الغالية شروق،
تساؤل مهم جداً ، من سيحكم ليبيا الجديدة بعد هذا الزلزال الشعبي الكبير الذي خلع النظام البائد والذي جثم أكثر من أربعين عاماً على صدور الليبين.
المقال جاء منصفاً والتساؤلات التى رافقته مشروعة ومنطقية،
من يعرف الليبين حق المعرفة يعرف بإنهم شعب مسالم يتمتع بالطيبة وحسن المعشر، يتعاملون بالفطرة والأصالة، فيهم العديد من المثقفين والمؤهلين أكاديمياً وعلى أعلى مستوى، هؤلاء من سألهم القذافي : من أنتم؟ فكان ردهم مزلزلاً.
لا شك بإن الثورة في ليبيا قد قامت إثر ضغوطاً هائلة، وأن الشباب الليبي القادة الحقيقيين للثورة ليس لهم أي مطلب سوى العيش بكرامة وحرية ومن يشكك في هذا بالتأكيد يتجنى على أحفاد المختار وكلنا يعرف من هو المختار ورفاقه رحمهم الله.
هناك متسلقين لكل نجاح، يركبون الموجة في اللحظة الأخيرة، وبالتأكيد هناك من يريد ان يتسلق على أكتاف الثوار من أجل نفوذ أو فائدة مادية....لا أريد أن أستبق الأحداث لإن الثوار ما زالوا في أرض المعركة ومازال أمامهم الكثير من التضحيات والحديث عن مناصب وسلطة يٌفقد هذه الثورة الباسلة بريقها.
لقد عانى الشعب الليبي الكثير، وفقد الكثير من أبنائه في هذه الثورة المباركة ولهذا لا أظن بإن هناك من سيستطيع انتزاع الانتصارات التى حصلوا عليها بسهولة، فلديهم من الوعي ما يحصنهم من أي محاولة لسرقة هذه الانجازات.
لن يترك الليبين المجال للمنتفعين والمتسلقين بأن يحكموهم، لن يسمحوا بعد كل هذه التضحيات بأن يقودهم ديكتاتوري انتهازي، وكما وحدتهم جبهة القتال سيوحدهم الحلم بأن يبنوا دولة ونظام يتمتعون فيها بثرواتهم التى سمعوا عنها ولم ينعموا بها، دولة يمارسون على أرضها انسانيتهم وأحلامهم وطموحاتهم كباقي شعوب الأرض.
نتمنى لأسود ليبيا نجاح وتوفيق بحجم تضحياتهم وأن تٌبنى دولتهم على أسس سليمة وأن يقودهم قائد حقيقي.
الغالية شروق، مقالك قيم ، سلمت يداكِ
مودتي وتقديري،
سلوى حماد