![]() |
وقال القلم في الحكمة والحياة
( 1 ) إن الصداقة طفلة ضائعة لا تجد أهلها إلا في مدن الأحزان والنوائب ( 2 ) إياك أن تراهن على علمك فتلك مصيدة أنت ضحيتها وصيادها واحذر من الرهان على علم غيرك فقد تبدي لك الأيام ما كنت تحسبه من الحقائق المضيئة في صورة أوهام مظلمة وما كنت تحسبه من أوهام مظلمة في صورة حقائق مضيئة وكن طفل العلم الذي يحبو رويد رويدا في أرض المعرفة . ( 3 ) إن المنيّة هي الحكمة الوحيدة التي تعطيك الأقدّار الأمثلة عليها لتفهم فإذا ما جهلت الدرس أو تعمدت نفسك الجهل كنت في يوم من الأيام مثالها , الذي لن تكون شاهدا له.....لتفهم!!!! ( 4 ) إن فساد الأذواق وتهجين الطباع وفوضوية الرؤى والرغبات هي أوصاف شاذة باتت تحفر أخاديدها في وجه العروبة والإسلام تاركة وراءها إرثا هائلا من معاني الوهن والضعف والجهل ( 5 ) لا تعجب من جاهل يجادلك في كل أمر فضعف الملكات سمت يقبل التصديق ولكن العجب في جاهل يجادل العارفين في أمر وكل الظن عنده أنهم مجاديب ( 6 ) شرّ الحاقدين من يبدي لك من المودّة والمحبة ما يجعلك تشعر بالأمن من بوائقه حتى إذا ما لاحت له أشباه الفرص للنيل منك سارع إلى خلع ثوب مودتك ورماك بسهام أحقاده فاحذر زهرة النرجس فخلف جمالها الآخاذ يختبىء السّم الزعاف ( 7 ) إذا أراد الفنّ أن يصور إنسانيّة تبكي عجزها وضعفها وقهرها لما وسعه إلا أن يرسم طفولةً قد ارتدت ثوب اليتم المبتلّ من دموع الحرمان (8 ) صمتُ التّافهين نعمةٌ يدركها أهلٌ العلمِ والبصيرة و ينتتفعُ بها عامّة النّاس (9 ) إذا بالغت في نصح عاقل تكن كطارق الباب المفتوح........ليفتح ( 10 ) إذا أمسيت على زمنٍ قد أضحت للفضيلة فيه سمتُ الندرة فاعلم أن منتهى الشرف أن تصاحب أقل الناس تعلقاً بحبائل الرذيلة هذا وما الفضل إلا من الرحمن يتبع إن شاء الله بقلم...........ياسر ميمو |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
( 11 ) تهفو نفس بعض المُفسدِين لتمثيل أدوارِ المُصلحِ لذاتِ البين فإذا ما جرى الصلح حقاً كانت رميةً من غير رامٍ تُرضي لديها نزعة التباهي والتفاخر بحسن صنيعها و إذا ما بقي الشقاقُ قائماً اطمأنت إلى أن غايتها الأولى في الإفساد بين الناس ما زالت على عهد.... إبليس ( 12 ) وحده المتبصرُ بأوزانِ الدنيا من يُدرك جيداً بُعد المسافةِ بين رجلٍ وجد نفسه الحلقةَ الأقل قوةً في السلسلةِ القوية و آخر رأى نفسه الحلقةَ الأقل ضعفاً في السلسلةِ الضعيفة فأما الأول ستكون الأيامُ كفيلةً لجعله يتعلمُ من بقيةِ الحلقاتِ كيف يصبحُ من بني جنسهم و أما الأخير فسيمضي العمر وهو يحسبُ أن ليس بعد الحمامِ طيوراً تُجيد فن الطيران ( 13 ) قد تقتضي الحكمة أن لا يفهم بعض الناس مرادك من أمر ما فصحة الفهم قد لا تنجيك من سريرة من قد فهم ( 14 ) عندما تأتي المروءةٌ من رجلٍ لا يعرف عنك إلا حاجتك تتنفس الدنيا نفحاتِ خيرٍ في زمنٍ كثُرت به روائحٌ الخذلان ( 15 ) إن التاريخَ الحقيقي في التواريخِ المزورة كالأبن الشرعي في أبناء الزنا فالحقيقة مهما كثر مدعيها لا تولدُ من عدةِ أرحامِ ( 16 ) لا