![]() |
أوتار سمفونية عشق
-1- من آخر الأسفار، من مطر ، من بسمة الأفجار، أقبلت كي تختصري رحلة الانتظار. أقبلت طفلة ، تريد غرس أشجار وأشجار، تنتظر الصباح ، و الفل و النسرين والحب الجميل وفي ربيع الياسمين ، تنتظر العطاء من بوح الرياح ، تنتظر المجيء، و الفصل الجميل . مازلت أذكر صباك ، وكيف أبصرت الضياء من ملاك ، وكنت قبلة هناك ، ومر يوم حالم ، من تموز ، من صيف أمنيات، و جئت بشرى للأغاني ، للحب ، للحياة ، نبوءتي كانت هروبا من شموس ، من تاليات موسم مطير، وامرأة أحلى ، في غدها أشهى عروس ، تحققت نبوءة المجنون ، وكنت من تفتح أبواب القلوب أو تغلقها، ومن اذا شاءت ستجعل العيون كلها تعشقها ، علمتني البوح الجميل ، و العشق في ثوب بريء، وكنت في عشق السراب دائما جريء ، علمتني الحب الذي لا بعده جزاء ، وكيف نقبض بكل لذة هواء ، لكنه الرحيل والختام، اليوم أو غدا نبوءة الامام: عيناك قالتا سلام، وردد النهدان هذا دونما كلام ، ففهمت أن القرب منك كله حرام. -2- في موجك الأزرق ، تكتب الرسائل التي لا تقرأ ويولد الحلم الجميل ، والأماني من هواك تنشأ يا حلوة العينين والمرفأ، يا من تبيح الغوص في بحار حب أهدأ، ذاكرة المساء تحفظ البداية التى كانت طريق، ونظرة الصمت العميق ، ورحلة البحث عن العمر الطليق ، كم مر من غيم ، ومن عشاق ، وكم بكت في الحلم من فصول ، وهذه الهضاب، و هذه السهول ، تسرق من جبالها ، من بحرها شهاب ، تزرع في أعماقنا عذاب ، و ينتشي النخيل ، و أنت يا رفيقة الدرب الطويل ، تراقبين كيف يصبح القريب مستحيل . -3- جرحك ينسيني ربيع الحلم ، ويحضن الخريف ما تبقى ، من جرح أحلامي ، ومن دموع ، وليس في الشموع ، في الجموع ، في كل من حولي ، في كل تلك النجوم من آسيه من ومضة في ليلنا آتية وليس من شعرسيشفي القلب أو قافيه. تبعثرت أرقامنا في كل موضع ولم نعد بشيء نقنع، فأين أنت من جمال وطن ، من عدم المجهول ، هل تذكرين ما رأينا من عراجين اللقاء، وتذكرين ما قطفنا من صباح جميل ، و ما بكينا من فراق بيننا طويل . هو رحيل ليس بعده مجيء فحاولي أن تذكري ولو قليل . -4- هو صراخي من عذابي في خريف ذاهب، وما سقاني من جداول ، وايمان بما أحاول ، وأنت أدرى بالفصول ، بكل أحلامي ، وأغراس المنى ، و ما أتينا من عذابات هناك أو هنا، وكيف سلمنا تذاكر السفر ، ولم يكن لنا سفر، وكان فجر اعتراف ، في آخر الرحلة ، آخر المطاف ، لتحضن الظلمة أنة الجريح ، وأمل الموسم و الطفولة. صافحت نار عاشق ، في خفية من صيف بوح حارق، ولامست يدك جمر ألم ، وكان مشهد هناك خارق ، وكان عرس في مآتم الختام. -5- قد مر كم عصفور ، وكم له قفص و أحبوله، وكنت تخجلين من طيور ، و من زهور ، وكنت أكتب الأماني في العيون ، في الصدور، أنتظر البوح ، من أحلى الثغور ، حدثت من أهوى ، وكان