ٳنّهَمْ قـَدْ عَبَرُوا الجسْر
في 31 آب /اغسطس 2005 قام الإرهاب بتفجير جسر الأئمة في بغداد والذي يربط منطقة الاعظمية ذي الأكثرية السنية وفيها مرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان(رض) يربطها بالكاظمية حيث يرقد سابع أئمة الشيعة الإمام موسى بن جعفر الصادق الملقب بالكاظم(رض) وذلك إثناء مرور الآلاف من الزوار المحتفلين بذكرى وفاة الكاظم وهم يعبرون من الاعظمية إلى الكاظمية وقد قتل في الحادثة أكثر من ألف شخص من الأبرياء وأكثرهم من الشيوخ والأطفال والنساء إضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى والمفقودين غرقا في دجلة وقد قام عدد من أبناء الاعظمية السنة بإنقاذ عدد من إخوانهم من الغرق واستشهد السباح عثمان علي العبيدي وهو من الاعظمية بعد أن أنقذ سبعة أشخاص من إخوانه الشيعة من الغرق إذ غرق من شدة الإجهاد والتعب من السباحة وقد أثبتت هذه الحادثة شدة التحام الشعب العراقي وتآخي أبنائه بعيدا عن الطائفية البغيضة والطارئة حيث اشترك الآلاف من الاعظمية والكاظمية في تشييع الشهداء.
ٳنّهمْ لـَم ْيَغرقوا
ٳنّهمْ قدْ عَبَروا الجسرَ بشوق ٍ وسَلام ْ
حَمَلوا في الأعْين اللهْفى ورودا وابتهالا ًوحَمامْ
أنبَتوا في الأذرع السمراءِ مِنهمْ رَغبة ًعَطشى لودٍ وعناقْ
عندَما مَرّوا على (الأعظم) صاحوا:ــ
أيُّها الأحبابُ هذا (حَيدرٌ) يَهتفُ فينا :ــ
أيُّها الأحبابُ هذا (عُمَرٌ) يَهتفُ فيكمْ :ــ
أنْ تـُحبّوا الأجملَ الأغلى العراقْ
♥ ♥ ♥
إنـّهمْ لمْ يَغرقوا
إنـّهمْ قدْ عَبَروا الجسْرَ وٳنّي اُبْصِرُ (الكاظمَ) يَحْدو بالحشودْ
خرَجَ الآنَ مِنَ السجن بلا أيِّ قيودْ
وجْهُهُ كالشمس لا مِنْ أثـَر ٍ لزعافِ السمِّ فيهِ
وهوَ كالعادةِ يُعطي ويَجودْ
يَحمِلُ الوَردَ يَجوبُ الأعظميّهْ
يَجْمعُ الأطفالَ يُهدي قـُبلا ًورْديّة َالأشواق ِ في شـَفـَةٍ طـَريّهْ
♥ ♥ ♥
إنهمْ لمْ يَغرقوا
إنـّما قدْ عشقوا دجلة َحَدَّ الغرَق ِ
فهُمُ أهلي أنا أعرفـُهمْ
في سبيل الحُبِّ يَمضونَ إلى الموتِ ولا مِنْ قـَلـَق ِ
♥ ♥ ♥
إنـّهمْ لمْ يَغرقوا
بلْ هُمُ مرّوا على كلِّ العراقْ
حضروا القـُدّاسَ في كلِّ الكنائسْ
قـَرؤوا (دارٌ ودُورٌ)في المدارسْ
سَمعوا الخطبة َفي الجمعةِ في (الطوسيِّ) ، في ا(لأعظم) ،
في كلِّ المساجدْ
شاركوا في دَبَكاتِ الكـُرْدِ في أربيلَ ،
شـَدّوا ساعدا أقوى بساعِدْ
عَمَّدَتـْهمْ كلُّ (مَنداتِ) الوطنْ
بابتهال ٍوشـَجَنْ
غـَسَّلـَتـْهمْ بضْعُ آياتٍ مِنَ الذكر الحكيمْ
عَطـّرَتـْهمْ باسْمِكَ اللهُمَّ رَحْمٰـن َ رحيمْ
كفـَّنـَتـْهمْ كلماتٌ وقصائدْ
♥ ♥ ♥
إنـّهمْ لمْ يَغرقوا
ها أنا اُصْغي إليهمْ يُنشدونْ
مِنْ نياطِ القلبِ ها هُمْ يهتفونْ :ــ
إنـّنا نبقى وهذا الكـَمُّ مِنْ كلِّ القـُماماتِ سيَرحلْ
إنـّنا حَتـْماً سنبقى وسكاكينُ تـُجيدُ الذبْحَ لا بُدَّ سترحلْ
مثـْلـَما يبقى على العَمَّةِ أشهى الرُطـَبِ
نحنُ نبقى ها هُنا
مثلـَما يَبقى على (الكرّار) تاجُ الذهَبِ
نحنُ نبقى ها هُنا
كـَرَزُ الموصل ِ يَبقى
قـَيمَرُ السَّدَةِ يَبقى
وبَهارُ البصرةِ السمراء ِ يَبقى
وسنبقى نكتبُ الشعرَ وتبقى رائعات الكتبِ
وسيبقى كلُّ ما في الوطن ِ الأغلى الجريحْ
مِنْ مَسَلآتٍ وزَقـّوراتِ مَجْدٍ وأذانٍ في ضريحْ
وستبقى قارعاتٍ دونـَما خوفٍ نواقيسُ المسيحْ
♥ ♥ ♥
هؤلاء ِالمجرمونْ
يا لـَهمْ مِنْ أغبياء ٍ في ضَلال ٍ يَعْمهونْ !!
