اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم السؤال الخامس والعشرون : تأمل / ي الأبيات التالية : يقول البحتري مبالغاً في المدح : ألمع برق سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي ) ويقول زهير في الذم : ( وما أدري وسوف أخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء ) وفي التدله في الحب يقول الحسين بن عبد الله : ( بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر تضم تلك الأبيات فنًا بلاغيًا واحدًا .. فماهو ؟! تجاهل العارف / وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً ، مع أنه عالم ، وذلك لنكتة كقوله: (أمنزل الأحباب ما لك موحشًا ) ولتجاهل العارف أغراض من أبرزها : المدح في نحو : بالله يا ظبيات الوادي قلن لنا ******* ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟ وليلاه من البشر ولكنه تجاهل مبالغة في وصف رشاقتها . والذم في نحو قول زهير : وما إخال وسوف إخال أدري ******* أقوم آل حصن أم نساء . فهم رجال ، ولكن أخلاقهم أخلاق نساء حتى يكاد الناظر في حالهم يحتار أرجال هم أم نساء . والرثاء في نحو : أيا شجر الخابور مالك مورقا ******* كأنك لم تجزع على ابن طريف ولا ذنب لشجر الخابور ، والقائلة تعلم ذلك ، ولكنها تجاهلته مبالغة في رثاء فقيدها ، فكأنها تريد أن يشاركها حتى الشجر والحجر رثاءها لابن طريف . هذا أسلوب الاستفهام في اصطلاح البلاغين "تجاهل العارف": والمقصود منه تهويل الموقف، ومن ذلك ما تقول الخنساء : قذى بعينك أم بالعين عوّار.....أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار *العُوارُ في العين هو الغَمضُ الأبيض التي تقذفه إلى الموُقِ، واللحاظ العين الرمَدةُ ومن تجاهل العارف قول المتنبي : أريقك أم ماء الغمامة أم خمر *** بفي برود وهو في كبدي جمر - تجاهل العارف هو أن يسأل عن أمر سؤال جاهل، وهو عارف به، وذلك لغاية كالمدح، نحو: "أمعنّ أنت أم حاتم؟". أو الذمّ أو التحقير، نحو قوله تعالى :" هل ندلّكم على رجل ينبئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد"(سورة سبأ آية 7) (كأنّهم لم يعرفوا منه إلاّ أنّه رجل ما). أو التعجّب، نحو قوله تعالى: " أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون" (سورة الطور آية15) . أو التوبيخ، نحو : "أتضحك بملء فيك كأنّك لا تبالي بما حصل"،وغير ذلك.
[SIGPIC][/SIGPIC]