُفِيتُ؟
وَكَانَ قَاضِيًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبِيُّ: كَانَ نَبِيًّا.
وَإِذَا قُلْنَا: كَانَ عَبْدًا، اخْتُلِفَ فِي جِنْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَاهِدٌ:كَانَ نُوبِيًّا مُشَقَّقَ الرِّجْلَيْنِ ذَا مَشَافِرَ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ: كَانَ حَبَشِيًّا مَجْدُوعَ الْأَنْفِ ذَا مِشْفَرٍ.
وَاخْتُلِفَ فِيمَا كَانَ يُعَانِيهِ مِنَ الْأَشْغَالِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الرَّبِيعِ: كَانَ نَجَّارًا، وَفِي مَعَانِي الزَّجَّاجِ: كَانَ نَجَّادًا، بِالدَّالِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: كَانَ خَيَّاطًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ رَاعِيًا.
وَقِيلَ: كَانَ يَحْتَطِبُ لِمَوْلَاهُ كُلَّ يَوْمٍ حُزْمَةً.
وَهَذَا الِاضْطِرَابُ فِي كَوْنِهِ حُرًّا أَوْ عَبْدًا، وَفِي جِنْسِهِ، وَفِيمَا كَانَ يُعَانِيهِ، يُوجِبُ أَنْ لَا يُكْتَبَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يُنْقَلَ.
لَكِنِ الْمُفَسِّرُونَ مُولَعُونَ بِنَقْلِ الْمُضْطَرِبَاتِ حَشْوًا وَتَكْثِيرًا، وَالصَّوَابُ تَرْكُهُ.


وَحِكْمَةُ لُقْمَانَ مَأْثُورَةٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا: قِيلَ لَهُ: أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يُبَالِي أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ مُسِيئًا.


إن الله تعالى وزَّع المواهب بين الخَلْق جميعاً، ولم يحابِ منهم أحداً على أحد، وإن مجموع مواهب كل إنسان يساوي مجموع مواهب الآخر.
قال رجلٌ للقمان: لقد عرفناك عبداً أسود غليظ الشفاه، تخدم فلاناً وترعى الغنم، فقال لقمان: نعم، لكني أحمل قلباً أبيض، ويخرج من بين شفتيَّ الغليظتين الكلام العذب الرقيق.
ويكفي لقمان فخراً أن الله تعالى ذكر كلامه، وحكاه في قرآنه وجعله خالداً يُتْلى ويُتعبَّد به، ويحفظه الله بحفظه لقرآنه.


وَقَالَ لَهُ دَاوُدُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمًا: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ فِي يَدِ غَيْرِي، فَتَفَكَّرَ دَاوُدُ فِيهِ، فَصُعِقَ صَعْقَةً.


وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: قَرَأْتُ فِي حِكَمِ لُقْمَانَ أَكْثَرَ من عشرة آلاف.
والْحِكْمَةَ: الْمَنْطِقُ الَّذِي يَتَّعِظُ بِهِ وَيَتَنَبَّهُ بِهِ، وَيَتَنَاقَلُهُ النَّاسُ لِذَلِكَ.


أَنِ اشْكُرْ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَنْ هِيَ الْمُفَسِّرَةُ، لِأَنَّ إِيتَاءَ الْحِكْمَةِ فِي مَعْنَى الْقَوْلِ، وَقَدْ نَبَّهَ سُبْحَانَهُ عَلَى أَنَّ الْحِكْمَةَ الْأَصْلِيَّةَ وَالْعِلْمَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ الْعَمَلُ بِهِمَا، أَوْ عِبَادَةُ اللَّهِ وَالشُّكْرُ لَهُ، حَيْثُ فَسَّرَ إِيتَاءَ الْحِكْمَةِ بِالْبَعْثِ عَلَى الشَّكِّ

