سفر السفرجل (16)
في ثورة عشقي ، كنتُ أبحثُ عنكِ في كلّ شيء
في لحن أغنية حالمة ، أو رقصة عاشقة
كنتُ ألمحكِ في زقزقة عصفور فوق أغصان الصباح
في ثورة عشقي ..كنتُ فارساً أعشق الكلمات
وأعيشُ في حقول الحروف ، وأجيد الرسم فوقَ الغيوم
وكنتُ أرى فيك كلَّ شيء بصورة مختلفة عن كل شيء
لك ابتسامة متميزة تنبعثُ كنسمة صيف ..
ولكِ حديثٌ غير الكلام وغير اللغة التي نُجيدها
في ثورة عشقي ..كم كنتُ أحمقا ، لم أكن أدري كيف
أوقظ ذاك المارد الغارق في تفاصيل النوم بي منذ أعوام ..
وكنتُ في رحلة جنوني بك أحوّلكِ من فتاة إلى وطن ..
وكانَ يجذبُك حديثى كتلميذة في مدرسة ، وتلامس كلماتي
وجدانك ، كعاشقة تتلقى تعاليمها الأولى في مدرسة الحب .
عرفتُ يومها قدرتي المدهشة في ترويضك ، والسيطرة على
جمرك المشتعل ، واتخذتُ بيني وبيني قرارا ، أن أحوّلك إلى
بلاد شاسعة ...شامخة ، وجبال شاهقة ، وبحار عميقة ..
لا يصل لها الأقزام والقراصنة ...
قررتُ أن تكوني حبيبتي ..
وأن أكون مجنونك المفتون بك ...
جميل ذاك الوقت الذي قضيناه معا ، ورائع كانَ حديثنا الذي
أخذ أبعادا أكثر مما رسمناها ...وافترقنا مُتعبينَ من الهزّاتِ النفسية
التي أثقلتنا ...تُسيطرُ علينا انفعالات مشحونة ..قُلنا الكثير ..
وغضبنا ..وتخاصمنا ...وابتعدنا ..وعُدنا ..
وسط دموعنا الحزينة أحيانا ، ووسط صمتنا المرعب أحيانا
ربما كانت دموعك التي أحسستُ بها ورأيتها للمرة الأولى
مصدر سعادة لي !!
كنتُ أكره أولئك الذين لا يعرفون البكاء ...
فهم إما قُساة قلب ، أو منافقون ..
وفي كل الأحوال ..لا يستحقون أن نرفع لهم القُبّعاتِ إحتراما .
كنت الأنثى التي تجتاحني رغبة أن أضحك وأبكي معها ..
ربما سيبقى ذلك أروع ما اكتشفته ذلك اليوم ..
سيطر على مُخيلتي ذاك اللقاء الأول ...
الذي بدأناه دون تخطيط أو ترتيب مُسبَقْ ..
وافترقنا مثل العادة ..
وعيونك تُصافحُ عيوني ..ربما كنا نخافُ أن تتحول تلك القُبلة العابرة
إلى جمرة نار تُشعل البراكين النائمة ...وتحرك ريحها العاتية
أشواقنا الدفينة ...
الوليد
لسفر السفرجل ...محطات
