أنثى الصبار
أنتِ
ريحانة القلوب
يامن تجرعتِ الأجاج
ونثرتِ الزلال
باطنكِ يتغذى على المِلح
ويُرضِع صغاركِ الشهد
حالِمة وديعة
ثائرة قديرة
تربعتِ بين زهرات جنسكِ
بحسنكِ وخُلقكِ
وطرحت إرادة الحاجة بداخلكِ جنباً
لتعطين حين يضن الزمان
وفي صحراء العمر
وخريف الوقت
حيث أكملتِ العطاء
ووفيتِ بسخاء
عُدتِ تنظرين في مرآة الدلال
تبحثين عن خيط أبيض
بين خصلات بستان رأسكِ
وكأن القمر حُجب
والليل دجى
حينها صرخ الوهج بداخلكِ
واستغاثت الأنثى الثائرة بدمائكِ
تريد الحب من رحم الدنيا
تشتهي الشهد من جرة العلقم
حينها كان الفارس الوسيم
يمتطى صهوة المُنى
ينتظرُ ملثمة منتقبة محجوبة
تدق أبواب الصمت
بعمر شارف على الشيب
أو كاد
وليالٍ فاتت حُبلى بالوجد والوحدة
والشوق لحضن الهوى
واللهفة والصوم
الناسكُ أنا بمحراب الحب
الناظرُ يوماً تبلل أمطار شفاهكِ
جدباء روحي العليلة
حيث رأيت منكِ وصلاً
من خلف نافذة الحنين
فطار صوابي
وخرجتُ من براثن الإنتظار
ملوحاً بحسامي المغمود
بغمدِ القيود
فعانقتِ أنفاسي
وتأبطتْ روحكِ حنايا روحي
أيتها المُخدرة المصونة
المقنعة المحجوبة المنتقبة
فكي وثاق المخزون بقلبكِ
من مدخراتِ الحنان
ليوم اللقاء
تعالي
قاسميني وحدتي
وافرطي مخزون حنانكِ
على مكنون عطفي وحنوي
ليختلط الكنز المُدخر
فنتقاسمه سويا
فأنتِ صنواني الذي
بحثت عنه طوال سني عمري
ياشهقة العشق رويداً
لنسرج الهوى
ليعبر بنا إلى ما كان بعيداً
فصار بيننا
وحولنا...
أحمد الهاشمي