شكرا لتقديرك أ. خالد:
عرّف العروضيون ألف التأسيس بأنها ألف يتبعها حرفان اثنان فقط: أولهما يسمى الدخيل وثانيهما يسمى الروي.. ومثل هذه الألف يجب على الشاعر التزامها في كل كلمات القافية على طول القصيدة.. مثل: (حطامي ـ ظلامي ـ نظامِ)
أما بالنسبة لكلمات مثل "قافيه غافيه ـ رابيه" فيتبع الألف فيها ثلاثة أحرف، وبالتالي هي ليست ألف تأسيس، ولهذا تقبل الأذن عدم التزامها ووجود كلمات أخرى في القافية مثل (مزريه ـ أضحيه ـ أوديه)..
أرجو من الجميع الانتباه إلى هذا الخطأ الشائع.. فالأذن تقبل بسلاسة تامة وجود الألف أو عدم وجودها في قوافٍ مثل (ماستي ـ قبلتي ـ مدّةِ).. ببساطة لأن الياء (أو الكسرة المشبعة التي تعطي صوتها) تعتبر صوتيا حرفا، والألف بعيدة جدا عنها.. لكن الكثيرين يصرون على أن هذه ألف تأسيس لازمة، دون أن يرجعوا إلى آذانهم أو حتى إلى القاعدة الأصلية.
بينما ألف التأسيس الواجبة تكون في كلمات مثل (صافي ـ خرافِ ـ منافي) فلا تقبل الأذن أن تدخل معها كلمات بدون ألف مثل (حتفي ـ نزفي).. وكذلك في القوافي المسكّنة مثل (ثائرْ ـ عاثرْ ـ حائر) لا تقبل الأذن معها كلمات بدون ألف مثل: (ننثرْ ـ مُعسرْ).. وفي كلا المثالين أتى حرفان فقط بعد الألف لهذا صارت ألف تأسيس.
وبالمناسبة: لو تبع الألف حرف واحد لصارت من وجهة نظري ألف تأسيس أيضا، مثل: (غبارْ ـ حصارْ ـ نهارْ).. وقد نتفق أو نختلف على جواز استخدام حرف لين بدلا من الألف في هذه القافية مثل (خطيرْ ـ حرير ـ عطور).. لكن لن تقبل الأذن أبدا في هذا القافية كلمات بدون ألف أو حرف لين مثل (وننثرْ ـ ندمّرْ).
أرجو من الجميع مراجعة قاعدة ألف التأسيس، والاعتماد أولا وأخيرا على آذانهم، فمن وضعوا ضوابط القافية وضعوها لاستبعاد الأخطاء المنفرة من القافية، وليس لمجرد التناسق الشكلي بين الكلمات.
لعلكم الآن تدركون لماذا لم ولن ألتزم في القافية بوجود ألف إذا كان يليها أكثر من صوتين.
شكرا لملاحظاتك أستاذي..
تحياتي