.
(ولا تمش في الأرض مرحا) أي متبخترا متكبرا، وهو النشاط والمشي فرحا في غير شغل وفي غير حاجة. وأهل هذا الخلق ملازمون للفخر والخيلاء؛ فالمرح مختال في مشيته.
روى يحيى بن جابر الطائي عن ابن عائذ الأزدي عن غضيف بن الحارث قال: أتيت بيت المقدس أنا وعبدالله بن عبيد بن عمير قال: فجلسنا إلى عبدالله بن عمرو بن العاصي فسمعته يقول: إن القبر يكلم العبد إذا وضع فيه فيقول :يا ابن آدم ما غرك بي! ألم تعلم أني بيت الوحدة! ألم تعلم أني بيت الظلمة! ألم تعلم أني بيت الحق! يا ابن آدم ما غّرك بي! لقد كنت تمشي حولي فّدادا.
قال ابن عائذ قلت لغُضيف: ما الفدّاد يا أبا أسماء؟
قال: كبعض مشيتك يا ابن أخي أحيانا. قال أبو عبيد: والمعنى ذا مال كثير وذا خيلاء.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من جّر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة) .
والفخور: هو الذي يعدد ما أعطي ولا يشكر الله تعالى، فإذا رأيتَ إنساناً دونك في شيء ففتش في نفسك، وانظر، فلا بُدَّ أنه متميز عليك في شيء آخر، وبذلك يعتدل الميزان.
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد 23 )
( ولا تفرحوا بما آتاكم) أي من الدنيا، قال ابن عباس.

وقال سعيد بن جبير: من العافية والخصب.
وروى عكرمة عن ابن عباس :ليس من أحد إلا وهو يحزن ويفرح، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبرا، وغنيمته شكرا.
والحزن والفرح المنهي عنهما هما اللذان يتعدى فيهما إلى ما لا يجوز، قال الله تعالى (والله لا يحب كل مختال فخور) أي متكبر بما أوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
وقراءة العامة ( آتاكم) بمد الألف أي أعطاكم من الدنيا. واختاره أبو حاتم.

وقرأ أبو العالية ونصر بن عاصم وأبو عمرو ( أتاكم) بقصر الألف واختاره أبو عبيد. أي جاءكم، وهو معادل لـ ( فاتكم) ولهذا لم يقل أفاتكم.

قال جعفر بن محمد الصادق: يا ابن آدم ما لك تأسى على مفقود لا يرده عليك الفوت، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت.
وقيل لبرزجمهر: أيها الحكيم! مالك لا تحزن على ما فات، ولا تفرح بما هو آت؟ قال: لأن الفائت لا يتلافى بالعبرة، والآتي لا يستدام بالحبرة.
وقال الفضيل بن عياض في هذا المعنى: الدنيا مبيد ومفيد، فما أباد فلا رجعة له، وما أفاد آذن بالرحيل.

سمير عودة 03-19-2019 09:33 AM

رد: المختال والفخور
 
بارك الله فيك عمدتنا الغالي
محبتي

ألبير ذبيان 03-19-2019 09:58 AM

رد: المختال والفخور
 
شكرا لكم وجزاكم المولى كل خير
محبتي

شاكر السلمان 03-19-2019 11:26 AM

رد: المختال والفخور
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير عودة (المشاركة 486823)
بارك الله فيك عمدتنا الغالي
محبتي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان (المشاركة 486825)
شكرا لكم وجزاكم المولى كل خير
محبتي


جوزيتما الف خير

ناظم الصرخي 03-19-2019 12:20 PM

رد: المختال والفخور
 
ما أجمل هذه المواعظ والحكم وتبيان سيرة الأنبياء والصالحين .
بارك الله بك وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك أخي الكريم
تحياتي وبيادر الياسمين

الدكتور اسعد النجار 03-19-2019 01:30 PM

رد: المختال والفخور
 
بوركت يراعتكم عمدتنا الغالي

شاكر السلمان 03-19-2019 03:43 PM

رد: المختال والفخور
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي (المشاركة 486842)
ما أجمل هذه المواعظ والحكم وتبيان سيرة الأنبياء والصالحين .
بارك الله بك وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك أخي الكريم
تحياتي وبيادر الياسمين

سلمت وغنمت وبارك الرحمن فيك
شكرا لك

شاكر السلمان 03-19-2019 03:44 PM

رد: المختال والفخور
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار (المشاركة 486859)
بوركت يراعتكم عمدتنا الغالي

وبكم بارك الله ايها المكرم

عواطف عبداللطيف 03-20-2019 12:39 PM

رد: المختال والفخور
 
وفقك الله عمدتنا الغالي

شاكر السلمان 03-20-2019 12:56 PM

رد: المختال والفخور
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف (المشاركة 486942)
وفقك الله عمدتنا الغالي

تسلمي سيدتي شكرا لك


الساعة الآن 03:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.