الموضوع: بين لحظتين..
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2012, 10:00 AM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جميل داري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي بين لحظتين..

شعر : جميل داري


" رب يوم بكيت منه فلمـاصرت في غيره بكيت عليه"

إلى العام الجديد الذي سيغدو قديما

بين لحظتين



رحـلَ القديـمُ بعذبـهِ وعـذابـهِ=وأتى الجديدُ و ها أنـا فـي بابِِـه
كم كنتُ أسعـى أن أمـسَّ سمـاءَهُ=لكننـي مـا زلـتُ طـوعَ ترابـه
كم كانت الأحلامُ ساطعـةَ الـرؤى=حتى توارت فـي كهـوفِ خرابـه
وسألتـهُ عنِّـي وعمَّـا حـلَّ بـي=أصبحت ريشاً فـي مهـبِّ جوابـه
لـم يكثـرثْ بذبـول عمـرٍ آفـلٍ=ومضى يردُّ المـوتَ عـن أسلابـه
العذبُ عاشَ وماتَ ..لم أهنـأ بـهِ=وظللـتُ مأخـوذاً بزيـف سحابـه
أمـا العـذابُ فرحـلـةٌ قسـريـةٌ=فـي بَرِّهِ..فـي بحـرهِ وعبـابـه
فكـأنَّ هـذا القلـبَ صـبٌ هائـمٌ=فيعيـد مجـدَ هيامِـهِ وشبـابـه
كان الهشيم حصـاد قلـب خائـب=و لكم رعى الأحلام فـي أعشابـه
الأمسُ غابَ.. وجاء يـومٌ غيـره=وكلاهمـا بالـروح ليـس بـآبـه
ما أقصـرَ العمـرَ الطويـلَ فإنَّـهُ=كدقيقـةٍ فــي حِـلِّـهِ وذهـابـه
وتكسَّرَت كُـلُّ النوافـذِ فـي يـدي=لم أجنِ من عملـي سـوى أتعابـه
العمـرُ مـاضٍ والزمـانُ يحُـثُّـه=ويكـاد أن يـودي بكـلِّ صوابـه
كم كان حلمـي ثائـراً لا يرعـوي=ويؤجِّـج الدنيـا بـعـود ثقـابـه
والآن قـد خمـد اللهيـب جميعـه=لـم يبـقَ غيـرُ رمـادِهِ وهبابـه
كم تسخـر الأيـام مـن شرفاتـهِ=أو تسـدل الأكفـانُ فـوق قبابـه
في نصف هذا الليل يرحـل عالَـمٌ=ويجيءُ آخـرُ فـي جميـلِ ثيابـه
وأظـل أبـدأ مـن جديـدٍ رحلـةً=عبـر الزمـان بشهـدهِ وبصابـه
عانيتُ من زمنـي الوعيـدَ فإنـه=ما كف يوماً عـن قبيـح خطابـه
لا فـرقَ بيـن قديمـهِ وجـديـدهِ=فكلاهمـا يقتـات مـن إرهـابـه
الصبر ولَّـى.. لـم يعـد متحمـلا=للصبر حـدٌّ فـاض فـي تسكابـه
عمـر تنصَّـل بغتـةً مـن عمـره=وبقيـت مرميـاً علـى أعتـابـه
حلَّ الغـرابُ فـلا حمـام بعالمـي=شتَّـان بيـن حمامـه وغـرابـه
عامٌ مضى.. عامٌ يجيء.. كلاهمـا=مستهـتـرٌ بزميـلـه المتشـابـه
ويقول لي عامي الجديد:"هلا هـلا"=فأقول:هل سأعيـش فـي جلبابـه
فغداً ..غـداً ضيـفٌ ثقيـلٌ قـادمٌ=أهـلا بـه و بمُِّـر.. مُِّـر شرابـه
ماذا سأفعـلُ غيـر دفـعِ شـرورهِ=لا خيرَ يبدو فـي شريعـة غابـه
مـاذا سأفعـل والزمـان يَحُثُّنـي=لأكونَ رغـم الأنـف مـن أذنابـه
لكنـنـي لا أستطـيـع رضــاءه=وعلـيَّ ألَّـبَ كـل جيـش كلابـه
صدري يضيقُ ولا تضيـق بناتُـهُ=حتى غـدا يبكـي طلـولَ رحابـه
كم كان يطلع منه نجـمُ قصائـدي=تترى ، ويغفو الحب فـي أهدابـه
لا نجم بعـد اليـوم يبـدو تربـه=فلقد تخلَّـى اليـوم عـن أترابـه
كل الذي في جُعبتي مـا عـاد لـي=روحٌ محـطـمـةٌ وراء إهـابــه
بيني وبين الوقـت سـوء تفاهـمٍ=إيـاك... والتسـآل عـن أسبابـه
فالوقـت يأخذنـي علـى تـيـارهِ=ما زلت أحسو الشعرَ مـن أنخابـه
وأنا الذي لا بَرَّ لي.. لا بحـرَ لـي=إنـي أرانـي فـي خضـمِّ يبابـه
الوقت يمضـي مُذعنـاً مستسلمـاً=لا فـرق بيـن حضـوره وغيابـه
كم قد ضحكت وكم بكيت سدى سدى=لم يبق لي غير الصـدى و رهابـه
مـر القديـم بعـذبـه وعـذابـه=وأتى الجديد وهـا أنـا فـي بابـه
قد كنت آمـل أن يؤجِّـجَ نجمتـي=ما زال نجمي مطفأً.. مـاذا بـه..؟
جاملته.. وفرشـت أشعـاري لـهُ=ورجعـت دون ثنـائـه وثـوابـه
بل رحت أحلم كيف أنجـو سالمـاً=فوجدت نفسـي لقمـةً فـي نابـه
يجترنـي وكأننـي عـلـفٌ لــه=ولكـم خُدِعـت بلطفـه وعتـابـه
يا أيها العام الجديد ..ولا جديـد...=لديـك غيـر تفاؤلـي وسـرابـه
وغداً ستغـدو مثـل غيـرك آفـلا=وأسيـر كالأعمـى وراء ضبـابـه






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-03-2012 في 11:56 AM.
  رد مع اقتباس