![]() |
حفظ اللسان
د. ايمن حتمل منح الله تعالى الإنسانَ نعماً عظيمة، ومن أعظمها اللسان، الذي يعتبر سلاحاً ذا حدين: فإن استخدم في طاعة الله: كقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر المظلوم، وإصلاح ذات البين، والاستغفار، والتسبيح، كان هذا شكراً لله على هذه النعمة. وإن استخدم في طاعة الشيطان، وتفريق جماعة المسلمين، والكذب، وقول الزور، والغيبة، والنميمة، وانتهاك أعراض المسلمين، والسباب والشتم واللعن، وغير ذلك مما حرمه الله ورسوله. كان هذا كفراناً لهذه النعمة العظيمة. قال النووي: «اعلم أنه ينبغي لكل مكلَّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام، أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء». وقد قال صلى الله عليه وسلم «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» أخرجه الترمذي. وفي اللسان آفتان عظيمتان: 1- آفة الكلام بالباطل. 2- آفة السكوت عن الحق. فالساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس، عاصٍ لله، مداهنٌ، إذا لم يخف على نفسه القتل ونحوه، والمتكلم بالباطل شيطانٌ ناطق، عاصٍ لله، وأكثر البشر منحرف في كلامه وسكوته بين هذين النوعين. وأهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعُه. وآفات اللسان من أخطر الآفات على الإنسان؛ لأن الإنسان يهون عليه التحفظ، والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرَّم، وغير ذلك من المحرمات، ويصعب عليه التحفظ والاحتراز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه: بالدِّين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي في النار بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، أو يهوي بها في النار سبعين سنة، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يقطع، ويذبح في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي بما يقول. (بتصرف من كتاب الجواب الكافي ). قال الشاعر: يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرءُ من عثرةِ الرِّجلِ فعثرته بلسانه تُذْهِبُ رأسه وعثرته برجله تبرأ على مهل ولهذا قال عقبة بن عامر: يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال: ((أمسك عليك لسانك، وليسعْك بيتُكَ، وابكِ على خطيئتك)) أخرجه الترمذي. وينبغي للمسلم أن يشغل لسانه بذكر الله تعالى، وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة؛ فإن من لم يشغل نفسه، ولسانه بالخير، انشغل وأشغله لسانه، وأشغلته نفسه بما يضرّه. |
رد: حفظ اللسان
قال عليه الصلاة والسلام: وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم." فعلا يجب أن تكون كل كلمه موزونه... جزاك الله خيرا أستاذتي.. |
رد: حفظ اللسان
اخت رائدة جزاكي الله كل خير
كل ودي |
رد: حفظ اللسان
أيتها النحلة التي لا تروينا إلا رحيقا أدبيا مقال جميل ورائع ولكن البيتين الشعريين يجب أن يكونا على الوجه الصحيح التالي
يموت الفتى من عثرة بلسانه = وليس يموت المرء من عثرة الرجل فعثرته من فيه ترمي برأسه = وعثرته بالرجل تبرى على مهل وهناك بيت آخر يناسب الموضوع
لسانَك لا تذكرْ به عورة امرئٍ = فكلُّكَ عوراتٌ وللناس ألسنُ
تحياتي ومودتي |
رد: حفظ اللسان
|
رد: حفظ اللسان
جزاك الله خيرا يا غالية
|
الساعة الآن 03:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.