![]() |
إمرأة العتمة
https://www.dohaup.com/up/2009-01-28/..._957464032.jpg
لا أرى ... فكلُّ الأضواءِ تجبرُني على أن أسدِلَ ستائرَ الخطواتِ عن أرصفةِ الذكرياتِ... مثقلةٌ بصورٍ تتكسرُ وتسقطُ من أكتافِ الغيابِ المثقوبةِ ... يَا لصَوتِكَ يرتكبُ الإثمَ ويتلذذُ بذبحِ خاصرةِ كلماتي كجرمٍ كافرةٍ.. دُخانُ الألمِ يتمايلُ معَ عقاربِ الوقتِ لحملِ وجهٍ ضاعَ على نافذتي.. تنحني الريحُ بشدةٍ وتغلقُ النافذةَ ... تدورُ أقدامُ الشتاءِ للبحثِ عن أصابعَ تعانقُ " ترباساً " أتقنَ الاحتِضارَ فوق أقنعةٍ تَرسُمُ الحُزنَ... دخانٌ يكابدُ صدفةً كسولةً لأولِ مرةٍ تتنفسُ على امتدادٍ غامضٍ أمامَ نزولِ الشمسِ الصامتِ على جسدِ أيامٍ أخذتْ مصاريعُها تنغلقُ واحدةً تلوَ الأخرى... ومنذُ تلك اللحظاتِ وعيوني تأكلُ ظهرَ شمسِ عطستْ في وجهِ مصيري فلفحَ لهيبُها ما تبقى أمامَ أبوابِك من رمادٍ .. على بعدِ لحظةٍ لم تُجب الأحلامُ إلا بأصواتِ خطواتِك وهي تدورُ على طرفِ أصابعِ الحروفِ نصفَ دورةٍ مثلَ خيطٍ فقدَ ثقبَ مخيطِ العُمرِ... ولقد أعطيتُكَ الربيعَ، وأنت تضربُ بخريفٍ دون أن تعيَ أن الصيفَ لا يزورُ مدينتي... الشمسُ تفارقُ إنها تفارقُني ونورُها يتسربُ من بينِ خطواتي حتى لو احتفظتَ بالسماءِ طويلاً داخلَ قلبٍ استمدَّ شعورَهُ من أنوارٍ وأصواتٍ بعيدةٍ... بعيدةٍ هناكَ حيثُ البردُ القادمُ من خارطةٍ انفجرت المواسمُ بداخِلِها... أيامٌ مظلمةٌ ومنذُ سنينٍ وأنا أقرأُ كلَّ عناوينِ ملامِحِكَ.. تارةً أراها شروقاً... وأخرى غروباً... خلخالُ كاحلِ الأوهامِ يشدو إليَّ بغناءِ الألمِ ... مهلاً... فليسَ لديَّ وقتٌ للرقصِ فأقدامي مزقتْها رياحُ الوعودِ، وكلُّ الوعودِ عكازٌ فَقَدَ اتجاهاتِ الظنونِ يومَ أن مرَّتْ من أمامي... لقد حدثتني خطواتُهُ بضجيجٍ مجهولٍ أرهقَ كاهلَ امرأةٍ تعبثُ بخيوطِ الظلامِ وطيورِ الأرواحِ وفوانيسِ الأشواقِ الخافتةِ... إمرأةُ العتمةِ، تخرجُ منها وتعتقلُها قبورُ الذكرياتِ المكوَّمةِ فوقَ أسوارِ مرْفئٍ قديمٍ تفترِشُ طيورُ الحنينِ الشتويةِ فيها حكاياتٍ لم تُرْوَ بعدُ... طيورٌ أحرقتها شكوكُ المسافاتِ بنفحةِ عشقٍ ارتحلتْ مع صوتِ المطرِ... حينَها يضيقُ الطريقُ في يديَّ وتُهتَكُ تفاصيلُ حظّي، وأعودُ وأبحثُ عن عيوني المودّعة لكلماتٍ يتخذُها المارّونَ قناديلَ تستجدي المساءَ... إمرأةُ العتمةِ أوراقُها سوداءُ صامتةٌ متآكلةٌ تحت جناحِ السفرِ.. ترتدي عودتَكَ بوجوهِ الراحلةِ من سوادِ لونِها بِعَزَاءٍ لَا يَلِيقْ.. |
رد: إمرأة العتمة