يشكرُ الحرُّ الأبي ظالماً إذا عفا عنه دون إساءةٍ قد ارتكبها فالعفوُ المحمود مِنّةٌ مادتها الحقُ و عفوُ الظالمٍ مِنّة مادتها الباطل و ما بين العفوان قِصةُ شُكرٍ يجب أن يُؤدى و كرامةٍ تأبى أن تُذّل (17 ) لقد حققتِ الحيواناتُ بفطرتها غايةَ الرغبةِ الجنسيةِ التي وُضعت فيها فاتخذت منها سبيلاً لضمانِ استمرارِ نسلها ونوعها وجهلَ الإنسانَ رغم إكرامه بملكةِ الفهمِ دون سائر الكائنات تلك الحقيقةَ الفطرية فانحرفَ بتلك الرغبةِ عن جريانها الطبيعي في الاجتماع وصرّفها في مواضع أُخرى من شأنها أن تلبي نداء نزواته الطائشة وشهواته المتمردة و أعملت الحيوانات سُنة القتل في شريعتها الغابية بدافع الرغبة بالحياة فحسب وسن الإنسان قانون القتل وجعل من أسباب نفاذه الحسدَ والطمعُ والكراهية ورذائل أخرى وبذلك نفهمُ كيف يتأتى للإنسانية أن تكون في بعض أحوالها كالأنعام بل أضل .......سبيلا ( 18 ) إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم ( 19 ) نحن كثيراً ما نصنعُ في حياتنا مُستحيلاتِ لأنفسنا عندما نرتضي أن يكون نصيبها من قوةِ الإرادةِ ضعفها ومن ثباتِ اليقين شكه ومن شدةِ الإخلاصِ قلته وعندما نسمحُ لها أن تركن إلى حُب الكسل وكُره العمل وزرعِ أشواك اليأس في بساتين الأمل وبذلك نستطيع أن نفسر و أن نتفهم أسباب ولادة الكثير من الممكنات في حياتنا من رحمِ تلك ....المستحيلات ( 20 ) إن أكثر أنواع الذاكرة قوةَ هي تلك التي تقدر على استلام رسائل القلب الحزينة ثم تُسارع إلى تخليصه من عبء ِ تحمل ثقلها ومرارتها عبر إحراقها وذرها في عالم النسيان والعدم و إن أكثر أنواع الذاكرة ضعفاً هي تلك التي تأتيها رسائل القلب الحزينة ثم تجد نفسها عاجزةً عن تخليصه منها وهذا النوع من الذاكرة لا يأتيه إلا رسائل القلب المكلوم والمفجوع بمن أحب حتى......... الثمالة يتبع هذا وما الفضل إلا من الرحمن بقلم........ ياسر ميمو |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
(21 )
لا يُهان المرءُ إذا سخر منه أسفل القومِ وهو في عُلوٍ من الشرفِ والخلقِ فليس للدجاجِ أن يعيب نسراً فوق القممِ وهي و إن علت لا تدنو من أسطُحٍ المنازلِ ( 22 ) يعجبُ المرءُ من حالِ الناسِ باختلاف مراتبهم وشأنهم في الحياةِ الدنيا إذ يستجيبون لفطرةِ الخوفِ أكثر من استجابتهم لفطرةِ الحبِ رغم أنها الأجمل والأقوى ما دامت تحمل في ثناياها معاني المودّةِ والإحسانِ والتسامح لكنهم يرتضون لأنفسهم أن تحيا تحت ظلالِ الخوف وكأن الإنسان قد بات هواه ....ظلم نفسه ( 23 ) إن من معاني قانون القوةِ والضعفِ في حياةِ البشر عبر التاريخ أن يُصبح المرءُ ذئباً أمام من هو أضعفَ منه و أرنباً من هو أقوى منه ذلك لأن العين بطبيعتها لن تعلو الحاجب ولن تسفُلَ.......الأرض (24 ) كثيراً ما تُوهمك نفسك بأن ما طُلِبَ منها هو أمرٌ يَصعبُ عليها القيام به حتى إذا ما أكُرهت و أرغمت على القيام بما هو أصعبُ منه بان لك كذبُ ادعائها ذلك لأن مرض الضمير تشفيه ............