الغالية كوكب البدري مساء محمل بعبير المحبة والأمل
عندما دخلت بالأمس كنت قد جهزت هذا الرد و حوار نادر مع ( تي اس
إليوت ) ولكن للاسف انقطاع الكهرباء المفاجئ طارت معه
الرد و الحوار..ولم أكن أحتفظ بنسخة .. ولكن ما بالذاكرة لم يغادر
رفوفها بعد .. وبما أني من عشاقه سابقا حيث كانت أشعاره
مرافقة للحظات لخلوتي كنت وقتها في المرحلة الإعدادية .. إلى أن
تحول هذا الاعجاب نسبيا فيما بعد حين دخل أستاذ مادة اللغة
الإنكليزية ونقل لنا خبر عن الضجة التي أحدثها خبر اقتباسه أو
كما قيل وقتها ( سرقته ) من الشعر العربي وهي سبب شهرته وجمال
قصائده التي كانت مرجعا لدى طبقة الشباب العربي عموما .. لم
اصدق وقتها وشككت في ما نقله لنا الأستاذ بل كدت أبكي حزنا لأن
أروع استاذ وأقدرهم عندي يقول هذا وهومقتنع طبعا .. عدت للمنزل
وأنا أتمنى أن ألقى تكذيب من والدي رحمه الله حيث تعرفت على الشاعر
إليوت من خلاله .. لكن كان هو أيضا ينتظر التأكيد .. وفعلا على
المحطة الإذاعية المشهورة ( الإذاعة البريطانية ) استمعنا جميعا
لبرنامج خاص عن هذا الموضوع .. ما جاء فيه لا يلغي التهمة عن
كاهل شعر إليوت وإبداعه بل غير بعض العبارت مثل عوضا أن
يقال ( إليوت سرق من الشعر العربي القديم ) قيل ( أن إليوت
باعتباره مطلع على الترجمات العربية والفارسية والتركية قد تأثر
بها ) وقد قدمت أمثلة كثيرة يومها مقاطع من قصائده ومن القصائد
التي أشير على نقله منها .. بالإضاف لاقتباسه عبارات عديدة من
القرآن الكريم .. يومها لم أستطع أن اتخذ موقفا محددا فأنا أحبه فعلا
وأحب كل ماكان يقوله شعرا او نقدا حتى لو كانت مداركي لا تعي
وقتها ما معنى النقد ولكن لمته بكل عفوية بيني وبين نفسي لمَ لمْ يتحدث
بعتزازعن مصادره او يتحدث عن إعجابه على الأقل .. لما لم يذكر شيئا
من هذا في مقالاته ..؟؟
تساؤلات كثيرة بسيطة ربما وعفوية أكثر .. وطبعا لم توصلني لأي
مكان .. لا زلت أحب شعره لكن أعترف ليس بجنون السابق ولا
بلهفة الحبيبة.. من أقواله التي أحبها :
عن مهمة الشاعر أنها ليست في أن يوجد انفعالات جديدة و انما في ان يستخدم
الانفعالات المألوفة ، و تبعاً لذلك فالشعر ليس تعبيراً عن الشعور بل هو ترويضٌ له و تقييد و ليس تعبيراً عن الذاتية بل هو هروبٌ منهما
ومن قصائده الجميلة التي أعشقها :
فن الموتى
نيسان اقسى الشهور يخرج
الليلك من الارض الموات
يمزج الذكرى بالرغبة يحرّك
خامل الجذور بغيث الربيع
الشتاء دفأنا يغطي الارض
بثلج نساء يغذي حياة
ضئيلة بدرنات يابسة
الصيف فاجأنا ينزل على بحيرة
ستارنبركر بزخة مطر
توقفنا بذات العمد
ثم واصلنا المسير اذ طلعت الشمس
فبلغنا الهوفكارتن وشربنا القهوة
ثم تحدّثنا لساعة
ما أنا بالروسية بل من ليتوانيا
المانية اصيلة
ويوم كنا اطفالا نقيم عند الارشيدوق
ابن عمي اخذني على زلأّقة
فاصابني الخوف قال ماري
تمسكي باحكام وانحدرنا نزولا
في الجبال يشعر المرء بالحرية
اقرأ معظم الليل
وانزل الجنوب في الشتاء
ما هذه الجذور المتشّبتة اية غصون تنمو
من هذه النفايات المتّحجرة يا ابن ادم
أحب هذه المقطوعة
انت لا تقدر ان تقول او تحزر
لأنك لا تعرف غير كومة من مكسّر الاصنام
حيث الشمس تضرب والشجرة الميتة
لا تعطي حماية ولا الجندب راحة
ولا الحجر اليابس صوت ماء
ليس غير الظل تحت هذه الصخرة الحمراء
تعال الى ظل هذه الصخرة الحمراء
فأريك شيئا يختلف عن ظلّك في
الصباح يخبّ وراءك او ظلّك في المساء
ينهض كي يلاقيك
لسوف اريك الخوف في حفنة تراب
الغالية كوكب ربما مداخلتي تعكس مفاجئة لديك ولكن دوما أكتب انطباعي الخاص والصادق .. وإن انطباعات الإنسان هي التي ترصد ما يدور حوله زتنقله
بشفافية حتى لو تجاوز التوقعات .. وقد اعتدت أن أكون أول المصافحين لمواضيعك هنا ولن اترك مقعدي ..
بكل محبة وود وتقدير
ومشاتل من الياسمين
سفــــانة