بهدوء سيدتي ..من أجل دمعة واحدة في ماضي حياتك معي ..بهدوء أنظري الى مسامات يدي ..أنظري الى دمي ..سترين كيف أنقلبت شموس نهاراتي ليلا ..وكيف
صار خيالي كابوسا يطاردني ..أريد أن أغسل نفسي من أخطاء نفسي ..أن أشطب نصف الماضي ..أن أحرق نصف أوراقي ونصف ذاكرتي..كيف ارجع ياسيدتي الى يوم ولادتي وأمسحه من ذاكرة الدنيا ..كيف أرجع صوب الماضي وأسابق عمري عكس مجرى السنين..ماذا تنتظرين من رجل فارق عينيك..وصاربينك وبينه أسوار وحدود وبحار وصحراء وسموم..ماذا تنتظرين أيتها الحلوة التي صارت أول أعدائي وانقلبت
الى قاتلي ..وسافرت بعد أن طعنت سعادتي..واستقرت هادئة بعد أن أشعلت النار في
تأريخي واحرقت كل نسمة تدور حولي...ماذا تنتظرين أيتها الباردة ألتي كانت بركانا باهرا..أيتها المهاجرة التي نقلت كل اثاث قلبي الى منفاها...أيتها البحر الذي أغرقني في موجة واحدة....
فكرت في نقل همومي ورغباتي وجنوني الى امرأة أخرى ..أنتقم بها منك ..وانزع
صورتك من أوردتي وشرايين قلبي .. لكني حين اقتربت من النساء رأيت نفسي
أضحك من طفولتي وخراب عقلي ..كيف بي أنقل عمري من بحر باذخ الى نهر صغير؟ من الذي سيفهم خوفي وارتعاشة يدي وبكائي ؟ من الذي يهجس حاجاتي قبل النطق بها؟
كل هذا أنت ...وكل جميل كان منك .. وليس لي أذا ما فارقت عينيك سوى الصمت والشقاء ..واليوم يأجمل امرأة في تاريخ روحي قلت لنفسي هذا يكفي ..أن عليك أن تقتل هذا الحنين وتبداء العمر الذي سيزول ...قل وداعا للكلام الطيب الجميل ..قل وداعا أيها الصغير الذي قارب الثلاثين ..قل وداعا واصبر ..أن الصبر مفتاح الرجوع الى أجمل أمرأة في تاريخ الروح ......

بقلم رعد الحلمي