![]() |
تبدّل الحال..
تبدّل الحال.. الناظر إلى وطننا العربي، يرعبه ما يدور فيه من حروب ومجاعات، ونحن بلاد السلام والثروات!! الجزائر بلد المليون ونصف شهيد؛ يدور في دائرة مفرغة بين انتخاب وانتحاب.. ليبيا؛ تحكّ جسدها بأظافر من فولاذ، فتسيل دماؤها مغطّية آبار بترولها المنهوبة.. اليمن السعيد؛ يفقد سعادته بجيرانه الأعراب، ويبكي ويشكو، ولا أحد يسمع شكواه.. سوريا؛ تعاني من الورم الإرهابي الداعشي الخبيث، وكلّما حاولت التخلّص من مرضها، يمدّها الأمريكي بفايروسات قاتلة جديدة.. العراق؛ الذي تخلص من مرض احتلاله الأمريكي، أدخلوه في نفق تفيض فيه سيول الدماء والفوضى.. لبنان الوديع؛ جعلوا له من قوّته سببا لتدميره، ومسلكا لمحنته!! تَبَدَّلَ الحَـــــالُ.. حتَّى لمْ أَعُـــــــــدْ أَدرِي هلْ ذا منَ الدَّهْرِ.. أمْ مِنْ أَرذَلِ العُمــرِ؟! مَا عَــــادَ في آخِــــرِ السَّـبعِينَ مِنْ رَمَـقٍ يُوفِي بِحَاجَـــــــةِ مَقْهُـــــورٍ إلى الصَّــبرِ يَشُــــدُّنِي زَمَنِي البَاقي لِخَـــــــــــــــاتِمَةٍ وليسَ فيما تَبَقَّى.. فُســــــــــــحَةٌ تُغْـرِي إنَّ المَظَاهِـــــــرَ لا تُبــــدِي لِنَاظِــــــــرِهَا حَقِيــــــــقَةَ المُجتَلَى.. أوْ وَاقِـــعَ الأَمــــرِ فالدَّمعُ يَصــلُحُ في التَّعبـيرِ عنْ شَـــــجَنٍ كَمَا ويَصــــلُحُ تَعـــــــبيراً عـنِ البِشْــــــرِ **** تلكَ الحُــــرُوبُ.. وقَـــد هَــــاجَتْ زَلازِلُهَا حَتّى تَصَــــــــدَّعَ مَبنَى إِرثِــــنَا الفِكْــــرِي فِعْلُ الحُرُوبِ عَلَى التَّفْكِيْرِ.. أَخْطَـــــرُ مِنْ قَـــــتْلٍ.. وتَدمِـــيرِ أَحـــيَاءٍ مِنَ الصَّــــخرِ الأَمْنُ غَــــــابَ.. وَقَامَــتْ دُونَهُ شِــــــلَلٌ تَدَجَّجَتْ.. لِلأَذَى كَــــــــرِّاَ بِلا فَــــــــــرِّ وحَيثُما يَفْـــقُدِ القَانُـــــــــونُ هَيبَــــــــــتَهُ تَسْعَ البِـــــــلادُ إلى مُســـــتَقْبَلٍ مُـــزرِي فَوْضَى السِّـــلاحِ.. وإنْ أَوْفَتْ بِحَاجَــــتِهِ فَمَـــــــا نِهَايَتُها تُفْضِي إلى الخَـــــــــــيرِ إنَّ السَّــــــــلاحَ مُعَــــــينٌ لِلْخَـــــبيرِ بِــهِ وَقَـــــــاتِلٌ مُخْـتَفٍ لِلْحَامِـــــــلِ الغِـــــــــرّ يَستأْسِـــدُ الفَــــأْرُ.. إنْ سَـــــلَّحتَهُ بِعَصاً لَكِنَّـهَا في غَـــــــدٍ.. تَقْضِي على الفَــــأْرِ نَرَى الجَـــــرِيمَةَ تَسْعَى فِي شَـــــوَارِعِنَا نُغْضِي خُــنُوعاَ.. ونُخْـفِي أنَّــــــنا نَدرِي **** أَوْلادُنَا انْسَــلَخُوا عَنْ جِســـــمِ طَـاعَـــتِنَا جَفَّ الوَلاءُ.. ونَهْـــــــــرُ الوُدّ لمْ يَجــــرِ ثَقَافَةُ القَـتْلِ.. في أَرجَــــائِنا انْتَشَــــــرتْ وليسَ مِنْ خُــــــــلُقٍ يَثْنِي عنِ النَّشْــــــرِ **** عاداتُنا سَــــقَطَتْ في "قَعـــــــرِ مُظْلِـمَةٍ" ولاتَ مُخْــــــــرِجُها مِنْ ذلكَ القًعْـــــــــــرِ قَدْ أَعمَلَ الفَقـــــرُ في الأَخْـــــلاقِ مِخْلَـبَهُ فَشُــــوِّهَتْ.. وتَدَاعَــــتْ في يَدِ الفَـــــــقْرِ المَــــالُ يَضْمَنُ خَـيرَ النَّاسِ.. إِنْ عَدَلُـوا وقِلّــــــةُ المَـــــــالِ تُدنِيـــهِمْ مِنَ الشَّــــرّ يُمَارِسُ الخَطْـفَ.. مَنْ أَضْحَى بِلا عَــمَلٍ يَجنِي المَلايِينَ مِنْ بَيـْــــــــعِ الفَتَى الحُـرِّ قَد تَشْتَرِي ابْنَكَ مِنْ خَاطِفِـــــــينَ.. وَفِي سُوقِ النَّخَاسَـــةِ لا تســــأَلْ عَنِ السِّـعرِ! **** إِنْ تَنْتَهِ الحَــــــربُ.. تَتْرُكْ بَعْـــدَهَا أَثَرٌ يَدُومُ مَفْعُــــــــولُهُ حُقْــــــباً مِنَ الدَّهْــرِ فَالحَـربُ كالخَمْرِ.. إِنْ جَفَّتْ مَشَــارِبُهَا يَدُوْمُ مَفْعُولُهَا.. فِي شَـــــــارِبِ الخَمْرِ ***** نبيه محمود السّعديّ 11/10/2018 |
رد: تبدّل الحال..
