تحية طيبة وبعد
أحترم رغبة الشاعر في عدم تصنيف قصيدته مع أن القصة توحي إيحاء جليا على واقعيتها ولا أدل على ذلك من هذا المطلع الغاضب والملقي على المحبوبة تبعات فعلتها من سفك دماه على يديها وماتبع ذلك من زلزال أطاح بسفنه وتركه في خضم لجب يكابد الغرق الذي طغى على يقينه بحبها له أيضا.
بِيـديْكِ قـد سُــفكتْ على مَهَـلٍ دِمايـــــا
وتـرنَّحـت سُــفُني على كَذبِ الطّوايـــا
فـــيثـــوْرَةِ الأمـــواجِ ألقتْنــي عــلى
لــوحِ تَحطـَّـمَ جـِـذعُهُ وطفَـَـتْ رُؤايــــا
ترنــــو إليـــكِ ومِـلءُ دمعيَ لـوعـــــةٌ
هذي بحاركِ قــد غَرسْتِ بهـا المَنايـــا
وقَـَــذَفتِهـــا نَحــــوي شـِــــباكاً , إنََّنـي
ما زلتُ أغـرقُ , واليقينُ من الضَّحايـا
ويذكرها بالماضي الجميل الذي عاشاه معا وكيف صدمته بالجفاء في وقت هما في أوج العلاقة وحلو اللقاء
أسْـــقَيتِني عَــذبَ الغَمــــام مُوشــَّـــحاً
وجعلتِ طلَّ الفجـر ِيـرقص في الزوايــا
وقَطعْــتِ حبــل الوَصل في ألـقِ اللِّقـــا
فانهـــارَ ســـدٌّ كنتُ أحْســــبُه حِمايـــا
ومن ثم يسهب فيما أصابه نتيجة ذلك مما يعانيه العشاق من سهد وتقلب على جمار الشوق والأفكار التي تأخذ به يمينا وشمالامستميلا قلبها ليعود إلى عهده
ليلـي تــَـــطاوَل والنُّجـــــومُ تُحيطنـــي
تـَـدنـوإلــيَّ ومن هَواجِســـهادَوايــــا
يــا أنـتِ , قــاتِلَتي , مِــدادكِ بلسَـــمي
ضُمّيلصَــدِركِ ضائِعــا فَقـَـدَ البقايــــا
فـي حلْبــةِ العُشـّـــاقِ أدمنـْـتُ اللِّقــــــا
وجعلتُــه كأســــاً تعــــــانقـــه يدايــــــا
لكـن بُعــــدَك قـَـــدْ أطـــــاح َبِدَنـِّــــــهِ
ونَسخْتِ حُبّـاً كان يوغِلُ في السَّـجايــا
ويمضي الشاعر في تمنياته بجملة من الصور المعبرة عن العناء الذي يلاقيه0وفي نهاية القصيدة وكأنه يشير إلى تلك المزحة التي قامت بها لتثيره فيقول:
لا تَعبثــي يـــــا أنـتِ بــي فَنِهـــــايَتي
تــدنو إذا جُعــلَ الفـــؤادُ من المَطايــــا
ومن ثم يحذرها في البيت الأخيرأنها قد تفقد حظوتها إذا ماشددت الحصار له بسقوط نجومها وساعتها لن تجد أحدا سواه ليعيدها لمكانتها عنده
لا تَخــذِليني رُبّمـــا سـَـقطت نجــــو ..مُكِ في الحصار وليس يُنقِذُها سـِوايــا
النص يعبر بشكل عام عن القصة التي تحدث عنها الشاعر مستمدا قوة تعبيره من ذخيرة لغوية ومشاعر متأججة بفعل قوة اللحظة التي عاشها عند تلقيه الخبر ولقد وشى الشاعر النص بجملة من الصور البلاغية على اختلاف أنواعها لكن لفت نظري تكرار بعض التراكيب مثلا مزق المرايا/مزق الحناياوتمنيت لو وجد كلمة غير مزق للمرايا فالمرايا تتشظى ولاتتمزق إذا انكسرت أو كُسرت .
في الختام لاجدال أن عاطفة الشاعر كانت جياشة بصورة توحي وكأن الدنيا ستنتهي لفراق من يحب هنا يكتنف الغموض المرحلة العمرية التي كان بها الشاعر
أحيي الشاعر المتدفق محمد ذيب سليمان وأرجوا أن لاأكون حكما ثقيل الدم كما يروق لبعضهم أن يكونوا .
تحياتي لجميع من ساهم في هذا العرض الجميل لفكرة الشاعر عدي شتات واعذروني على التقصير لقلة خبرتي في هذا المجال ودمتم.