الأبوذية ..
ان الابوذيه فن من الفنون الشعبية وترجمة لاحاسيس ومشاعر انسانية عاشها الانسان العراقي خلال حقب متراكمه من الزمن،
فراح يجسد ويترجم معاناته بلهجته الخاصة وحسب الحوار اليومي الذي يدور في منطقته وكثيره هي اللهجات المحليه في المدينه
والريف والباديه وتختلف مفردات حوارها من منطقه الى اخرى . فأبن الريف قد ترجم معاناته بالابوذيه وغيره من الوان الغناء الريفي ،
وابن الباديه ترجم احاسيسه ( بالحدي والسامري والهجيني والمسحوب وغيرها ) .
تتألف من بيتين بأربعة أشطر، ثلاثة منها في جناس
واحد يتحد باللفظ ويختلف بالمعني
وينتهي الشطر الرابع منه بحرفي الياء و الهاء
أما الحان الأبوذية فتسمي أطوار
ولكل طورالنغم الخاص به والقواعد المتفقة علية
والأبوذية هي من بحر الوافر.
والابوذية واحد في وزنه وتركيبه وان اختلفت مفرداته بين حوار المدينة وحوار الريف العامي ،
أي لهجة المدينة ولهجة الريف ،
والابوذية هو من بحر الوافر كما ورد في عروض الشعر . . . للخليل بن احمد الفراهيدي ( مفاعلتن مفاعلتن فعول ) .
أما في حالة الغناء فله اطوار عديدة
والبيت الواحد من الابوذية يستطيع المطرب ان يؤديه
لى أي طور يشاء وللاطوار انغامها ايضاً .
فمن الاطوار ما ينسحب على نغم البيات
وما ينسحب على السيكاه او الحجاز او الصبا وغيرها من الانغام .
اما المشط في الابوذيه:
بالنسبة للمشط في صنعة الابوذيه فهي مجموعة من الابوذيات متصلة الحلقات ومتداخلة
وكل ثلاثة اشطر تليها ثلاثة اشطر اخرى اما الشطر الرابع المكمل للبيت الواحد من الابوذيه
فيأتي في نهاية المشط المؤلف من اربعة او خمسة ابيات وحسب قدرة الشاعر في المواصلة ،
وبالامكان جعل المشط من عشرين بيت واكثر . وتعبر هذه الطريقه حديثه .
الابوذيه المدورة :
بيت الابوذيه المدورة لا يختلف عن الابوذيه المتعارف عليه والمتداول ،
فالبيت الثالث تأتي مبتورة فيكملها الشطر الرابع الاخيرأي انه الشطر الثالث لم يعطنا المعنى الكافي
ولم يوضح لنا ما لشئ الذي جاء .. لكن الشطر الاخير تدارك الامر واكمل المعنى لهذا يسمونه المدور .
الابتكارات في بناء الابوذيه :
المتفق عليه ان الابوذيه التقليدي يتألف من اربه اشطر ثلاثه منها في قافيه واحد متشابهه في اللفظ ومختلفه
في المعني اي تعتمد على الجناس ، لكن هاجس البحث عن الجديد والنزوع الى الابتكار ،
دفعت البعض من الشعراء الى كسر الطوق التقليدي في الكثير من القوالب الشعريه ومنها الابوذيه،
فكتبه البعض من اربعه شطور متجانسه كلها ، اي من جناس واحد .. .
الابوذيه الخماسيه في التجانس :
كما في الابوذيه الثانيه من هذه الصفحه ( حبيبي شيوصلك وانت ثريه). ارجع للأعلى .
ويعتبر الشاعر الشيخ حسين بن علي الكربلائي هو اول من برع في اضافات الشطور المضافه الى الابوذيه
كالتخميس في شطورها او المواصله في نظم العديد من الشطور في نفس البحر
وذلك لكي يضفي على مجالس الطرب مزيداً من المتعه في الغناء .
الابوذيه المنثوره :
يسميها البعض (المطشر) وهي تسميه شعبيه تعني (المنثور) ويمكن غناء المنثور في جميع الاطوار
وهو لايختلف عن الابوذيه التقليديه الا باضافه بعض التفعيلات الى الشطر الثالث
بما يشبه طريقه السجع لاضفاء شيء من جماليه الصنعه الشعريه والتطريبيه ممعاً ،
وهذه الطريقه هي من المبتكرات الحديثه.
التطريز بالأبوذية:
فن التطريز فن قديم تواجد في الشعر العربي الكلاسيكي و تواصل إلى الأبوذية و يقصد منه بأن يبدأ جميع
الأشطر بأحرف إسم معين كإسم الحبيبة أو الصديق أو ماشابه ذلك.
المطلق و المولد:
هاتان التسميتان هما لنمط واحد من الشعر و هو النمط التقليدي للأبوذية و لكن يكمن الفرق بأن الأبوذية المطلق
تأتي من فكر الشاعر و إحساسه كما في هذه الأبوذية.
أما الأبوذية المولد:
فيكتبها الشاعر مستعينا بخيال غيره من شعراء الفصحى و ذلك بأن يبدأ الأبوذية ببيت أو بيتين من الشعر الفصيح
ومن ثم يبني عليهم أبوذيته.
منقول
الأستاذ حسين الهلالي
أرجو السماح لي بهذه الأضافة عن الأبوذية
تحياتي وتقديري