لحظات الوداع... !!
بثوب قاتم كقتامة السماء ... وثورة البحر الغاضب ... في يوم من أيام شهر أكتوبر وقفت على شاطئ البحر تائهة ... تنهدت بصوت مرتفع عدة مرات وهي شاخصة نحوالأفق البعيد ... تلفها لفحات من الهواء البارد تلامس وجهها الجميل المثقل بالهموم والأحزان...
قطع الشارع بشرود ... سيارة سوداء كادت تصدمه ... دون أن يعيرها أي انتباه ... و نظره مصوب نحوها ... ألقى التحية وصوته يرتجف شوقا ولهفة وعشقا ... ثم دخل في صمت مبهم قاتل ... عشردقائق ... عشرين دقيقة ... خمسة وعشرون دقيقة ...
ارغمت عيونها على الصمود ... قاومت الدموع خمسة وعشرون دقيقة ...هذا كثير ..! انهارت ... انهمرت شلالا ... اخترق صوت بكائها ذاك الصمت الرهيب ... نظرت نحوه نظرة عكست كالمرآة مشاعرها المغمسة بالحسرة ...وانتظرت قليلا .. تنهدت طويلا ...ثم رمقته بنظرة أخيرة ... أخذت حقيبة يدها بعجل ... واتجهت نحو المستقبل دون أن تلتفت للوراء و كانت البداية في اليوم التالي ...
(سفــانة بنت ابنالشــاطئ)