العصا ( 25 ) إن كثيراً من الأمنياتِ السعيدة لتجدُ في أحلامِ الليل واليقظة مرتعاً خصباً لها حتى إذا ما انتهت إقامتها و أزف الرحيل عن ذلك العالمِ الجميل بكل تخيلاته و أوهامه شدت رحالها مُرغمةًَََ لتموت في مقبرةِ الحقيقة ( 26 ) إن العظمةَ بكل وجوهها لا يتصفُ بها إلا أُناسٌ قد غيروا مجرى التاريخ أو حركة الحياة أو جعلوا لأنفسهم أو للآخرين قيمةً يستذكرها الناس بإعجابٍ وانبهار حتى بعد رحيلهم ولأجل ذلك يبدو الحديثُ عن العظمةِ أمراً في غايةِ التفاهةِ والسُخف إذا ما وُصف بها أُناسٌ مروا دون أن يشعر أحدٌ بقدومهم أو ........برحيلهم ؟؟؟!!! ( 27 ) إن العالمَ يعيشُ حضارةَ العلم لكنها حضارةٌ غير نظيفة من حيثُ تجسدها في أخلاقِ الناس وضمائرهم مادام إفقارُ الشعوبِ المغلوب على أمرها و إفسادِ نظامها الاجتماعي والثقافي والفكري هو من مُفرزات تلك الحضارة التي طغت مادتها على روحانيتها ومن هنا كان على الدول التي أخرجت علمها من خزانةِ الجهل أن تُخرج إرثها الأخلاقي من خزانة الرذيلة ( 28 ) نحن نعيشُ حياتنا بفوضويةٍ منتظمة و إذا ما عاد النظامُ ليحكمها من جديد تعثرت عجلةُ دورانها ذلك لأن من اعتاد أن يتنفس الهواء الملوث كان اختناقه في الهواء........ النظيف ( 29 ) إن طبعَ اللؤمِ في المرءِ كالظفرِ تستطيع أن تهذبه و أن تخفف من وطأةِ آثاره الوسخة لكنك لا تستطيع أبداً أن تغير من خواصه التي رُكبت به ما دامت طباعُ المرِء داخلةُ في بناء الجزء المعنوي منه كما يدخلُ الظفرُ في تكوين الجزء المادي منه ( 30 ) إن الحزن مسكنه القلب لكن طيفه إما أن يتجلى على الأعين والوجوه فيكون كالكتاب المقروء الواضح في تبيانه أو أن يبقى سجين صدر صاحبه فيصبح كالسّر ليس لاأحدٍ أن يعرف به أو كالكنّز المخبىء لا أثر يدل عليه وبذلك تُعرف النفس الرقيقة أمام نوائبها من النفس الكبيرة أمام جراحها يتبع إن شاء الله هذا وما الفضل إلا من الرحمن بقلم..........ياسر ميمو |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
( 31 ) إن من الوقاحةِ في الطرح والحماقةِ في المنطق والمزاجيةِ في الهوى والأنانيةِ في التفكير أن يُملي عليك أحدهم مبادئه و أفكاره وعاداته وطباعه ثم يُفهمك ان ذلك حقٌ شرعيٌ له يجب عليك احترامه وتقبله كما هودون إبداء أي اعتراض أو نقد ثم لا يتوانى عن سلبك ذلك الحق ذاته ( 32 ) إن الحقيقة هي البنتُ الشرعية التي قد تُوأد بُتراب الكذبِ والخداع أو النفاقِِِ والرياء أو الرغبةِ بالإخفاء خوفاً من الفضيحة أوتفضلاً بالستر وتبقى الحقيقةُ المدفونةُ بُترابِ الحكمةِ السامية هي البنتُ الوحيدةُ التي تحيا............بدفنها ( 33 ) هناك أناسٌ كلما أمسكت بالقلمِ لتكتب عنهم رأيته يسقطُ من بين أصابعك صريعاً لا حراك له ولا صوت فكُل الحروف والكلمات ترفض أن تكون مطيةً للدلالة عليهم وكُل المعاني القبيحةِ المُنّحطة ترى في إرجاعِ نسبها إليهم مسبةً لها و إجحافاً بحقها هؤلاء يقتحمون حياتك فُجاءةً وقسرا مُعكرين بهمجيتهم وتسعفهم صفوها ونضارتها تراهم كغضبِ الطبيعة عندما تثور نافثة ً غُبار كوارثها المدمرةِ على الأرض أياً كانت طينتها وما ينبغي الإتيانُ به لحُسن التعامل مع هذه الشخصياتِ البربرية أن يسلم عقلك و يؤمن قلبك بواقعيةِ وجودهم في حياتك ثم يكون أقوى الإيمان عندك بذلُ غايةَ الجهدِ ومنتهاه في سبيل الخلاصِ منهم و أضعفه أن تسأل القهار المتكبّر سؤال الصابر على محنته المُحتسبِ لأجره أن يأخذ الواحد منهم أخذته للظالم المتمادي في طغيانه المُسرف على نفسه إذا أمسكه لم يفلته ...........