آه وألف آه أيها الكريم أدميت مني الروح بنصّك الصريح هذا وقد انثالت كلماته على القلب كـ بركان حارق أليم لن ألوم أحدا سوانا.. فنحن وحدنا السبب في كلّ هذا التخلّف والضياع كلّنا مسؤول اليوم ولا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم . . https://www.m9c.net/uploads/15765857251.gif |
رد: تبدّل الحال..
أشكرك أستاذ نييه السعدي على مداخلتك الجميلة التي كانت ديباجة للقصيدة
لكنها كانت مدمية بعباراتها التي لامست جراح الأمة لما يحدث في الوطن العربي هنا وهناك ... على كل حال نتمنى أن تنهض الأمة من كبوتها بصفوة المخلصين من أبنائها تقبل شكري وتحياتي على هذه القصيدة التي تناولت مكامن الداء الذي ينخر جسد الأمة . مع تمنياتنا أن يسود الفرح والتآخي بين الأفراد والشعوب والتفكير في ارساء قواعد الأمن والآمان والتطلع لمستقبل أفضل . ودمت في رعاية الله وحفظه. |
رد: تبدّل الحال..
اقتباس:
الأخت الشاعرة الرقيقة هديل.. سلامتك من الآه.. ما كنت أتمنّى أن تخرج الآه من قلوبنا حارقة لاهبة! لكنّ واقعنا يفرض علينا هذه الأوجاع.. كما يفرض علينا انعدام القدرة على مواجهتها.. إنّنا محكومون بضعفنا.. بتفرّقنا.. بجهلنا!! ولا نسعى إلى الدواء والشفاء!! |
رد: تبدّل الحال..
اقتباس:
الأخ الشاعر المبدع تواتيت نصر الدين عسانا نرى أمّتنا المنكوبة بعمالة زعمائها، وضعف أبنائها.. ناهضة نهضة الفينيق من تحت الرماد.. جزيل شكري وتقديري على مرورك الكريم.. وتمنّياتك الصادقة.. |
رد: تبدّل الحال..
لابد للشاعر الشاعر من تأثر مدو لما وقع عليه حال الأمة من أزمات وانهيارات قاتمة...
ولا ريب أن ما تكابده أمتنا العربية في معظم بلدانها لافت للنظر قياسا بباقي دول العالم! وإنك لن تجد من أقطارها ناعما بشيء من رخاء وأمن إلا من كانت قيادته عميلة خائنة فهي متروكة إلى حين فقط... على كل حال.. نعلم ما ألمنا وأسبابه ودواءه أيضا.. ولكن هذا يحتاج توفيقا من الله وهو ما لم نستحقه للآن كما يبدو! ولله الأمر شكرا لكم القصيد الجميل رغم مرارة الواقع دمتم بخير وأمان |
رد: تبدّل الحال..
أصلح الله أحوال الأمة وأعاد لها الأمجاد وعاشت فلسطين حرةأبيّة
وستبقى محورالنضال رائع ماسطرت من بوح وفيض مشاعر دمت بهذا التألق والإبداع شاعرنا القدير تحياتي الزكية |
رد: تبدّل الحال..
اقتباس:
الشاعر المُجيد ألبير ذبيان جزيل شكري على مرورك الغني، وتوضيحاتك اللّمّاحة وعسى أن تلتئم جراح الأمّة في وقت قريب كلّ الامتنان والتقدير |
رد: تبدّل الحال..
اقتباس:
كلّنا أمل بصلاح الحال في وقت قريب، ليس ببعيد شكري وتقديري أخي الشاعر الكبير ناظم على مرورك النديّ وكلماتك النابضة بالودّ والإخاء تقبّل أجمل تحيّاتي.. مع باقة ياسمين |
رد: تبدّل الحال..
أحسنت استاذ نبيه لهذه الرائعه الناظرة الواصفة حالنا حال العرب وبلادهم بلغ بنا الأسى مبلغا شديدا الوضع قاتم والمستقبل مبهم من هذا الواقع والفتن تزداد أكثر قصيدة طيبة جدا لك الشكر
|
الساعة الآن 09:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.