اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم السؤال الثالث والعشرون : الترخيم هو حذف آخر الاسم في النداء وخص في النداء لكثرة دوره في الكلام فحذف طلبًا للتخفيف وهو باب تغيير فهل يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف ؟! هناك وجهان في ذلك اذكر/ ي هما ؟! الترخيم حذف آخر الاسم في النداء فإن قيل فلم خص الترخيم في النداء قيل لكثرة دوره في الكلام فحذف طلبا - للتخفيف وهو باب تغيير ألا ترى أنه عرض فيه حذف الإعراب والتنوين فلما كان باب تغيير فالتغيير يؤنس بالتغير. فإن قيل فهل يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة احرف قيل اختلف النحويون في ذلك فذهب البصريون إلى أنه لا يجوز ترخيمه وذلك لأن الترخيم إنما دخل الكلام لاجل التخفيف وما كان على ثلاتة احرف فهو في غاية الخفة فلا يحتمل الحدف لأن الحذف منه يؤدي إلى الاجحاف بب وذهب الكوفيون الي أنه يجوز ترخيمه اذا كان اوسطه متحركا وذلك نحو قولك في عنق يا عن وفي كتف يا كت وما اشبه ذلك وذلك لأن في الأسماء ما يماثله ويضاهيه نحو يد وغد ودم والأصل في يد يدي وفي غد غدو وفي دم دمو بدليل قولهم دموان وقيل دميان أيضا فنقصوها للتخفيف فبقيت يد وغد ودم فكذلك ههنا وهذا فاسد من وجهين أحدهما أن الحذف في هذه الأسماء قليل في الاستعمال بعيد عن القياس أما قلته في الاستعمال فظاهر لأنها كلمات يسيرة معدودة وأما بعده عن القياس فلأن القياس يقتضي أن حرف العلة إذا تحرك وانفتح ما قبله يقلب ألفا ولا يحذف فلما حذف ههنا من دمو دل على أنه على خلاف القياس والوجه الثاني أنهم إنما حذفوا الياء والواو من يد وغد ودم لاستثقال الحركات عليها لأن الأصل فيها يدي وغدو ودمو ويقال لا يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف لأن الثلاثة أعدل الأصول فكرهوا أن يحذفوا منها شيئاً، فيجحفوا بها، وكان أبو عمر الجرمي(1) يجيز ترخيم الثلاثي غذا كان متحرك الأوسط، وكذلك الفراء أجاز ترخيم الثلاثي إذا كان متحرك الوسط نحو : سقر ، وعمر فتقول : يا عم ، ولم يسمع ذلك من العرب، وإنما قاساه من قِبَل أنهما رأيا حركة العين تمنع الصرف كما يمنعه الحرف الرابع من زينب وسعاد فاعتدوا بها وأقاموا مقام الرابع وهو تشبيه بعيد . (1) هو صالح بن اسحاق لغوي نحوي ت- 225هـ (2) ترخيم الثلاثي محرك الوسط منسوب جوازه إلى الفراء دون الجرمي ، انظر " غير مأمور" ابن عصفور: 2/114 والأصول1/365