عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2011, 07:41 PM   رقم المشاركة : 1
كاتب وباحث





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هشام البرجاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 إِلِينا Eleena
0 Je l'aime à mourir Je
0 ذكرى القادسية

افتراضي في رثاء فتيات الرصيف

يتحدث الواقع المعكوس عن المرأة التي تتعاطى الدعارة بازدراء ناضج.

عندما تواجه الشقاء و شظف الحياة، تطلب من المجتمع أن يساعدها. بيد أنه يلتزم صمت الموتى. و عندما تغوص في متاهة البغاء، يكون نفس المجتمع المظلم الذي رفض مساندتها، في طليعة من يمارس الاقصاء في حقها.

لننصت قليلا إلى اعترافات الواقع و هو يصف الآثام القذرة المسكوت عنها. و لننصت أيضا إلى الافرازات السلوكية لتعاقب الليل و النهار، فكلنا نفهم مليا أن اشراق الشمس في منطقة من عالمنا يعني من بين ما يعنيه أن منطقة أخرى تغط في ظلام حالك.

فليعلم هذا المجتمع الذي يمارس معهن نزواته ليلا...

و يلعنهن نهارا.

فليعلم أن بائعات الهوى أشرف من زبنائهن


لا أنتمي طبعا إلى أتباع القراءة الموسومة ب " العمومية " إذ أن قضية بائعات الهوى أو فتيات الرصيف تنتمي الى النطاقين الاجتماعي و التربوي، ايلاء الدوافع و الأسباب الأهمية العليا في عملية تحديد الموقف التفاضلي من هذه الظاهرة العابرة للأكوان و الأزمان يتعارض مع مبدأ أساسي مؤداه أن الانسان يولد و يحيا نقيا و المؤثرات القادمة من المجتمع هي التي توجهه إلى مسارات أخرى.

مفهوم " بائعة الهوى " قد لا يشمل الباحثات عن الثراء أو المؤمنات ببيع الأجساد لتحقيق تطلعات مادية بحتة. و رغم الانتقاد الشديد الذي يوجه إلى هذا الصنف من النساء فإننا جميعا ندرك أن الانسان يكتسب " الانحراف " قبل أن يروج له.

بائعات الهوى المشمولات جوهريا برثاء ممارسات المجتمع التي استمزجت ببراعة ارضاء النزوة و اعتمار وجهين متناقضين تتحدث عنهن كبريات الأعمال الروائية ضمن تيار الأدب الواقعي الكلاسيكي ( البؤساء ...).

بائعات الهوى لسن أصنافا متعددة باستخدام مقياس الدافع فهو الفقر و الاقصاء في جميع الحالات، لكن يمكن أن نتوصل إلى تصنيف حسب مقياس النتيجة و حسب الاستعمالات الاجتماعية أو النفعية للثروات المكتسبة ، كمثال مبسط جدا، يمكن أن نرسم خط التمييز بين بائعة هوى تستخدم أرباحها لبناء دور أيتام، مدارس ، و بائعة هوى تستخدم أرباحها لأغراض شخصية حصرية.

قال الفنان الفرنسي جورج براسنس في أغنيته الرائعة " مرثية فتيات المتعة " ( la complainte des filles de joie) : " إنهن يتزوجن عشرين مرة خلال اليوم "، و قال الشاعر جاك بريفير على لسان المرأة : " أنا أحب، لكن هل هي مشكلتي إن كان من أحبه ليس نفس الشخص كل مرة ".












التوقيع

لا تأكلي الشمس...فما في حوزتي سوى كلمات و وردة ...هي لك

  رد مع اقتباس