أموتُ شوقاً ولا أحيا على مللِ
والنفسُ هائمةٌ بالحبِّ والأملِ
إني رأيتُ الدُّنا تمضي لشقوتها
من فرطِ لهفتِها بالوشْيِ والحُلَل
وصوتُ تنهيدةِ المشتاقِ أُوقِعُهُ
أطرى من الوترِ الهيمان بالغزل
لي في الحياةِ هوىً أحيا بهِ ولهاً
لُقيا الحبيبةِ مكتوبٌ بها وجلي
وللأماني أيادٍ من بدائِعِها
ما إن علِقتُ بها تجتاحُني مُقلي
والنفسُ إذ جُبِلَتْ بالحبِّ مُهجتُها
تضمّن الشوقُ منها مَنطِقَ الأجل
فالوردُ يغفو على أشواقهِ أملاً
عند المسا بعناقِ الشمس بالقُبل
والقَطْرُ إمّا سما الأجواء في نُظُمٍ
يهمي بأنسامها للحقلِ في عَجَل
والطيرُ أسطورةٌ ترحالُهُ ورؤىً
للشوقِ أطلَقَها في الحلِّ والرِحَل
وللربيعِ وقد هبّتْ بشائرُهُ
لهفُ الحياةِ جفاها الزهْرُ بالقَحَل
وللطبيعةِ عشقُ الشمسِ تعبُرُهُ
دِفئاً بهِ تورِقُ الأرواحُ بالحَبَل
حبيبةَ القلبِ مَن للقلبِ يُبرِئُهُ
قد أثقلتْهُ المُنى للوصلِ بالعِلَل
وكنتُ آملُ منكِ المُلتقى شَغَفاً
كُنّا عقدْنا لهُ عهداً ولم تصِل
طرقْتُ بابَ الهوى فيهِ على مُقَلٍ
طرقْنَ منّي الحشا في وقدةِ الأمل
عِشقٌ تنظّرتُهُ إذ دونهُ عدمٌ
منذُ اللقاءِ هنا في قلبيَ الخضِلِ
أتذكرينَ وقد هامَ الهيامُ بنا؟
إذ كان ما بيننا همسٌ من المُقل
وساعةُ السّحَرِ المشبوبِ ترقُبُنا
تعبُّ من سحرهِ خمرَ الهوى الثّمِل
أم قد نسيتِ بقصدِ النأيِ عن كِبَرٍ
وذي سجيةُ قاسٍ غيرُ مُحتَفِل
رضيتُ كرْهاً بنارِ الشوقِ مُبتَرَداً
لحرِّ نارِ الّلِقا إذ عزَّ من بَخَل
ولستُ ممن يرى في الشوقِ معتسِفاً
دون اللقاءِ ، حياةَ الحُبِّ في السُبُل
أمّا وقد عزّ منكِ الوصلُ نائيةً
عنّي تَخذتُ إليكِ الشوقَ للأزل