أبدا ( 34 ) لا تجعلَ الحُزن يتسللُ إلى قلبك ولا العجبَ يشغل ذهنك إذاأبدت لك الأيام رُغم استقامة خلقك وطيب معشرك و إحسانك لغيرك كراهية البعضلك في السّر أوالعلن فإن للحياة سُنن وسُنتها في الحب والكراهية أنهما جندٌمن جنود القلب يأتمران بسلطانه وينطقان بلسان حاله وهما حُكمه ومشيئته ورسالته ورُسله إلى سائرِ القلوب و أن للحُب حلاوةٌَ تتذوقها النفسُ بتجرعها مرارةالكراهية و أن رغبتك بإجماعِ الناسِ على حُبك مآلها أن تنام حالمةَ في أحضانِ .............المستحيل (35 ) إن موازين العقل والمنطق والحُجة والبرهان لا ينفع ُ إعمالها مع كُل الناس مهما امتلك المرءُ من الحنكةِ والفطنة والقُدرةِ على الإقناع والمُحاورة فبعضُ الناس يكون الحديث معها كحديث المرء مع نفسه والقُدرة على إفهامها كالقدرة على جعل الماء لبناً بالنفخِ عليه ( 36 ) إن الكلاب المتوحشة تبقى في حالةٍ من الأنس والإلفة والتفاهم والتجانس مع بعضها البعض ما دامت تأمن على نفسها من أي خطر يتهدد وجودها واستقرارها لكنها سرعان ما تُعمل أظفارها و أنيابها في لحم بعضها إذا ما شعرت يوماً بأن أرض الغابة لم تعد تحتمل وقع أقدامها مُجتمعةً على أرجائها ( 37 ) إن الناس لا تُبدي لك قوتها وجُرأتها عليك إلا إذا أبديت لها ضعفك وتخاذلك في الدفاع عن نفسك و إن تبريرك لعدم الرد على الإهانة باختلال ميزان القوة والرغبة بالخروج بأقل الضرر هو تبريرٌ كاذب غير مُقنع فلا مكان لحسابات الربح والخسارة في معركة الكرامة ( 38 ) قد يكرهك البعض برضا لكنك لا تكرهه إلا بإكراه هذا وما الفضل إلا من الرحمن بقلم............. ياسر ميمو |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
نصوص وكلمات رائعة
تنقل إلى القسم الملائم أرق المنى |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
اقتباس:
لك الأمر أستاذي الفاضل شكراً جزيلاً لك |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
أتابع هذه المحطات التي توقفت عندها طويلاَ
لم استطع أقتطاع محطة بالرغم من ان البعض منها قد لامس جرحي تحياتي وتقديري |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
اقتباس:
أهلاً بالأستاذة الفاضلة الأديبة عواطف تواجدك هنا قد أسرني كثيراً أيتها الراقية لك مني جزيل الشكر والتقدير والامتنان |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
أتمنى أن يُمنح لنا هنا المزيد....
متصفح جدا رائع وراقي كل التقدير سيدي |
رد: وقال القلم في الحكمة والحياة
اقتباس:
اقتباس:
أشكرك أختي الكريمة على هذا الإطراء الجميل لك مني جزيل الشكر والتقدير |
الساعة الآن 09:41 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.