متى ابحرت حبيبتي في غيب الغيب..
ولماذا تركت خلفها ..حقيبتها ..وقلبي ؟..ماذا جرى في هذا العالم بعد ان تمزقت جوازات السفر..وبعد ان قال ساعي البريد لاشيء لك ..لاشيء لي..
هذه هي الحقيقة ..ان ما كنت أراه لم يكن الا سراب..تدرين يا مولاتي ان الطفل يرى
كل شيء في طفولته أكبرمما هو فعلا..وانا طفلك المدلل ..ضاع من يدي كل هذا الثراء
العظيم الذي ينام ويمشي معي ..لم يكن غير وهم تجسد في أمرأة ..ذهبت وهي تقول ..مع السلامة..
لاشيء سوى السلامة ايتها الحبيبة...
لاشيء غير ابتسامة لم يرها احد ..ولم تزقزق حولها العصافير ..
تذهبين بلا حقيبة ..وبلا جواز سفر وبلا قلب وبلا اي قرار ..يا أعذب أمرأة عرفتها في حياتي..قادرة ان تحطمي زماني ومشاريع نفسي ..قادرة ان تمسحي تأريخي وجسدي وهمس روحي....
اعرف انك قادرة ايظا على قطع شهيقي ..لكنني هذا الطفل النزق الملوث بالرضا
مازلت اسأل عنك واخاف عليك ..مازلت والله سيدتي ..أسأل ساعي البريد عن
رسالة اعرف انها لن تجيء ...
ايتها الحبيبة يا شريان عمري ...
لا ادري لماذا اكتب اليك ..وكيف جعلت من نفسي حكاية ..لماذا احس ان الكتابة الى محبوبتي المظلومة الهادئة الوديعة هي أخر ما تبقى لي من هذا القلبالساكن المسكون بالجنون ... قلبي الذي مزقته سكاكين الماضي ..مازال يلثغ باسمك مثل طفل يسابق امه الى الضياع ......

بقلم رعد الحلمي