- العم ّ طاهر مات ... قتلته سيجارة ..
تساءلت : " كيف يمكن لرجل مديد القامة أن تقتله سيجارة؟...
تحيّنت حصّة "الحوار المنظّم" لاقتراح الموضوع على أقراني ...اخترنا سميرا لتنشيط تلك الحصة ....سألنا سمير: " من القاتل الخفي في هذه القضية يا أقراني ؟" تبادلنا النظرات والحيرة بادية على وجوهنا .. تدفقت الإجابات :
التدخين هو القاتل الخفي / السيجارة هي القاتل الخفي ... تدخّل عمر متأثرا بما حصل لعمّه المأسوف على شبابه :
" أقترح أن ننجز مشروعا نوعّي به الناس بأخطار التدخين ونحذرهم من الإدمان عليه " .
انطلقنا في مشروعنا من وسطنا المدرسي . ابتدأنا بتوعية المعلمين والمعلمات وعون التنظيف والتلاميذ ..كتبنا لافتات كبيرة وعلقناها في كل مكان من المدرسة .
كبر مشروعنا وخرجنا به إلى الشارع .. تعاونا مع جمعيات صحية ساندتنا بالمطويات والحصص التوعوية ..قمنا برحلات لنشر ثقافة معادية للتدخين ..
كيف نتوج عملنا ؟ اتفقنا على انجاز مسرحية عنوانها : " محاكمة القاتل الخفي " كتبنا نصها جماعيا وتقاسمنا الأدوار .. وحينما بلغنا المشهد الأخير من تمثيلها نزلنا إلى الحاضرين .. طُفنا بينهم بسلال صغيرة داعين كل من له علبة سجائر أن يتخلص منها ويَعِـدَ بألا يعود إلى التدخين ..
امتلأت السّلال بعلب من السجائر اختلفت أسماؤها وأثمانها ..رفعناها أمام الحاضرين و قلنا بصوت واحد:
- حكمت المحكمة على القاتل الخفي بالإتلاف من أجل صحة الإنسان وسلامة المحيط .