هل تدرين أن كلماتك كانت تأن
وأنها تتألم عنك ذاك البوح المغرد مكسور الجناح يحاول أن يطير ويلتمس في الفضاء مفرا له من الجميل كيف أن هناك من يبجل الألم ويعتقه على الصفحات ما قرأته سمح لنفسي أن تنحني وتصفق لك أسجل لك فائق إعجابي سوزانة |
رد: إمرأة العتمة
اقتباس:
الرائعة ... سوزانة الحزن ينام في مقلتي ويسكب قليلا من صخبه على جدران الورق تحية بلون الفرح ازجيها اليك:1 (45): |
رد: إمرأة العتمة
اقتباس:
الأستاذة ابتهال بليبل تلمست ُ شجنا ً لايشبه في مداه أي شجن .. سلمت ِ .. وسلم مدادك ِ فيض محبة ..وتجلة احترام |
رد: إمرأة العتمة
اقتباس:
دمت بألق |
رد: إمرأة العتمة
الأديبة ابتهال
الأنين صوت أساك والحزن يكلل حرفك حرفك الذي رسم المشاعر بدقة وقد أعجبتني الصور الممتدة التي لا تختصر المشهد دمت ودام الألق رمزت |
رد: إمرأة العتمة
لغة جميلة آسرة وانثيال كرذاذ عطر جميل بوحك سيدة ابتهال دمت ودام هذا الحرف السامق وهو ينهل من منابع الجمال |
رد: إمرأة العتمة
سيدة الحرف الأنيق نفتقدك كثيراً تغيبين عنا وتفاجئيننا بجماليات الحزن والألم والوجع الأبدي ترسمين ذلك على الورق بريشة فنان متمكن من ألوانه وريشته القوية التي لا تخطئ هدفها وهو ذلك الأمل الباهت الذي يتراءى لك من بعيد سلمت يراعة تخط مثل هذا الإبداع نص مثل هذا حري به أن يعلق في صدر البيت لا تحرمينا من هطول حروفك الذي ينعش ذائقتنا الأدبية مع محبتي الخالصة |
رد: إمرأة العتمة
الشاعرة ابتهال بليل صباح جميل و صيامك وقيامك مقبولا للوجع المحفور في الذاكرة صوت ينداح على الورق .. فتإن الكلمات وتعزف لحنا شجيا لترسم صورة باذخة من الألم احتقان الألم في الذات الشاعر تولدت عنه ثورة لتتفاعل مع الحالة الخارجية .. وتنجب صور و استعارات تستنطق المشاعر أسعدني الاقتراب من حدود وجعك الذي كان راقيا كحروفك لك مني كل المحبة والتقدير ومشاتل من الياسمين الدمشقي مودتي المخلصة سفـــانة |
رد: إمرأة العتمة
نص محمل بالكثير من الوجيعة الذاتية، التي تحمل في مداياتها الكثير من الرؤى المنصاعة طوعاً وقسراً للعنوان الذي وشى بالمضمون بصورة عفوية، نص فيه اشتغالات جميلة على الصعيدين السمعي والبصري، وعلى من الرغم من ان التدوير المعجمي امر غلب على ماهية النص، فاوقعه في الكثير من البوحية المتاحة، واخرجه من دائرة التكثيف المناقض للتفصيلية المباشرة، الا انه استطاع الحافظ على وجهته الجمالية للنهاية.
محبتي جوتيار |
الساعة الآن 05:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.