الصمت عبور، وكان وعد أن في الربيع تضحك الزهور، و مر غيم والمساء يقتفي الصباح ، و موسم القطاف لا يعود ، وحين لوحت رفيقة بكل ما لها من أمل ، وكل ما لها من اليقين والوفاء ذرفت دمعا وانتظرت أن يتم في صباح ما لقاء، لكنه الموج يشل الارتواء. -6- لا أنكر العطاء ، أو أطفيء الشموع ، سفائن الرجاء كانت أجمل ، وكل أغنيا ت فيروز تطيل النهار ، وطائر الوروار ما يزال يشدو، ويحلم الأطفال مثلنا بعشق الجلنار، تبتسم الفصول ، يعانق الندى جميل الحلم و الأزهار، وأنت يا من كنت تفقهين أحرف الألم، وكنت أحلى قمر ، في ظلمات السفر ، مازلت أحلى ألم التذكار، وأجمل الألم من ليل و من نهار. -7- هل للعاشق المجنون من نجاة، و الموج زاحف بلا انتظار، و كل يوم رحلة الى العيون ، و كل يوم نشوة من نظرة ، ومن جنون ، مدائن العشق تبيح الموت في العيون وأنت تجهضين بوح العاشقين ، وأنت يا جميلة الفصول ، تحاولين قهر كل عاشق ، أتيتك ، عشقتك، حاولت كم يوم امتطاء البرق ، وانتظار فصل عشق ، كانت هضابك الجميلة بداية نهايه، و كنت تحلمين أن نعانق البداية ، ومر طيف الحلم من أمامنا سريعا، و ضاع منا موسم ، و ضاع ما كان هنا بديعا، وحين كان صدفة لقاؤنا قلت هنيئا، وقلت سرا : لم تكن جريئا، عرفت أنك انتصرت هكذا علي في هذا اللقاء. -8- من مدن الأحزان ، و من بقايا ذكرياتي، جنيت أشواكا و آلاما وكان يومي ضاحكا حزين، وأنت يا حبيبة على الفؤاد تكتبين، على بقائي ترسمين، خرائط الجرح ، وأتعاب المحبين ، و صوتك المحفوظ من سنين ، يدغدغ القلب السجين ، ويبعث الحب العظيم من جديد ، كنت رجاء من بعيد، كنت عذابا ، كنت أحلاما ، وروعة من ذكريات ، كم انتظرت بسمة الصباح ، وكم خشيت طعنة المساء ، وهاهي السماء دون أنجم ، و هاهي الرحلة سر طلسم ، و الموعد المجهول يحجب الشموس، ولا ضياء، ولا لقاء، لكنه درس الفناء . -9- من أملي نسجت كم لقاء، ورحت أحلم كثيرا ، بل أمد ما لدي نحوتينتي التي غرست ، حاولت قطف جلنار من دعاء، و من تضرع لكل بسمة وجود ، كم انحنيت عاشقا، و طالبا يد القمر، قالت سمائي : مستحيل ، قال الجميع لا ، ولست تسطيع ، و ليس من بديل ، كان السقوط قاضيا علي ، كان شنيع ، هي حبيبتي نهايتي ، و موتي من زمان ، فأنت من رمت بأحلامي بعيدا حالما، و لم أعد بعد السقوط سالما وأنت يا بريزتي التي رسمت في الهوى نهايتي . وضاع من عمري ربيعا لن يعود . -10- كان المساء ، وانبجاس نظرة أخيرة وقبلها كنت وكانت تمطر السماء جئتك عاشقا ، ألملم الجراح ، أنشد جديدا من هواك ، قلت : خديجة أنا أقوى فقلت لست تستطيع . ومرت الشهور ، بدوت من بين الزهور ، أجمل آية وأحلى نور ، صليت في المحراب ، ألقيت ما لدي من أوراق ، أمضيت في دفاتر العشاق ، ضحكت ، بل سخرت : ألم تقل أنا القوي . انحنيت في اعترافي المجنون . أميرتي عفوا أنا الأضعف في العشاق . -11- حين تفتحت زهور، ما كنت أتقن لغات العشق والغرام، كم مر قربنا حمام، كانت نوارس ، وانفتح الباب ، فكان العشق والغرام، وكنت حلم العاشقين ، نظرت في المرآة ، ارتعشت سفائني ، وراح موج الغيب يزحف قويا ، عاتيا، ورحت أهفو شاديا، وكم تسلقت فضاء ، وكم تعشقت بهاء ، كنت بداية البدايات ، وآخر النهايات ، علمتني أبجديات العشق و الجمال ، ماكنت شيئا في الغرام، ماكنت أعرف الجمال ، وليس في الابحارلي فلسفة ، أو دراية، لكنني يوم رأيتك هناك آية، أوجدتني من عدم . وصرت أعشق النجوم و البهاء، أحلم كالناس بأيام الهناء، وأشتهي حياة حب ها هنا سعيدة، و أمتطي ككل فارس أراد جرأة قصيدة. يا بدء حبي من فواصل النبوءات ، من عدم كم كنت أعشق الرحيل في عينيك ، و كل أنحاء المدائن الجميلة التي هناك ، ضحيت بالربيع ، بذلت ما أطيق أو لا أستطيع ، ولك يحلو الموت و العذاب ، هل تذكرين ما رأيت من وفاء، من ضياء، وانت من ألحقتني بالشعراء، بأعظم العشاق ، بالحالمين الأوفياء، ولست أنسى أنك الأحلى ، و أعظم النساء . شعرالعربي حاج صحراو ي في -04-03-2011 |
رد: أوتار سمفونية عشق
تحليف في أجواء النص |
رد: أوتار سمفونية عشق
الفاضل العربي حاج صحراوي
هلا للمحب حكاية في الحب وأنت لك حكايات الله محييك تحياتي لك |
رد: أوتار سمفونية عشق
الأستاذ المكرم / العربي عزف جميل على أوتار الحروف لوحات زاهية الألوان ... رائع ما قرأت ...صور جميلة وتراكيب رائعة توقفت كثيرا وأنا أتأمل ... وكيف سلمنا تذاكر السفر ، ولم يكن لنا سفر، وهناك محطات كثيرة توقفت في محرابها ... قلمك رائع حري بالرصد دمت مبدعا رائعا الوليد نابلس المحتلة |
رد: أوتار سمفونية عشق
وليد الأخ .
يشرفني توقفك و لو عند كلمة ، و وكلمة من من له دراية أفضل الكلام . شكرا وتحية و محبة. |
رد: أوتار سمفونية عشق
عبد الكريم شكوكاني الشاعر المحترم.
نحن أسرى الحب ، و عشاق الجمال ، و قدر الشاعر هذا . عشت شاعرنا . و أدعوك الى قراءة نص . الشاعر. قد تجد فيه شيئا . محبتي لك . |
رد: أوتار سمفونية عشق
أخي العربي.. مباركة لك خديجتك التي ألحقتك بالشعراء، وجعلتك مبدعا رقيقا مصوّرا بارعا..
لك المودة والتقدير |
رد: أوتار سمفونية عشق
نبيه السعدي الأديب الشاعر الفاضل بورك فيك ، و عشت عزيزا . و لكنها - سعيدة - وليس خديجة - التي تلتها .
|
رد: أوتار سمفونية عشق
الشاعر العربي الحاج صحراوي
أجدت العزف على أوتار الشوق لتعزف الحروف سمفونية عشق وحكاية عمر على ضفاف الحلم دمت بخير تحياتي |
رد: أوتار سمفونية عشق
عواطف عبد اللطيف .
تاريخ حياة على أشواك الحروف ، و طعنات شطحات الفجر. هي قصيدتي ومرورك زانها بحلة اعجاب . شكرا . |
الساعة الآن 09:57 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.