تجذّري في الدم المحـروق واعتربـي=يا قامة الضوء فـي أجفـان مُرْتقِـب
تجـذّري.. وابعثـي الأيـام مشرقـة=وجدّدي النّفَس الصافـي بـلا وَصَـبِ
ورمِّـدي الزمـن المشبـوه جامـحـةً=وجسّدي المطر الـورديّ فـي سحبـي
عريقة أنـتِ ك(اللَطْـرون).. رائعـةٌ=جميلـة أنـتِ فـي أثوابِـكِ القُشُـبِ
تختال فوق ربيـع العمْـر خُضْرتنـا=فتزهريـن علـى أحـداق منتـسِـب
وتكتبيـن علـى حيـطـان قريتـنـا=سطراً من الحبِّ يجلـو طلعـة الأدبِ
جميلـة أنـتِ.. أخشـى أن يعذِّبنـي=ِهذا الجمال.. وأخشـى رِقّـة الهـدُبِ
كم مرّةٍ غرِقتْ عكّـا ومـا اغتربـتْ=وكم تعرّتْ على جفنيْـكِ فـي سَغَـبِ
وكـم تعـذَّر قبْـل اليـوم موعـدهـا=وغيّبتـه عـيـون الـزيْـف والأَرَبِ
تحدَّبَـتْ ألــف مــرآةٍ بذاكـرتـي=وألـف أمنيَـةٍ عنـقـاء كالشـهـبِ
وتَعْتَعَـتْ خمـرة الإعـلام نخوتـنـا=أيُنْتَخى بقُـراد الخيـل؟؟ وا عجبـي!؟
تقَوْلَبـتْ كالهـوى العصـريّ أحرفنـا=وعربدتْ فوق ظهر الريـح والرِّيَـبِ
كـأنّ منـزلـق الألـغـام ساحتـنـا=وشهوة الرفض فينـا بِدْعـة الكَـذِبِ!!
بالأمس عشنا على الماضي نضاجعـه=سـرّاً.. فتعصرنـا طاحونـة الكُـرَبِ
نطـلّ مـن حلقـات الوهـم تسبقنـا=مداخن الصدَف الغاوي على الحِرَبِ!؟
وندخل الحـرب مـن أبـواب أغنيـة=طويلة الباعِ في مضمونهـا العَـذِبِ!؟
نُجيد رصـف القوافـي كلّمـا قُطِعـتْ=أصابع الشرق وابْتيعتْ يَـدُ الغضـبِ
فألـف ألـفِ خطيـبٍ مـدَّعٍ أبــداً=ما حمّسَتْه سـوى (بـارودة) الخطـبِ
هـذا هـو الحكـم مشغـول بشهوتـه=وأنـتِ مـا بيـن قـوّادٍ.. ومُغْتَصِـبِ
جميلـة أنـتِ يـا حسنـاء.. مرهقـة=كصحوتي.. فاقرئي همّي بـلا عجَـبِ
مـا كـان أروعهـا شمسـاً وقافلـة=تمتـدّ وارفـة الأبعـاد والحـسـبِ!!
كنّـا نباركهـا قــولاً.. ونشربـهـا=خمراً من الشرق في أقـداح مغتـرِبِ
وننتخي.. ونيـاق الحـرف صاخبـة=والبندقيّـة فـي مستـودع الكـتُـبِ!!
كم صرخة من دم (الأحـواز) فاتحـة=جرح اللقاء ولم نحضر.. ولم نُجِـبِ!؟
وكـم تسـاءل عنّـا فـي مداخلـهـا=جيل من الرفض مزروع على القُضُبِ
ونحـن مـا بيـن مزهـوٍّ بشيعـتـه=ومستظـلٍّ بحـدّ الصمـت والعـتـبِ
ننْسَلّ من مقـل التاريـخ دون خُطـىً=ونستفيـض علـى دوّامـة الصّخَـبِ
ونُحْسِن الرمـيَ بالتصفيـق يحرسنـا=مدٌّ من اللغوِ يستغويـكِ فـي طـرَبِ!؟
تواثبـتْ لعبـة (الدُبَيْـن) وانتفـخـتْ=في شِدْقِ(تشرين)فاغتال الضحى العربي
وعُجِّمَتْ (جُزُر سمـراء).. وانتُهِبـتْ=جهراً.. وأنتِ علـى سكّيـن مُنْتَهِـبِ
وضاجعتْ حلقـات الذّكـر وانسلخَـتْ=عن الخليج.. ولم نثأر.. ولـم نثُـبِ!؟
كأنهـا لـم تكـن مـنّـا ملامحـهـا=ولا تشـرّش فيهـا عنفـوان أبــي!!
تنـام فـي عمقنـا المطّـاط خارطـة=لكلّ جزء عَريبِ الجـذر.. مُغْتَصـبِ
نجـتـرّه كلّـمـا شئـنـا تـذكّـره=ونتّقيـه إذا مـا لاح عـن كَـثَـبِ!!
ونُشْبـع الشعـب أحـلامـاً ملـوّنـةً=ونستحـمّ علـى شبّابـة الـهـرَبِ!؟
إلى متـى؟؟ وتحـدّتْ كـلّ مُغْتَصِـبٍ=بغـداد.. واستنفـرتْ قدسـيّـَّة اللهَبِ
وحاصرتْ نزوات (الفـرْس) مسرجـة=خيل (المثنّى).. وجزَّتْ هامـة النـوَبِ
ومن طواحينهـا الحمـراء ألـف غَـدٍ=مُعْشَوْشِبٍ في ربى الأحواز و(النّقَـبِ)
يختال (سعد) علـى أفْـراس عزّتهـا=ويشرئـبُّ علـى طوفانهـا نسـبـي
ف(رستمٌ) في يَدِ (القَعْقـاع) مُنسَحـقٌ=و(يزدجـرد) علـى كمّاشـة الرُعُـبِ
أتسأليـن عـن الأسبـاب غاليـتـي=وعمق جذركِ مقروء علـى الحقَـبِ؟؟
أتسأليـن؟؟ كفـاكِ الأمـس شاهدنـا=كفاكِ ما اغتيل من نهرٍ ومـن رُطَـبِ
كفاكِ ما زوّروا فـي الليـل وارتكبـوا=من الجرائـم باسـم التـاج واللقَـبِ!؟
تَعَمَّـمَ (الشّـاه) وارتـدّتْ أكـاسـره=عن الرسالة.. واستشرى فـم الحجُـبِ
وأصبـح الدجـل الصوفـيّ ملحـمـةً=من الجهاد تغطّـي عـورة النّصُـبِ!!
وا خجلة الدين من أورام مـا ابتدعـوا=أيصبح الدين رهن العرض والطلَـبِ؟!
الديـن حـبّ عميـقٌ.. خالـدٌ أبـداً=ولـن يحرِّفـه يومـاً (أبـو لَـهَـبِ)
أتسألـين؟؟ وهـذا الحـبّ منطلـقـي=و(القادسيّة) و(اليرموك) في عصبـي؟؟
تنفّسـتْ رئـة الأحــواز صاحـيـةً=على البنادق.. واغتالت خطى اللُعَـبِ
وأزهَرَتْ فـي دمـي بغـداد حاملـةً=عمق التحدّي.. فكانتْ أمّـة العَـرَبِ!!

بوركت وهذا الإختيار

لك الود

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان (المشاركة 55110) بوركت وهذا الإختيار لك الود