جَهلوا تاريخـَنا الدامي القرونْ
ٳنـّهُ تاريخُ سيفٍ وطغاة ٍ يَذبحونْ
كلـّما احتزّوا بحقدٍ عُنـُقا ً نـَبَتـَتْ آلافُ أعناقٍ
تـُغنـِّي مِنْ مقام الحزن ِ لحنا ًللبقاءْ
ذبَحوا يوما ًحُسيناً فأقمْنا عسْجدا ًيزهو يُسمّى كربلاءْ
قـَتلوا يوما ًعَليّا ًفلـْيَعدّوا كمْ مِنَ الأبناءِ سَمَّيْنا عَليّا ً
بوفاءِ الكبرياءْ
جاءَنا الحَجّاجُ ذبّاحا ًومُودْ
جاءَنا ألفُ يَزيدٍ وطغاة ٌمنْ ثـَمودْ
وبَقيْنا نحنُ في هذا الوطنْ
وَهُمُ راحوا وراحوا لمصير ٍ مِنْ عَفـَنْ
يا لـَهمْ مِنْ أغبياءْ !!
فهُمُ لمْ يَذبَحوا الخصْبَ بأرحام النساءْ
وهُمُ لمْ يَقتلوا الشهوة َفي دافق ماءْ
فلذا في كلِّ يوم ٍ ألفَ هلهولةِ عرس ٍ يَسمعونْ
وصُراخا ًلمَخاضاتٍ ومنهُ يُرهَبونْ
وازدحاما ً لبكاءٍ مُنـْبئٍ عنْ ألفِ مولودٍ جديدْ
وسيأتي العيدُ مَتلوّا ًبعيدْ
يَضحكُ الأطفالُ فيهِ والدَواليبُ تطيرْ
لفضاءٍ مُفرح ٍ حُرٍّ أثيرْ
♥ ♥ ♥
أيُّها الجسرُ: تـَذكـَّرْ ذاتَ يوم ٍمَرَّ أحبابٌ عليكْ
عَبروا نحوَ العراقْ
كلُّ بيتٍ دخلوهُ فـُرشـَتْ فيهِ شغافات قلوبٍ
وأكاليل ورودٍ واحْتفى كلُّ زقاقْ
كلُّ عين أبصروها قدْ رأوا فيها اشتياقْ
أيُّها الجسرُ المُدمّى:
إنـّهمْ لمْ يَغرقوا
إنـّما قدْ عَبروا
جَمَعوا الأطيافَ مِنْ كلِّ العراقْ
في ميادين إخاءٍ ووفاقْ
إنـّهمْ لمْ يَغرقوا
إنـّما قدْ عَبَروا
عبروا
عـــــــــــــــبـــــــــــــــروا
تنبيه/ *(دار ، دور) هما أوّل كلمتين يتعلمهما التلميذ العراقي في المدرسة قراءة وكتابة وهذا يرمز الى ارتباط العلم بالبناء والعمل والحضارة.
• الطوسي هو احد الجوامع المشهورة في النجف الاشرف.
• المندات: هي دور عبادة طائفة الصابئة المندائيين في العراق ومفردها مندى
• قيمر السدة هو من اطيب انواع القشطة التي تشتهر بانتاجها مدينة الهندية وسط العراق ويسمي العراقيون هذه المدينة بسدة الهندية لوجود سد مهم على نهر الفرات فيها.
• المسلات هي جداريات عالية نقش فيها البابليون والاشوريون والاكديون قوانينهم وتعاليمهم المهمة امّا الزقورات فهي معابد السومريين العالية.
• مود هو قائد الحملة البريطانية التي احتلت العراق في الحرب العالمية الاولى وقال في اول خطبة في بغداد انه جاء محررا وظهر بعد ذلك انه جاء مستعمرا.